فانتازية قناة النيلين والقانون

اتفقت معظم المواقع الالكترونيه علي اطلاق كلمه “قرصنه” علي عمليه نقل القنوات الفضائيه لمباريات لم تكن طرفا في اتفاق بثها. وكما اشرنا في مقال سابق, فالجزائر ومصر هما الدولتان اللتان مارستا هذه القرصنه في الاونه الاخيره ضد حقوق البث لقناة الجزيره الرياضيه.
يبدو ان العاملين في قناه النيلين لم يستوعبو الخطا الذي وقعو فيه في نقل مباره المريخ وبايرن ميونخ التي اقيمت بدوله قطر مؤخرا. ورغم تبياننا لهذا الخطا في مقال سابق وتوجيهنا عبره لرساله الي مديرها العام باحادية الحل في الاعتذار وجبر الضرر, الا انه من الملاحظ ان القناه متمركزه في موقفها وتحاول اقناع الجماهير الرياضيه عامه وجمهور المريخ العظيم علي وجه الخصوص بان ماقامت به في مصلحه الوطن.
هذه المره نريد ان نلقي الضوء علي هذا الموضوع من زاويه القانون ليستبين القارئ الجرم الذي اوقعت فيه القناه نفسها. ولتبيان ذالك, لم اجد بدا غير استعارة المقال الفذ الذي كتبه الأستاذ والمحاضر بجامعة الجزائر عجة الجيلالي في جريده الخبر الجزائريه الصادره في الثامن من نوفمبر 2013 بعنوان ” قرصنة بث لقاء الجزائر? بوركينافاسو محل جدل قانوني”.
لا تتمثل صدقيه التحليل في مقال د عجه في كونه جزائريا اخذ جانب الحياد فقط, وانما مقارنته بين القانونين الدولي والوطني الجزائري من جهه اخري لتثبيت عمليه القرصنه التي قام بها التلفزيون الجزائري. فيما يخص القانون الجزائري, فقد اوضح الكاتب انه (القانون الجزائري) قد طوع نفسه فيما يخص مباريات كره القدم ليتماشي مع القانون الدولي في موضوع حقوق بث المباريات. ولتبيان ذالك, نوه الكاتب في قيام ” المشرّع الجزائري بتكييف حقوق البث التلفزيوني كحقوق مجاورة محمية بمواد قانون” (المقال). وقد ادي ذالك ايضا الي صدور تشريعات ” لحماية حقوق جميع الأطراف من خلال تطوير النظام القانوني لحقوق الملكية الفكرية.” (المقال).
اما فيما يخص القانون الدولي, فقد اكد سيادته ان الروح التي تمتع بها هي الحمايه الواجبه لحقوق البث ليس من جهه البث المباشر فقط وانما ارفق معها حقوق ماقبل البث ويتمتع بها المالك له. اي ان القانون يحترم حق المالك للبث ولا احد غيره مهما كانت شخصيته الاعتباريه. كما اكد تمتع البث بالحمايه الدوليه علي اساس نص الماده 13 من اتفاقيه روما.
وقد كانت المحصله النهائيه لمقاله التحليلي في هذا الموضع ان ” ما قامت به مؤسسة التلفزيون يعد خرقا لالتزامات الجزائر الدولية فيما يخص احترام أحكام معاهدة روما. ويكيف فعل القرصنة كاعتداء على الحقوق الحصرية لمالك الحق، والتي من آثارها فقدان الجمهور وخسارة مالية في العائدات ومخاطر حلول القرصان محل المالك القانوني للحقوق.” (المقال). اخيرا تناول المقال الاثار المترتبه علي تلك القرصنه في بعديها المحلي والدولي. وقد حصر الاثار في بعدها الدولي والذي يمكن ان ينطبق علي حالتنا السودانيه البائسه في الاتي:
1) خرق الالتزامات الدولية للجزائر، حيث صادقت الجزائر على الاتفاقيات الدولية للملكية الفكرية وتلزمها هذه المصادقة بحماية حقوق الملكية الفكرية.
-2) التأثير السلبي لفعل القرصنة على المفاوضات الجزائرية مع المنظمة العالمية للتجارة، حيث أصبح شرط حماية حقوق الملكية الفكرية شرطا مسبقا للحصول على العضوية.
-3) الإضرار بالسمعة الدولية للدولة الجزائرية، وفي هذا الإطار أضحت حماية حقوق الملكية الفكرية المعيار الذي على أساسه يتم تقدير هذه السمعة.
-4) بث الخوف والحذر لدى المستثمرين الأجانب فيما يخص إدارة السلطات الجزائرية في حماية حقوق الملكية الفكرية.
بالرجوع الي موضوعنا فان المالك الحصري للبث داخل السودان هو نادي المريخ ولا احد غيره استنادا علي العقد المبرم مع الشركه المنظمه للمباراه. ذريعه قناه النيلين والمستنده علي شراكتها مع قناتي الدوري والكاس القطريتين ذريعه (فطيره) ولا يعتمد عليها. كذالك حبها لنادي المريخ ووطنيتها لاسعاد الجمهور السوداني بمشاهده المباراه. كان ذالك سيكون منطقيا اذا كانت المباره للفريق القومي مع فريق قبيله الزولو المقامه في احراش افريقيا وان القناه قد تكبدت المشاق في محاربه الاسود وركوب الصعاب لاسعاد المشاهد السوداني. اما ان تكون المباره لفريق المريخ وستقوم بنقلها قنوات اخري في قامه الشروق والدوري والكاس فليس هنالك اسم لهذه الفعله غير القرصنه.اما في تفاخر القناه باليوم المفتوح والتحليل الذي سبق المباره فلا نريد الحديث عنه لان بعض المحللين فيها يصيبونا بالغثيان. وللشريط الاخباري الذي تبثه القناه هذه الايام استغرابه اخري. اول مره في حياتي اشاهد (قصه كامله) في شريط اخباري ونحن من محترفي مشاهدة القنوات الفضائيه. كما اول مره في حياتي اري قناه تنشرغسيلها الوسخ وتصفي حساباتها مع خصومها في نفس الشريط. وتريدنا ايضا (في نفس الشريط ) ان نقتنع بان كل القصه والقرصنه وهمبتة الاعلانات الخاصه بقناه الشروق وحرمان نادي المريخ من عائد البث, ماهو الا تصفيه حسابات شخصيه.
قبل الاعتذار وجبر الضرر, نحن جمهور المريخ لن نرضي من ادارتنا التراجع من مقاطعتها لقناة النيلين. واذا فعلت ذالك دون ارادتنا, سيصل بنا الامر الي الامتناع عن مشاهدة اي مباره لفريقنا علي هذه القناه حتي لو كانت هي الوحيده التي ستقوم بنقلها. قال جمعيه عموميه قال.
[email][email protected][/email]