حتي لا ننسي: غدآ الجمعة الذكري الثانية والخمسين علي ثورة أكتوبر المجيدة.

١-
***- تجئ غدآ الجمعة ٢١ أكتوبر الحالي، الذكري الثانية والخمسين علي ثورة ٢١ أكتوبر الشعبية التي اندلعت في عام ١٩٦٤، وقد درجت العادة عند أهل السلطة الحاكمة في السودان ، عدم الاهتمام بذكراها، وقاموا خلال ال ٢٧ عامآ الماضية بالغاء كل انواع الفعاليات الجماهيرية التي كانت تهدف الي احياء ذكري الثورة كلما جاءت ذكراها، رفضت السلطة الحاكمة في الخرطوم بشدة التصديق باقامة اي فعالية سياسية كانت او ثقافية تمجد الثورة وتذكر الجماهير بها. منذ ٢٧ عامآ ما وجدث مناسبة ٢١ أكتوبر المجيدة الاهتمام الرسمي علي اعتبار انها – حسب وجهة المسؤولين- انها مناسبة تذكر الناس بسقوط حكم العسكر واستبداله بنظام ديمقراطي.
٢-
***- احياء لهذه المناسبة السودانية الكبيرة في ذكراها الثانية والخمسين، وتنشيط لذاكرة من نسي بعض احداثها القديمة، اجدد مرة اخري نشر بعض المعلومات والحقائق عنها واذكرهم بها، عملآ بقوله تعالي { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}.
***- هذه المقالة رصد اهم الاسماء الكبيرة التي صاحبت احداث الثورة منذ بداية اندلاعها في ٢١ اكتوبر حتي تنازل الفريق ابراهيم عبود عن الحكم في ٣٠ اكتوبر ١٩٦٤ وتشكيل الحكومة الانتقالية برئاسة سر الختم الخليفة. هي اسماء دخلت التاريخ السوداني وكانت لصيقة تمامآ بالثورة.
اولآ:
أخر مجلس أعلي للقوات المسلحة في زمن
الفريق ابراهيم عبود حتي اكتوبر ١٩٦٤
(الفريق ابراهيم عبود بالاضافة الي سبعة اشخاص)
**************************
(أ)- الفريق ابراهيم عبود/ رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة، ورئيس الوزراء، ووزير الدفاع، وقائد القوات المسلحة.
(ب)- اللواء/ محمد طلعت فريد- (عضوآ).
(ج)- اللواء/ احمد رضا-(عضوآ).
(د)- اللواء/ حسن بشير نصر-(عضوآ).
(هـ)- اللواء/ مجذوب البحاري-(عضوآ).
(و)- اللواء/ محمد احمد عروة-(عضوآ).
(ز)- اللواء/ المقبول الامين الحاج-(عضوآ).
ثـانيآ:
****
أخر مجلس وزراء في زمن الفريق
ابراهيم عبود حتي اكتوبر ١٩٦٤
-(رئيس الوزراء، بالاضافة الي خمسة عشر وزيرآ)-
**********
(أ)- الفريق/ ابراهيم عبود -(رئيس الوزراء).
(ب)- السيد/ احمد خير-(وزير الخارجية).
(ج)- اللواء/ محمد طلعت فريد-(وزير التربية والتعليم).
(د)- اللواء محمد نصر عثمان-(وزير الاعلام والعمل).
(هـ)- السيد/ مامون بحيري-( وزير المالية والاقتصاد).
(ز)- الدكتور/ احمد علي زكي-(وزير الصحة).
(ح)- السيد سانتينو دينق-(وزير الثروة الحيوانية).
(ط)- السيد/ مكي المنا-(وزير الري).
(ي)- اللواء/ احمد رضا فريد-(وزير الزراعة).
(ك)- السيد/ سليمان حسين-(وزير المواصلات والاتصالات).
(ل)- اللواء/ مقبول الحاج الامين-(وزير التجارة والصناعة والتموين).
(م)- السيد/ زيادة ارباب-(وزير الاشغال).
(ن)- اللواء/ محمد احمد عروة-(وزير الداخلية).
(س)- اللواء/ احمد مجذوب البحاري-(وزير الحكومات المحلية).
(ع)- اللواء/ حسن بشير نصر-(وزير الدولة ونائب القائد العام).
ثالـثآ:
شخصيات هامة في السلطة
اواخر عهد حكم الفريق عبود:
*************
(أ)- السيد/ محمد احمد ابورنات-(رئيس القضاء).
(ب) الفريق شرطة/ احمد عبدالله ابارو-(وزارة الداخلية).
(كان الفريق شرطة/ ابارو اشهر مدير شرطة عمل في وزارة الداخلية ابان حكومة عبود، كان احد من الذين دافعوا عن النظام بقوة وقسوة، اشتهر بشراسة الطبع وعدم الرحمة مع المعتقلين السياسيين. كانوا الطلاب في جامعة الخرطوم يطلقون عليه لقب:(هتلر المخستك)!!. ابارو كن كراهية شديدة للشيوعيين، ولم يرحم احد منهم عند الاعتقال، قمع المظاهرات بقسوة مبالغ فيها . في احدي التحقيقات الصحفية قال:(- كنت اطارد الشيوعيين لانهم كانوا يسببون صداع امني في رأس النظام، ومن صميم واجباتي هو حفظ النظام)!!
