أخبار السودان

(محمد فول) القيادي الشاب بحزب الأمة في حوار : النظام في صالة المغادرة والتونسية غادرت وسيغادر بالسودانية التي عادة تتأخر

حوار الأستاذ محمد حسن المهدي (محمد فول) مساعد الأمين العام لدائرة الطلاب السابق والقيادي الشاب بحزب الأمة القومي- الجزء الأول

إحساس الإنقاذ بقرب الثورة ضدها يدفعها إلى إجراء التغييرات

إذا كانت الأحزاب ضعيفة لماذا تلهث الحكومة خلفها للحوار

المؤتمر الوطني يحاول شق الأمة بالأموال والمصاحف

هناك إهمال متعمدة للحركة الطلابية في حزب الأمة

هذه الطبقة تشبه طبقة الطحالب والفطريات

الأحزاب لن تتطور في ظل مناخ شمولي

البديل هو الحرية ولا بد من ذهاب الإنقاذ

النظام في صالة المغادرة والتونسية غادرت وسيغادر بالسودانية التي عادة تتأخر

مقدمة:

الأستاذ "محمد فول" من القيادات الشابة بحزب الأمة القومي لمع نجمه إبان دراسته في جامعة الخرطوم كان أحد أبرز الكوادر المنبرية من جيل التسعينات في جامعة الخرطوم كان صديقا دائما لمعتقلات النظام اعتقل لمرات عديدة ولفترات طويلة شاب أخضر اللون والحديث تقلد منصب مساعد الأمين العام لدائرة الطلاب في دورة 2003- 2009م شارك ضمن وفود الحزب لعدد من العواصم العربية يمتاز بانه يختار عباراته بدقة مرتب في أفكاره وواضح في طرحه شجاع وجريء ومصادم داخل الحزب وخارجه، "الجريدة" وفي إطار سعيها للتغيير وإتاحة الفرصة للجيل المتوثب لأخذ راية القيادة داخل الأحزاب السياسية وأخذ راية التغيير على مستوى البلد أخذت على عاتقها تأسيس أدب ونهج جديد بفتح صفحاتها لآراء الشباب لأنهم نصف الحاضر وكل المستقبل فالثورات التي انطلقت في العالم العربي قادها الشباب وانتصرت بطاقات الشباب وشباب السودان ليسوا استثناء في هذا فالتقته الجريدة وكانت إجاباته على اسئلتنا بوضوح وصارحة وجرأة فإلى مضابط الحوار:

حاوره: فتحي حسن عثمان

في أعقاب نجاح ثورات الكرامة العربية التي قادها الشباب في تونس ومصر ونجاحها في اقتلاع أعتى الديكتاتوريات في المنطقة العربية انطلقت الإنقاذ وحزب المؤتمر الوطني في دعاية مضادة تزعم أنها النظام الديمقراطي الوحيد في المنطقة وأنها في مأمن من هذه الثورات ما ردكم على هذه المزاعم؟

قصة أن النظام الديمقراطي الوحيد في المنطقة هو الإنقاذ هذه قصة مضحكة والإنقاذ تعلم أنها ليست ديمقراطية ولا يحزنون بل الإنقاذ هي من انقلب على الديمقراطية والأمر الثاني الإنقاذ ليست في مأمن من الثورة ضدها فمن الناحية الجيوسياسية هي ليست بعيدة من تأثير الثورات وإمكانية انتقالها إليها فالاستبداد ملة واحدة كل النظم التي سقطت كانت مستبدة فهي تكمم الأفواه وفيها تحالف خبيث بين السطلة والمال وقمع المعارضين والتنكيل بهم والبقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة لمجموعة سياسية واحدة كل هذه الشروط تنطبق على الإنقاذ وفوق ذلك نظام الإنقاذ قام بفصل ثلث البلاد "الجنوب" فالحديث عن الثورات التي حولنا لن تأثر على الإنقاذ هذا هو الحديث الذي يطمأن به أهل الإنقاذ أنفسهم وغير ذلك فالإنقاذ نفسها تشعر بأن الثورات مقدمة عليها وأن الرئيس صرح أنه لن يترشح مرة ثانية وعندما ظهر الحديث عن محاربة الفساد وإن كان هذا الحديث كلمة حق أريد بها باطل لكن الإنقاذ شعورها بأن التغيير قادم هو ما يدفعها إلى إجراء تغييرات وأنت ترى إقالة قوش وترى الخلاف بين عبد الرحمن الخضر ومندور المهدي وترى الخلاف بين نافع وقوش وترى الخلاف بين مجموعة نيفاشا والذين لا يريدون التغيير وتلاحظ أن الإنقاذ تحاول أن تتصالح مع الشعب من خلال جملة من القرارات اتخذت أخيرا مثل إلغاء شرط أداء الخدمة الوطنية كشرط للتقديم للوظيفة العامة فالحديث عن أنها في مأمن من هذا حديث لتطمين الذات والتغيير قادم قادم بغض النظر عمن سيقوم به والطريقة التي يحدث بها فالتغيير قادم والإنقاذ ستتغير.

