مقالات سياسية

يوم المعلم العالمي …والسودان يشهد أسوأ يوم للعلم والمعلم

هذا المقال أتى متأخرا والذي دفعني إلى كتابته عدم تناول هذا اليوم في جميع وسائل الإعلام رغم من أهميته إنه لشئ مؤسف على المجتمع أن يتجاهل هذا اليوم العظيم لإنسان عظيم ليحتفل به ولو معنويا وبالتالي هذا المجتمع سيجهل ما هو العلم …. يحتفل بيوم المعلم سنويا في 5/أكتوبر من كل عام وذلك منذ 1994 للإشادة بدور المعلمين ويهدف إلى تعبئة الدعم وللتأكد من أن إحتياجات الأجيال القادمة سيوفرها المعلمين بكفاءة .. وأكثر من 100 بلد يحتفل بيوم المعلم العالمي .
الإهتمام بالتعليم والنهوض به أدى إلى نهوض كثير من الدول بشعوبها بمستوى معيشة أفضل والدليل على ذلك الدول التي تقدمت وأصبحت بيننا وبينهما مئات السنين الضوئية والتي إستطاعت أن تبني نفسها بالعلم فقط بالرغم من شح أو قلة الموارد الطبيعيه .. وليس من الممكن أن يكون هناك تعليم جيد بدون وجود معلمين مخلصين ومؤهلين … وعندما نقف مع المعلم ونحتفل به في مثل هذا اليوم ليس لأجل المعلم والتلميذ فحسب بل لأجل المجتمع ككل لدوره في بناء الأوطان ويأتي هذا اليوم بالتزامن مع بيان المعلمين ومطالبهم العادلة والتي يجب أن يقف معها الجميع , والذي نحن فيه الآن من إنحطاط وإنحلال أخلاقي ودمار للدوله ننسبه لسبب واحد هو تدهور التعليم وإليكم نماذج لدول بنت نفسها بالتعليم فقط كاليابان ..ونتحدث عن ماليزيا وسنغافورة
دولة ماليزيا…………………………….
كيف بنى مهاتير محمد بالعلم دولة ماليزيا الذي حكمها 22 عاما ( 1981 إلى 2003 )
فعندما فكر مهاتير في كيفية بناء دولته أول مابدر إلى ذهنه هو تنمية المورد البشري وتطويره فلم يجد غير التعليم سبيلا وكل جهد الدوله تم توجيهه للتعليم فوضع ميزانية للتعليم في سنة 1996 كانت 2.9 مليار دولار بنسبة 21% من إجمالي الانفاق الحكومي وكانت دولة معدمة لا شئ بها غير الغابات والتخلف والأمراض وهي عبارة عن جزر متقطعة وكأنك في العصور الوسطى وزادت الميزانية على مر السنيين ومازالت الدولة معدمة ومتخلفة حتى وصلت في سنة 2000 إلى 3.8 مليار دولار بنسبة 24 من اجمالي الانفاق الحكومي .. وبدأ الإهتمام بالتعليم من الروضه ولم يترك لوضع المناهج الحبل على القارب هكذا بل بإشراف من وزارة التعليم منذ النشأ وبإشراف معلمين أكفاء وبنى روح الوطنية في الأطفال كما بنى مدارس جديده وكان التركيز على المدارس المهنيه والعلوم والكمبيوتر وقدم منح لمواصلة التعليم العالي داخل ماليزيا وخارجها والزامية التعليم كانت من الامور التي لا جدال فيها ويحاسب بل يحاكم كل من لم يأت بإبنه إلى التعليم وأنشأ الكثير من معاهد التدريب المهني التي استوعبت طلاب المدارس الثانويه التي أهلتهم للدخول سوق العمل في جميع المجالات ووجه بالإستفاده من النظم التعليميه المتطوره في الدول المتقدمه بالرغم من تمسكه بالإسلام وحتى اللحظه فهو رجل متدين جدا فلم يتقوقع في جلباب الإسلام النمطي وله قولة مشهورة ( قال : عندما نريد أن نصلي نتجه إلى مكه وعندما نريد أن نتعلم ونتطور نتجه إلى أوروبا ) وتم إنشاء اكثر من 400 معهد وكليه جامعيه فكانت الثمره لهذا الصرف دخول ماليزيا مرحله صناعيه مهمه لوجود العامل الماهر المدرب والمنافسه على الصداره .
