أخبار السودان

لعنة الذهب

اسماء محمد جمعة

حكاية جبل عامر بدأت مثلها مثل أية منطقة في السودان يبحث فيها المواطنون عن الذهب بطريقة أقل ما يمكن أن توصف به أنها مغامرة خطرة ، فكل المناطق التى ظهر فيها الذهب ذات طبيعة صحراوية قاحلة أوجبلية وعرة وتقع على حدود مفتوحة على دول ليست بأفضل من السودان ، ورغم ذلك قصدها الملايين فقد قالت الحكومة قبل عامين أن هناك مليوني شخص يعملون في التعدين وكل يوم ينجذب إليه العشرات ،كل هؤلاء غامروا بحياتهم للبحث عن الذهب أملا في أن يغسل عنهم فقر سنوات الإنقاذ الذي لا تزيله وظيفة ولا تجارة ولا زراعة ولا صناعة ، فكلها أصبحت لعنة على من يمارسها فهرب منها الجميع .
الملايين ذهبوا للبحث عن الذهب في كل شبر من السودان و وتركوا خلفهم اسرا مقعدة لا تملك غير الدعاء بان يعود أبناؤها سالمين غانمين ، ولكن تلك المناطق اصبحت مسرحا لكثير من المآسي يموت فيها الشباب كما الحرب ،بعضهم انهارت عليه الأبار وآخر لدغته العقارب والثعابين أو فتكت به أمراض خطيرة بسبب بيئة العمل وظروفه، ومنهم من اعتقلته دول مجاورة أو اعترضته عصابات وصادرت حلمه ، هذا غير الاستغلال الذي يحدث باشكال مختلفة ومن قبل أطراف مختلفة ،وبرغم كل هذا لم تكن الحكومة حريصة يوما على مواطنيها لتمنعهم عن التعدين العشوائي وتبحث عن بديل لاستخراج الذهب وتستوعبهم كلهم بطريقة آمنة ومنصفة ،هكذا طوت تلك المناطق حكايات وقصصا مؤلمة وما زال العرض مستمرا والقادم يبشر بما هو اسوأ.
جبل عامر واحد من تلك المناطق التى حلت عليها لعنة الذهب ، اكتشفها المواطنين في زمن كانت دارفور تعيش قمة الاضطرابات ووقعت فيها احداث دامية راح ضحيتها المئات ، حينها قالوا انها بسبب تدخل مسئولين كبار ، وقد اتهم الشيخ موسى هلال والي دارفور السابق عثمان محمد يوسف كبر امام الملأ بتورطه في تلك الأحداث ولكنه لم يرد ولا استفسر حتى ، وكونت لجنة تحقيق وانتهت بالكثير من الغموض .. لم نعرف ماذا حدث بالضبط ..هل حلت المشكلة جذريا أم دفنت تحت الرماد .
مشكلة جبل عامر لم تحل وما حدث من هدوء كان بمثابة الهدوء الذي يسبق العاصفة ، ويبدو أن هناك عاصفة قادمة ،فقد عادت الحكاية إلى الواجهة ولكن هذه المرة أخطر مما يتصور الناس حتى ان وزارة الداخلية استنجدت بالجيش لفض ما تقول إنها مجموعات مسلحة مدججة بالسلاح وتستقل عربات دفع رباعي ، السؤال الذي يفرض نفسه هنا كيف ولماذا أهملت الحكومة المنطقة بعد الأحداث الأولى وعندما كانت المشكلة محصورة في أهل المنطقة حتى انفلت الامر وأصبح يحتاج إلى تدخل الجيش ليفض من اعتبرتهم أجانب.. لم تستطع حصرهم بسبب التداخل القبلي .. وهذه ورطة جديدة ؟
الحكومة تتحمل كامل المسؤولية فهي السبب فيما حدث وما سيحدث في جبل عامر وغيره من مناطق الذهب الذي اصبح نقمة ولعنة على المواطنين بدلا من ان يكون نعمة عليهم ، ففى الوقت الذي يكابد المواطنون كل المخاطر من أجل الرزق في مناطق خطرة ، تنشغل هي ببرامج لا تعنى أكثر من كونها تسلية وملء فراغ وضياع زمن ،وبعد أن تقع الكارثة يخرج الينا مسؤول يحدثنا عن ضرورة فرض هيبة الدولة وإجراءات صارمة اتخذتها الحكومة حتى لا يتكرر الحدث ، والحدث يتكرر وكل مرة نسأل :أين هي الحكومة ؟

