أخبار السودان

المرشح الجمهوري يستخدم «الدين» في معركته لكسب ناخبي الولايات الأساسية

واشنطن: محمد علي صالح
خلال أول أسبوع من الحملة الانتخابية الرئاسية، بعد نهاية مؤتمري الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بينما يركز المرشح الجمهوري ميت رومني على أخطاء الرئيس باراك أوباما خلال 4 سنوات في البيت الأبيض، ويركز أوباما على آراء رومني الرأسمالية المتطرفة، لجأ رومني إلى استخدام الدين، ولجأ مؤيدون له إلى استخدام العنصرية، ولكن بصورة خفية.

وأول من أمس، في برنامج تلفزيوني تبشيري مسيحي معروف يقدمه السياسي القسيس بات روبرتسون، استفاد رومني من الخلاف الذي ظهر الأسبوع الماضي خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي، حين طالب مندوبون بشطب عبارة تشير إلى «الله» من برنامج الحزب. وقال رومني: «لن اشطب الله من برنامجنا. لن أزيل الله من قلبي. نحن أمة كرمها الله».

وأضاف رومني أن الأميركيين يحتاجون إلى رئيس «يلتزم بأننا، الشعب الأميركي، حصلنا على حقوقنا ليس من الحكومة، لكن من الله نفسه». ولمح رومني إلى أن الديمقراطيين يريدون شطب العبارة الشهيرة «بالله نؤمن» (إن جود وي تراست) من العملة الأميركية.

وسارعت حملة الرئيس أوباما، ونددت بهذه التصريحات، وقالت إنها «هجمات متطرفة ومغلوطة». ونقلت وكالة «أ.ف.ب» على لسان ليز سميث، المتحدثة باسم حملة أوباما، بان رومني «يشن هجمات متطرفة ومغلوطة ضد الرئيس تتماشى مع الأصوات داخل الحزب الجمهوري الداعية إلى زرع الشقاق». وأضافت: «هذه ليست طريقة لجعل أميركا أقوى. إنها وسيلة للانقسام، ودفعنا إلى الوراء».

ورد فريق حملة رومني، في تصريح لنفس الوكالة، قائلا إن حملة أوباما هي التي «تؤلب الناس ضد بعضهم البعض». وقال مستشار حملة رومني، كيفن مادن: «صارت تصريحات أوباما بعيدة جدا عما وعد به الناخبين حين كان مرشحا (في انتخابات سنة 2008) ».

في الوقت نفسه ، انتقد ديمقراطيون تصريحات وردت على لسان جمهوريين خلال مؤتمر الحزب الجمهوري في تامبا (ولاية فلوريدا) فيها عنصرية خفية ضد أوباما والسيدة الأولى ميشيل. وكانت مواقع جمهورية ومحافظة في الإنترنت انتقدت ميشيل، وتسريحة شعرها، وفستاتها، عندما خاطبت مؤتمر الحزب. ونقلت تلفزيونات من داخل قاعة مؤتمر الحزب الجمهوري تصريحات جمهورية قالت إن ميشيل «لا تشبه السيدة الأولى، لكنها تشبه خادمة السيدة الأولى».

وربط جمهوريون بين شعر ميشيل وشعر رياضية أميركية اشتركت في دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة في لندن، وكانت أطلقت لشعرها العنان، وانتقدها بعض الناس، وقالوا إنها كان يجب أن تقص شعرها، وأثار الموضوع نقاشا فيه عنصرية واضحة وعنصرية خفية.

وتخشى مصادر إخبارية أميركية أن رومني ربما سيتعمد استخدام كلا من الدين والعنصرية الخفية، أو يتعمد أنصاره ذلك، إذا أحس أن احتمالات فوزه انخفضت. وخاصة وسط مؤشرات عن تزايد شعبية أوباما بعد مؤتمر الحزب الديمقراطي، حيث ارتفعت بنقطة لتصبح 49 في المائة، مقابل 45 في المائة لرومني، حسب استطلاع معهد غالوب. ولم يحقق رومني أي تقدم في شعبيته بعد مؤتمر الحزب الجمهوري.

وأشارت مصادر إخبارية أميركية إلى أن روبرتسون، الذي قدم رومني في برنامجه التلفزيوني قبل أن يتحدث رومني أمام نحو 3 آلاف شخص من أنصار روبرتسون، له تاريخ طويل في التصريحات المثيرة للجدل. وكان أعلن أن جزيرة هايتي ضربها الزلزال المدمر في سنة 2010 لأن لعنة الله وقعت عليها «بعدما أبرمت اتفاقا مع الشيطان».

وبعد مؤتمر الحزب الديمقراطي الأخير، قاد روبرتسون حملة ضد برنامج الحزب الذي كان شطب اسم «الله»، وأيضا شطب فقرة عن أن القدس هي عاصمة إسرائيل. وقبل نهاية المؤتمر، اضطر أوباما ليطلب إعادة إدراج الإشارات إلى «الله» و«القدس» إلى برنامج الحزب، لإنهاء جدل سياسي وحساس بدأ يعم أميركا.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إنها ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الجمهوريون الدين والعنصرية الخفية ضد الديمقراطيين. وأشارت إلى أن الرئيس رونالد ريغان كسب كثيرا من أصوات الديمقراطيين في الولايات الجنوبية لأنه كان يركز على كثرة مساعدات الحكومة للفقراء، وأغلبيتهم من السود.