يرى كثير من المراقبين أن المعارضة ضعيفة وتحالف قوى الإجماع يعتبر أضعف تحالف للمعارضة السودانية في تاريخها الطويل إلى ماذا يعزى هذا الضعف هل إلى ضعف الأحزاب نتيجة لغياب تمثيل الشباب داخلها أم إلى قدرة الآلة القمعية التي يستخدمها النظام مضافا إليها سياسة شق صفوف الأحزاب واستمالة منسوبيها عبر بدعة الاستوزار وكيف تعود الفعالية للتحالف؟

نبدأ بالأحزاب وأنا لا أعتقد بأن الأحزاب ضعيفة كما يصورها النظام وهي لمدة 23 عاما ظلت على الرغم من الآلة الإعلامية والأدوات السلطانية وكل الأدوات المادية والأمنية والقبلية لم تستطيع محو الأحزاب فحزب الأمة القومي موجود وكذلك الاتحادي وبقية الأحزاب التي أرادت الإنقاذ أن تهيل عليها التراب هي موجودة والدليل نشاطها والدليل الأقوى هو لهث الحكومة على الحوار مع الأحزاب وحواراتها مع الأمة والاتحادي الديمقراطي فالأحزاب ليست بالضعيفة ولكنها ليست بالقوى المطلوبة وليست بالفعالية المطلوبة لأن الأحزاب لا تنمو في الظلام والأحزاب كائنات حية تحتاج إلى الأكسجين والغذاء وما دام الإنقاذ موجودة فالأحزاب ستكون عرجاء وعوراء لأنها لا تتغذى بما يكفي ولا تجد الهواء الذي يكفيها لكن الأحزاب في فترة الإنقاذ الأولى كان حزب الأمة القومي مثلا له الصوت الأعلى في الجامعات السودانية وفي فترة الإنقاذ الثانية استطاع تحالف المعارضة أن يفوز بعدد 18 اتحادا طلابيا في الجامعات السودانية فهذا دليل على وجود هذه الأحزاب وسط الأجيال الجديدة وبعض الناس يحبون دفن الأحزاب وهي حية في التراب لأنهم لا يحبون بديلا للإنقاذ أما تحالف قوى الإجماع فأنا اتفق مع فكرة أنه تحالف فوقي ولم يمدد أذرعه للقواعد وتحالف جوبا موجود في دور الأحزاب وإذا تحرك فلن يتحرك أبعد من الميادين التي يقيم فيها ندواته وتحالف المعارضة غير موجود في الأقاليم ولا يذهب إلا لمشروع الجزيرة ومزارعي الجزيرة ولم يكن موجودا في معسكرات النازحين وليس موجودا بصورة مستقلة وله رؤية في جنوب كردفان وليس موجودا في مجاعة الشرق وليس موجودا مع المناصير في نزاعهم حول أراضيهم مع الحكومة ولم يمدد أذرعه للقواعد وهذا أكبر معوق لعمل التحالف يضاف إلى هذه العوامل عامل مهم وهو القمع الذي تمارسه السلطة وهو قمع غير مسبوق في تاريخنا السياسي واستخدم التعذيب الوحشي والتغريب والاعتقال لمدد متطاولة ومضايقة الناس في أرزاقهم ومأكلهم ومشربهم واستخدمت القبيلة لتفتيت قواعد الأحزاب وإلى حد كبير نجحت في تشتيت قواعد الأحزاب ولكن اعتقد جازما وهذا موجود في التاريخ أن الأحزاب إذا أتيحت لها الحرية سوف تعيد بناء نفسها خاصة بعد اقتناع غالبية من أخذتهم عصبية القيبلة واتضح أنها لن تحقق لهم انتماء سياسي أكبر سيعودون لمنظمات سياسية سقوفها أعلى وتحقق لهم مطامحهم. ولكي تعود الفعالية للتحالف لا بد من إعادة هيكلة التحالف وأن يحتوي على أكبر كلتة من العناصر والكوادر الشبابية الحزبية وأن يطور التحالف رؤية اقتصادية واحدة وموحدة وأن يخرج التحالف من الخرطوم ناحية الولايات بقيادته المركزية وأن يكون مع الجماهير في دارفور وأن يكون في الشرق ومع المناصير وأن يكون مع أهل الشرق وفي مناطق التماس هذه هي الطريقة الأمثل لتفعيل التحالف.

