رسالة النقابي الجليل دكتور الفاتح عمر السيد حول سؤال إمكانية قيام جمعية عمومية لنقابة أطباء السودان في الظرف الحالي..

تحياتي اشاوس وكنداكات اطباء وطبيبات بلادي واحاول ان اجيب على سؤال إمكانية قيام جمعية عمومية لنقابة اطباء السودان فقط ارجو ان اوضح بعض ما سبق ان اوضحته وربما يكون من البديهيات ولكنه مهم لجيلين تقريبا او ثلاثة لم يمارسوا عملا نقابيا في ظل هذا النظام الكارثة الطاغية
اولا ..حسب دستور السودان الإنتقالي السايد الآن
حرية التجمع والتنظيم
40ـ (1) يُكفل الحق في التجمع السلمي، ولكل فرد الحق في حرية التنظيم مع آخرين، بما في ذلك الحق في تكوين الأحزاب السياسية والجمعيات والنقابات والاتحادات المهنية أو الانضمام إليها حمايةً لمصالحه.
(2) ينظم القانون تكوين وتسجيل الأحزاب السياسية والجمعيات والنقابات والاتحادات المهنية وفقاً لما يتطلبه المجتمع الديمقراطي.
. .إذا” من الناحية الدستورية والقانونية من حق الاطباء التجمع واختيار قيادتهم ووضع الدستور واللوائح التي يحتكمون إليها
ثانيا ..النقابات كيانات ديمقراطية مثلها مثل الاحزاب والجمعيات والمنظمات ..وبالتالي فمن شروط وجودها ان تكون مدافعة ومطبقة ومناضلة من اجل الحرية والديمقراطية حتى على مستوى الدولة والنقابة عمل مطلبي مهني وطني لا تحده محددات نوعية الدولة، وحقها في الوجود هو حق تاريخي مكتسب لا تلغيه الا إرادة قواعدها التى لها وحدها الحق في قيام او حل النقابة وليس اي جهة اخرى لا النظام ولا القوانين القمعية ولا الأجهزة الأمنية ولا غيرها ..وحدها ارادة وصمود وتضحيات الاطباء هي من تحدد قيام او عدم قيام نقابتهم واستمرارها وانتزاع كامل حقوق اعضائها ومؤسساتها ومواطنيها ومرضاها…فقط تختلف اهداف ومهام ورسالة النقابة من نظام ديمقراطي يحترم وجودها ورأيها وحقوق افرادها حيث يكون دورها هو الحصول على اكبر المكاسب لاعضائها ماديا ومعنويا واجتماعيا وقانونيا من المخدم والدولة وغالبا ما يتم ذلك بعملية ديمقراطية وقانونية سلسة وسلمية تبدأ برفع المطالب المشروعة للمخدم مرورا بالتفاوض حولها ..الى لجان الوساطة ..التحكيم ..وحتى القضاء ..اما في حالة فشل كل ذلك فاستخدام اسلحتها السلمية ايضا من اضراب رمزي ثم التدرج في طبيعة ومدى الإضراب حتى الإضراب المفتوح وفي اسوا ظروف التعنت الإستقالة الجماعية (walk out)….أما في النظم الديكتاتورية القمعية فهنالك نظامين ..نظام ديكتاتوري محترف(عسكري..ديكتاتورية الحزب الواحد اوليغراكية..او الفرد الواحد اتوقراطية …الخ)وقد يعترف مثل هذا النظام بالنقابات كمكون مطلبي مهني ولكنه يحظر أي نشاط يتداخل مع السياسي أو مهام الدولة وقد كانت نقابة اطباء السودان في معظم سنوات الديكتاتور نميري (ماعدا بعض الايقافات القليلة في أواخر عهده..تعمل وتجتمع في دارها وتنتخب قياداتها دون تدخل من النظام الا من خلال منسوبيه ..الاتحاد الاشتراكي ..لكن ضمن منظومة ودستور وداخل دار نقابة اطباء السودان ..يرشحون من يريدون ويلتزمون بنتيجة الانتخابات الديمقراطية ..رغم ديكتاتوربة حزبهم الحاكم ورئيسهم
اما في هذا العهد الكارثي فقد اختطفت الدولة بكل مؤسساتها الرسمية (المدنية والنظامية) من قبل قراصنة مؤدلجين لا وطنية لهم ولا اخلاق ولا دين لهم سوى السلطة والتسلط والقهر والجبايات والفساد وبالتالي قمع كل من يقف سدا أمام ذلك لذا عمدت أول ما عمدت الى حظر النقابات والعمل الننقابي ثم استبدلته بمسوخ شائهة تخدم اغراضها وهي في الواقع احد ادواتها لقمع قواعدها وتزييف ومن ثم تضييع مطالبها