التيار

تعليق واحد

  1. نقلا عن سودان تربيون ٧ يناير ١٧
    نفى الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع المقدم ادم صالح اي وجود أجنبي في جبل عامر”الغني بالذهب” غربي السودان ،مؤكداً على تواجد قوات الدعم السريع في الجبل.
    وقال ” أن قوات الدعم السريع و القوات المسلحة موجودة في جبل عامر،وتقوم بواجبها الوطني، ولا وجود لأي أجنبي في جبل عامر “.

  2. الظاهر أنو موسى هلال رفض يسلم نصيب شركاءه من الذهب لذا تم وصم جيشه بالاجانب تمهيدا لضربهم عسكريا وحرمانهم من التمتع بدخل الذهب ومصادرته ومن الواضح أن التقارير الامريكية تحدثت عن أرقام مهولة كعائدات في جيب موسى هلال. موسى هلال سيواجه خطر مدفوع بأطماع وفلس خزينة الدولة وتدهور الإقتصاد وما عليه إلا أن يكرب حيله أو يتنازل من نصف هذا الدخل لصالح شركائه

  3. الذهب فعلا لعنة … ما اعتقده ان الذهب ثروة قومية، مثله مثل البترول و يجب ان يتم التنقيب عنه بواسطة الدولة بعد تحديد مواقعه و يدخل عائده لخزينة الدولة … ما حدث ان لصوص الحكومة ارادوا ان يكون التنقيب عن الذهب فوضى كما هو حاصل لسببين: السبب الاول ان يقوم النافذون بما لديهم من سلطة و امكانيات بالاستيلاء على الجزء الاكبر من الذهب و ادخال عائداته الى جيوبهم بدلا عن ميزانية الدولة … السبب اثاني الهاء المواطن و الشباب و جعلهم يكابدون عناء التنقيب و البحث في الاماكن الوعرة لتحقيق احلامهم و شغلهم عن الانتاج الحقيقي و الهائهم عن الثورة

  4. نقلا عن سودان تربيون ٧ يناير ١٧
    نفى الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع المقدم ادم صالح اي وجود أجنبي في جبل عامر”الغني بالذهب” غربي السودان ،مؤكداً على تواجد قوات الدعم السريع في الجبل.
    وقال ” أن قوات الدعم السريع و القوات المسلحة موجودة في جبل عامر،وتقوم بواجبها الوطني، ولا وجود لأي أجنبي في جبل عامر “.

  5. الظاهر أنو موسى هلال رفض يسلم نصيب شركاءه من الذهب لذا تم وصم جيشه بالاجانب تمهيدا لضربهم عسكريا وحرمانهم من التمتع بدخل الذهب ومصادرته ومن الواضح أن التقارير الامريكية تحدثت عن أرقام مهولة كعائدات في جيب موسى هلال. موسى هلال سيواجه خطر مدفوع بأطماع وفلس خزينة الدولة وتدهور الإقتصاد وما عليه إلا أن يكرب حيله أو يتنازل من نصف هذا الدخل لصالح شركائه

  6. الذهب فعلا لعنة … ما اعتقده ان الذهب ثروة قومية، مثله مثل البترول و يجب ان يتم التنقيب عنه بواسطة الدولة بعد تحديد مواقعه و يدخل عائده لخزينة الدولة … ما حدث ان لصوص الحكومة ارادوا ان يكون التنقيب عن الذهب فوضى كما هو حاصل لسببين: السبب الاول ان يقوم النافذون بما لديهم من سلطة و امكانيات بالاستيلاء على الجزء الاكبر من الذهب و ادخال عائداته الى جيوبهم بدلا عن ميزانية الدولة … السبب اثاني الهاء المواطن و الشباب و جعلهم يكابدون عناء التنقيب و البحث في الاماكن الوعرة لتحقيق احلامهم و شغلهم عن الانتاج الحقيقي و الهائهم عن الثورة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..