رابعـآ:
القاضي عبدالمجيدامام:
***************
من منا نحن السودانيين لا يعرف ذلك الموقف البطولي الجرئ الذي قام به القاضي عبدالمجيد يوم رفع صوته الجهوري الطاغي في اليوم الرابع والعشرين من أكتوبر١٩٦٤ منددآ بالنظام ، كان صوت عبد المجيد إمام هو صوت الحسم لواقع المجابهة بين سلطة نوفمبر، وسلطة الجماهير التي كانت لحظتها في حالة التكوين. كان عبد المجيد ورفاقه على وشك السير لرفع مذكرة المحامين والقضاة إلى المجلس الأعلى في القصر، حينما اعترضتهم ثلة من جنود الشرطة الذين لم يعرفوا القاضي عبدالمجيد، اقفلت الشرطة الطريق، طلب الضابط الملازم (وقتها)، قرشي فارس من عبد المجيد وبقية الوفد المرافق معه ، بأن ينصرفوا لأن لديه تعليمات بعدم السماح للموكب بالتقدم. ولما كانت للقضاء سلطة على الضباط، صاح عبد المجيد إمام في وجه قرشي فارس بصوت رددت صداه ساحة القضاء كلها :(انا عبد المجيد إمام قاضي المحكمة العليا، بهذا أمرك بالانصراف بجنودك فورا)…وقال قرشي فارس بعد ذلك بزمان، إنه لم يكن هناك لحظتها من هو أسعد منه وهو يصيح رداً على القاضي الأكتوبري.(حاضر سعادتك).. وينصرف بجنوده، فقد كان ضابط الشرطة حائر النفس بين واجب المهنة وحتمية الالتزام بالإرادة الشعبي.
خـامسآ:
بعض اسماء شهداء ثورة أكتوبر 1964
************************
١- أحمد القرشي طه – جامعة الخرطوم.
(الشهيد الثاني الذي توفى بعد شهر واحد من وفاة القرشي , ألا وهو بابكر عبدالحفيظ الذي دفن بمقابر أحمد شرفي).
٢- مدني التيجاني المرضي المعهد الفني ? جامعة السودان.
٣ -محمد حسن مختار – جوار حديقة القرشي.
٤- عبدالمولى عبدالرازق مرجان – مستشفى الخرطوم.
٥- مصطفى محمد متولي العتباني – أمام القصر الجمهوري.
٦- عزالدين محمد خالد التنقاري ساحة الشهداء.
٧- النور علي التنقاري – أمام القصر الجمهوري.
٨- محمد عبدالعزيز احمد – أمام القصر الجمهوري.
٩- ضوالبيت محمد بيلو – الخرطوم جنوب.
١٠- لورنس ديمتري – ساحة الشهداء.
١١- عبدالرحيم حمد محمد حران – أمام القصر الجمهوري.
١٢- مبيور شول- ساحة الشهداء.
١٣- بابكر حسن عبدالحفيظ – مستشفى الخرطوم.
١٤- ميرغني علي احمد نمر – أمام القصر الجمهوري.
١٥- احمد عثمان سعد – أمام القصر الجمهوري.
١٦- صالح عثمان مبروك – أمام القصر الجمهوري.
١٧- حسين محمد خير – أمام القصر الجمهوري.
١٨- بخيتة المبارك الحفيان- مستشفى أم درمان.
١٩- عوض ابراهيم عبدالرحمن – سوق آم درمان.
٢٠- حسن احمد عبدالله يسن ودمدني – دردق.
٢١- يوسف علي الحاج -الدويم – مستشفى أم درمان.
٢٢- كمال محمد إبراهيم – كسلا.
٢٣- محمد الخليفة احمد ? بورتسودان.
٢٤- محمد عباس التيجاني – الابيض – مستشفى كردفان.
٢٥- صالح عبدالله احمد – الفاشر – مستشفى الفاشر.
٢٦- احمد الامين الشريف اسحق ? الفاشر- المستشفى.
٢٧- عوض عبدالقادر بابكر – أمام القصر الجمهوري.
٢٨- عوض حسين محمد الحسن – مستشفى الخرطوم.
٢٩- ابراهيم محمد نور – مستشفى الخرطوم.
٣٠- فرح عثمان صالح ضرغام – مستشفى الخرطوم.
٣١- عبدالرؤوف محمد سيد احمد – مستشفى الخرطوم.
٣٢- محمد الأمين أبو القاسم احمد المصطفى ? طريق الخرطوم – الحصاحيصا.
٣٣- ابراهيم عمر حسن – الخرطوم.
٣٤– علي احمد عمر – الخرطوم.
٣٥- ادريس عبدالله – الخرطوم.
٣٦- خضر محمد ابراهيم – الخرطوم.
٣٧- محمد هارون – الخرطوم.
٣٨- دقين ماجوك – الخرطوم.
٣٩- مهاجر يعقوب.
سـادسآ:
المصابين بالرصاص من طلبة جامعة
الخرطوم ليلة ٢١ أكتوبر ١٩٦٤ هم:
***********************
١-أبكر حسن.
٢-خالد نجم الدين.
٣-حسن الوديع السنوسي.
٤-عثمان البلك.
٥-خالد الحاج.
٦-علي إبراهيم احمد محمود.
٧-حمزة عبد الله كنة.
٨-أحمد البشرى.
٩-محمد الحسن محمد سعيد.
١٠-جلال الدين عباس.
١١-النور عبد الخالق.
١٢-سهام مصطفى الصاوي.