ماليزيا تقطف ثمار سياستها الراشدة المتوجهة للتعليم :
أسست حكومة مهاتير أكثر من 15 ألف مشروع صناعي برأس مال حوالي 220 مليار دولار وكان الإستثمار الاجنبي فيها 54% وهذا يوضح مدى الإطمئنان الذي وجده المستثمر الأجنبي وضمان ربحيه ممتازه لعلمه بوجود العامل المدرب والمتعلم وإقتصاد مستقر.. بينما مثلت المشروعات المحليه 46%من هذه المشاريع .. فتوفرت مليون وظيفه وأصبحت ماليزيا دوله صناعيه بإمتياز وساهم قطاع الصناعه بنحو 90% من الناتج المحلي وانتجت ماليزيا 80% من السيارات التي تسير في شوارعها من نوع (بروتون) وانخفضت نسبة الفقر من 52% سنة 1970 يعني اكتر من السكان كان تحت خط الفقر فتقلصت تدريجيا حتى وصلت النسبه الى 3% في سنة 2010 وزاد دخل الفرد من 1247 دولارا الى 10870 دولارا وهذا بفضل الإهتمام بالتعليم والمعلمين فترتقي الشعوب بمستوى معيشة أفضل
دولة سنغافورة …………………………………………
كيف بنى أول رئيس لدولة سنغافورة ( لي كوان ) الذي حكمها 25 عاما ( 1965 إلى 1990 ) لقد إستلم الحكم في 1959 ولكن إستقلت سنغافورة عن ماليزيا وأصبحت دوله في عام 1965
تجربة سنغافورة في التعليم من التجارب الرائدة التي تستحق الوقوف عليها والتوقف عندها وأول ما إستلم هذا الرجل الساحر لي كوان السلطة كان كل تفكيره هو تطوير الإنسان وبنائه لكي يجعل منه عنصرا قادرا على المساهمة في تطوير مستقبل بلده لذلك كان كل تفكيره هو التعليم وهذه شيمة الرؤساء المحترمين الذين يريدون بناء دولة من العدم .. وإعتبر التعليم ركيزة أساسية للتقدم والتفوق وخصصت له الدوله خمس الميزانية التي بلغت في 2007 حوالي 7 مليار دولار وزادت هذه الميزانية حتى وصلت إلى 8.2 مليار دولار في عام 2008 وهذا يعتبر 16.1% من ميزانية الحكومة وأعدت الحكومة الأساتذة الجيدين والمؤهلين لوضع المناهج حتى للفترة ما قبل التعليم الإبتدائي وبثت فيهم الروح الوطنية ثم إعطاء فرصة لتطوير قدراتهم وكفاءتهم وشخصيتهم الوطنية لكي يساهموا في تقدم وبناء سنغافورة وبهذا أصبحت مركزا دوليا في التعليم وبالرغم من ذلك يغادر سنغافورة سنويا أكثر من 20 ألف طالب إلى الخارج لتكملة دراستهم العليا من الدول المتقدمة .