يعتبر كثير من المراقبين أن حزب الأمة كلما دخل في تفاوض مع النظام يعقبه انشقاق حدث ذلك عند انشقاق مجموعة مبارك الفاضل وعقب الانتخابات الماضية والآن تجرون حوارا مع الوطني هل تتوقع انشقاق مجموعة وانخراطها مع الوطني وبالتالي شق الحزب؟

المؤتمر الوطني الآن بكل أجهزته الأمنية والسياسية يحاول شق صف حزب الأمة مستخدما الأموال والمصاحف يحاول الآن وهذه ليست غريبة على الوطني في ان يفعل ذلك وليس هناك من يستطيع أن يخرج الآن وكل محاولات شق الحزب وإضعافه لم تنجح لذلك وأن الذي يحاول الآن مشاركة الوطني والخروج من الحزب هذه لن تنجح بغض النظر عن التيار الذي ينتمي له هؤلاء أما حكاية بعد كل حوار يحدث انشقاق فهذه صحيحة حدثت عقب الحوار حول اتفاق جيبوتي ولكن بعد اتفاق التراضي الوطني لم يخرج أحد والمجموعة التي انضمت للوطني خرجت متأثرة بتداعيات المؤتمر العام السابع.

أنت أحد أبرز الكوادر الخطابية المركزية وتم اختيارك مساعدا للأمين العام لدائرة الطلاب وفي عهدكم فاز الحزب ضمن التحالف بعدد 18 اتحادا طلابيا إلى ماذا تعزي ضعف حزبكم وانحساره في الجامعات السودانية وضعف دور الحركة الطلابية عموما؟

اعقتدأن هناك اهمالا متعمدا للحركة الطلابية في حزب الامة بعد المؤتمر العام السابع والسبب الثاني الطلاب انفسهم لا بد أن يوجد امامهم تحدي والحركة الطلابية في حزب الأمة في فترة التسعينات كان امامها تحدي وهو هزيمة المؤتمر الوطني في انتخابات الاتحادات الطلابية واضعافه سياسيا وبالفعل تحقق لها ما تريد وفازت اكثر من مرة بهذه الاتحادات الطلابية لذلك اصبح الانتصار على الحركة الاسلامية لم يمثل تحديا ففقد الطلاب التحدي الاساسي والدافع والطلاب بما لهم من طاقة وحيوية ووطنية خالصة يحتاجون لتحدي كبير والسبب الثالث هناك مجموعة خرجت على حزب الأمة وساهمت مساهمة كبيرة ومباشرة في تعطيل الحركة الطلابية للحزب لخلاف بينها وبين المؤسسة القائمة الآن هذه هي العوامل التي ادت الى ضعف الحركة الطلابية في الحزب وتاثير المؤتمر الوطني على الحركة الطلابية ضعيف وحتى الاحزاب الأخرى أهملت الحركة الطلابية وكان يعتقد ان الحركة الطلابية هي السلاح الذي يمكن به محاربة المؤتمر الوطني ولكن هناك عدد كبير من الاحزاب وصل لمرحلة التعايش مع المؤتمر الوطني لذلك اهمل الحركة الطلابية وما عادت بالقوة المطلوبة.

وانت تعلم ان الحركة الطلابية مربوطة بقضايا الشارع وليست قضايا الجامعة فقط فتحتاج الى الاهتمام بها وربطها مع الشارع وقضاياه.

التغيير ضرورة حتمية ولكن البعض يعتبر ان الاحزاب احوج للتغير داخل صفوفها بضخ الدم الجديد الى شرايينها المتيبسة عبر استيعاب الكوادر المؤهلة واعادة الحياة الى هياكلها الجامدة ومن بعد ذلك يكون التغيير على مستوى البلد كيف ترد على هذه الفرضية؟

لا يمكن ان تتطور الاحزاب في ظل نظام شمولي على الاطلاق لا يوجد كائن حي يمكن ان ينمو في مستنقع لا توجد فيه مقومات الحياة لن يحدث ان تتطور الاحزاب في ظل بقاء الانقاذ والذين يتحدثون عن تطور الاحزاب اولا هؤلاء عكسوا الاية فاولا يجب ازالة نظام الانقاذ ومن بعد ذلك يتوفر المناخ الذي يساعد على تطور الاحزاب وتقويتها ولن يحدث العكس ولن تتطور الاحزاب في ظل مانع للهواء والغذاء وهو نظام الانقاذ هذه طبقة تحجب وصول الضوء تشبه طبقة الطحالب والفطريات في البحيرات الراكدة والاحزاب مثل الاسماك لا تعيش في اليابسة وبحر الاحزاب هو الديمقراطية والحرية وهو من الاسباب التي ادت الى عدم تطور الاحزاب في السودان على طول الفترات الشمولية وامثلتنا هي حزب الامة في الديمقراطية الاولى كان نوابه يصوتون بالاشارة وينتظرون زعيم الحزب اين يصوت ويصوتون معه وفي الديمقراطية الثانية حدث تطور مهم وهو تصويت النائب مع قضاياه وهموم منطقته ودائرته وفي الديمقراطية الثالثة حدث تطور هائل في الممارسة البرلمانية والديمقراطية فنواب دارفور وكردفان كانوا يخرجون في مظاهرات ضد الحكومة التي يرأسها رئيس حزب الامة هذا هو التطور في الممارسة ولن تتطور الاحزاب إلا بذهاب الانقاذ من سدة الحكم.