١٣ يس الدسوقي.
١٤-محمد فائق يوسف.
١٥-محمد الفاتح الطريفي.
١٦-الأمين عبد الله.
١٧-حمد أحمد المهدي.
١٨-عبد العزيز محمد فرج.
١٩حسن أحمد عجبنا.
٢٠-سليمان عبد الواحد.
سـابـعآ:
ماذا قال الترابي بعد الصلاة على الشهيد القرشي؟!!
*****************************
المصدر: (من افادة الاستاذ فاروق ابوعيسى سكرتير جبهة الهيئات في كتاب خمسون عاما على ثورة اكتوبر السودانيه).
***-الاستاذ فاروق ابوعيسى سكرتير جبهة الهيئات : ماذا قال د. الترابي عقب الصلاة على جثمان الشهيد القرشي:
(وجدنا ميدان عبدالمنعم يعج بالناس والذين تمركزوا في الجزء الجنوبي الشرقي, وفي المقابل كانت هناك مجموعه من عربات الشرطه تقف على أهبة الاستعداد في مواجهتهم. كانت المنصه منصوبه وعلى رأسها اساتذة جامعة الخرطوم, المرحوم د حسن عمر استاذ القانون ونائب عام سابق, والدكتور حسن الترابي والدكتور علي محمد خير..الخ.. وهناك طلاب وقيادات سياسيه من حوالي المنصه, وقام أخونا الدكتور حسن الترابي والذي قال ( شكر الله سعيكم ونحن صلينا على الشهيد وسوف نحمل الجثمان الى قرية القراصة مسقط راس الشهيد لنقوم بدفنه ومن ثم نعود).
لم يعجب هذا الحديث المرحوم د حسن عمر واخذ المايكروفون من الترابي وقال: (يمكن أن تقوم جماعه منا بالسفر مع الجثمان ودفنه في القراصه والجزء الآخر لابد لهم من البقاء هنا في الخرطوم لتوسيع دائرة العمل المناهض للنظام مستفيدين من العمليه القبيحه التي قام بها النظام, وقتل الطلاب في الجامعه وجرح آخرين, يجب علينا ان ننظم مظاهرات احتجاج في الشوارع) ، وقد كان وقع هذا الكلام طيبا على الجماهير وقبلوا به.
ثامـنآ:
من العسكريين الذين ساهموا في الانحياز الى
صفوف الشعب السوداني وحاصروا
القيادة العامه والقصر الجمهوري
**********************
١-فاروق حمدالله.
٢- الرشيد ابوشامه.
٣- الرشيد نورالدين.
٤-جعفر نميري.
٥- محمد عبدالحليم.
٦- احمد عبدالحليم.
٧- توفيق محمد نورالدين.
٨- فيصل حماد توفيق.
تاسعآ.
اشهر الكتاب والصحفيين
****************
***-عبدالرحمن مختار،
***- حسن مختار،
***- عبدالله عبيد،
***- محجوب محمد صالح،
***- الفاتح التيجاني،
***-منصور خالد،
***- محمد احمد المحجوب،
***- الصادق المهدي
***-عبدالخالق محجوب،
***-فاطمة احمد إبراهيم،
***- ابراهيم زكريا،
***- حسن الطاهر زروق،
***- عزالدين علي عامر،
***- سمير جرجس
***- الرشيد نايل،
عبدالرحيم الوسيلة،
***- اسماعيل العتباني،
***- عمر عبد التام،
***- محمد الخليفة طه الريفى،
***- حسن الرضي،
***- توفيق صالح جاويش،
***- قيلي أحمد عمر،
***-علي المك،
***-توفيق صالح،
***- عبد الله الطيب،
***-عبد الواحد كمبال،
***-محمد سعيد محمد الحسن،
***- حمدنا الله عبدالقادر.
عـاشرآ:
اشهر اسماء الشعراء والفنانين
*****************
***- هاشم صديق..
***- محجوب شريف..
***- محمد المكي إبراهيم..
***- فضل الله محمد ..
***- محمد الفيتوري..
***-الحردلو..
***- عبدالرحيم ابوذكري..
***- شاكر مرسال..علي عبد القيوم..مرسي صالح سراج.
الفنانون:
******
محمد الأمين.. محمد وردي..عبدالكريم الكابلي.
احـدي عشر:
أحمد القرشي طه
*********
هو أول شهيد في ثورة أكتوبر السودانية في عام ١٩٦٤ . ولد أحمد قرشي طه محمد صالح في قرية (القراصة) في ولاية النيل الأبيض عام١٩٤٥ (لوكان حيآ الان عمره ٧١ عامآ).
***- نشأ في عائلة تضم ثلاثة إخوة وخمسة أخوات. سبق ان وصفه الدكتور كليف تومسون الإستاذ بجامعة ويسكونسون الأمريكية وأحد شهود العيان الأجانب القليلين من أحداث أكتوبر ١٩٦٤. ان القرشي كان شاباً هادئاً، يحب الكرة ولعب “الكوتشينة”. عُرف عنه أنه كان يسارياً منذ أيام دراسته الثانوية . كما كان يؤدي أيضاً واجباته الدينية من صلاة وصوم. وصفه شقيقه عبدالمتعال بالهدوء رغم إنه قاد أول إعتصام طلابي بمدرسة الفاشر الثانوية احتجاجاً على نقص الكتب والمعلمين حيث تم فصله من المدرسة لبعض الوقت وأعيد لاكمال دراسته بعد أن تعهد كتابة لمدير المدرسة بعدم تكرار ما قام به.