دولة سنغافورة تقطف ثمار سياستها العقلانية المتجهة للتعليم :
أصبحت سنغافورة مركزا عالميا للتعليم بعد أن كانت جزيرة نائية متخلفة تعتمد على زراعة محدودة جدا للإستهلاك المحلي وقدم إلى سنغافورة للدراسة في عام 2007 أكثر من 85 ألف طالبا من 120 دولة .. ولا تقرأ جدولا أو إحصاءا ألا وتجد إسم سنغافورة في المرتبة الأولى إذا كان جدولا للنمو برزت فورا سنغافورة وإذا كان عن الإذدهار إحتلت تلقائيا سنغافورة الصفوف الأولى .. وبفضل التعليم أن تكون أكثر بلاد العالم أمنا وإستقرارا وطمانينة ومثال في المحافظة على مستوى المعيشة وإنها تتقدم الآخرين في كل شئ والفارق بينها وبين محيطها المباشر أو الأقرب أو الأبعد كالسودان كالفارق بين بورصة نيويورك وبورصة الخرطوم فأين يكمن السر ؟ هل في هذا الرجل الساحر ؟ أم في الشعب ؟ المهم تهمنا النتيجة , فبالتعليم تبنى حضارات وتبني إنسان يساعد في بناء وطنه وبالتجهيل تهدم وتباد أعظم الحضارات وهناك قوله مشهورة للرئيس التونسي الحبيب برقيبه ( قال للقذافي لماذا لا تقوم بتعليم شعبك قال له لو تعلموا سيعارضوني فرد عليه العجوز برقيبة الأفضل أن يعارضك متعلم من أن يعارضك جاهل ) وفعلا النتيجة في الذي يجري في ليبيا . ولقد أصبحت هذه الجزيرة الصغيرة من كبرى الأسواق المالية وتضم أكثر من 700 مؤسسة أجنبية و60 مصرفا تجاريا وبورصة مزدهرة لتبادل العملات الصعبة بحجم 60 مليار دولار وحققت بفضل التعليم نجاحا ونموا هائلين في إقتصادها ومعالجة مشكلاتها المستعصية وتضاعف الناتج المحلي الإجمالي 40 مرة وقفز من 2.1 مليار دولار إلى 86.8 مليار دولار وقفز حجم الإستثمارات الأجنبية من 5.4 إلى 109 مليار دولار فهذا بفضل السياسة الراشدة والرؤية الثاقبة التي رأت بالتعليم تنتج أجيالا وإنسانا يبني دولة .. بأقل الموارد الطبيعية
دمار التعليم في عهد الإنقاذ 27 عاما ( من 1989 وإلى تاريخه والدمار مستمر ) …………………………….
السودان بالرغم من تمتعه بموارد طبيعية وبشرية هائلتين والتي من الممكن أن تؤهله بأن يكون من أعظم الدول في المنطقة ومنافس أول لكثير من الدول الأخرى كالنمور الآسيوية وغيرها في أمريكا اللآتينية والتي صعدت بفضل التعليم فقط وبدون موارد ولكن للأسف نحن نترنح في مؤخرت العالم وبفشل فظيع ومتسارع … ويتحمل مسؤولية هذا الفشل والضنك الذي نعيشه جميع الحكومات المتعاقبة منذ الإستقلال والوزر الأكبر لعهد الإنقاذ الشؤم الذي وضع ميزانية للتعليم مخجلة ولم يشهد لها تاريخ السودان الحديث والقديم ولا في العالم مثيلا وهي تعادل 1% من ميزانية الدفاع والامن على حسب آخر ميزانية في سنة 2016 كانت ميزانية الدفاع والأمن 1821 مليار جنيه بينما ميزانية كل التعليم 31 مليار جنيه هل شخص عاقل يصدق هذا ؟؟ !! .. ولا أدري كم ستكون النسبة بالنسبة للصرف العام … وبدلا من يتم إرسال الطلاب إلى الخارج لكي ينهلوا من تعليم الدول المتقدمة كما فعلت ماليزيا وسنغافورة بدأت الحكومة في عهدها الأول أن تبعث لكل الطلاب الذين أوفدوا للتعليم خارج الوطن بالإسراع للإلتحاق بثورة التعليم التي أتت بها الإنقاذ في ليل بهيم وغفلة من الزمن وتشدقت بها في بداية عهدها وكانت القشة التي قسمت ظهر البعير وإلا لن تتكفل الدولة بأي مصاريف لمن يتخلف للركب في ثورتها التعليمية وهكذا تتخذ القرارات في بلادنا في أهم المرافق بدون أي دراسة فكان هناك طلاب على وشك التخرج ومنهم من بقى له شهورا للتخرج وكان منهم في تخصصات نادرة لم توجد في السودان فعند عودتهم تم إستبدالهم للدراسة بكليات أخرى دون مراعاة للرغبة او الميول وتم دفن مواهب عديدة ودمرت طموحات لا حصر لها وأهدرت طاقات الشباب. وبدأ الدمار وفتحت جامعات على عجل شديد ومنحت الشهادات العليا من ماجستير ودكتوراة لطلاب المؤتمر الوطني من غير إستحقاق