هناك سؤال مفخخ يطرح حول أزمة البديل ويقفز السؤال التقليدي "البديل منو" والحديث عن أن الأحزاب تم تجريبها في الحكم وفشلت ما ردكم وما هو البديل الموضوعي؟

الأحزاب لم يتم تجريبها في الحكم والاحزاب لم تحكم اصلا في عام 1986م وحتى 1989م كانت كل الفترة انفجارات مطلبية وكانت عبارة عن مكايدات سياسية وكانت مرحلة تجهزت فيها الجبهة الإسلامية للانقلاب على الديمقراطية وعملت على تشويه النظام الديمقراطي وهي شريك فيه وعملت على تشويه صورة الأحزاب حتى يكون المواطن مستعدا لقبول أي نظام بديل للديمقراطية وهذا ما زرع الإحباط وبسط الجماهير فلم تخرج للدفاع عن الديمقراطية في 30 يونيو 1989م وهذا ما تحاول الان في مصر أن تكرره الحركة الاسلامية هناك تفعل ذات الشيء تهاجم القضاء وتهاجم المسيحين والاحزاب وتهد الكنائس وتحض العمال على الاضراب والذي تفعله الحركة الاسلامية في مصر سبقتهم إليه الجبهة في السودان والاحزاب لم تحكم لقصر الفترة التي حكمت فيها وهي مقدار 11 عاما منذ استقلال السودان و45 عاما حكم شمولي هل فشل الحكم الشمولي ام فشلت الاحزاب ونحن بكل اسف لم نستطع رد هذه الهجمة الاعلامية أما بخصوص البديل فأقول الشعب المصري عندما خرج لم يسأل عن البديل وقالوا المهم ان يذهب النظام اولا وكذلك التوانسة فعلوا نفس الشيء والنظام في اليمن على الرغم من القبلية والشعب مسلح وضعوا السلاح وتوحدوا وطالبوا النظام بالرحيل اولا والأسوأ من هذا كله في ليبيا فالقذافي استطاع ان يدمر ليبيا كشعب وكحضارة قديمة وتاريخ وكأمة وليبيا افتقدت كل شيء فلا حرية ولا راي اخر ولا ابداع لا شعر لا كورة لا فن وكل المبدعين في المنافي وهم خرجوا من اجل تغيير القذافي ونظامه ولم يسأل أحد عن البديل والسؤال عن البديل والذين يطرحونه هم اهل الانقاذ وعندما نتحدث معهم عن التغيير يتحدثون بصوت خفيض عن انه مهم وهو من سنن الحياة واول ما نتحدث عن صورة البديل يرفعون صوتهم "البديل منو"؟؟؟ هذا السؤال تطرحه الإنقاذ ونحن نقول البديل هو حرية الناس والبديل ليس اشخاص والذين يظنون اننا ضد الانقاذ واننا نريد اسقاط الانقاذ من اجل أن نأتي بالصادق المهدي مخطئون فالصادق المهدي لا يريد السلطة ونحن نريد تغيير النظام من اجل نظام بديل يتيح للناس حريتهم والناس يختاروا من يريدون ونحن عاوزين حرية الناس البديل هو الحرية للفرد يجيب اخضر، احمر، طويل، قصير هذا ليس مهما ونحن ما عاوزين الطريقة التي يتم بها اللعب وهي 4،3،3 نحن نريد طريقة 2،3،5 فنحن نريد الطريقة التي تريحنا في اللعب.

