لن يحكمنا البنك الدولي، لن يحكمنا الإستعمار
(في الرد على المقال الرابع للدكتور صديق الزيلعي)

“من مواقع السيادة الوطنية، لا مواقع الرفض والمواجهة”
د. أحمد عثمان عمر
نشر صديقي د. صديق الزيلعي مقاله الرابع بعنوان “هل سنواصل هتاف لن يحكمنا البنك الدولي أم هناك بدائل؟”، وقال في مقاله بالحرف الواحد ما يلي:”كتب الكثير عن قضية الاقتصاد السوداني وأزماته والمقترحات لتخطي تلك الأزمات. وهنا لا نود الخوض في تلك النقاشات، ولكن سوف أناقش باختصار الموقف الرافض للتعامل مع البنك الدولي وصندوق النقد وموقفنا من المجتمع الدولي بصفة عامة (في الجوانب الاقتصادية)”.
ومن الواضح أن د. صديق الزيلعي بنى كل أطروحته في هذا المقال على الرد على الموقف الرافض للتعامل مع البنك الدولي وصندوق النقد، وهذا يحتم أن نبحث عن موقفي في المقال موضوع رده، وفي موقف قوى التغيير الجذري، لنحدد هل هو رافض للتعامل مع البنك الدولي والصندوق أم لا، لنحدد أن هذا الرد في محله أم أنه إفترض موقفاً وخطاً غير موجود ليرد عليه. وفي ما يخصني سأنقل حرفياً ما أورده هو من مقالي ليرد عليه ، حين نقل عني ما يلي: ” الخضوع التام لروشتة صندوق النقد الدولي، والتنكر للبرنامج الاسعافي ومخرجات المؤتمر الاقتصادي التي شاركت (قحت) نفسها في إعدادهما”. وهذا يوضح أنني لم أرفض التعامل مع البنك الدولي والصندوق، بل رفضت الخضوع التام لروشتة صندوق النقد الدولي، كما رفضت التنكر للبرنامج الإسعافيومخرجات المؤتمر الإقتصادي التي شاركت (قحت) نفسها في إعدادهما، والمقصود ب (قحت) في مقالي المجلس المركزي الحالي بالطبع.
وموقفي هذا هو موقف قوى التغيير الجذري دون إستثناء، وسآخذ لموقف هذه القوى موقف الإقتصادي النابه والكاتب الإقتصادي المتميز الأستاذ/ الهادي هباني، الذي يقول في إحدى مقالاته ما يلي: ” فليس هنالك مخرجا للحكومة الإنتقالية لتتخطي الأزمة الاقتصادية الطاحنة اليوم غير السماع للجنة الاقتصادية لقوي الحرية والتغيير والتعاون معها لوضع خطة عاجلة للإصلاح تستند إلى شعارات الثورة وإلى معطيات البرنامج الاسعافي وبرنامج السياسات البديلة المقدم للحكومة الانتقالية منذ منتصف أكتوبر 2019م”.
(لطفاً أنظر: https://sudanile.com/%D8%AD%D9%88%D9%84-%D9%85%D8%A7-%D8%AC%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D9%8A/”
وكذلك أنقل حرفياً التصريح المنقول عن د. صدقي كبلو عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي كما يلي: ” وأوضح كبلو في حديث لـ”الترا سودان”، أنه لابد من التعامل مع صندوق النقد الدولي في ظل الوضع العالمي الحالي، لكن مع الوضع في الاعتبار للسيادة الوطنية، قائلًا إن السودان من حقه طالما نفذ شروط الصندوق؛ أن يحصل على المساعدات المالية.وأضاف كبلو: “التعامل مع المجتمع الدولي مهم لكن مع التمسك بالسيادة الوطنية وعدم التفريط فيها”، لافتاً إلى أن أحد السفراء الأوروبيين كان قد أبلغ اللجنة الاقتصادية لقوى الحرية والتغيير، والتي عارضت السياسات الاقتصادية لوزير المالية الأسبق إبراهيم البدوي، بضرورة القبول بالإصلاحات الاقتصادية.وتابع: “قال لنا السفير الغربي، من الذي سيوفر لكم الغذاء والدعم إذا لم تنفذوا الإصلاحات الاقتصادية؟”.وأردف قائلاً: “يجب أن نتفاوض من منطلق السيادة الوطنية. السودان نفذ جميع شروط الصندوق، ويجب أن يحصل على المقابل. إن التصريحات التي ترفض التعامل مع البنك الدولي والمؤسسات الدولية، غير واقعية”.