لكي يتزعموا هذه الجامعات والكليات ويكونوا عمداء ومدراء عليها فقاموا بدفن ماتبقى من تعليم لعدم معرفتهم بهذا المجال . فكانت هناك مدارس تم تغيير إسمها فقط لتصبح بقدرت قادر جامعة وفي مناطق تفتقر لأبسط مقومات المدرسة نهيك عن جامعة أو كليه , والطامى الكبرى عندما تم تعريب التعليم الجامعي في نفس السنة , وتم تغيير نظام التعليم قبل الجامعي دون أي دراسة من المختصين وهذا قرار يجب أن يتم إتخاذه من قبل مختصين في علم النفس والإجتماع ثم التعليم… واما التعليم في الاقاليم اصبح من ضروب المستحيل بعد أن رفعت الدولة يدها تماما عن التعليم الحكومي كما رفعت يدها من الصحة وهما أهم مرفقين لبناء الإنسان ولكن آثار الصحة ظهورها يكون سريعا ومباشرا ليس كالتعليم وغيره لأنها تمس حياة الإنسان …. والمعلم بكل تأكيد تخرج من هذه البئية التعليمية البائسة وهذا المعلم لم يأت من السماء ولم تنزله الملائكة من كوكب آخر بل هو إبن هذه البئية التعليمية التعيسة الفقيرة علميا وتأهيلا وهذا هو معلم الأجيال الذي سمعنا به ولأول مرة في التاريخ الحديث والقديم بأن معلم يغتصب تلميذته ذات الثمانية أعوام وغير التحرشات التي لم يتم الإبلاغ عنها والإبتزاز وغيره …. فعليكم أن تتصوروا الذين يتخرجوا على أيدي هؤلاء فكيف سيكون سلوكهم
حكومة الإنقاذ تحصد مازرعته من تخبط ودمار للتعليم
ومن هذه البئية السئية تخرج الضابط وتخرج المهندس وتخرج الإداري والطبيب أيضا, فكيف سيكون وضع الخدمة المدنية ؟ !!!! فشل في كل شئ و27 سنة كفيلة بتخريج أجيال وألاف الخريجين فكل هؤلاء تخرجو من بئية سئية فتخرجت أجيال مهزومة نفسيا وغير مؤهلة لتحقيق طموحاتها .. وهذه الأجيال هزمتها الإنقاذ بالقهر والظلم والتجهيل وسلب الإرادة فلم تتدرب على تجربة ممارسة الحرية والنضال من أجلها بل كل خبراتها متركزة في النفاق وتملق الحاكم من أجل فرصة للحياة فقط… طبعا إلا من رحم ربي
وهذه السياسة التي جهلت الأجيال أنتجت جيلا إستهلاكيا في كل شئ حتى في الأفكار وفي التكنولوجيا حتى أصبح يعتمد على الغير في توفير غذاءه لذلك لا تستغرب حينما نستورد الطماطم من الأردن والثوم من أثيوبيا
وختاما المُعلّم هو الّذي يَستحقّ منا كل ذرّة حب واحترام و تقدير، نُقدّره بأفعالنا، وبكلمات شعرنا، ولن نجد أجمل من كلمات أحمد شوقي في مدح المعلم و تقديره
قُم للمعلمِ وفّهِ التبجيلا
كاد المعلمُ أن يكونَ رسولا
أعَلِمتَ أشرفَ او أجل من الذي
يبني ويُنشئُ أنفساً وعقولا

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاستاذ ياسر صدقت . فالعلم يرفع بيتا لا عماد له…والجهل يهدم بيت العز والشرف.التعليم هوالاساس النهضه . كان عندنا قبل حكومة انقلاب يونبو89 تعليما نوعيا . ولكن اتو لنا بما عرف بثورة التعليم الذى صار كارثة بالفعل.عمل على تدمير المدارس الرائده مثل حمتوب وطقت . وحول المعاعد المهنيه المتخصصه( بخت الضا وشندى والدلنج)التى تخرج مدرسين متخصصين بالاضافاه الى المعد الفتى حولها الى جامعات دون دراسة انما هوجه سياسيه عكس الاتجاه العالمى الذى يهتم بالمعاهد المهنيه . وتوسع فى التعليم عموديا دون دراسة وصار عندنا جامعات عامه وخاصة اكثر من المدارس الثانويه .ودبت الفوضى وصار عندنا بين كل جامعة وجامعة جامعة دون اعداد او دراسه

  2. الاخ (الابن بعدد السنين والحساب ان كنت سيادتكم من مواليد بعد 1962) ياسر. عاطر التحيات لك تنداح والى كل من لديك سبب للاعتقاد انه يذكرنا اوعرف أسم شخصنا الضعيف..الشكر موصول لك انت اهله على تذكارك المعلمين وتذكير اهل السودان عامة والمعلمين على وجه الخصوص بما يسمى “يوم المعلم ”
    * وانّى لأهل السودان ان يعلموا ان هناك يوما (عالميا او اقليميا او محليا (على مستوى المحليات الدستوريه) للمعلم! حيعرفو من فين يا حسره!