إذا فشل حوار حزب الأمة القومي مع المؤتمر الوطني هل انتم على استعداد وقدر التحدي بقطع التذكرة التونسية للنظام وما هي الاليات التي يمكن ان تستخدم بعد حديث المهدي عن القوات المسلحة بانها مؤدلجة وهناك حركات مسلحة ومليشيات ما هو السيناريو المناسب للتغيير برأيك؟

أولا النظام الآن في صالة المغادرة والطائرة التونسية غادرت واقلعت وتبقت الليبية واليمنية والسورية وموجودة الطائرة السودانية وعادة الطائرة السودانية تتأخر لكنها في الأخير بتقلع وبتغادر وموضوع أن الجيش مؤدلجة نقف عنده ونقول ان الطائرة السودانية سبق وان اقلعت في عام 1964م وعام 1985م والآن سوف تقلع وحكاية الجيش مؤدلج نعم في تونس ومصر كان مؤدلجا والأيدولوجيا في القوات المسلحة المذكورة ليست عقائدية انما مربوطة برأس النظام في مصر كل المجلس العسكري هم ابناء مبارك وعقيدتهم "مباركية" وفي تونس كانوا مع بن علي وفي اليمن لم يتحركوا لحماية علي صالح على جزء منهم انضم وايد مطالب الثوار لذلك إذا قرر الشعب السوداني الخروج للثورة فلن يقف امامه لا جيش مؤدلج ولا غيره ولن يقف في وجهه الامن او غيره وصحيح ان هناك خطر كبير وليس من جانب الحركات المسلحة المنظمة فهي تبحث عن حل لقضايا مناطق وجهات وبالتاكيد إذا النظام القادم سيحل هذه المشاكل فلن تقف في طريق هذا البديل لكن الخطورة تكمن في الغبن الزائد وسط انتشار كثيف للسلاح وهذه تدفع إلى الخوف من المشاركة في مسيرة التغيير وهذا عامل مهم وليس بعيد عن الحسبان وليس هناك احد يستطيع تحييد هذا العامل.

حوار الأستاذ محمد حسن المهدي (محمد فول) مساعد الأمين العام لدائرة الطلاب السابق والقيادي الشاب بحزب الأمة القومي- الجزء الثاني

الهتافات واللافتات ورفض الحوار ليس خطأ يستوجب الإقالة والإعفاء

هناك فرق بين أمانة حزب الأمة وأن تكون محافظا لكلبس

نحنا مع التعايش السلمي ومراعاة المصالح المشتركة

الاستفتاء الإداري وزيادة الولايات ابتزاز للحركات المسلحة

دارفور هي من يمنح الآخرين حق تقرير المصير

المؤتمر الوطني مدمن حروب وقلاقل

د. نافع علي نافع هو الشريك الخفي للمعارضة وأكبر محول للرصيد

النظام يحاول لعب أدوار إقليمية ودولية أكبر منه

المؤسسات هي من يخلف السيد الصادق المهدي

حوار الوطني مع الامة القومي احدث تباين في وجهات النظر حول التعبئة مما دفع الأمين العام لإعفاء مساعده الواثق البرير واستقالة مساعده للاعلام د. الصادق سلمان كيف تحسم الخلافات والتباينات داخل حزبكم وما هي تداعيات هذه التباينات؟

الحوار مع المؤتمر الوطني يجري تحت سمع وبصر كافة مؤسسات حزب الأمة كلها وان مؤسسات حزب الامة تطورت ليس التطور الذي ننشده ولكنه مقبول ومرضي في هذه المرحلة وهذه الظروف وانت سمعت عن معركة الحوار مع المستشارية واستقالة د. الصادق سلمان فهو محق في هذه الاستقالة وانه طيلة السنوات التي قضاها لم يجد الفرصة في ان يصرح او يعمل على حسب الطريقة التي تدار بها المؤسسة التي ينتمي اليها والامين العام لم يكن موفقا في اعفاء الواثق البرير اعتقد انه اتخذ القرار وطاف بذهنه انه محافظ لمحافظة كلبس فهناك فرق بين ان تكون محافظا وامينا عاما لحزب مثل حزب الامة فهناك فرق كبير واعتقد ان الواثق لم يخطئ في شيء فرفع اللافتات التي تدين المؤتمر الوطني ليست خطأ يستوجب الاعفاء ولا اعتقد ان الهتاف ضد المؤتمر الوطني خطأ يستوجب العقاب والا فليستعد الامين العام لفصل ثلاثة ارباع جماهير الحزب وعموما طرق ادارة الخلافات في الحزب تشوبها شوائب واتمنى ان ينجح الحزب في تأسيس ادارة افضل للتباينات وهناك مؤسسات للتظلم كضبط الاداء الحزبي ورفع مسالة مستعجلة للمكتب السياسي واعفاء الواثق احدث تداعيات كبيرة في العمل الحزبي والواثق على مدى زمن طويل طاف كل ولايات السودان واستثمر الوقت والذهن في طقاع الشباب وكان يصنع جيشا من الكوادر والشباب للحزب وكان مشرفا على انتاج كوادر منظمة ومؤهلة ومدربة وهذا كان عملا كبيرا وهذا العمل مربوط برئيس الحزب السيد الصادق المهدي الذي هو الاخر استثمر كل الفترة الماضية في تاهيل الشباب في الهيئة والحزب وهذا الاعفاء سيؤثر على هذا الاستثمار والواثق لم يتاثر بهذا القرار كشخص والمتضرر هم كوادر الحزب وشبابه وطريقة اعفاءه معيبة وسيتضرر منها الحزب.