(لطفاً أنظر:https://www.alrakoba.net/31549312/%D8%B5%D8%AF%D9%82%D9%8A-%D9%83%D8%A8%D9%84%D9%88-%D9%85%D9%86-%D9%8A%D8%B1%D9%81%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%84-%D9%85%D8%B9-%D8%B5%D9%86%D8%AF%D9%88%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82/)
ومفاد ما تقدم هو أن د. صديق الزيلعي إفترض وجود موقف رافض للتعامل مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ورد عليه، في حين أن موقف قوى التغيير الجذري هو التعامل مع صندوق النقد الدولي من مواقع السيادة لا رفض التعامل، وهذين موقفين مختلفين تمام الإختلاف. فالحزب الشيوعي نفسه، طور موقفه من الرفض التام للتعامل مع صندوق النقد الدولي وتبنى المواجهة معه في ظروف تاريخية مغايرة تواجدت فيها فرص الإقتراض والإستدانة من المعسكر الإشتراكي السابق بشروط أفضل، إلى التعامل مع الصندوق من مواقع السيادة الوطنية، وهذه نقلة تعكس مرونة في التكتيك، مع موقف مبدئي يرفض الخضوع للإستعمار وحكمه. فقصارى ما تطلبه قوى التغيير الجذري هو التعامل مع الصندوق من مواقع السيادة، وفقاً للبرنامج الإسعافي المتوافق عليه. وهو برنامج تعامل مع الدين الخارجي ولم يتجاهله كما يقول د. صديق الزيلعي حين أورد في مقاله موضوع الرد ما يلي: ” والأهم ان كل البرنامج الاسعافي المقدم لم يتعرض لقضية الديون، وهي أم مشاكلنا الاقتصادية”، في حين أن البرنامج الإسعافي خصص فقرة كاملة بعنوان ” الدين الوطني العام”، ورد فيها ما يلي:” تتطلب عملية إعادة هيكل الديون الحصول على تمويل عاجل وخاص من صندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية الإقليمية لإحتياج البلاد في اثناء فترة إعادة الهيكلة أموال خارجية لتمويـل العجـز في الحـساب الجـاري وتمويل التجارة،يفضل الحصول على منح مالية عوضا عن القروض لمده عام للإيفاء بمتطلبات استيراد السلع الضرورية كالقمح مثالاً، وفي هذا الإطار نرى ضرورة أن تقوم الحكومة الإنتقالية بمخاطبة المجتمع الدولي و الإقليمي لطلب دعم على غرار خطة مارشال أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية لأهمية تـدفقات المـساعدة الإنمائية الرسميـة في تحقيق اهداف التنمية المستدامة”.
(لطفاً أنظر: https://www.alrakoba.net/31851999/%d8%b4%d8%a7%d9%87%d8%af-%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b1%d9%86%d8%a7%d9%85%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%b9%d8%a7%d9%81%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%a7%d8%aa-%d8%a7//)
وهذا هو البرنامج الذي طالبت في مقالي بعدم التنكر له بالخضوع التام لروشتة صندوق النقد الدولي، وهو نفس البرنامج الذي تنادي قوى التغيير الجذري بالرجوع إليه، وتقبل التعامل مع صندوق النقد الدولي على أساسه من مواقع السيادة لا الخضوع والتبعية.
وحتى لا يقال بأن موقف قوى التغيير الجذري موقف آيدلوجي أو هتافي كما يستشف من عنوان مقال صديقي د. صديق الزيلعي، يجدر بنا التنويه إلى تصريح الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الصندوق حين نقل عنه ما يلي: ” يقول غوتيريس: «إن صندوق النقد الدولي إنتفعت به الدول الغنية بدلاً من الدول الفقيرة»، واصفاً إستجابة كلاً من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لجائحة كوفيد-19 بأنها فشل ذريع ترك عشرات البلدان مثقلة بالديون ……… وقال غوتيريس: «إن الوقت قد حان لمجالس إدارات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لتصحيح الأخطاء التاريخية، والتحيز والظلم المتضمن في الهيكل المالي الدولي الحالي”.