وهذه المرة، يوجه جمهوريون انتقادات إلى أوباما فيها عنصرية خفية ليس فقط لأنه أسود، ولكن أيضا، بسبب اللغط، إذ إنه حقيقة مسلم، ولكن ينكر إسلامه. ومرات كثيرة، اضطر أوباما إلى تأكيد أنه مسيحي ملتزم إلى ذلك، يستعد المرشحان لمواجهة مباشرة بينهما في 3 مناظرات تلفزيونية مرتقبة في أكتوبر (تشرين الأول) سيحاول خلالها أوباما الدفاع عن أدائه فيما سيحاول ميت رومني اقتراح حلول بديلة.

وسيتواجه أوباما ورومني في 3 أكتوبر في دنفر (كولورادو، غرب) و16 من الشهر نفسه في همبستد (نيويورك، شمال غرب) وفي 22 منه في بوكا راتون (فلوريدا، جنوب شرق). وسيجري المرشحان لمنصب نائب الرئيس جو بايدن وبول رايان أيضا مناظرة في 11 أكتوبر في دانفيل (كنتاكي، وسط – شرق).

وقد أمضى المرشح الجمهوري ميت رومني وفريقه 3 أيام هذا الأسبوع في فيرمونت (شمال – شرق) للبدء في التحضير لهذه المناظرات في وقت سجل فيه باراك أوباما ارتفاعا في شعبيته بعد مؤتمر الحزب الديمقراطي في شارلوت بولاية كارولاينا الشمالية (جنوب – شرق).

وفي ظل هذه الأجواء الحامية تمهيدا لانتخابات 6 نوفمبر (تشرين الثاني)، ستشكل المناظرات الثلاث أفضل فرصة لكي يتمكن الناخبون من رؤية المرشحين يتواجهان بشكل مباشر حول أبرز مواضيع الحملة. ويعتبر كل من أوباما ورومني خطيبين لامعين يفضلان الحجج المنطقية المدروسة أكثر من تلك العفوية.

ويرى جون غير، أستاذ العلوم السياسية في جامعة فاندربيلت أنه «سيكون على رومني أن يثبت خلال هذه المناظرات، لا سيما الأولى منها أنه مستعد لتولي المنصب الرئاسي. سيكون عليه العمل بشكل يتيح للناس أن يبدأوا الاعتياد على صورة رومني بوصفه رئيسا». والمرشح الجمهوري لا ينقصه التدريب على ذلك، فقد شارك بالفعل في عشرين مناظرة خلال الانتخابات التمهيدية لحزبه في الأشهر الماضية.

وسيكون عليه بالتأكيد العودة إلى موضوع أداء أوباما خلال سنوات حكمه لا سيما قوله للأميركيين «لستم في وضع أفضل مما كنتم عليه قبل أربع سنوات، لكن بإمكاني أن أجعل حياتكم أفضل».

وفي المقابل فإن الرئيس المنتهية ولايته لم يخض مناظرات منذ أكتوبر 2008 حين تواجه مع جون ماكين. وسيسعى أوباما بالتأكيد إلى الإثبات أن منافسه يريد إعادة سياسات قديمة فشلت، وسيسعى إلى استمالة ناخبي الطبقة الوسطى. وقال جون غير «أعتقد بصدق أن موقف أوباما أكثر تعقيدا».

وسيتم التطرق بالتأكيد إلى موضوع آخر حساس هو ملف الصحة. وفي هذه المسألة لا يمكن لميت رومني أن ينتقد بشدة إصلاح القطاع الصحي الذي اعتمده أوباما، الذي يريد إلغاءه في حال انتخب رئيسا، لأن الرئيس المنتهية ولايته استوحى هذا القانون من القانون الذي أدخله رومني في ماساتشوستس حين كان حاكما للولاية.

وقالت ويندي شيلر الأستاذة في جامعة براون: «ذلك يمكن أن يتيح لأوباما أن يشكك في صدقية رومني». لكن مع مهلة شهر تقريبا للتحضير، لا يشكك أحد في أن المرشحين سيكون أمامهما الوقت لتحضير ردودهما.

وبالتالي فإن الأمر الأهم هو قدرتهما على الرد على سؤال غير متوقع. وقال غير: «في هذا النطاق، ميت رومني قد يكون جيدا جدا، أو شديد السوء».

وسبق أن ارتكب المرشحان بعض الهفوات في السابق. فقد عزز ميت رومني صورته الكاريكاتيرية كمليونير منفصل عن الوقائع عبر عرضه رهانا على حاكم تكساس ريك بيري بعشرة آلاف دولار خلال مناظرة في ديسمبر (كانون الأول).

الشرق الاوسط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..