مقالات وآراء سياسية

مسجل تنظيمات العمل بجنوب دارفور.. المُستشار الاستثنائي!

الفاضل إبراهيم فضيل

إن من أبهى تجليات نظام المخلوع البشير أنه يُضقي قُدسية زائفة على بعض الشخوص فيتوهمون أنهم فوق القانون أو في مرتبة أقرب (للسوبرمين )الذين يصنعون الخوارق و يقدرون على كل شيء ، فهم وحدهم من ينتهك القانون و يزدريه دون أن يطرف له جفن أو يخشى لومة لائم ، في إساءة إستغلال السلطة و تقويض العدالة و إستثمار النفوذ لتحقيق منافع ذاتية مع سبق الإصرار فلا عقاب و لا عتاب حتى ، تبعاً لذلك ضاعت القيم و الحقوق و دب اليأس في النفوس فلمن تشكو حبة القمح إن كان القاضي دجاجة ؟

 

ليس بعيداً عن الواقع يتجلى مُستشار بوزارة العدل في تجسيد هذه الأمور و على عاتقه تركة ثقيلة من صنع يديه و ربما صمت رئيسه الأعلى ، لأن ما سأورده يعرفه القاصي و الداني و هو حديث تسير به الركبان و تتناقله الألسن في مجالس المدينة و دواوين الحكومة ، و لو كان يرعوي لأدرك إنبلاج فجر الثورة الذي تشع ضياءه دياجير و أقبية مؤسسات لا يمكن الوصول إليها و لا الحديث عنها لأنها تعمل لخدمة النظام و رعاية شؤون عضويته و إعتبار بقية الشعب مجرد بيادق لا أكثر.

 

و قبل الخوض عميقاً في أوحاله لا بد من إستدعاء الذاكرة للحديث عن إنتهاكات جسيمة وقع فيها إبان عمله مُستشاراً لمؤسسة حكومية إذ ظل يتقاضى راتباً مزدوجاً من وزارة العدل و وزارة المالية الولائية إلى أن أوقف فريق المراجعة ذلك الفساد و طُلب منه إعادة ما صرفه دون حق و إلى يوم الناس هذا لم يؤدي ما عليه و هو مال عام واجب الأداء و لا يسقط على الإطلاق و آمل أن تضع وزارة العدل هذا الملف في سلم أولوياتها لتعيد غرس قيم النزاهة و قبلها شعار الثورة ( عدالة ) و هي الحقيقة المفقودة في عصر البلاهة المنصرم.

 

ندرك بجلاء أسباب تعثر وزارات بعينها وضعت اغلب اصولها و آلياتها لخدمة أصحاب النفوذ إياهم ، فوزارة الإنتاج و الموارد الإقتصادية تدور ماكينات آلياتها على مدار العام و تتهالك في مزارع السادة و حتى الصندوق الولائي المختص بتوفير التقاوى يعجز عاماً بعد آخر بسبب هؤلاء و من يسيل لُعابه لأموال عامة كان من المُمُكن توظيفها لخدمة التُعساء في فيافي ولاية جنوب دارفور يهرع ليلتهما كما الضواري ، مؤكد له نصيب الأسد من هذه الموارد .

 

في عهد الثورة و بعد إستلام المقار و الدور الخاصة بواجهات الإنقاذ و بقرار من السيد الوالي المكلف تم تخصيص دار الإتحاد الوطني للشباب السوداني ليكون إستراحة للسادة مستشاري وزارة العدل و بدلاً عن ذلك جعله سكناً خاصاً له و عائلته و هذا وجه آخر من وجوه الإستئثار بكل شيء و لا سر في إستضافة مستشاري وزارة العدل طرف جهة أخرى ، و هنا نتساءل عن قيمة المنفعة العامة في تحويل منشأة كاملة لخدمة موظف بينما وحدات حكومية تستأجر منازل المواطنين لأداء أعمالها و بمبالغ تستنزف موارد مالية مُعتبرة ، لولا نعيم الثورة لما تجرأ أحد لإحتساب تكلفة الهدر و التبديد الشائعة !! لكن لا زال الحال كما هو فلمصلحة من يبقى أصحاب الولاءات الحزبية الصارخة يتمددون و يستأثرون بمقدرات الدولة و كأنها لم تسقط !!

 

بواقعية شديدة عليه أن يخلع أثواب القداسة الزائفة التي ظل يتغطى بها جيئة و ذهابا في خدمة الطاغية المُقال آدم الفكي و أن يفيق من غيبوبة الولاء الحزبي لأن إخوانه في تنظيمات العمل الذين يفشي لهم فحوى العرائض يقولونها و بثقة و فخر و نرى التسويف و المماطلة قرينة تعضد ما نقول .

 

ثمة أمر أختم به و هو رسالة في بريد معالي السيد مسجل عام تنظيمات العمل القومي فعليه الآمال مُعلقة في إسترداد الحقوق السليبة للعمال و الحرفيين في طول البلاد و عرضها.

 

و أخيراً و ليس آخراً لسيادة الوالي اللواء هاشم محمود الحق الكامل في أن يُراجع أمر تخصيص الدار لتكون مرفقاً لخدمة الجماعة لا الفرد أياً كان.

 

الفاضل إبراهيم فضيل

[email protected]

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..