أخبار السودان

مؤشرات لبيع ما تبقى من أراضي السودان

سليمان حامد الحاج

طالب وزير الزراعة ابراهيم محمود حامد بضرورة احداث ثورة في التشريعات والقوانين فيما يختفص بالاراضي الزراعية لتحرير الارض وادخالها كسلعة تجارية تدخل في التمويل . وشكا الوزير من ان النمو الحضري تسبب في تغول الاراضي السكنية على الزراعية.

تصريح جد خطير يتطلب الوقوف عنده ملياً والتمعن فيما يستبطنه من نوايا ليست في مصلحة البلاد باي حال من الاحوال . قبل ان تشرع في تفريع مايستبطنه التصريح، نسال السيد وزير الزراعة، هل المشكلة المثارة الان هي النقص في الاراضي الزراعية؟ ان كان لا يدري- وهو حتماً يدري- بوصفه وزيرا للزراعة ، ليس هذا هو السبب الاساسي ولا حتى الفرعي . فالاراضي الصالحة للزراعة في السودان تبلغ مساحتها 200 مليون فدان. المستثمر منها لا يزيد عن (40) مليون فدان.

هذه المساحة تقدر . مائة مرة قدر مشروع الجزيرة والمناقل الذي تبلغ مساحته 2.5 مليون فدان ، والذي بدات حكومة الراسمالية الطفيلية المعادية بطبيعتها الطبقية للانتاج الزراعي ، في تفتيته وبيعه بابخس الاثمان.

هذا ما يحدث لمعظم المشاريع الزراعية المروية مثل مشروع الرهد وحلفا الجديدة، التي يتواصل وضع المصاعب امامها بنية تدميرها عن قصد توطئة لبيعها بحجة انها خاسرة.

سلطة المؤتمر الوطني مسؤولة مسؤولية كاملة عن ما حدث لهذه المشاريع من دمار . وهي التي تتحمل مسؤولية الجفاف والتصحر الذي جعل العديد من ولايات السودان ذات طبيعة صحراوية تحاصر اطرافها الصلعاء مدنها وقراها وتعمر منازلها بالرمال الحارقة.

الحكومة مسؤولة ايضاً عن بيع اراضي السواقي التى تبلغ مساحتها ملايين الامتار لوزارة الشؤون الرياضية منذ عشرات السنين لتقام عليها المدينة الرياضية التي ظلت منذ ذلك الوقت هياكل خرسانية حتى الان، بل نهبت ما لايقل عن 50% من اراضيها لتحول الى مناطق سكنية وزراعية خاصة.

وكل صباح تبشرنا الصحف ببيع المزيد من الميادين العامة والاراضي الزراعية في معظم ولايات السودان، وتتكشف مخازي التصرف بين الفينة والاخري في الاراضي والميادين العامة داخل الاحياء وخارجها وف حرق القري. ولهذا صارت فضائح التصرف في الاراضي حديث العامة في مجالسهم الخاصة.ومن الممكن ان تتطرق الى مئات الامثلة الموجودة بين ايدينا لولا ان ضيق الحيز لا يسمح بهذا السرد. وهناك قضايا لا زالت امام المحاكم لم يتم البت فيها.

آخر ما نشرته الصحف ،هو ما جاء في صحيفة الجريدة عدد السبت 14/6/2014م عن اراضي الدخينات ، التي ذكر ورثتها من ابناء المرحوم حاج مضوى رحمه الله عليه عن التلاعب الذي قامت به جهات مختلفة باوراق الاراضي ومن بينهم متنفذون في قمة السلطة، الجدير بالذكر ان هذه الاراضي التي تبلغ مساحتها 50 فدان اراضي زراعية والمتنفذون المعنيون في السلطة كما ذكر الورثة هم الذين حولوها الى اراضي سكنية. ويمكن الرجوع في هذا الشان الى رئيس تسجيلات اراضي الكلاكلة الذي خاطب المحكمة التي تنظر في هذه الاراضي وسلمته خطاب سري للقاضي المختص نفسه.