    يا خى الكريم(ان لم تكن فى سن الابناء) لك ان تعلم ان حكومة الانقاذ وهى تنادى رافعة شعار “اعادة صياغة الانسان السودانى” الذى تلقفه اول وزراء التربية الانقاذيين (الله يرحمو) وعرَض وهز بيه امرت الانقاذ وزيرها فى رسالة على ورقة (فلسكاب) باحالة 12 من كبار رجال التعليم(وكلاءالمراحل التعليميه الثلاث -الثانوى- المتوسط -الابتدائى .. وكيل التدريب والمناهج..مدراء تعليم اقاليم كردفان..دارفور..الشمالى..لشرقى وآخرون من مدراء الادارات برئاسة الوزاره وهم كانوا مجتمعين مع وكيل اول الوزاره للاعداد لبداية اول عام دراسى بعد انقلاب الانقاذ كان مزمع بدايته فى منتصف يوليو..غادرالرجال الوزاره تاركين بالطبع الجمل بما حمل..وفى النفوس حسرات. مع عجز الوزير اللى كان يكاد لا يصدق انه اصبح وزير!
    *سيادة الوزير (وهو معلّم سابق متميز)سعى لأستشارة احد رفاقه من قدامى “الباقى كانوا من قديم متصبين الاستوزار!اشار عليه قائلا”دى ثوره ولازم تنفذ حالا وألآ ستغادر انت الموقع! !
    الوزير ما اقتنع..شد الرحال الى نائب رئيس مجلس قيادة الثوره( اللى كان واحد من تلاميذ الوزير) متسائلا عن اسباب احالة قيادات المعلمين واى ذنب او جرم جنوه وما تزال الثورة فى اسابيعها الاوائل!
    *جاءه رد نائب رئيس القياده ما نصه!..”شنو يعنى اذا شلنا لينا دستة مدرسن من الخدمه.. ممكن نجيب غيرُم .. نحن موش كتّر خيرنا اديناهم معاشات!”
    تصوروا يا قوم ويا اخ ياسر..ان كانت هذه هى نظرة من ادعوا انهم جاءوا لأنقاذ السودان نحو المعلمين وبالتالى نحو التعليم فى مجمله!هل تنتظر ان يعلموا بان للمعلّم يوم عالمى يحتفل به!
    به!

  3. تعقيبا على ذلك اقول ان الهدف من التعليم هدف سامي يجب ان توفر له البيئة الصالحة وكل الامكانيات للوصول لذلك الهدف وقد كتبت مقالا في ذلك:
    الهدف من التعليم :
    التعليم هو المحرك الاساسي في التطور وهو الذي يقاس به تطور المجتمع لذا يتم تقيم المجتمعات حسب نسبة المتعلمين بها وقد ورد ذلك عند ابن خلدون حينما ذكر ان الفضائل قد تكون علما وتعليما وإلقاء او قد تكون محاكاة وتلقينا وان البشر يأخذون من التعليم معارفهم وأخلاقهم وما يعتنقون من مذاهب لذلك فان التعليم سلعة قيمة ولكن هنالك تتضارب واختلاف حول طبيعته والهدف منه إذ يعتقد البعض انه غاية ثقافية وعنصر مكون للشخصية بينما يمثل لآخرين مصدرا اقتصاديا في المقام الاول ووسيلة للمشاركة الاجتماعية مما جعل التعليم ذا صبغة اقتصادية مما جعل الناس يوجهون انفسهم في التعليم حسب ما تتطلبه سوق العمل مما جعلهم يبتعدون عن التعليم المثالي وأصبحت التنمية الشخصية من خلال التعليم نوعا من الرفاهية وللأسف الشديد فانه لازالت الثقافة المسيطرة على عقولنا أن التعليم من أجل الحصول على عمل في دوائر الدولة وهذه نظرة خاطئة إذ أن التعليم في الاساس الهدف منه رفع الجهل ومحاربته والعلم والتعلم فريضة على كل مسلم كما جاء على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمه ) وقد ورد الحث على العلم في اشارات آخرى إذ جاء (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد) (اطلبوا العلم ولو في الصين) (الحكمة ضالّة المؤمن يأخذها أينما يجدها) وأكبر دليل على أن الاسلام هو دين علم أن أول سورة نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم هي سورة أقرأ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي
    عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ
    وكانت هذه الآيات هي أول توجيه رباني للمصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم وهذا يشير لمكانة العلم والتعلم وفضله ومكانة العلماء كذلك ورد ذكر العلم والعلماء في مواقع كثير من القرآن الكريم نذكر منها (مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) ال عمران(7) (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ال عمران (18) (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) النحل (43) (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ) الفرقان (63)
    كما يقول أمير الشعراء أحمد شوقي : بالعلم والمال يبني الناس ملكهم لم يبن ملك على جهل وإقلال. وفي قصيدة لأبي اسحاق الألبيري نذكر بعض ابياتها
    أبا بكر دعوتك لو أجبتا * * * إلى ما فيه حظك لو عقلتا
    إلى علم تكون به إماما * * * مطاعاً إن نهيت وإن أمرتا
    ويجلو ما بعينك من غشاها * * * ويهديك الطرق إذا ضللتا
    وتحمل منه في ناديك تاجا * * * ويكسوك الجمال إذا عريتا
    ينالك نفعه ما دمت حيا * * * ويبقى ذكره لك إن ذهبتا
    هو العضب المهند ليس ينبو * * * تصيب به مقاتل من أردتا
    وكنز لا تخاف عليه لصا * * * خفيف الحمل يوجد حيث كنتا
    يزيد بكثرة الإنفاق منه * * * وينقص إن به كفا شددتا
    فلو قد ذقت من حلواه طعما * * * لآثرت التعلم واجتهدتا
    ولم يشغلك عنه هوى مطاعٌ * * * ولا دنيا بزخرفها فُتنتا
    ولا ألهاك عنه أنيق روضٍ * * * ولا دنيا بزينتها كلفتا
    فقوت الروح أرواح المعاني * * * وليس بأن طعمت ولا شربتا

    فالعلم هو الوسيلة التي تؤدي للتقدم والازدهار فأمة بدون علم هي أمة بدون عقل وبدون تفكير ومن لا يملك العقل والتفكير يستحيل أن يبني حضارة وتقدم فانظر في الواقع وقارن بين المتعلمين ناهيك عن العلماء وبين من لم يجدوا حظا من التعليم والمسألة لا تحتاج لبرهان أنظر اليوم في المجتمع التجاري حينما ارتاده ذو العلم والمعرفة وأنظر الى كل المجالات الحرفية التي انخرط فيها من نالوا قدرا من التعليم فالبون شاسع بين هؤلاء المتعلمون وغيرهم من الذين لم يتمكنوا من نيل قسط من التعليم فالهدف الاسمى للتعليم ليست هو الوظيفة لذلك على شبابنا ان يبتعدوا عن النظرة الخاطئة للتعليم وان يعلموا ان الهدف من التعليم اسمى وارفع مما نعتقد في مجتمعاتنا وان نتعامل مع التعليم من هذا المنطق والمنطلق حتى نضع امتنا على الطريق الذي يقودها الى مصاف الامم المتقدمة.
