
سؤال ظل يراودنا، ويقلق الكثيرين منا، كلما تنادت الجماهير للخروج في مليونياتها المتكررة ، احتجاجا او تنديدا أو تذكيرا بما آلت اليه الثورة واليه الثوار من تهميش واندثار لتلك الشعارات الرائعة في الحرية والعدالة والسلام..نعم ثم ماذا بعد ؟
تحت قوة وضراوة ثورة ديسمبر المجيدة…كانت هناك الاستجابة القهرية من النظام البائد لمطالب الثوار.كان يتملكهم الخوف والهلع وقلة الحيلة امام شعب ثائر لن يتوقف هديره الا بتحقيق المطالب..ولهذا انهار النظام البائد حيث اتضح انه نظام متهالك تسكنه الفوضي من الداخل وتجمع مكوناته فقط المنافع والمطامح الشخصية ولهذا ايضا سهل اسقاطه رغم فداحة الثمن الذي دفعته الثورة لتحقيق اولي أهدافها في اسقاط النظام.
وقد سقط النظام كهياكل (حديدية) وبقيت تبعاته الكارثية…ولم ينصلح الحال، لأن الجماهير لم تكمل المشوار ولم تحسن اختيار قياداتها لمرحلة الاستقرار الذي يبدأ بالفترة الانتقالية…وها هم الثوار يطرقون الباب من جديد لتحقيق مدنية الدولة ذلك الشعار الذي تجاوزوه بحسن النوايا او بحكم الضرورة في ذلك الوقت…ولكنهم يعرفون الآن اهميته وضروريته إستكمال استحقاقات ما خرج واستشهد من أجله الثوار.
نعم.. فقد تغير الحال وتبدل الميدان وتنوعت أطراف الصراع بدخول الحركات المسلحة وبالتالي لن تكون ( المعركة) بين جماهير ثائرة ونظام منهار..بل ستكون مواجهة شرسة بين جماهير مدنية وشباب عزل في مقابل( اصطفاف) مسلح متعدد الولاءات تجمعهم المصالح المشتركة و ( حب البقاء) والامساك بأطراف السلطة مهما كان الثمن ولو تكرار ( مجزرة الاعتصام ) مرارا وتكرارا…فهذه مليشيات مسلحة لا عقيدة لها وتدرك تماما أن بقاءها في المشهد السياسي وهو امساكها بالسلطة ويدها علي الزناد..
اعود وأقول…نحن مع الثوار….وسوف تخرج الجماهير وتهتف وترفع الشعارات وتحرق الاطارات وتشتعل النيران في مدن سودانية اخري قد تكون أشد تشددا من العاصمة الخرطوم..وقد تسد الطرق وتعسكر حول المباني الحكومية مدنية كانت أم عسكرية..كل ذلك سعيا في تحقيق مطالبها وأهمها مدنية الدولة….ويبقي السؤال قائما …ثم ماذا بعد؟
هل ستكتفي الجماهير بتسيير تلك المظاهرات والاعتصامات وتكتفي بذلك وتعود ادراجها الي قواعدها (سالمة) للتفكير في ( مليونية ) أخري بعد (كمون) و( بيات شتوي) جديد..أم أن مليونية هذه المرة تختلف بعد ان بينا خطورة الوضع الحالي بدخول تلك المتغيرات الجديدة ومنها الحركات المسلحة كلاعب جديد؟
د.فراج الشيخ الفزاري
[email protected]
حسب الوثيقة الاصلية،،مدة رئاسة العسكروممثلهم البرهان 18شهر،،،،عليه فذهاب البرهان مطلوب،بانتهاء مدته المنصوص عليها ،،ويجب أن يتسلم رئاسة السيادي المكون المدني…واذا افترضنا النقة والونسة لتمديد رئاسة العسكر للسيادي،،(اتفاقية السلام)فيجب تغيير البرهان ..واستبدال المدنيين والعسكريين.(بعد انتهاء زمن الوثيقة الاصلية).يعني باختصار مجلس سيادي جديد….والذي يحدد كيف تسير الامور هو تعامل العسكر مع المطالب المشروعة للمواطنين..فاغلاق الأسواق والكباري والشوارع الرئيسية ،،هوتصعيد بسيط،،ويمكن أن يستمر الإغلاق لأيام، ،،واصلا دا لاشيء،،لان كرونا أغلقت كل العواصم …والجامعات متوقفة والمدارس،،، وأيضا إغلاق مباني المحليات وإغلاق الوزارات،تم بالفعل بتقليص عدد العاملين،،..وكذلك المسيرات المليونية السلمية اليومية في كل أنحاء البلادوالاعتصامات امام المجالس الحكومية والمحاكم كل ذلك افضل الف مرة من الانزلاق إلى حرب الشوارع…والمقاومة المسلحة..والتدخل الدولي والنزوح والتشريد كما حدث للسوريين …المهم في هذه المرحلة هو الزام الشعب بالسلمية..والزام العسكر بالرحيل في مدة محددة..هذا ما نتمناه.