ولاية جنوب كردفان من الولايات المهمة وتكتسب اهمية خاصة لطبيعة التعقيدات السياسية فيها ولطبيعة البروتوكولات التي وقعت بشانها ومجاورتها لاربع ولايات جنوبية كيف تقرأ مستقبل المنطقة وخطابكم الجديد لمخاطبة مكونات المنطقة المختلفة؟

مستقبل منطقة جنوب كردفان مظلم إذا لم يتم الالتفات لخطاب حزب الامة القومي. المؤتمر الوطني قاد خطابا اثنيا هناك والحركة الشعبية اخطأت عندما جارت المؤتمر الوطني في الخطاب الإثني وقسموا الولاية إلى قسمين فيما بينهما وهذا مضر للشمال والجنوب سكان الولاية مصالحهم مربوطة بالشمال والجنوب وهم جسم واحد وبالتالي لا يمكن ان يقسم 99 جيلا وهي المكون الاستراتيجي لجبال النوبة لا يمكن وهي تمثل عمق استراتيجي للشمال لا يمكن فصلها وضمها للجنوب ولا يمكن ان تتبع هكذا للشمال لان لديها مشاكل فحزب الامة طرح الآتي: أولا طلب تاجيل الانتخابات حتى تخف حدة الاستقطاب واذا قامت لا بد من ميثاق شرف انتخابي انا في رايي كان الافضل ان لا يسحب حزب الامة مرشحه لمنصب الوالي وكان هذا سيكون مرضيا للكثيرين الذين رفضوا الخطاب الاثني. وطرح حزب الامة هو اهمية التعايش السلمي بين كافة المكونات والحركة المهدية كما تعلم الاولى والثانية والثالثة نهجها قومي فالحزب فيه كافة الاعراق والابوات وليس بينهم حواجز ومنطقة جبال النوبة كانت نموذجا للتعايش السلمي ولم يعرف عنها الاثنية المسيسة فهذه جاءت بها الانقاذ والحركة الشعبية بكل اسف خطابها السياسي لم يساهم في القضاء على هذه المشكلة بل ساهم في تفاقمها وزيادة حدة التوتر والاستقطاب ونحن قلقلون على مستقبل المنطقة واذا لم يفز احمد هارون سيلجأ المؤتمر الوطني لاثارة الحرب واذا لم يفز عبد العزيز الحلو سوف تتمرد المجموعات التي تسانده وسيكون هناك جنوب جديد فحزب الامة طرح خطابا يقوم على التعايش السلمي ومراعاة المصالح المشتركة ونحن نرى ان عبد العزيز الحلو يمكن ان يراعي مصالح الرعاة اذا فاز وطرح حزبنا رؤية واضحة وهي الحكومة القومية التي تمثل كافة الوان الطيف في الولاية الى جانب القوى الاجتماعية وخطابنا يمثل طوق النجاة اذا تم استيعابه واوضحنا انه ليس هناك ضرورة للحرب فالمصلحة في التعيش والسلام.

حملت الاخبار ان الوساطة القطرية بشان النزاع في دارفور طرحت في الوثيقة النهائية مسالة الاقليم الواحد ونائب للرئيس من دارفور هل هذا كافيا لحل الازمة مقرونا هذا مع اصرار الحكومة على اجراء الاستفتاء الاداري في الاقليم؟؟

الضمانة للوصول الى حل في دارفور هو ان يخرج الحل من اهل دارفور انفسهم اهل دارفور اذا لم يقبلوا الاتفاق لن ينجح اي اتفاق هناك واذا وافقت الحركات على السلام ودعمته قطر ووقفت معه مصر ووافقت عليه حكومة المؤتمر الوطني ورعاه المجتمع الدولي ولم يقبله اهل دارفور في المعسكرات والمجتمع المدني والاحزاب السياسية فلن ينجح اي اتفاق فاهل دارفور لهم مطالب وعلى راس هذه المطالب مطلب العدالة واي اتفاق لم يحقق مطلب العدالة لن يقبل به اهل دارفور فاعتراف اهل النظام بارتكاب الفظائع وقتل 10 الف مواطن وحرق القرى لا بد ان تحدث مساءلة وتحقق العدالة واهل دارفور مغبونين من عدم العدالة ومغبونين من السودان الشمالي لعدم انشغاله بقضيتهم وبعض الصحف تتحدث عن طرح تقرير مصير لدارفور ويقولون انها ليست مؤثرة فلتذهب كما ذهب الجنوب لهؤلاء اقول ان دارفور هي التي تمنح حق تقرير المصير للاخرين لانها هي الاقدم دينا وحضارة وتاريخا وهي الاقدم افريقية وهي الاقدم عروبة وهي لا تطالب بحق تقرير لانها الاصل وهي يمكن ان تمنحه للاخرين واي حل لا يقبله اهل دارفور لن يكون مقبولا ولن ينجح وموضوع الاستفتاء الاداري تريد به الحكومة ابتزاز الحركات المسلحة وهي تعقتد انها اذا منحت دارفور 5 ولايات سوف تقضي على المشكلة وهذا ليس صحيحا فاهل دارفور لا يبحثون عن مواقع او سلطة او ولايات اضافية بل متمسكون بقراهم ومناطقهم التي سكنت فيها مجموعات وافدة ويبحثون عن العدالة فيما ارتكب من جرائم وتريد ان تفرض واقع جديد في دارفور ولن تنجح في ذلك لان دارفور شبه موحدة فحتى الحركات المسلحة عليها ان تفكر مليون مرة قبل ان توقع على اي اتفاق ان تسمع لراي قواعدها في المعسكرات ودارفور.

