الحذر ?الذهب يلمع فى الجزيرة !

جاء فى أخبار صحف الأمس ان ولاية الجزيرة وقعت عددا من مذكرات التفاهم لتنفيذ عدد من المشروعات من بينها مربع الامتياز( E13) والذى اكتشف فيه كميات كبيرة من الذهب .اصابنى القلق البالغ بسبب ذلك الخبر ومرد ذلك القلق الحديث الذى ادلى به رئيس اللجنة القانونية بالمجلس التشريعى لولاية نهر النيل جمال حسن سعيد الذى قال ان عمليات التنقيب بالولاية انعكست سلبا على الزراعة وادت لتقلص المساحات المزروعة بسبب هجرة الايادى العاملة الى التعدين وقال ان المساحات المخصصة لزراعة القمح بالولاية تقلصت من 150 الف فدان الى أقل من 50 ألفا فى العروة الشتوية الاخيرة , وأشار لتبدل الاوضاع الاجتماعية فقال : المدن الكبرى اجتاحتها حالة من الغلاء بسبب القوة الشرائية للمنقبين عن الذهب التى تقابلها قوة شرائية ضعيفة من سكان الولاية كما شكل وجود المنقبين الاجانب ضغطا على الخدمات والمواد الغذائية والمياه وقال: المواطنون الان باتوا يتناولون وجبتى فول فقط واشار لانتشار الخمور والمخدرات والى تدفق الاجانب للولاية حتى فاق عدد المنقبين المليون شخص وحذر من ان قوة الشرطة الموجودة بالولاية قد لا تستطيع الامساك بزمام الامور من الناحية الأمنية فى الولاية بوضعها الراهن .

الصورة واضحة تماما لكن سلطة الانقاذ لاتتعظ بل تمضى قدما فى تنفيذ سياستها مهما كانت العواقب وخيمة من الناحية السياسية والامنية , ويكفى الدمار الذى لحق بالجزيرة ومدنها التى كانت عامرة بالحياة نتيجة الاهمال المتعمد والتدمر الممنهج لمشروع الجزيرة , الان الانقاذ تريد ان تجهز على اى عمل قد يقود لاستعادة الحياة للمشروع واهله بفتح باب للتنقيب عن الذهب.

شخصيا لست ضد الاستفادة من موارد السودان فى باطن الأرض لكن ليس بالطرق والاساليب المتبعة الآن ولنا عبرة فى الآثار التى طالت الزرع والانسان فى ولاية نهر النيل ?.أهل الجزيرة قطعا على درجة من الوعى بحيث يفحصوا مشاريع الاستثمار فى الذهب وآثار ذلك على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ليحددوا أهدافهم ويضعوا نصب أعينهم مصالحهم ومصالح السودان ومصالح الأجيال القادمة .

الميدان