***- يقول عبدالمتعال شقيق الشهيد (القرشي) ل (السوداني) “لا اعرف في اي يوم وشهر ولد لاننا في ذلك الوقت لا نعد بالايام ولكني اذكر انه ولد عندما كان البحر طالعاً في عام ١٩٤٤ م” ولم يكن وقتها ما يخفيه القدر بأن ذلك الطفل سيكون في مقبل أول شهداء ثورة الحادي والعشرين من اكتوبر وكان استشهاده الهاماً للشعب السوداني لاكمال ثورته وانهاء الحكم العسكري الاول الذي استمر لمدة ست سنوات وإعادة الحياة الديمقراطية للبلاد مجدداً.
كان (احمد) كغيره من اقرانه بالحي يلعب البلي ويصنع العربات من بقايا العلب الفارغة وكان طفلا ككل ابناء البلدة يوصف بانه هادئ الطباع ويشير شقيقه عبدالمتعال بأنه درس الخلوة على يد الشيخ ميرغني في اول الامر ثم تحول لخلوة جده الشيخ الصديق وانتقل بعدها لمدرسة نعيمة الاولية وبعد انتقال والده لمدينة الدلنج لاغراض التجارة اكمل دراسته الاولية بمدرسة الدلنج الاولية ثم انتقل بعدها لمدرسة ابوجبيهة ودرس الثانوي بمدرسة الفاشر الثانوية.
***- ويسرد عبد المتعال واقعة تاريخية خلال دراسة شقيقه (احمد) بمدرسة الفاشر الثانوية والمتمثلة في قيادته لأول اعتصام طلابي فيها بسبب نقص الكتب والمعلمين مما ادى لفصله لبعض الوقت من المدرسة ولكن تمت إعادته لاكمال دراسته بعد كتابته لتعهد لمدير المدرسة وانتقل بعدها لجامعة الخرطوم في السنة الاولي لدراسة الاحياء ?وفي ذلك الوقت كانت الدراسة في السنين الاولي عامة على أن يتم التخصص لاحقاً- ويشير هنا عبد المتعال بأن المعدل الذي دخل به شقيقه الجامعة كان عالياً ويؤهله لدخول أي من الكليات وعلى رأسها كلية الطب.
اثـني عشـر:
قصة ظهور هتاف (الي القصر حتي النصر)
*****************************
خرج موكب صاخب من جامعة الخرطوم شارك فيه العديد من المتظاهرين يعدون بعشرات الآلاف الي ساحة القصر، سار الموكب الذي عُرف بموكب “حتي القصر”، وتم اطلاق الرصاص عليهم، وإستشهد الكثيرين من المتظاهرين، قال احد الصحفيين:
( أذكر جيداً عندما تحركنا تجاه المستشفي لمعرفة ما جري، إحتشد الناس أمام المشرحة وكانوا يتفحصون أدراج المشرحة لمعرفة ذويهم المفقودين، جاءت فتاة تبحث عن شقيقها داخل أدراج المشرحة وفجأة صرخت عندما شاهدت جثمان شقيقها وفي التو جاءت أمها في تلك اللحظة وقالت لها “ابننا لا يُبكي عليه إنما يُؤخذ حقه”، شرعت الأم بالهتاف الحاد، وصاحت في المواطنيين المتجمهرين امام بوابة المشرحة: (إلي القصر حتي النصر )، منذ تلك اللحظة أصبح ذلك الهتاف شعار ثوري . لا اعرف من تلك هي السيدة الجسورة ولكن أذكر جيداً بعد هتافها ما كان من رجال البوليس الذين تواجدوا أمام المشرحة إلا وأن نكَسوا بنادقهم ورفعوا قبعاتهم وإنضموا للتظاهرة).