مناطق التماس تمتد لحوالي 2100 كيلومتر مع حدود الجنوب كيف تنظر لمستقبل العلاقة بين الشمال والجنوب عبر هذه الحدود الممتدة والاتهامات المتبادلة بدعم المنشقين عن حكومة الجنوب وايواء حركات دارفور وما هو المخرج من كل ذلك؟

اذا كانت نيفاشا فشل عبرها الشريكان في جعل الوحدة جاذبة فمن المؤكد لن ينجح الطرفان في اقرار توامة بين الشمال والجنوب وبعد نيفاشا لم يحدث انجاز واحد يحسب لصالح الشريكين الا ان نعتبر فصل الجنوب انجازا للمؤتمر الوطني والمؤتمر الوطني مدمن حروب ومدمن قلاقل ولن يترك الدولة الوليدة لحالها وعلى الحركة الشعبية ان تفهم هذا وإذا سكت حتى 9/7/2011م وهو يوم ميلاد دولة الجنوب فلن يسكت بعده وعلى الحركة الشعبية ان تفهم ان مصلحتها في ذهاب المؤتمر الوطني عن سدة الحكم واذا بقي في السلطة لن يسمح باستقرار الدولة الوليدة والحركة نفسها لديها تيارات اذا قرر الوطني السماح بعدم استقرار الجنوب ستدعم هذه التيارات عدم الاستقرار في الشمال حرب بالوكالة والحل لهذا الموضوع هو ذهاب الوطني عن سدة الحكم وان تتحرك القوى السياسية بسرعة لتوقيع توامة مفصلة مع الحركة الشعبية والوطني اذا وقع لن يلتزم بما يوقع وانا ارى مستقبل الدولتين هو توتر شديد وواضح هذا في انتخابات جنوب كردفان ومشكلة ابيي والقضايا العالقة لم يحدث فيها تقدم واذا حدث لن يلتزم المؤتمر الوطني فالوطني اذا لم يحقق شيء بالسلم سيحاول تحقيقه بالحرب.

رئيس لجنة الحوار من جانب المؤتمر الوطني في حواره مع حزب الامة القومي هو د. نافع علي نافع الذي ظل يتهكم على المعارضة ويستخدم لغة قاسية وغير مطروقة ومتداولة في الاوساط ويمكن ان نسميها غير مقبولة فهو الذي وصف الاحزاب بانها شجر العشر وغيرها هل سوف يثمرالحوار بقيادته؟

د. نافع هو الشريك الخفي للمعارضة وهو اكبر محول للرصيد للاحزاب والمعارضة ويشحن رصيد المعارضة وهو رجل مهم للمعارضة وأعتقد انه شريك خفي وهذه تكفي.

النظام يتحدث عن تصنيعه لطائرة بدون طيار وانه وصل مرحلة متقدمة في التصنيع الحربي وانه اصبح قوة لا يستهان بها في المنطقة بماذا تفسر تكرار العدوان الاسرائيلي على شرق السودان والحكومة اخر من يعلم وذهبت تصريحاتها ادراج الرياح عن جاهزيتها؟