وبحسب الوقائع التي نشرت في الصحف فقد تم تحويل الاراضي المملوكة للورثة من زراعية الى سكنية ويجري الان توزيعها كمخططات سكنية، بينما لا زال النزاع قائماً خولها امام المحكمة.

ان حديث السيد وزير الزراعة المطالب بتحرير الاراضي لتصبح تجارية، يفرض العديد من الاسئلة:

اولاً: ? تحرير الارض من منو؟ ولي شنو؟ فالامثلة السابقة جعلت سلطة الراسمالية الطفيلية تتصرف في اراضي السودان وكان السودان ملك لها.

اليس هي التي تتصرف في اراضي الميادين العامة بالبيع كما تشاء؟ أليس هي التي تهدم منازل الفقراء بحجة انها عشوائية دون ان تدفع لهم تعويضات مجزية ، وتبني مكانها قصوراً فارهة للاثرياء من الطفيلين . وفي هذا الصدد يمكن الحديث دون توقف عن الارضي التي كانت زراعية مطرية في كافوري ومعظم اطراف العاصمة ومختلف الولايات وباعتها بثمن بخس للموالين لها.

الم تثبت التقارير والتحقيقات الرسمية ان حكومة حزب المؤتمر الوطني الحاكم هي التي صدقت بتشييد مباني سكنية في مجاري السيول وعلى بعد امتار من المناطق المعلومة التي يطمرها النيل في مواسم الفيضان. اليس هذا تحريراً للاراضي وتحويلها الى تجارة من غير الحكومة فعل ذلك؟ وهل يستطيع اي مواطن ان يضيف متراً من الاراضي لمنزله سواء كان في المدينة او حرم القرية بدون علم الحكومة وموافقتها. لايستطيع فعل ذلك الا الموالين للسلطة وبدعم منها وموافقتها.

وزير الزراعة يريد بهذا التصريح ان يقنن الممارسات السالبة التي تمارسها السلطة بعمل قوانين تسمح بنزع اي ارض لاي مواطن سكنية او غيرها من الامثلة التي مورست فعلا واشرنا الى بعضها في مقدمة هذا المقال.

امام حديث الوزير في برنامج ( مؤتمر اذاعي) عن ان معدل الدخل ازداد على مستوى العالم خاصة في الدول ذات الكثافة السكانية مما زاد الطلب العالمي على المنتجات الزراعية ومن ثم ارتفعت اسعارها كفرصة لاهل السودان لاستغلال الامكانيات الكبيرة ليصبح السودان دولة عظمى ، حديث يدعو للدهشة والغرابة ، وهو في ذات الوقت حديث فحل يصدر من وزير يعلم علم اليقين كيف سارت سياسة الحكومة الزراعية طوال ربع قرن من الزمان . باعت فيها معظم المشاريع المنتجة المروية وغير المروية وخصخصة العديد منها دون ان يدخل عائدها الى خزينة الدولة، واصبح السودان بلداً مستهلكاً وليس منتجاً، بل مستورداً لقوت يومه من معظم السلع الضرورية من بلدان العالم.

ثانيا: هذا الواقع الماثل ، الذي ينتهج سياسية الاقتصاد الحر وحرية السوق والانصياع والتبعية المذلة لصندوق النقد والبنك الدوليين لا يستطيع بل يستحيل نظام الراسمالية الطفيلة ان يجعل من السودان بلداً منتجاً زراعياً وصناعياً ، بل سيظل في اخر قائمة البلدان الاكثر فقراً وفساداً وتجويعاً لمواطنيه.

لماذا لا يقول السيد وزير الزراعة بكل الصراحة والوضوح ،اننا نريد ان نبيع ما تبقى من ارض السودان عبر القوانين التي تقنن نزع الارض كما تشاء.

نظام يصل هذا الحد من التفريط في اعز ما يملك شعب السودان(الارض) نظام فصل الجنوب، لن يتورع من فعل اي شئ ولهذا يجب تكثيف النضال اليومي المثابر لاسقاطه .

