أخبار السودان

زرائب الأفرع .. وأبراج المركز ..َ!

عطاء الديمقراطية الحقيقية التي تنهض بارادة المواطن ليكون سيدا للموقف وهو الذي يختار حكامه ليكونوا خادمين له لا سادة عليه ..لابد أن يكون ناتجاً عن البعد العمودي لمبدأ التعددية لا إنسكاباً هلاميا في أفقها المترهل دون ثمرة تذكر !
بمعنى أن كثرة الأحزاب في أي بلد ليست دليل عافية تلك الممارسة لاسيما في البلاد التي يستأثر بسلطتها حزب واحد هو من يستنسخ تلك الكيانات للإيهام بأنه يفتح مصاريع الحياة السياسية أمام الجميع للتنافس وهو في ذات الوقت الذي يحدد لها سقف الحركة ويمن عليها بالحصص التي تُرضي طموحها في حدود حجمها بينما يستخدم نفوذه و بما لديه من قوة تغول على القوانين المنظمة لإنشاء الأحزاب ويحدد شروطها فإنه يقطع الطريق على الأحزاب ذات الوزن الحقيقي في الساحة إما بالاختراق أو التفتيت أو التضييق بصورة غير مباشرة وتارة بافقارها مالياً !
والدول التي تحكمها الأنظمة الرشيدة تجدها توجه أياد البناء وتوفير الإمكانات اللازمة لتنمية الريف على حساب الحضر والمدن حتى لا يتركز الثقل الديمغرافي فيها فيختل معيار التوازن ما بين المركز و الأطراف وبالقدر الذي يخلق نوعا من التكدس المُفرز لكثير من السلبيات المعيشية والإجتماعية والأمنية فيدفع الكثيرين ممن لايملكون الحد الآدنى لمؤهلات العمل الأخرى بعد أن هجروا أعمالهم التي يجيدونها الى الإتجاه نحو المهن التي هي أقرب الى التبطل منها الى الإنتاج ..وبل حتى الخريجين حاملي الشهادات تجدهم يذوبون في بحر عدم العدالة في التوظيف ذلك المتلاطم بالمحسوبية و الفساد والرشوة في هذا الصدد على قلة المتاح من الوظائف في مقابل الأعداد الهائلة لحاملي الشهادات البعيدة عن حاجة البلاد والمجتمع الحقيقية والمُلحة !
ولعل المؤتمر الوطني الحاكم يجسد إنعكاسا واختلالا ًسيئا للإنفتاح على الريف ..فهو بدلاً من أن يسعى الى تصدير التنمية اليه بتفعيل فروعه الخارجية وتنشيط عضويتة المزعومة الملايين لتمضي في اتجاه تقويم حياة الإنسان فيه من خلال حثه على الإستقرار و الزراعة والرعي و إقامة المشروعات الصناعية التي تستقطب الطاقات البشرية لتدعيم ذلك الإستقرار والحد من موجات الهجرة الى المدن .. ولكنه وبعد أن استنفد كل إمكانات المركز في الصرف البذخي لتمكين ذاته وبعد أن داهمت داره جيوش الفقر ..هاهو يستنجد بالفروع التي تسكنها الدواب لإعانته ليس في إيجاد مخارج لمستقبل البلاد كما يدعي بافتعال الحوارات التي تمثل صرخة في وادي عدم الجدوى ..وإنما لنجدته بجمع الإشتراكات لإكمال برجه التفاخري عند ثغر العاصمة والذي يراد له أن يشمخ إمعانا في تحدي الشعور العام ..فهو بدون شك يمثل رمزا لعدم شعور هذا الحزب باولويات البلاد التي يدعي أنه يحكمها برشاد الدين ..الذي يحض على التقشف و الأخذ بالأسباب التي توطد التنمية والعدالة و توفير الحياة الكريمة للناس ولو في حدها الأدنى .. فشتان بين مركز يتطاول في البنيان ويسخر من الهوامش التي تأكلها نيران الفتن وقد اشعلها ذلك الحزب وحكومته التي فقدت الإحساس في أطرافها وتدعي عافية الرأس الذي لن يسلم من صداع المسغبة وهو من أورد بها البلاد دروب المهالك .ومثلما تدين تدان..والصورة أعلاه تجسد مفارقة أحلام المركز الغارق في اوهامه و إحباط الفروع التي باتت محض زرائب !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. أستاذى البرقاوى.هكذا أنت دائما شموخ وابداع ووطنية.انهم لا يحترمون مشاعر الشعب.لى صديق يسر الله له الرزق فى بلاد الغربة.أرادت زوجته النزول الى السودان فى اجازة.لبست كل حليها وذهبها لكنه اعترض على ذلك وأمرها أن تلبس فقط اليسيرمن مجوهراته.قلت له لماذا منعتها؟؟ رد على بأن هذا استفزاز لمشاعر الناس فى البلد فمنهم من لا يجد ما يسد به رمقه.انصاعت الزوجة لما قال وخلعت ما تلبس من ذهب رغم أنه من حلال مال زوجها وليس من عرق الشعب.