بكري الصائغ
[email][email protected][/email]
فقط للذكرى:
بيان أساتذة جامعة الخرطوم -(أحداث أكتوبر 1964)-
**************************
المصدر:- صحيفة “الراكوبة” –
-07-14-2012-
الكاتب:صدقي البخيت
(بما ان سلطات البوليس قد انتهكت حرمات الجامعة فتصدت لندوة عامة عقدها الطلبة يوم السبت العاشر من اكتوبر 1964 عنوانها التقييم العلمي لمسألة الجنوب ثم مدت تلك السلطات يدها للجنة اتحاد الطلبة فأودعتها محابس التحفظ. وبما انها عادت يوم الاربعاء الحادي والعشرين من اكتوبر فتصدت لاجتماع داخلي بحت لجمعية الطلاب العمومية اقتصر على طلاب الجامعة شهوداً ومتحدثين وعقد في فناء مساكن الطلبة بقصد تحديد الرأي في مسألة الجنوب فاعتدى جنود البوليس على الطلاب العزل بعدد هائل من القنابل المسيلة للدموع ثم امطروهم بالرصاص الوابل فأردوا بعضهم قتلى وتركوا البعض الآخر بين الحياة والموت ولم يقتصروا على هذه الفعلة الشنيعة بل تعقبوا الطلبة في حجرهم وقادوهم معتقلين إلى الاعتقال بل بلغت بهم الجرأة ان اعتقلوا بعض اساتذة الجامعة وانتهت بهم الوحشية إلى تعويق مجهودات الاساتذة والاطباء لاسعاف الجرحى ونقلهم إلى المستشفى. وبما انها تمادياً في الكيد للجامعة واستخفافاً لشأنها تصدت لموكب نعش الطالب الشهيد فحظرت نقله للجامعة ووقف جنودها متهيئين لامتهان كرامة النعش ولابادة الاساتذة والطلبة وغيرهم من المشيعين فقد رأينا نحن الاساتذة ان هذه الجامعة فقدت مقوماتها واصبحت صورة بلا معنى وبناء بلا كيان فإذا كانت الجامعة موطنا لحرية الفكر ومنارا للعلم المتجرد فقد خنقت في هذه الجامعة حرية الفكر ودنست فيها قداسة العلم وحكمت فيها سياسة رعناء هوجاء قوامها القهر والبطش والارهاب وإذا كانت الجامعة من صميم هذا الشعب تخدمه وتقوم على شؤونه فقد اصبحت جامعتنا الىوم عاجزة عن ادنى مشاركة في حل المسائل القومية في هذا البلد الذي تستصرخنا حاجاته الضائعة وقضاياه التي افلست فيها سياسة الحكام وإذا كان للجامعة حرم جدير بالتقديس وإذا كان لطلبة العلم وحملته حق في التوقير والاكرام فقد انتهكت الىوم حرم الجامعة واصبحت مسرحاً لاراقة الدماء وديست قداسة العلم في اهله واصبحوا عرضة للتقتيل والتنكيل وبما ان الجامعة من جراء ذلك لم تعد موطناً للعلم ولا مجالاً لبحث قضايا الامة السودانية ولم يبق لها حرم مكرم ولا اهل يوقرون وبما اننا ايقنا انه لن تقوم لاستقلال الجامعة قائمة في ظل الاوضاع الحاضرة فقد قررنا نحن اساتذة جامعة الخرطوم السودانيين الموقعين أدناه أن نطهر ايدينا منها بالتوقف عن العمل فوراً والاستقالة عن وظائفنا فيها استقالة غير مشروطة ولا موقوتة إلا بزوال هذا الوضع المظلم وقيام نظام دستوري يعرف للجامعة استقلالها ويقدر اهلها حق).
كيف ومتي استشـهد الطالب أحمد القرشي طه؟!!
****************************
قصة استشهاده:
(أ)-
في مساء يوم الاربعاء ٢١ أكتوبر / تشرين الأول ١٩٦٤م، أقام طلاب جامعة الخرطوم ندوة في مجمع داخليات البركس (ثكنات الجيش البريطاني سابقا )، بالحرم الجامعي حول مشكلة جنوب السودان التي كانت قد تفاقمت آنذاك بسبب سياسة القوة التي تبنتها حكومة الرئيس إبراهيم عبود العسكرية للقضاء على التمرد في الجنوب. توافد الطلاب من داخلياتهم المختلفة إلى مكان إنعقاد الندوة في الساحة الواقعة بين داخليتي “القاش” و”كسلا”.
(ب)-
رفضت الحكومة عقد الندوة وقامت قوة من الشرطة بمحاصرة الحرم الجامعي ثم أمر أحد الضباط بفض الندوة ، لكن الطلاب اصروا على الإستمرار في عقد الندوة وواصلو اجتماعهم غير عابئين بأمر الضابط، ومن ثم بدأت الشرطة في استخدام القوة لفضّ الإجتماع وألقت القنابل المسيلة للدموع.
(ج)-
وحدث صدام عنيف بين الشر:
تراجع طه وزملاءه الطلاب نحو مباني داخلياتهم انهالوا على الشرطة بالحجارة وقطع الأثاث الصغيرة، كان القرشي ضمن مجموعة الطلبة التي تواجدت في داخلية “السوباط”. القريبة من البوابة الرئيسية لمجمع الداخليات ( المعروفة لدى الطلاب باسم البركس).
(د)-
ووفقاً لرواية الدكتور كليف تومسون كان هناك تجمع لرجال الشرطة على بعد ٦٠ قدماً تقريباُ من مجمع (البركس)، وهناك أختبأ عدد من الطلاب وراء الممر الذي يربط مبنى داخلية السوباط بمبنى الحمامات التابعة لها، وكان من بينهم الطالب أحمد القرشي الذي يعيد سنته الأولى بكلية العلوم. كان نحيلاً يرتدي بنطالا ً وقميصاً أبيض كفكف أكمامه إلى منتصف ساعده.
(هـ)-
حمل القرشي حجراً وقفز من فوق الحائط القصير وركض في الجانب الآخر حتى صار على بعد نحو ٢٠ قدماً من طرف الداخلية وألقى به نحو الشرطة وهو يهتف. وحينئذ سٌمع دوي طلق ناري سقط على إثره القرشي على الأرض وقد اخترقت طلقة رأسه قرب حاجبه الأيمن وخرجت من مؤخرة جمجمته. حمله زملاءه إلى الممر ثم إلى غرفة في مبنى الداخلية. وكان ينزف من مؤخرة جمجمته وسال دم من فمه ثم حمله زملاؤه إلى المستشفى.