(لطفاً أنظر: http://nabdapp.com/t/121159597)
و لا أظن أن هناك من سيتهم غوتيريس بأنه يساري أو بأن موقفه آيدلوجي.
و الخلاصة هي أن صديقي د. صديق الزيلعي قد تصور وجود موقف رافض للتعامل مع البنك الدولي وصندوق النقد ورد عليه ناقداً، وهذا الموقف – إن وجد- هو ليس موقفي الوارد بمقالي الذي تعرض له بالنقدحتماً. فموقفي وموقف قوى التغيير الجذري هو عدم الخضوع لروشتة صندوق النقد الدولي، والتعامل معه من مواقع السيادة لا التبعية، مع عدم التنكر للبرنامج الإسعافي الذي وضعته قوى الحرية والتغيير (قحت) قبل إنقسامها، ولا أظن بأن د. صديق يخالفنا في ذلك. ولكن (قحت) تنكبت هذا الطريق، ووافقت رئيس الوزراء السابق على الخضوع التام لروشتة صندوق النقد الدولي والتعامل معه من مواقع التبعية، على عكس التجربة الفيتنامية التي ذكرها رئيس الوزراء نفسه في المؤتمر الإقتصادي على سبيل التهكم من إقتصاديي قوى الحرية والتغيير حينها، والتي قامت على التعامل مع الصندوق من مواقع السيادة الوطنية.
(نواصل الحوار)
الشيوعيون في غيهم يعمهون
شعارات من شاكلة لن يحكمنا البنك الدولي ولن يحكمنا الاستعمار شعارات حقبة الخمسينات والستينات وهي شعارات هتافية لاتنبني عليها مواقف سياسية محكمة وشعارات عفي عليها الزمن ولكن الحزب العجوز في متاهته يجتر المواقف الحدية السطحية والشعارات الهتافية التهيجية المريحة الني لاتكلف سوي صوت جهوري قوي وحفلة هياج جماعي يعقبه موكب ينفض بالقوة ومناحة جديدة عن الامبريالية وعنف السلطة وعنف البادية وماشابه
الدول لاتبني بالهتافات وبسياسات الرفض المطلق والتخندق في خندق واحد منذ التاسيس في الاربعينات والي اليوم في عالم متغير ومتحرك
ليت الكاتب تواضع والقي نظرة عل حديث البروفيسور العالم مهدي امين التوم ونصائحه الغالية للشيوعيين بان يتواضعوا ويكفوا عن التعالي الاجوف وامتلاكهم صكوك الوطنية والحلول السياسية وما علي الاخرون الا الهرولة معهم في خندق الرفض والحلول الجذرية والتي تعطيهم هم وخدهم الحق في تحديد امكانية المساومة والوصول لحلول سياسية كماحدث في مشاركاتهم في المجلس المركزي لعبود وتاييدهم لانقلاب مايو ومشاركاتهم في برلمان الانقاذ
الغريب في المر لاحظت في نعيهم لفاطمة احمد ابراهيم التجاهل التام لفترة مشاركتها في برلمان الانقاذ وكأنها لم تكن فيبدو ان خفة اليد الثورية كما اسماها استاذنا عبد الله علي ابراهيم متزالت تعمل لتزوير التاريخ حتي الماثل والمعاصر
اجمل مافي الشيوعيين مواقفهم ثابته (لن يحكمنا البنك الدولي ولن يحكمنا الاستعمار) و الآن العالم كله بقيادة الصين وروسيا والهند والبرازيل يقاتلون من اجل الفكاك من عبودية واستعمار البنك الدولي والنظام المالي العالمي الاميركي لجميع دول العالم الحزب الشيوعية رؤية واضحة منذ عشرات السنين
مقتطف من مقال بروف مهدي امين التوم
قبة أخرى هي الحزب الشيوعي الذي لم يتعلم أن الوحدة قوة، و أن كل التباينات تهون أمام تحقيق مطالب الثورة، و أن حواء السودان قد أنجبت غيرهم ممن لا يقلون عنهم وطنية، و محبين بعشق للسودان ،و مدافعين بصدق عن إنسانه و ثورته . لقد تطلع الكثيرون لكي يتخلص الحزب من نظرته الإستعلائية التقليدية، و من إستخفافه بالآخر لدرجة رفضه المُتَعَنِّت للقاء قوى الحرية و التغيير إلا إذا جاؤوه فرادى مذعنين..ليس هذا فحسب، بل ظل الحزب يتخذ مواقف عدائية ضد أي مبادرة إذا كان أحد دعاتها أو مؤيديها ممن تركوا الحزب بإرادتهم ،أو أبعدهم الحزب لظروف تخصه أو تخصهم.