    الشامي الصديق آدم العنية مساعد تدريس بكلية علوم الاغذية والزراعة جامعة الملك سعود بالرياض المملكة العربية السعودية ومزارع بمشروع الجزيرة

  4. الاستاذ ياسر صدقت . فالعلم يرفع بيتا لا عماد له…والجهل يهدم بيت العز والشرف.التعليم هوالاساس النهضه . كان عندنا قبل حكومة انقلاب يونبو89 تعليما نوعيا . ولكن اتو لنا بما عرف بثورة التعليم الذى صار كارثة بالفعل.عمل على تدمير المدارس الرائده مثل حمتوب وطقت . وحول المعاعد المهنيه المتخصصه( بخت الضا وشندى والدلنج)التى تخرج مدرسين متخصصين بالاضافاه الى المعد الفتى حولها الى جامعات دون دراسة انما هوجه سياسيه عكس الاتجاه العالمى الذى يهتم بالمعاهد المهنيه . وتوسع فى التعليم عموديا دون دراسة وصار عندنا جامعات عامه وخاصة اكثر من المدارس الثانويه .ودبت الفوضى وصار عندنا بين كل جامعة وجامعة جامعة دون اعداد او دراسه

  5. الاخ (الابن بعدد السنين والحساب ان كنت سيادتكم من مواليد بعد 1962) ياسر. عاطر التحيات لك تنداح والى كل من لديك سبب للاعتقاد انه يذكرنا اوعرف أسم شخصنا الضعيف..الشكر موصول لك انت اهله على تذكارك المعلمين وتذكير اهل السودان عامة والمعلمين على وجه الخصوص بما يسمى “يوم المعلم ”
    * وانّى لأهل السودان ان يعلموا ان هناك يوما (عالميا او اقليميا او محليا (على مستوى المحليات الدستوريه) للمعلم! حيعرفو من فين يا حسره!
    يا خى الكريم(ان لم تكن فى سن الابناء) لك ان تعلم ان حكومة الانقاذ وهى تنادى رافعة شعار “اعادة صياغة الانسان السودانى” الذى تلقفه اول وزراء التربية الانقاذيين (الله يرحمو) وعرَض وهز بيه امرت الانقاذ وزيرها فى رسالة على ورقة (فلسكاب) باحالة 12 من كبار رجال التعليم(وكلاءالمراحل التعليميه الثلاث -الثانوى- المتوسط -الابتدائى .. وكيل التدريب والمناهج..مدراء تعليم اقاليم كردفان..دارفور..الشمالى..لشرقى وآخرون من مدراء الادارات برئاسة الوزاره وهم كانوا مجتمعين مع وكيل اول الوزاره للاعداد لبداية اول عام دراسى بعد انقلاب الانقاذ كان مزمع بدايته فى منتصف يوليو..غادرالرجال الوزاره تاركين بالطبع الجمل بما حمل..وفى النفوس حسرات. مع عجز الوزير اللى كان يكاد لا يصدق انه اصبح وزير!
    *سيادة الوزير (وهو معلّم سابق متميز)سعى لأستشارة احد رفاقه من قدامى “الباقى كانوا من قديم متصبين الاستوزار!اشار عليه قائلا”دى ثوره ولازم تنفذ حالا وألآ ستغادر انت الموقع! !
    الوزير ما اقتنع..شد الرحال الى نائب رئيس مجلس قيادة الثوره( اللى كان واحد من تلاميذ الوزير) متسائلا عن اسباب احالة قيادات المعلمين واى ذنب او جرم جنوه وما تزال الثورة فى اسابيعها الاوائل!
    *جاءه رد نائب رئيس القياده ما نصه!..”شنو يعنى اذا شلنا لينا دستة مدرسن من الخدمه.. ممكن نجيب غيرُم .. نحن موش كتّر خيرنا اديناهم معاشات!”
    تصوروا يا قوم ويا اخ ياسر..ان كانت هذه هى نظرة من ادعوا انهم جاءوا لأنقاذ السودان نحو المعلمين وبالتالى نحو التعليم فى مجمله!هل تنتظر ان يعلموا بان للمعلّم يوم عالمى يحتفل به!
    به!