(و)-
مستشفى الخرطوم:
************
توفي القرشي في الجامعة، وسجي جثمانه بمشرحة مستشفى الخرطوم وتجمهر الطلاب وغيرهم من المواطنين وارادوا نقل الجثمان إلى الجامعة ، إلا أن الشرطة منعتهم من ذلك ، وتدخل رئيس الجامعة أنذاك البروفسور النذير دفع الله (وزير تربية لاحقاً) لدى السلطات وتمكن من تسلم الجثمان مع مجموعة من اساتذة الجامعة والأطباء وغيرهم وحملوه في موكب مر بشارع الأسبتالية أمام المستشفى حتى كوبري الحرية وتوجهوا به إلى ساحة ميدان عبد المنعم بالخرطوم جنوب حيث تمت الصلاة عليه بحضور شخصيات سياسية معارضة لنظام عبود آنذاك من بينها الصادق المهدي زعيم حزب الأمة المنحل آنذاك والذي أم المصلين، والدكتور حسن الترابي عميد كلية القانون بجامعة الخرطوم حينئذ، وعبد الخالق محجوب سكرتير الحزب الشيوعي ومجموعة من المحامين والقضاة والطلاب وغيرهم من المواطنين.
(ز)-
تم دفن الجثمان في مقبرة قريته (القراصة) على مقربة من قبر والديه وأقاربه ، وأحيط قبره بسياج ورسم على الجدار الخارجي للقبر علم السودان وكتبت على الشاهد عبارة :(هذا قبر شهيد ثورة أكتوبر)، كما كتب فيه تاريخ الإستشهاد. وتوجد شجرة هجليج فوق القبر.
تسلم يا ود الدهب … ويا قلم الدهب … وياشيخ المؤرقين
ونسأل الله ان يعيد التاريخ نفسه في هذه الأيام المباركات فقد يهلكنا الجوع المرض الظلم الفساد… وتخلف مسيرة ونهضة البلاد
دالاخ بكرى
أستاذنا الغالي بكر الصائغ … تحياتي لك ..
قرأت بداية المقال إلى أن وصلت إلى الشهداء وكان عددهم أربعين شهيداً… المحير لماذا لم يحاكم النظام ورموزه على قتل هؤلاء الشهداء … ألم يكن عدد أربعين شهيد كافي لتكون رقابهم في المشانق .. مهما نقل كانوا نزيهين ولم يسرقوا شيء ولم يستغلوا سلطاتهم …. كما يقولون عبود رفض بيت من الحكومه وغيره من الكلام الجميل عن النظام … وصوروا النظام كأنهم ملائكه..
أفتكر من هنا بدأت أخطأ السودان وهي التي وصلتنا إلى ما نحن عليه الأن… لو تم محاكمة هؤلاء الأشخاص ورفعت أعناقهم في المشانق لما تجرأ أحد بعدهم على قتل السودانيين…
وأطالب بعد إزالة النظام الحالي .. محاكمة كل الأنظمة الدكتاتورية التي قتلت الشعب السوداني أن تحاكم حتى لو أنهم داخل قبورهم …. سنكون بذلك في الطريق الصحيح..
لك ألف تحية وتقدير … لكن اليوم أنا زعلان شديد لانه الناس بتمجد نظام الفريق عبود… وهو قتل أربعين إنسان سوداني طالب بالحريه …. كما فعل جعفر نميري … وكما يفعل نظام الأنقاذ حالياً ..
سؤال … هل سيتم العفوا عن نظام الأنقاذ كما فعلوا مع عبود ونميري؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لو الإجابة بنعم دي كارثه ونكون لا زلنا في الطريق الخطأ
كما تعودنا من بكري الصائغ الرائع، مقال رائع لذكرى أكتوبر المجيدة التي نسأل الله أن يتحقق لنا في أيامها هذه أفضل مما تحقق للسودانيين في أيامهم تلك
الاستاذ بكرى لك التحيه . وسوف تظل ذكرى اكتوبر دائما عطره ولكن مايحزن ان غدا ذكرى اكتوبر ولا مقال فى الراكوبه عن اكتوبر معقوله وين الشباب؟ هناك ملاحظات مهمه 1- لم تذكر الاستاذ عابدين اسماعيل المحامى وهو الذى اعلن الاضراب العام من امام القضائيه وهذا موثق و شهوده احياء 2- من اشهر الذين اصيبوا فى مظاهرة الى القصر حتى النصر الاستاذه محاسن عبدالعال وهى كانت تقود المظاهره مع المناضله فاطمه احمد ابراهيم لك التحيه والشكر على المجهود و
سؤال في غير محله لكن عزرا استاذنا بكري الصائغ .سمعت ان ال الصائغ بحلفا هم من ال تبد المعروفين فقط امتهنوا مهنة الصاغة فسموا الصائغ اذا كان الامر هكذا في حلفا هل ال تبيدي صاغة ام درمان المعروفون قرابة لكم ولكن تفرقت بهم وبكم اماكن العمل والاقامة ؟.