الميدان

تعليق واحد

  1. ياناس والله فترنا وبدء اليأس يدب في نفوسنا وﻻ يزال الشعب السوداني ﻻيحرك ساكنا حتي تحدث الكارثه وهؤﻻء السفله ﻻيزالون ينفذون
    مخططهم في الهدم وعلي ما اعتقد بعد ما باعوا كل شئ اصبح اخرتها بيع اﻻرض وبكره يقولو للشعب السوداني روح شوف ليك بلد تانيه
    وكلما امتد الوقت كلما نفذوا مخططهم ويكون البلد ادمر…. حسبنا الله ونعم الوكيل.

  2. التحية للمصور..كأن الثوب جناح تطير به المراة السودانية بعيداً عن العوز والحاجة

  3. يا عادل عمر جبتة الزيت الراجل اريتري ابا و اما و ما عندو علاقة بالسودان يعني يحرر الاراضي علشان يبيعا لي اهلو و شوية يحصل عليكم الحصل على الفلسطينيين في فلسطين باعو اراضيهم لليهود و في النهاية قالو احتلوناو الما مصدق يمشي كسلا و يشوف وجود الاريتريين فيها تحت مسمى قبيلة البني عامر و اسالو الناس لمن الناس ديل يشرو ارض بيقولو(حررنا ارض!!!!!!!!!!!!)
    كسرة:
    اريتري يكون وزير داخلية و بعديها زراعة طيب ما تجيبو كريستيانو وزير رياضة

  4. على ذكر المدينة الرياضية فقد خصصها نميرى للمدينة الرياضية بمساحة 33 فدان من مطرى الجريف غرب…الاسمنت دا عملوا يوسف عبدالفتاح سجل اكثر من مائة قطعة سكنية له ولاخوان البشير..

    هذه الاراضى من مطار الخرطوم وحتى السمير مسجلة مرعى وتحطيب لاهالى الجريف غرب تسجيلات قرداى
    1919…
    ناس الجريف ناس وهم كبير واستاهلو فهم من مكن لهذا النظام ان يسود فكان جزاؤهم بيع اراضيهم التى هى الاغلى فى السودان…..

  5. لاحول ولا قوة الا بالله شره ما بعده شره …بعد كدا الباقى ليكم شنو الا كان تبيعونا نحن ذاتنا دا اذا ما كنتوا عملتوها وحسبنا الله ونعم الوكيل …

  6. من الغريب أن لا يملك شعب بقامة الشعب السوداني ليشكو مصائبه من حكم أقلية حصلت على 9% فقط في آخر إنتخابات نزية وحرة ليتكلم عن الفساد ويكرر الكلام في الفسادة دون أن يحرك ساكناً .. وهذا الشعب يعلم أن لسان حال نظام الأقلية هذا : “الكلب بنبح والجمل ماشي” ..

    منابر كصحيفة الراكوبة يجب أن يكون في غالب تناوله منبراً للتحريض على إسقاط النظام لا الكلام عن الفساد أو بيع أراضي السودان أو التعليق على كلام غير مسئول من شاكلة كلام هذا المعتوه الذي لا يمكن أن يكون مجرد كاتب إن كانت هناك عدالة في البلد ..

    يا جماعة .. خلوا الكلام وأعملوا حاجة عشان تسقطوا النظام .. رأس النظام نفسو وضح ليكم وسيلة إسقاط نظامه .. القوة والقوة الغاشمة وحدها .. قال الداير يجي يقلعهم من الحكم .. وإنتوا تقعدول تتكلموا كلام .. الدنيا ديه كلها سلاح وعندكم الجبهة الثورية شغالة كفاح مسلح .. إنتوا بتعملوا في شنو يا شعب الشمال؟؟

  7. الوزير يصرح ببيع الاراضي؟… فيها خطورة على حق البلاد والعباد…
    اما تصريحات البعض بقصة اريتري وما اريتري فهي التخلف والسبب في ضياع البلد,,,
    التقييم بالعمل والاداء..وعمله قطعا غير مرحب به… اما ارجاع كل شيء للاصل والفصل فهو اسلوب الفاشلين والمفلسين…
    اه نسيت:نحن جدنا العباس نرحب باي محاولة لارجاعنا مكة…
    قومو لفو…..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..