  6. تعقيبا على ذلك اقول ان الهدف من التعليم هدف سامي يجب ان توفر له البيئة الصالحة وكل الامكانيات للوصول لذلك الهدف وقد كتبت مقالا في ذلك:
    الهدف من التعليم :
    التعليم هو المحرك الاساسي في التطور وهو الذي يقاس به تطور المجتمع لذا يتم تقيم المجتمعات حسب نسبة المتعلمين بها وقد ورد ذلك عند ابن خلدون حينما ذكر ان الفضائل قد تكون علما وتعليما وإلقاء او قد تكون محاكاة وتلقينا وان البشر يأخذون من التعليم معارفهم وأخلاقهم وما يعتنقون من مذاهب لذلك فان التعليم سلعة قيمة ولكن هنالك تتضارب واختلاف حول طبيعته والهدف منه إذ يعتقد البعض انه غاية ثقافية وعنصر مكون للشخصية بينما يمثل لآخرين مصدرا اقتصاديا في المقام الاول ووسيلة للمشاركة الاجتماعية مما جعل التعليم ذا صبغة اقتصادية مما جعل الناس يوجهون انفسهم في التعليم حسب ما تتطلبه سوق العمل مما جعلهم يبتعدون عن التعليم المثالي وأصبحت التنمية الشخصية من خلال التعليم نوعا من الرفاهية وللأسف الشديد فانه لازالت الثقافة المسيطرة على عقولنا أن التعليم من أجل الحصول على عمل في دوائر الدولة وهذه نظرة خاطئة إذ أن التعليم في الاساس الهدف منه رفع الجهل ومحاربته والعلم والتعلم فريضة على كل مسلم كما جاء على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمه ) وقد ورد الحث على العلم في اشارات آخرى إذ جاء (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد) (اطلبوا العلم ولو في الصين) (الحكمة ضالّة المؤمن يأخذها أينما يجدها) وأكبر دليل على أن الاسلام هو دين علم أن أول سورة نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم هي سورة أقرأ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي
    عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ
    وكانت هذه الآيات هي أول توجيه رباني للمصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم وهذا يشير لمكانة العلم والتعلم وفضله ومكانة العلماء كذلك ورد ذكر العلم والعلماء في مواقع كثير من القرآن الكريم نذكر منها (مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) ال عمران(7) (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ال عمران (18) (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) النحل (43) (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ) الفرقان (63)
    كما يقول أمير الشعراء أحمد شوقي : بالعلم والمال يبني الناس ملكهم لم يبن ملك على جهل وإقلال. وفي قصيدة لأبي اسحاق الألبيري نذكر بعض ابياتها
    أبا بكر دعوتك لو أجبتا * * * إلى ما فيه حظك لو عقلتا
    إلى علم تكون به إماما * * * مطاعاً إن نهيت وإن أمرتا
    ويجلو ما بعينك من غشاها * * * ويهديك الطرق إذا ضللتا
    وتحمل منه في ناديك تاجا * * * ويكسوك الجمال إذا عريتا
    ينالك نفعه ما دمت حيا * * * ويبقى ذكره لك إن ذهبتا
    هو العضب المهند ليس ينبو * * * تصيب به مقاتل من أردتا
    وكنز لا تخاف عليه لصا * * * خفيف الحمل يوجد حيث كنتا
    يزيد بكثرة الإنفاق منه * * * وينقص إن به كفا شددتا
    فلو قد ذقت من حلواه طعما * * * لآثرت التعلم واجتهدتا
    ولم يشغلك عنه هوى مطاعٌ * * * ولا دنيا بزخرفها فُتنتا
    ولا ألهاك عنه أنيق روضٍ * * * ولا دنيا بزينتها كلفتا
    فقوت الروح أرواح المعاني * * * وليس بأن طعمت ولا شربتا

    فالعلم هو الوسيلة التي تؤدي للتقدم والازدهار فأمة بدون علم هي أمة بدون عقل وبدون تفكير ومن لا يملك العقل والتفكير يستحيل أن يبني حضارة وتقدم فانظر في الواقع وقارن بين المتعلمين ناهيك عن العلماء وبين من لم يجدوا حظا من التعليم والمسألة لا تحتاج لبرهان أنظر اليوم في المجتمع التجاري حينما ارتاده ذو العلم والمعرفة وأنظر الى كل المجالات الحرفية التي انخرط فيها من نالوا قدرا من التعليم فالبون شاسع بين هؤلاء المتعلمون وغيرهم من الذين لم يتمكنوا من نيل قسط من التعليم فالهدف الاسمى للتعليم ليست هو الوظيفة لذلك على شبابنا ان يبتعدوا عن النظرة الخاطئة للتعليم وان يعلموا ان الهدف من التعليم اسمى وارفع مما نعتقد في مجتمعاتنا وان نتعامل مع التعليم من هذا المنطق والمنطلق حتى نضع امتنا على الطريق الذي يقودها الى مصاف الامم المتقدمة.
    الشامي الصديق آدم العنية مساعد تدريس بكلية علوم الاغذية والزراعة جامعة الملك سعود بالرياض المملكة العربية السعودية ومزارع بمشروع الجزيرة

  7. في زمن الكيزان أولاد الحرام ديل مرتب الحبشية يساوي مرتب اثنين من المعلمين السودانيين المحترميين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..