إذا قامت ناموسة بعض شخص فهذه ليست غلطة الناموسة انما غلطة الشخص وهذا يعني انك ذهبت إلى منطقة فيها باعوض ولم تستخدم ما يمنع وصول الباعوض اليك والنظام يحاول ان يلعب ادوار اقليمية اكبر منه وهو يحاول ان يكون من دول المواجهة والممانعة وليس لديه الامكانية لذلك ونحن في حزب الامة في مسالة التسليح لدينا راي ان يكون مشروع دولة وضمن موازنتها العامة فلا يعقل ان تصرف على التسليح ولا تصرف على العلاج والصحة والتعليم ومن يحمل السلاح ويدافع اذا كان جيعان ومريض فكيف يقاتل والحكومة تلعب دور الوكيل بالنسبة لبعض المجموعات الاقليمية وتحاول ان تلعب دور في القضية الفلسطينية ونحن نرى ان دعم القضية الفلسطينية يجب ان يتماشى مع حالنا ووضعنا واذا كانت الحكومة تريد دعم كافة حركات التحرر فلماذا طردت اسامة بن لادن والان تتباكى عليه وتدعو لصلاة الغائب عليه وهم طردوه وطردوا عددا من الفصائل الفلسطينة وسلموا عدد من ملفات الحركة الاسلامية لامريكا نفسها لكن الذي يدعو الى القلق هو التيارات داخل النظام تيار يدعم حماس وتيار يسرب الاخبار عنها وتيار يدعم ايران واخر ضدها والخطروة هنا ولا اعقتد ان راس النظام يعرف هذا او يعلمه وهو مغيب بالكامل وستدخل اسرائيل في مواجهات مرة ثانية وثالثة معنا اذا لم تكف هذه المجموعة من القيام بدور الوكيل.

ألمح رئيس الحزب في المؤتمر السابع الى عدد من القضايا المهمة واولها ان هذه هي اخر دورة له في رئاسة الحزب من سيخلف السيد الصادق المهدي وهو الممول للحزب وهو المستضيف؟

المؤتمر القادم لحزب الامة هو اهم مؤتمر بالنسبة له وللاحزاب السياسية السودانية ولكل افراد الشعب السوداني لماذا لانه سيشهد انتفاضة شبابية كبيرة واعتقد ان شباب حزب الامة بدأوا في ترتيب انفسهم وطرح برنامجا ومشروعا نهضويا كبيرا هذا المشروع يتحدث عن كيفية ايجاد ممر امن للديمقراطية وكيف تنجح الديمقراطية في الاستدامة وكيفية توفير التنمية المستدامة في اعتقدانا ان المواطن السوداني اذا توفرت له الحرية والعيش الكريم والصحة والتعليم سيصبح مواطنا مشاركا في الشأن العام ويتطلب هذا ان نؤمن ان هويتنا هي السودانوية وان هذه الهوية هي مثل الحوش الكبير داخله عدد كبير من الغرف وكل اهل غرفة يلبسون ما يريدون ويعبدون ما يريدون ويتزوجوا بالطريقة التي تتوافق مع تراثهم ويغنوا ويرقصوا ولكن كلنا يجمعنا هذا الحوش الكبير وكل شخص ماله في غرفته ويصرف منه نسبة على الحوش ويجلس في "الكرسي" امام غرفته او امام الحوش لا حجر على احد فالشباب في الحزب الان منتشرون في كل اطراف السودان وفي المهجر يبشرون بهذا ويضعون الاسس وفتحت النقاشات وهناك انتفاضة شبابية كبيرة بدعم من رئيس الحزب ليتقدم الشباب الصفوف في المؤتمر القادم اما مسالة من يخلف السيد الصادق المهدي هذا السؤال يلاحقنا باستمرار وانا اقول المؤسسات هي من يخلف السيد الصادق المهدي.

تعليق واحد

  1. اقول لاخ محمد فول نشاطكم محدود داخل الجامعات والعاصمة لكنكم لم تخرجوا الي قواعدكم في الاقاليم لتقف علي احوالهم والي اين وصلوا اتحدث عن منطقة الحلاوين هذه المنطقة معروفة لياتي من دائرتها الا انصاري مهما كان المنافسون ارجع الي ارشيف البرلمان السوداني ستجد اخر نائب في عهد الديمقراطية انصاري ابن انصاري بالفطرة لكن ما اعيبه عليكم قد اهمل حزب الامة هذه المنطقة ولم يقدم اي خدمات لها حتي خلال الديمقراطية الاخيرة ناهيك عن زيارات قيادة الحزب للمنطقة غير موجودة البتة وقد قرات ما كتبه خالدعويس عن زيارتكم لجنوب كردفان الكلام عن اشياء تخص انسان اقليم كردفان كانها موجودة اليوم لا بل موجود هذه الاهمال من السابق من عهد وزارة السيد الامام لكن لم تروه الا لكنكم ما ذهب بكم الي جنوب كردفان هو الانتخابات لانه لاتوجد زيارات لقيادات حزب الامة الي مناطق قواعد الانصار في كل اقاليم السودان لاتظهرون ولا تقفون علي حال القواعد بل متقوقعون بالخرطوم يجب ان تنظروا الي القواعد بعين الاعتبار والمواصلاة معهم لا اريد اقول اكثر من ذلك لانه موجود الكثير من تقصيركم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..