مقالات وآراء

«الانقلاب» و«الإنقاذ 2» وجهان لعملة الفشل

 

 

 

نزار مكي

كل يوم تتضح الرؤية أكثر وتتحدى كل محاولات التغبيش والتضليل و التثبيط. الواقع لا تجدي معه عمليات الالتفاف أو الابتزاز لفرض أمر واقع يتسق مع رغبات معسكر الانقلابيين الذين فات عليهم أن أدوات وخبرات ثلاثين عاما من عمر الإنقاذ انتهت بسقوط الإنقاذ بكل ما امتلكت من مكر وخبث وقمع وقتل وسيطرة على كل مفاصل الدولة ومقدراتها.

ما نحن بحاجة إليه اليوم قبل الغد هو جبهة موحدة تتشكل من جميع القوى المناهضة للانقلاب يجمعها هدف واحد هو إسقاط الانقلاب بكل مكوناته العسكرية والمدنية التي خططت ودبرت وصنعت الأرضية حتى يطأها العسكر . هذه الجبهة الموحدة يجب أن تضم لجان المقاومة وأحزاب ومنظمات مجتمع مدني وكل فرد أو جهة تؤمن بالهدف بعيدا عن الصراعات الجانبية والخلافات الثانوية والأطماع فيما بعد السقوط وليعلم الجميع أن صمام الأمان هو لجان المقاومة التي لولاها لكنا الآن في وضع أكثر سوءا.. أما الدور الخارجي فلا تعويل عليه أكثر من كونه داعما وليس صانعا للحل وذلك بقصد البعد عن تدخلات وتقاطعات مصالح الخارج التي يمكن أن تؤثر سلبا لدرجة كبيرة. ما تمت صياغته من مبادرات من أطراف هذه الجبهة الموحدة يمكن توحيدها في ميثاق واحد و يكون متبوعا بخارطة طريق لاكمال المرحلة الانتقالية. لا يجب تحميل الفترة الانتقالية بكثر من مما يجب بل ينبغي أن يكون هدفها النهائي هو انجاز انتخابات حرة ونزيهة ويتطلب ذلك تهيئة كل عوامل الوصول إلى هذا الهدف بنجاح. ويضاف إلى ذلك برنامج اقتصادي إسعافي لتلافي الآثار الكارثية التي تسبب فيها الانقلاب. يجب أن نعترف بأن قحت لم تعد تمثل التحالف المعبر عن رغبات و تطلعات الشارع فبعيدا عن الأخطاء في الفترة السابقة فإن بعض مكوناتها لم تبلور موقفا واضحا من الانقلاب وآلية اسقاطه بل استمرت في إقرار أحقية العسكر في الشراكة و تناست كل ما نتج عن انقلابهم والثمن الغالي الذي قدمه الثوار لإيقاف مد الانقلاب ولتحجيم سيطرته. والآن تصل تلك الأحزاب إلى  مرحلة التوافق مع المعسكر الانقلابية لتمنح شرعية زائفة و لتظفر بنصيب من السلطة ولتتحالف مع من أسقطتهم الثورة وأعادهم الانقلاب إلى مفاصل الدولة. الانقلاب فرز الكيمان بوضوح ولم تعد هناك أي فرصة لمحاولة اللعب على الحبلين. هناك قوى ثورة ضد انقلابيين بعسكرهم وفلولهم وانتهازييهم. والأهم أن المعركة هي معركة بقاء السودان. محاولة إعادة نسخة جديدة من الإنقاذ لن تنقذ الانقلابيين فهي محاولة يائسة للعودة لمن لفظهم الشعب بعد أن خبرهم لأكثر من ربع قرن وذاق ويلاتهم.. يكفيهم انهم سقطوا بعد أن قلصوا خريطة السودان جنوبا وشمالا.

مداميك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..