فقط للذكرى:
بيان أساتذة جامعة الخرطوم -(أحداث أكتوبر 1964)-
**************************
المصدر:- صحيفة “الراكوبة” –
-07-14-2012-
الكاتب:صدقي البخيت
(بما ان سلطات البوليس قد انتهكت حرمات الجامعة فتصدت لندوة عامة عقدها الطلبة يوم السبت العاشر من اكتوبر 1964 عنوانها التقييم العلمي لمسألة الجنوب ثم مدت تلك السلطات يدها للجنة اتحاد الطلبة فأودعتها محابس التحفظ. وبما انها عادت يوم الاربعاء الحادي والعشرين من اكتوبر فتصدت لاجتماع داخلي بحت لجمعية الطلاب العمومية اقتصر على طلاب الجامعة شهوداً ومتحدثين وعقد في فناء مساكن الطلبة بقصد تحديد الرأي في مسألة الجنوب فاعتدى جنود البوليس على الطلاب العزل بعدد هائل من القنابل المسيلة للدموع ثم امطروهم بالرصاص الوابل فأردوا بعضهم قتلى وتركوا البعض الآخر بين الحياة والموت ولم يقتصروا على هذه الفعلة الشنيعة بل تعقبوا الطلبة في حجرهم وقادوهم معتقلين إلى الاعتقال بل بلغت بهم الجرأة ان اعتقلوا بعض اساتذة الجامعة وانتهت بهم الوحشية إلى تعويق مجهودات الاساتذة والاطباء لاسعاف الجرحى ونقلهم إلى المستشفى. وبما انها تمادياً في الكيد للجامعة واستخفافاً لشأنها تصدت لموكب نعش الطالب الشهيد فحظرت نقله للجامعة ووقف جنودها متهيئين لامتهان كرامة النعش ولابادة الاساتذة والطلبة وغيرهم من المشيعين فقد رأينا نحن الاساتذة ان هذه الجامعة فقدت مقوماتها واصبحت صورة بلا معنى وبناء بلا كيان فإذا كانت الجامعة موطنا لحرية الفكر ومنارا للعلم المتجرد فقد خنقت في هذه الجامعة حرية الفكر ودنست فيها قداسة العلم وحكمت فيها سياسة رعناء هوجاء قوامها القهر والبطش والارهاب وإذا كانت الجامعة من صميم هذا الشعب تخدمه وتقوم على شؤونه فقد اصبحت جامعتنا الىوم عاجزة عن ادنى مشاركة في حل المسائل القومية في هذا البلد الذي تستصرخنا حاجاته الضائعة وقضاياه التي افلست فيها سياسة الحكام وإذا كان للجامعة حرم جدير بالتقديس وإذا كان لطلبة العلم وحملته حق في التوقير والاكرام فقد انتهكت الىوم حرم الجامعة واصبحت مسرحاً لاراقة الدماء وديست قداسة العلم في اهله واصبحوا عرضة للتقتيل والتنكيل وبما ان الجامعة من جراء ذلك لم تعد موطناً للعلم ولا مجالاً لبحث قضايا الامة السودانية ولم يبق لها حرم مكرم ولا اهل يوقرون وبما اننا ايقنا انه لن تقوم لاستقلال الجامعة قائمة في ظل الاوضاع الحاضرة فقد قررنا نحن اساتذة جامعة الخرطوم السودانيين الموقعين أدناه أن نطهر ايدينا منها بالتوقف عن العمل فوراً والاستقالة عن وظائفنا فيها استقالة غير مشروطة ولا موقوتة إلا بزوال هذا الوضع المظلم وقيام نظام دستوري يعرف للجامعة استقلالها ويقدر اهلها حق).
كيف ومتي استشـهد الطالب أحمد القرشي طه؟!!
****************************
قصة استشهاده:
(أ)-
في مساء يوم الاربعاء ٢١ أكتوبر / تشرين الأول ١٩٦٤م، أقام طلاب جامعة الخرطوم ندوة في مجمع داخليات البركس (ثكنات الجيش البريطاني سابقا )، بالحرم الجامعي حول مشكلة جنوب السودان التي كانت قد تفاقمت آنذاك بسبب سياسة القوة التي تبنتها حكومة الرئيس إبراهيم عبود العسكرية للقضاء على التمرد في الجنوب. توافد الطلاب من داخلياتهم المختلفة إلى مكان إنعقاد الندوة في الساحة الواقعة بين داخليتي “القاش” و”كسلا”.
(ب)-
رفضت الحكومة عقد الندوة وقامت قوة من الشرطة بمحاصرة الحرم الجامعي ثم أمر أحد الضباط بفض الندوة ، لكن الطلاب اصروا على الإستمرار في عقد الندوة وواصلو اجتماعهم غير عابئين بأمر الضابط، ومن ثم بدأت الشرطة في استخدام القوة لفضّ الإجتماع وألقت القنابل المسيلة للدموع.
(ج)-
وحدث صدام عنيف بين الشر:
تراجع طه وزملاءه الطلاب نحو مباني داخلياتهم انهالوا على الشرطة بالحجارة وقطع الأثاث الصغيرة، كان القرشي ضمن مجموعة الطلبة التي تواجدت في داخلية “السوباط”. القريبة من البوابة الرئيسية لمجمع الداخليات ( المعروفة لدى الطلاب باسم البركس).
(د)-
ووفقاً لرواية الدكتور كليف تومسون كان هناك تجمع لرجال الشرطة على بعد ٦٠ قدماً تقريباُ من مجمع (البركس)، وهناك أختبأ عدد من الطلاب وراء الممر الذي يربط مبنى داخلية السوباط بمبنى الحمامات التابعة لها، وكان من بينهم الطالب أحمد القرشي الذي يعيد سنته الأولى بكلية العلوم. كان نحيلاً يرتدي بنطالا ً وقميصاً أبيض كفكف أكمامه إلى منتصف ساعده.
