الايغاد فاقد للحياد ولابد من ايجاد منبر بديل

خطرفات ذاتية

اذا كان المجتمع الدولي يريد حقا احلال السلام في جنوب السودان!، فعليه بتغيير “منبر الايغاد” الذي فقد صفة “الحياد” في الأزمة الجنوبية، بل عين العقل هو ان يتم اشراكه في اي مفاوضات قادمة في اي منبر آخر يختاره المجتمع الدولي كجزء اصيل في هذا الصراع.
سبق لي وتطرقت لهذا الموضوع خلال الحوار الذي جمعنا يوم الجمعة الماضي ٢٠/٤/٢٠١٨م في برنامج (المنتدى الاعلامي) الذي يقدمه الصحفي المخضرم “ابرهام مليك” باذاعة “مرايا” المملوكة لبعثة الامم المتحدة في البلاد، ومرد حديثي هو انه طالما ظلت لتلك الدول التى تتكون منها منظمة “ايغاد” مصالح” سياسية واقتصادية” متضاربة وتحالفات قائمة على عداءات متبادلة في جنوب السودان اذ اصبح كل طرف منها يختار لنفسه من بين “خصوم الداخل” حيلف مصالحه الذاتية!، اذن فعلينا الاقرارا ن “ايغاد” نفسها لديها مشكلة حقيقية تحتاج الي الحل قبل ان يتم تفويضها لتكون وسيطاً بين الفرقاء الجنوبيين.
اعتقد ان المشاورات والمحادثات التي تجري خلف الابواب المغلقة من بعض اطراف ايغاد مع حلفائهم بالداخل هي التي صنعت تصلب المواقف الذي نشهده في طاولة المفاوضات بين الخصوم، فلاشك عندي ان كل طرف يحاول طمأنة حليفه بالقول انه لم يحدث “كذا وكذا” طالما بقيت انا في عضوية “ايغاد” حيث يصنع القرار، فقط عليك بطرح كذا وكذا وستنجد مني كل المساندة والدعم.
ولفائدة القارئ، نورد اسماء الدول المكونة للايغاد، وهي اوغندا، السودان، جنوب السودان، الصومال، كينيا، جيبوتي، إثيوبيا، إريتريا، تم انشاؤها كمنظمة اقليمية تهتم لمكافحة التصحر والجفاف في القرن الافريقي عام ١٩٨٦م وليست منبراً لحلول الصراعات السياسية.
قد يقول قائل ان السودان وأوغندا هما الدولتين المتورطتين فعلياً في أزمة جنوب السودان السياسية، ولا دخل لبقية الدول المكونة للايغاد بهذا الصراع! بالطبع هذا الرأى سمعته كثيرا، ولكن المتابع للاحداث منذ انفجارها لاول مرة في ديسمبر ٢٠١٣، يعلم انه كانت لاثيوبيا – على سبيل المثال – موقف سياسي يصب ويدعم مصلحة المعارضة المسلحة دون الحكومة، وهو موقف انتقامي اوجدته عدة عوامل من بينها الغارات التى تقوم بها بعض عشائر قبيلة “المورلي” الجنوبسودانية بين فينة وأخرى للمناطق الحدودية داخل دولة اثيوبيا، كما انها ايضاً بموقفها العدائي تلك ـ اعني اثيوبيا ـ تسد فاتورة صديقها السودان الذي لا تريد هي فقدان خدماته في قضية سد النهضة المثيرة…الخ.
الا ان اثيوبيا تراجعت والتزمت الحياد أخيراً بعد ان طفح الي السطح قضية متمردي “الأورومو” التى باتت تقلق مضجعها، وتخشى معها من ان يتخذ هذا التمرد الاثني أراضى جنوب السودان المجاورة كمركز لانطلاق العمليات العسكرية ضدها، ولا سيما بعض المصادر كانت تتحدث عن نيه مصر لدعم هذا التمرد بالعتاد والسلاح من اجل افشال قيام سد النهضة التى هي موقع خلاف بين مصر واثيوبيا، وقال بعض المراقبين حينها ان الزيارة التي قام بها الرئيس الاثيوبي السابق هايلي مريام ديسالين الي جوبا في ٢٨ اكتوبر ٢٠١٦ جأءت ليؤكد لنظيره الجنوبي بعدم دعم اياً من دولتيهما معارضة الطرف الآخر.
حاليا تغير الكثير في الدولة الأثيوبية واصبح ابن “الاورومو” هو الرئيس الفعلى للبلاد، ويخشى معه ان تعود اثيوبيا لقديمها في تعاملها مع جنوب السودان، على اية حال حسب رايي الشخصي ارى ان اثيوبيا لا تملك مقومات الوسيط المحايد في أزمة جنوب السودان.
اما دولة كينيا، فأمرها محّير حقا! فهي التي قامت بتسليم احد معارضي الحكومة يتبع لحركة ريك مشار الي السلطات في جوبا عقب اندلاع احداث يولو ٢٠١٦م وفي نفس الوقت تحتفظ ببعض المعارضين لدرجة ان الجنرال المقال “فاول ملونق” أعلن تمرده وتكونه لحركة مسلحة وهو يتواجد داخل الاراضي الكينية، هذه الازدواجية تجعلني استبعد كينيا من قائمة الوسطاء المحايدين، مع العلم انه يوجد نزاع خفي بين كينيا وجنوب السودان في بعض المناطق الحدودية المشتركة.

فقط جيبوتي والصومال بالاضافة الي اريتريا هي الدول التي لا صلة لها بصراع جنوب السودان داخل منظمة “ايغاد” ولا تاثير يذكر لتلك الدول.
ما نود قوله بصريح العبارة للمجتمع الدولي واعني “مجلس الامن الدولى” هو ان اي مفاوضات سلام تشارك فيها كل من كمبالا، الخرطوم، نيروبي، اديس ابابا، كوسطاء لا يمكن ان تاتي بالسلام في جنوب السودان، ولابد من تغيير هذا المنبر.

ألقاكم.

جوبا/ صحيفة الموقف/ 26/4/2018م

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كلام جميلة ولكن نحن نريد التغير في قيادة كمان قبل كل شي جنوب السودان صحية العبة اما الدينكا هم الحكم .لو ديرين حلول أحسب ضرب جذاء مضروب سوف يفوز الشعب الجنوبي .معناها عن يستقل القيادة وتسليم .لي لشخص اخرة غير دينكاوي .هذةالحل الافضل اما المشجعين مثل الجنف مجلس عيان الدينكا سوف يكون مجبرين علي والنتيجة .ومجبرين بالتصفيق.

  2. كلام جميلة ولكن نحن نريد التغير في قيادة كمان قبل كل شي جنوب السودان صحية العبة اما الدينكا هم الحكم .لو ديرين حلول أحسب ضرب جذاء مضروب سوف يفوز الشعب الجنوبي .معناها عن يستقل القيادة وتسليم .لي لشخص اخرة غير دينكاوي .هذةالحل الافضل اما المشجعين مثل الجنف مجلس عيان الدينكا سوف يكون مجبرين علي والنتيجة .ومجبرين بالتصفيق.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..