نصيب الضرائب عن كل لاعب

نصيب الضرائب عن كل لاعب

صلاح يوسف
[email protected]

صحيح إن (الخواجة عندما يصاب بداء الفلس يراجع دفاتره القديمة) وخواجة هذا المقال هو ديوان الضرائب الذي تذكر أخيراً أن أصحاب الدخول العالية من منسوبي القطاع الرياضي لا يدفعون ضريبة الدخل الشخصي في حين يدفعها صاغراً كل العاملين بما في ذلك الخفير، ولأن قطاع الرياضة من أولاد (المصارين البيضاء) كانت مخاطبتهم بالحسنى إذ جاء الإعلان الذي نشره ديوان الضرائب مسبوكاً بعناية فائقة ولغة رفيعة منها: (بدءاً يتمنى لكم الديوان موسماً رياضياً مثمراً تجني حصاده الأندية والاتحادات الرياضية كافة أداءً متميزاً يرفعها إلى مصاف النجومية ومنصات التتويج الإقليمية والعالمية بانتصارات تضع اسم بلادنا الحبيبة الغالية في قائمة التميّز الرياضي العالمي) ثم وضع النقاط فوق الحروف بما يشي بأن (الأندية ملزمة قانوناً باستقطاع ضريبة الدخل الشخصي من أجور ومكافآت وبدلات منسوبيها كافة، لاعبين وإداريين وفنيين) وقد ألزم الإعلان الأندية بإخطار اللاعبين والإداريين عند التعاقد سواء كانوا وطنيين أو أجانب بوجوب دفع الضريبة التي سيتم تضمينها في عقود التسجيلات والاتفاقات والتي يطالب الديوان بصورة منها مع احتفاظ الديوان لنفسه بحق إرسال مندوب لحضور التسجيلات للتأكد من التفاصيل0

ولعل الجزاءات التي وضعت للمخالفين من الأندية واللاعبين تستحق الذكر لأن جانباً منها، يجعل المغتربين يحسون لأول مرة بالمساواة مع الآخرين، وهو المتعلق بحظر السفر إلا بعد تقديم شهادة خلو طرف من الضرائب مع حجز الأصول الثابتة والمنقولة للنادي الذي لا يقوم بالاستقطاع والتوريد لديوان الضرائب0 ولولا أن الإشارة لكل ما ورد ستكون إعلاناً مجانياً بصورة غير مباشرة لذكرت جميع النقاط الواردة فيه بما في ذلك خاتمة (تكسير الثلج) القائلة: (أداء الضريبة واجب وطني ومسئولية اجتماعية ونربأ بقطاعنا الرياضي من التفريط فيها00 هيا نسجل أنظف وأغلى الأهداف في بطولة كاس الشرف الوطني)0 وفي واقع الأمر حين نسمع بملايين الجنيهات التي يتحصل عليها أي لاعب ينضم للأندية الكبيرة أو مئات الآلاف الدولارية المنثورة تحت أقدام اللاعبين الأجانب ناهيك عن الرواتب الشهرية وحوافز الفوز لابد أن نتساءل عن السبب الذي كان يحول دون دفعهم للضرائب0 إضافة لذلك فإن ما يتقاضاه اللاعب المحترف أو المدرب أو الفني يعتبر دخلاً ثابتاً يخضع لمظلة الضرائب بصرف النظر عن الحوافز التي يدسها المشجعون للاعبين عقب الفوز حيث لا يمكن معرفتها0

هذا ما كان بشأن القطاع الرياضي وربما يتذكر الديوان لاحقاً في لحظة صفاء ذهني أن قطاع المطربين، إن لم يكن خاضعاً للضرائب، قد ينطبق عليه شيئاً من هذا القبيل0 ولا أدري هنا هل سيلعب إتحاد المهن الموسيقية دور المحصل للضرائب ويلزم جميع المطربين بضرورة التعاقد للحفلات عبره لمعرفة العائد أم أن ديوان الضرائب سيلزم كل عريس عند التعاقد المباشر باستقطاع النسبة وتوريدها له، علماً بأن كثيراً من الفنانين والمطربين يرفعون حناجرهم بالغناء مجاملة للأهل والأصدقاء الشيء الذي لا يمكن السيطرة عليه0

إن ديوان الضرائب عادة لا ينسى حقوقه ويتحصل عليها بمختلف الوسائل لدرجة أن له نصيب في تكلفة تصفح الانترنت وثرثرة الهواتف الثابتة والمحمولة وحتى تحويل الرصيد، فكيف فات عليه نصيبه من أمثال الحضري (السوداني الجنسية منذ لحظة نزوله من الطائرة !!!) وغيره من المستفيدين الأجانب أصحاب الحظوة الذين حرموا أولادنا من معانقة الشباك حتى صرنا نعاني من غياب الهدافين الوطنيين ؟! .

تعليق واحد

  1. اللاعبون لايدفعون الضرائب ولا يؤدون الخدمة الوطنية و مع ذلك يتسببون فى مرمطة اسم السودان و فى اصابة الكثير من ضعاف القلوب بالذبحات الصدرية بلد العجائب بلادى لك اللة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..