  2. بعد اتفاقية نيفاشا افتتح القائد الراحل جون قرنق صرحا ضخما فى نيوسايت طنه الناس المركز الرئيسى للحركه الشعبيه . ولكنهم فوجئوا بانه مجمع مدارس . وقال جون قرنق وقتها نريد ان ننقل المدنيه الى الريف ونشجع الهجره العكسيه من المدنيه الى الريف . فعل هذا اخ برقاوى ولم تمضى على تسلمه منصبه سوى اسابيع ورحل بعدها فى الحادث المشئوم . والذى لا يساورنى شك انه مؤامره. قارن بين هذا وماهو حاصل الان هجر الناس الريف الذى كان حديقة يانعه زاخره بالسكان منتجه لكل مايحتاجه الانسان وذياده الان لم يبق كلب يعوى كلب باحث عت سيده فقد نضب كل شىء وصار كل السودان فى الخرطوم التى سدت انفها من رائحة النفايات ورائحة الفساد

  3. اشتفذتني صورة الحمير الواقفه علي بوابة كرخانة المؤتمر…هل يعني أن الشعب اصبح حميرا وان الباب الكرخاني مغلق في وجهه…كنت مع صديق شديد الحساسيه علي الكيزان استاذننى ليذهب المؤتمر تعجبت..اشتروك ولا شنو…اقصد W.C….أن الاستهزاء والفكاهه لا تحل قضيه…

  4. أستاذى البرقاوى.هكذا أنت دائما شموخ وابداع ووطنية.انهم لا يحترمون مشاعر الشعب.لى صديق يسر الله له الرزق فى بلاد الغربة.أرادت زوجته النزول الى السودان فى اجازة.لبست كل حليها وذهبها لكنه اعترض على ذلك وأمرها أن تلبس فقط اليسيرمن مجوهراته.قلت له لماذا منعتها؟؟ رد على بأن هذا استفزاز لمشاعر الناس فى البلد فمنهم من لا يجد ما يسد به رمقه.انصاعت الزوجة لما قال وخلعت ما تلبس من ذهب رغم أنه من حلال مال زوجها وليس من عرق الشعب.

  5. بعد اتفاقية نيفاشا افتتح القائد الراحل جون قرنق صرحا ضخما فى نيوسايت طنه الناس المركز الرئيسى للحركه الشعبيه . ولكنهم فوجئوا بانه مجمع مدارس . وقال جون قرنق وقتها نريد ان ننقل المدنيه الى الريف ونشجع الهجره العكسيه من المدنيه الى الريف . فعل هذا اخ برقاوى ولم تمضى على تسلمه منصبه سوى اسابيع ورحل بعدها فى الحادث المشئوم . والذى لا يساورنى شك انه مؤامره. قارن بين هذا وماهو حاصل الان هجر الناس الريف الذى كان حديقة يانعه زاخره بالسكان منتجه لكل مايحتاجه الانسان وذياده الان لم يبق كلب يعوى كلب باحث عت سيده فقد نضب كل شىء وصار كل السودان فى الخرطوم التى سدت انفها من رائحة النفايات ورائحة الفساد

  6. اشتفذتني صورة الحمير الواقفه علي بوابة كرخانة المؤتمر…هل يعني أن الشعب اصبح حميرا وان الباب الكرخاني مغلق في وجهه…كنت مع صديق شديد الحساسيه علي الكيزان استاذننى ليذهب المؤتمر تعجبت..اشتروك ولا شنو…اقصد W.C….أن الاستهزاء والفكاهه لا تحل قضيه…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..