أخبار السودان

نادي العراة ..!

الانسان السوي هو الذي يتصرف بالصدق مع نفسه والأمانة والمواجهة قبل أن يقول له الآخرون بأن في رقبته إعوجاجا لابد من معالجته .. الى درجة أنه يخجل من عريه حتى وهو وحيدا في سكنه والشقة مغلقة ولكنه رغم ذلك فإن هو ارتاد الحمام تجده يغلق الباب وراءه إمعانا في إحترام الأصول التي تربى عليها وغرست فيه ثقافة الستر !

ولكن ماذا نقول في أناس لم يعودوا يهتمون بتعرية الآخرين لهم.. وهم الذين اغتروا في سلوكهم السلطوي ايما غرور.. إذ بات العري هو القاعدة السائدة في ثقافة عهدهم .. أما الستر بالفضيلة وقبول المناصحة والتخلي عن المكابرة بالإثم فتلك في عرفهم من ماضي ذكريات أزمان يبدو أنهم لم يتشبعوا بها ولايهمهم إن ضحك على عريهم طفل مثلما فرعون وقلة عقلة .. حيث خاط له المنافقون بالجهر و الساخرون منه سرا .. والبسوه حلة من الوهم وزعموا أنه الوحيد الذي لا يراها بينما سيصفق من يقفون لتحيته إعجابا بالوانها و حريرها و تصميمها .. فصدق المسكين ولم يستيقظ من هبله إلا بعد أن شاهد الناس كل تفاصيل جسده العاري وتبينوا مواضع القبح فيه جلياً
وهكذا هم أهل الإنقاذ الذين اصبحوا يركضون في غبائهم وهم عراة في ناد كبير يتحلق حول مدرجاته جماهير تصفر لهم بالخروج بعد أن ناصحتهم كثيرا بالستر قبل الإفتضاح المشين .. ولكن يبدو أنهم لا يعبأوون بالعري طالما أنه أصبح ديدن كل جماعتهم وليس فيه ما يعيب .. إن كان قتلا للنفوس التي حرم الله قتلها إلا بالحق .. أو سرقة المال العام تحت ذرائع ما أنزل الله بها من سلطان أو الإصرار على الإستخفاف بعقول الناس ودلق الشعارات الزائفة في طرقاتهم صباح مساء دون خجل أو حتى ملل !

لن تنجيهم التوبة واستجداء الغفران عند السكرات .. فهم لا يعتبرون بمن ذاقوا الذل منتحرين مثل هتلر الذي حلم بحكم العالم .. فكان نصيبه طلقة بيده في راسه وترك العالم من بعده يمور و يفور وظلت اللعنات تلاحقه الى يوم الدين ..!
ألم يشاهدوا مذلة الذين جاءوا من القصور الى أقفاص الإتهام .. أو الذين تدلوا على حبال عنادهم و لطالما ناصحهم العقلاء بالتراجع عن تعنتهم أو الذين عبث الشباب بمؤخراتهم وهم الذين قالوا أنا ومن بعدي القيامة أو الطوفان .. فذهبوا غير ماسوف عليهم وإن ارتجت بلادهم من بعدهم فإنها ستعتدل على ميزان التجارب المريرة التي يتعلم منها الشعوب كيف تنهض بعد أن كانت تحت حذاء الرجل الواحد أو الحزب القائد الى التهلكة !

نعم نحن نعلم أن هنالك من يزينون عري هؤلاء الغافلين ..فأولئك بالطبع من نفعيي النظام الذين يرون إعوجاج رقبته حسنة طالما أنهم لايرون عوج حال الأمة التي أحالها زمان الإنقاذ الى مؤخرة صفوف القارة والإقليم وقد كانت رائدة الحكمة و صاحبة اليد العليا .. فالذين ينافقون هذا النظام بالكلمة المكتوبة أو هتافا بالحناجر المجروحة الشهادة أو بالفتوي المدبجة أو المداهنة بالنفاق والإنبطاح ..فهم الآكثر عريا طالما أنهم يجملون معاطف القبح في جسد النظام الذي تورم بكاملة وانتفخ توطئة للإنفجار .. وستظل نتانته في أجوائنا ردحا من الزمان بعد أن يأكله دود النسيان .. وهذا ماينبغي أن نعد له أنفسنا ..لان البناء بعد الهدم لابد أن يكلف من الزمن والجهد والطاقات والإمكانات والنفرة الجماعية ما يستوجب الصبر حتى يستقيم ظلنا الجديد واقفا على سوقه حصنا لستر الجميع .. إلا الذين تباهوا برذيلة العري في ناديهم الفاشل الأهداف !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. والله خوفتنا يا برقاوي بالعنوان ….. قلنا البلد دي بعد بقت زي اوروبا ولا شنو …. لكن اظن العري حلوه ب فقه السترة.

  2. كتبنا كثيرا عن خبث الإخوان المسلمين وقلت كان لى كوز يزورني ويأكل معى الملح والأحوال وكنت أظنه مخلصا الى ان ظهر يوما قائلا لى وأقسم بالله ان الجماعه لو أعطوه أوامر بقرى لقتلى دونما تزدد وحينها أدركت انى فى خطر عظيم لكن كرامتي وشجاعتى وتربيتى جعلتنى اطرده شر طرده والان حان وقت الثوره وأؤكد لكم بعد شهادة كبيرهم الهالك الترابى سقطت كل الأقنعة ولم يظل حول العصبه من مناصر سواء كان خبيثا او مغفلا سيسقط هذا النظام من اول يوم وأول مظاهره صدقونى صدقونى وقوما الى ثورتهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..