رابعا..ان العمل النقابي ووجودنا من عدمه لا نستجديه ولا نطلبه من نظام يعتبره اخطر مهدد لمصالحه بل لوجوده نفسه ولكن ننتزعه بإعتباره حق مشروع منصوص عليه في نفس الدستور الذي يتمكن بنصه رئيس النظام وتقام به انتخاباته المزيفة ومجلسه اللا وطني وغيرها من المؤسسات ..وفى هذا لابد من اعداد القوة والقوى اللازمة لذلك …قوة الإرادة وقوة النص الدستوري الذي يثبت حقنا ..وقوة حججنا وعدالة مطالبنا وأهدافنا ..قوة تمسكنا بمهنتنا وبقائنا في وطننا لانجازها وقوة اصرارنا على تقديم خدمات متطورة وشاملة لكل مرضانا في كل قرية وواد حيثما وجد المواطن …أما قوانا فهي وحدتنا وحريتنا في تناول قضايانا النقابية والمهنية والوطنية ..واستقلاليتنا عن الانتماءات الاخرى سياسية او قبلية او جهوية او دينية فلكل انتماؤه والنقابة للجميع قوانا هي قدرتنا على التجمع والإضراب وتحدي كل صلف وتهديدات النظام وأمنه وعدم السماح لعناصره بإختراقنا وتخذيلنا وبث الخوف والفرقة والدسائس بيننا ..قوانا هي اننا نستطيع ان نشل دولاب الدولة الصحي في ساعة واحدة بل تحريض بقية المهنيين في شل كل مناشط الدولة (الإضراب السياسي)والذي سيؤدي الى العصيان المدني الشامل واسقاط النظام …قوانا اخوتي هي قوى مجربة ويعلمها النظام جيدا لذا عمل ومازال يعمل على ان لا يتوحد الاطباء ولا يطيق ان يسمع إسم نقابة أطباء السودان بالترهيب والترغيب وشراء ضعاف الانفس …الخ لكن اطباء السودان اثبتوا انهم مهما مورس عليهم فإن مهنتهم ووحدتهم وإرادتهم لا تبيد ولا تنهزم ..
اخيرا وآسف للإطالة ان توحدنا وقهرنا وسواسنا الداخلي وتجردنا عن الذاتي للموضوعي ومن الشخصي للعام ومن الغوث في المماحكات والصغائر الى جوهر قضايانا وضرورة وجودنا من خلال نقابة موحدة قوية …اؤكد اننا سنعقد جمعياتنا الفرعية والعامة وننتخب قياداتنا ونقيبنا وليس هذا نهاية المطاف بل المعركة الحقيقية والنقابية الصرفة ستكون باسترداد دارنا وممتلكات نقابتنا واموالنا واعتبارنا كنقابة وكأطباء ولن يجرؤ كائن من كان ان يمس طبيبا او طبيبة بسوء دون ان يفكر الف مرة في عاقبة ذلك ولن يجرؤ حميدة ولا عاشميق ولا غيرهم على التلاعب بكل مقدرات الاطباء ومؤسساتهم الصحية وصروحهم التي هدموها ونحن نذرف عليها الدمع والحسرات.!!!!!دعني اقول لزملائنا الذين يتوقون الى نقابة قوية موحدة ويلقون باللوم على اللجنة التنفيذية ..نحن ما زلنا نؤكد على الوحدة بأية صيغة تجمع شمل الاطباء وتنهي الإنقسام والتشرذم وان نمضي قدما نحو اهدافنا دون معوقات وصغاير واهدار وقت ثمين وآلاف الأسطر والكلمات والمهاترات وغيرها من العبث ..على استعداد للجلوس مع اي كيان أو مجموعة أو حتى افراد وحسم اية اختلافات في بضعة ساعات فلا أرى ان هنالك ما يفرق والعدو قد تجاوز ابواب بيزنطة الى قلب المدينة ..فماذا يجدي الاستمرار في الجدل حول البيضة والدجاجة …
هذه مجرد خواطر طبيب نقابي كتب عليه ان يكون معاصرا للعمل النقابي ل33 عام معظمها في ظل الديكتاتوريات البغيضة على اختلافها
اخي و صديقي و استاذي الدكتور الفاتح عمر السيد،
تظل كما عهدناك رجلا صادق الموقف، منافح في الحق، شجاع في رأيك ولا تدعو إلا لما يجمع الناس.
الحق أبلج أخي الفاتح، و حتما سيعود الحق إلي أهله و لو بعد حين.
عليك السلام.
اخي و صديقي و استاذي الدكتور الفاتح عمر السيد،
تظل كما عهدناك رجلا صادق الموقف، منافح في الحق، شجاع في رأيك ولا تدعو إلا لما يجمع الناس.
الحق أبلج أخي الفاتح، و حتما سيعود الحق إلي أهله و لو بعد حين.
عليك السلام.
التحية والتقدير الدكتور الفاتح عمر السيد
علي الاطباء استلهام العبر من التاريخ المشرف لأطباء السودان في العهود الذهبية لانتزاع الحقوق والحريات العامة لشعبنا والخلاص من اذلوا شعبنا امثال مامون حميدة وابوقردة وسمية اكد وعشميق وكل من والي الانقاذ ضد شعبنا
التحية والتقدير الدكتور الفاتح عمر السيد
علي الاطباء استلهام العبر من التاريخ المشرف لأطباء السودان في العهود الذهبية لانتزاع الحقوق والحريات العامة لشعبنا والخلاص من اذلوا شعبنا امثال مامون حميدة وابوقردة وسمية اكد وعشميق وكل من والي الانقاذ ضد شعبنا