مقالات سياسية

زمن الاتجاه المعاكس للسياسة..!!!ا

زمن الاتجاه المعاكس للسياسة..!!!

محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]

هذا فعلا وحقا هو زمن المعادلات المقلوبة في السياسة وقد انطبق عليها الكثير من مستجدات المصطلحات التي لم تكن معروفة في سابق العهد وابرزها ( البراجماتية ) التى جعلت منها لعبة تقوم علي التوازن بين ساقى المباديء والمصالح..!
ذات الدول التي كان الاستعمار قديما ينهب مقدراتها ويقتل شعوبها بقوة الذراع والحقارة معا .. فانتفض فيها المناضلون للجهاد ضده ..هي الان مسارح لتطبيق أدبيات السياسة المستحدثة..!
تونس وسوريا اللتان كانتا مصدر الهام للشعوب في محاربة الاستعمار الفرنسي .. تأتي فرنسا التي كانت تستعمرهما الأن لتخليصهما من حكامهما الوطنيين ..الذين نسيوا أو تناسوا ملاحم اجدادهم الذين طارت رؤوسهم تحت مقاصل فرنسا .. أو الذين اخترقت أجسادهم وشقتها خوازيق الدولة العثمانية .. فيدور الزمن ليكون حفيد تلك الدولة اردوغان الوسيط الذي يؤمل فيه انقاذ السوريين من حاكم تسرح اسرائيل طولا وعرضا في ارضه بينما هو يوجه مخزون سلاح محاربتها الى اجساد اطفال بلاده والذي طال تخزينه وخشى أن تنتهي صلاحيته دون الاستفادة منه..!

وايطاليا التى كان عمر المختار وثوار ه الذين اذاقوها مرارة التحدي وهم يعقلون ركبهم حتى لا يتراجعوا قيد أنملة في ساحات الوغي.. وحتى اعتلى الشيخ العجوز المشنقة في شموخ و ضرب له الضابط المكلف بتنفيذ اعدامه التحية العسكرية أعجابا بشجاعته ..! هي ذاتها ايطايا التي جاءت ضمن قوات الناتو ..لاخراج الجرذان أحفاد المختار من جحور القائد الذي ازاح ملكا عادلا وموحدا لليبيا .. ليبني ملكا لم يحافظ عليه بالعدل.. وهرب عن صومعته وأختبأ بعد أن رحّل حريمه وأختفي أولياء عهده .. وهو لايزال يطلق النداءات ليموت الناس من أجله ويخرج من جحره ليرفع علامة النصر ولم يعى حتى الأن ان خيمته قد طارت .. وان ابله لم تعد رابضة حولها..!

وذات الأذن الحمراء من النصارى والترك والأشقاء المساعدين لهم الذين حاربهم المهدى باسم الله ورسوله والوطن الموحد وودعهم الأزهرى والمحجوب بأكف الحرية وسلماهم علمى الحكم الثنائي ليرتفع مكانه علمنا الوطني القديم.. هاهم يعودون لاغاثتنا . وليقفوا حجازا بيننا وبين حكام اذلونا وقسمونا أرضا وشعبا باسم ذات الدين الذي نصره المهدي ..فأساءوا لديننا قبل أن يسيئوا لنا كبشر هذا ان كانوا يؤمنون باننا كذلك ..و جلبوا لنا من التدخلات من كل الجهات والسحنات وأضافوا الى الكوم من سموهم الأعداء الجدد بسبب عنصريتهم وتزمتهم وهم قوم من بني جلدتنا كانوا يشاركوننا الأرض والعرض والمواطنة حتى الأمس القريب..!

فعلا هى معادلات باتت مقلوبة .. الدول الاستعمارية تساند الشعوب الثائرة .. والثوار من الحكام يقفون ضدهم .. بالأمس أجاز ت الجمعية العامة للأمم المتحدة باغلبية قادتها من نسميها دول الاستكبار والاستعمار ..عضوية المجلس الانتقالى فيها ممثلا لليبيا .. وكان المعترضون الذين صوتوا ضد القرار هم ثوار العالم من الحكام ..كوبا ونيكاراجوا وفنزويلا .. وهلم جراء..
نعم نحن نعلم أن الدول الكبرى التي فعلت كل ذلك من اجل ليبيا وقبلها العراق .. والسبحة ستكر اخريات ..لم يكن لحلاوة خدودها .. ولكّن .. ألا نسال أنفسنا لماذا نستنجد بالغريب مالم تكن رؤوسنا قد تأذت من ضغطة حذاء القريب!؟

هم قادة يعملون لمصالح بلادهم نعم وتقوية نفوذها حيثما وجدوا الفرصة.. وبعقلية استعمارية لاتتبدل وان تغيرت المبررات ولكّن ايضا في ذات الوقت شعوبهم التى تفوضهم للحكم عبر الصناديق ولفترات محددة لا تجازيهم باعادة انتخابهم لانهم نهبوا ثروات الشعوب الأخرى بكذبة نجدتها وتخليصها من الديكتاتوريات أو بذريعة محاربة الارهاب .. ودوننا جورج بوش الأب الذي عاد يرفع اصبعيه لشعبه باعتباره محررا للكويت فردها له الامريكان طبزة في عينيه وسقط الجمهوريون بعدها مثلما سقطوا على يد ابنه بسبب حماقاته في افغانستان وغيرها و مثلما فعل الانجليز بتوني بلير بعد حرب العراق الأخيرة.. لأنهم كانوا يعلمون أنه يدلس ولم يصدقوه.. فهي شعوب تفكر بحرية وعقل..!
علي غير طريقة شعوبنا التي تجازي جلاديها بابقائهم لسنوات طويلة في سدة الحكم بطول الصبر عليهم..ولا أدري ما سر تلك العلاقة التي تتصالح فيها الرقبة مع السكين..!

مهما فعلوا بنا فالحقيقة المرة اننا نحن الذين نصنع حكامنا الظلمة بصمتنا..على ما يفعلونه فينا فذلك يعطيهم الاحساس بانهم نالوا الرضاء.. !كلما خرجت مواكبهم..رقصنا معهم .. وهتفنا لهم بلا وعى..وكبّرنا وهللنا حتي أفرغت تلك العبارات المقدسة من معناها الروحي فباتت مثل كلمة أحبك وأموت فيك في الأفلام العربية..!
والعياذ بالله..المستعان..
وهو من وراء القصد.

تعليق واحد

  1. حباهم برص و عشرة خرص.. وانشاالله يتفرج عليهم الما يشتري ..:mad: :mad:

    لحظات ونواصل الفيلم العربي(؟)

    ربنا يخلصنا منهم يا برقاوي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..