ليس هذا وحده أعاق جهود الحادبين علي توحيد قوى الثورة ، بل يضاف إليه لعب الحزب بشكل مباشر أو غير مباشر دوراً أساسياً في عرقلة تكوين تنظيم قومي ذي هيكلة رأسية يجتمع تحت رايته شباب المقاومة ، مما اضعف المقاومة الشبابية و أبقاها متشرذمة، وبكل أسف عاجزة عن لعب دور سياسي مستقل كان كفيلاً بضبط عجلة الثورة ، و تفادي ما أصاب البلاد و الثورة من إنتكاسات.. و الأسوأ من ذلك، أن إبقاء قوى المقاومة الشبابية غير مُوَحَّدة جعلها غير مؤهلة لتوحيد الآخرين . لهذا ظلت تكوينات المقاومة الرئيسية واقعة تحت ضغوط أقعدتها عن الإستجابة لنداءات توحيد قوى الثورة لأنهم هم أنفسهم غير مُوَحَّدين ، و يعانون من إلتزامات تحتية جعلتهم لا يستجيبون لصرخات توحيد قوى الثورة، و أنَّى لتلك الصرخات و النداءات أن تجد سبيلاً للتنفيذ تحت تلك الظروف ..
اول من سن الانقسامات وسط قوى الثورة هو الحزب الشيوعي فهو من تبني انقسام تجمع المهنيين ومن ثم جاهر بالعداء لحكومة حمدوك بعد انسحابه من تخالف الحرية والتغيير ونادى باسقاطها وعمل علي شيطنة حاضنتها قحت
متهما اياها بشعارات جوفاء مثل الهبوط الناعم وشراكة الدم
مستغلا العاطفة الثورية عند شباب المقاومة بتلك الهتافية
الثورية والشعارات الفضفاضة وادى ذلك لانقسام الشارع الثورى مما سمح لاعداء الثورة من الفلول والكيزان من التغلغل مستغلين تفكك قوى الثورة من الظهور بعد.كمونهم وهروب بعضهم ايام المد الثوري الكاسح فكل ما اصاب الثورة من وهن وضعف هو بفعل الحزب الشيوعي الذى ماعاد حزب طليعي ولا ثورى
للأسف هذا النقاش مضى زمانه … لقد سقطت الدولة المركزية ولن تعود … نحن على مشارف دولة البحر وبعض النهر وراعيها الأوحد سيسي مصر … ودويلات بقية السودان وحاديها الدعم السريع … ينبغي أن ننصرف الآن للتفكير في كيفية التعايش السلمي بين هذه الدويلات مستقبلا …
يبدو أنك لا تدرك صعوبة الوضع الاقتصادي الحالي في مصر
و خسارة الاقتصاد هي التي اسقطت الاتحاد السوفيتي و هوت بالشيوعية مهاوي الردى
صعوبة الوضع الاقتصادي في مصر هو ما يدفع السيسي لمواصلة دعم البرهان ودعم الانفصال فالتوسع في زراعة اراض السودان في الشمالية والقضارف وان أمكن الجزيرة هو احد مخارج المصرييين من زنقتهم الاقتصادية ولتذهب دارفور وكردفان وبقية السودان للجحيم