
مضى اكثر من عام على انتصار ثورة ديسمبر العظيمة ..وتمكنها من ازالة راس نظام الظلم والفساد والاستبداد والدجل.. الثورة الوفية لشعارتها حرية ..سلام وعدالة..بسطت حرية منيفة حتى لسدنة من ثار الشعب ضدهم من رموز و وسائط اعلام..بسابقة يندر وجود مثيل لها بتاريخ ثورات الشعوب..ورغم هذه المثالية المبهرة لم ترد التحية بمثلها ..بل ظلت اقلام هؤلاء ووسائطهم تسود صفو سير الثورة والوطن لمرافىء الخروج من نفق الانقاذ لبراحات الانعتاق من مصائب خطل سياستها ودجلها المكبل لانطلاق الوطن لآفاق الاستقرار والتنمية..
ومازالوا يمارسون قولهم المأفون وبدون مراعاة لانوار الحقيقة الكاشفة ووعى الشعب المتقد..ونقوش على ذاكرة الناس والوطن ستحرقهم حتما…ان تمادوا فى النفاق والضلال والتضليل..
وافردت الثورة اجنحة السلام وبذلت المطارف والحشايا لتحقيقه ولكن لازالت المماحكات ونذوات حب الذات والانتماءات الضيقة والتى حتما لا تخلو جنباتها من تدخلات خارجية (وانخاسية)منظورة او غير منظورة تحول دون الوصول لتطلعات شعب منهك بكل بقاع الوطن..واهداف ثورة عظيمة.. يعتز جميع الاطراف بانهم منها وصانعوها..وكان الاولى ان يكللوا مجدها وسيرها بسرعة الوصول لغايتها بمدخل السلام الذى بين ايديهم..وكل يوم يمر خصما على وقت الوطن او روح تزهق قبل الوصول سيسجل لهم فى سجل كسبهم… والمعلوم ان تماسك الوطن وقومية القوات النظامية …صنوان يمران عبر محطة السلام المستدام… لذا وجب ان يكون السلام من اهم الملفات التى تتطلب سرعة الحسم والبعد عن التلكوء قبل فوات الاوآن بظل هذا الاحتقان… لارتباط الامر بعمل صعب وكبير للدمج واعادة التسربح.. ويحتاج لاعلى درجات الحكمة والنظرة القومية وشفافية التطبيق وربطها بثوابت وطنية وعقيدة عسكرية محكمة الضبط والربط باعثة لقومية القوات النظامية التى اهدرت تحت سنابك التمكين.. وضامنة لتماسك الوطن…
والعدالة هذه القيمة العظيمة التى اهدرتها ممارسات الانقاذ الاليمة واللئمة بكل مواقع الوطن يتطلب تحقيقها اصلاح المنظومة العدلية التى طالها الخراب الممنهج مثل غيرها و الذى تعج باخباره الوسائط منذ سنوات الانقاذ الاولى..وهذه جبهة اخرى يلازمها بطء السير مثل السلام وتحيط بها حقول الغام الدولة العميقة..وعند سيف الدولة الخبر اليقين…وينتظر العدالة بعد الاصلاح ..الكثير المثير الخطر…والمرتبط بالامن والاقتصاد والسياسة وكل مفاصل الدولة وعصب المجتمع التى نخرها سوس الانقاذ…تحتاج لتضميد العدالة الانتقالية الوطنية والمهنية الحقة والمستقلة فعلا..والمحررة من جراثيم الداء العضال…حينما يكتمل العمل بهذا الثالوث الملهم باحسن حال مع الالتزام التام بمصفوفة الآجال تكون الثورة قد وضعت الوطن فى حدقات استقرار فترة الانتقال..ويحق لنا التطلع لمخرجات مؤتمر دستورى ومجلس تشريعى.. وعمل جهاز تنفيذي جدير بالاحترام والنفاذ.. وحينها ستكون الحكومة باسنان.. وسيمهد الطريق لدولة المؤسسات وحكم القانون التى ضحى من اجلها الشهداء وترنو لها عيون الوطن…وتطلعات الشعب…
عادل محجوب على
[email protected]