(هـ)-
حمل القرشي حجراً وقفز من فوق الحائط القصير وركض في الجانب الآخر حتى صار على بعد نحو ٢٠ قدماً من طرف الداخلية وألقى به نحو الشرطة وهو يهتف. وحينئذ سٌمع دوي طلق ناري سقط على إثره القرشي على الأرض وقد اخترقت طلقة رأسه قرب حاجبه الأيمن وخرجت من مؤخرة جمجمته. حمله زملاءه إلى الممر ثم إلى غرفة في مبنى الداخلية. وكان ينزف من مؤخرة جمجمته وسال دم من فمه ثم حمله زملاؤه إلى المستشفى.
(و)-
مستشفى الخرطوم:
************
توفي القرشي في الجامعة، وسجي جثمانه بمشرحة مستشفى الخرطوم وتجمهر الطلاب وغيرهم من المواطنين وارادوا نقل الجثمان إلى الجامعة ، إلا أن الشرطة منعتهم من ذلك ، وتدخل رئيس الجامعة أنذاك البروفسور النذير دفع الله (وزير تربية لاحقاً) لدى السلطات وتمكن من تسلم الجثمان مع مجموعة من اساتذة الجامعة والأطباء وغيرهم وحملوه في موكب مر بشارع الأسبتالية أمام المستشفى حتى كوبري الحرية وتوجهوا به إلى ساحة ميدان عبد المنعم بالخرطوم جنوب حيث تمت الصلاة عليه بحضور شخصيات سياسية معارضة لنظام عبود آنذاك من بينها الصادق المهدي زعيم حزب الأمة المنحل آنذاك والذي أم المصلين، والدكتور حسن الترابي عميد كلية القانون بجامعة الخرطوم حينئذ، وعبد الخالق محجوب سكرتير الحزب الشيوعي ومجموعة من المحامين والقضاة والطلاب وغيرهم من المواطنين.
(ز)-
تم دفن الجثمان في مقبرة قريته (القراصة) على مقربة من قبر والديه وأقاربه ، وأحيط قبره بسياج ورسم على الجدار الخارجي للقبر علم السودان وكتبت على الشاهد عبارة :(هذا قبر شهيد ثورة أكتوبر)، كما كتب فيه تاريخ الإستشهاد. وتوجد شجرة هجليج فوق القبر.
تسلم يا ود الدهب … ويا قلم الدهب … وياشيخ المؤرقين
ونسأل الله ان يعيد التاريخ نفسه في هذه الأيام المباركات فقد يهلكنا الجوع المرض الظلم الفساد… وتخلف مسيرة ونهضة البلاد
دالاخ بكرى
أستاذنا الغالي بكر الصائغ … تحياتي لك ..
قرأت بداية المقال إلى أن وصلت إلى الشهداء وكان عددهم أربعين شهيداً… المحير لماذا لم يحاكم النظام ورموزه على قتل هؤلاء الشهداء … ألم يكن عدد أربعين شهيد كافي لتكون رقابهم في المشانق .. مهما نقل كانوا نزيهين ولم يسرقوا شيء ولم يستغلوا سلطاتهم …. كما يقولون عبود رفض بيت من الحكومه وغيره من الكلام الجميل عن النظام … وصوروا النظام كأنهم ملائكه..
أفتكر من هنا بدأت أخطأ السودان وهي التي وصلتنا إلى ما نحن عليه الأن… لو تم محاكمة هؤلاء الأشخاص ورفعت أعناقهم في المشانق لما تجرأ أحد بعدهم على قتل السودانيين…
وأطالب بعد إزالة النظام الحالي .. محاكمة كل الأنظمة الدكتاتورية التي قتلت الشعب السوداني أن تحاكم حتى لو أنهم داخل قبورهم …. سنكون بذلك في الطريق الصحيح..
لك ألف تحية وتقدير … لكن اليوم أنا زعلان شديد لانه الناس بتمجد نظام الفريق عبود… وهو قتل أربعين إنسان سوداني طالب بالحريه …. كما فعل جعفر نميري … وكما يفعل نظام الأنقاذ حالياً ..
سؤال … هل سيتم العفوا عن نظام الأنقاذ كما فعلوا مع عبود ونميري؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لو الإجابة بنعم دي كارثه ونكون لا زلنا في الطريق الخطأ
كما تعودنا من بكري الصائغ الرائع، مقال رائع لذكرى أكتوبر المجيدة التي نسأل الله أن يتحقق لنا في أيامها هذه أفضل مما تحقق للسودانيين في أيامهم تلك
الاستاذ بكرى لك التحيه . وسوف تظل ذكرى اكتوبر دائما عطره ولكن مايحزن ان غدا ذكرى اكتوبر ولا مقال فى الراكوبه عن اكتوبر معقوله وين الشباب؟ هناك ملاحظات مهمه 1- لم تذكر الاستاذ عابدين اسماعيل المحامى وهو الذى اعلن الاضراب العام من امام القضائيه وهذا موثق و شهوده احياء 2- من اشهر الذين اصيبوا فى مظاهرة الى القصر حتى النصر الاستاذه محاسن عبدالعال وهى كانت تقود المظاهره مع المناضله فاطمه احمد ابراهيم لك التحيه والشكر على المجهود و
سؤال في غير محله لكن عزرا استاذنا بكري الصائغ .سمعت ان ال الصائغ بحلفا هم من ال تبد المعروفين فقط امتهنوا مهنة الصاغة فسموا الصائغ اذا كان الامر هكذا في حلفا هل ال تبيدي صاغة ام درمان المعروفون قرابة لكم ولكن تفرقت بهم وبكم اماكن العمل والاقامة ؟.