بصريح العِبارة و مُنتهى المراره … !!

سفينة بَوْح
كثير من القيِّم و المباديء التي أرست الكثير من أخلاقيات و سلوكيات هذا الشعب المغلوب على أمره في أيما إتجاه ، في طريقها إلى أن تصبح (شعارات ) للإستهلاك المنفعي اللحظي ، فلا أحد الآن مسئول عن تصريحاته و لا إلتزاماته و آخر ما يمكن أن يُقال في من يُصِرُ على مواصلة السجال في موضوع الحق و الباطل في بلادنا هذه الأيام مقولة ( أعلى ما في خيلك أركبو ) و ( الزارعنا اليجي يِقلعنا ) .. هكذا و في غفلة ٍ منا و من الزمان صار الكلام كزبد البحر يذهب جفاءاً و ما من أحد يلتفت أو يستنكر ، و للحقيقة فإن ما بُني على باطل فهو باطل ، فالحكومة بمحتواها البشري تمثل قداسة القيادة و الريادة في التأسيس للقيَّم و الأخلاقيات ، بالقدر الذي يؤثر في السلوك الإجتماعي ، فهم على مستوى علم التربية و السلوك يمثلون القدوة العليا التي يستهدي بها الناس في الكثير من معاملاتهم و تفاعلاتهم السياسية ( إن وُجدت ) و الإقتصادية و الإجتماعية و المهنية ، فحين يوقن الناس أن كل الوعود و الإلتزامات التي يقذف بها القادة و الوزراء و المسئولين هي مجرد ( فقاعات ) في الهواء الطلق و لن يكون لها وجود على أرض الواقع ، و حين تصبح الحكومة تصُب جل جهدها الفكري و التنظيمي و الإداري و اللوجستي في بناء صرحها ( التمكيني ) و تحقيق ضمانات بقائها الأبدي على سدة الحكم و السلطة ، و حين تكون كل إتجاهاتها نحو وضع حلول تفيد إستقرار البلاد عبر وقف الحرب و التوصل إلى مصالحة ( عادلة ) و مجزية لكل الأطراف ذات المصلحة لا تخرج إلا من باب المراوغة و كسب الوقت ، حين يحدث كل ذلك لا بد أن ينهار جدار الثقة ( إن كان موجوداً أصلاً ) بينها و بين المواطن ، خصوصاً ذاك المغلوب على أمره و الواقع بين سنديان الفقر المدقع و مطرقة التزايد المستمر و المستعر لأسعار السلع الإستهلاكية الضرورية و كذلك العلاج و التداوي فضلاً عن المهزلة التاريخية المتمثلة في ( تجارية التعليم ) .. دعونا نبحر في العمق الأعمق للإفصاح عن هموم و أزمات المواطن السوداني في زمن الإنقاذ القسري ، ما دام الجو العام ( مزركش ) بلافتات الحوار و الإعتراف بالآخر ( دون آخرين ) .. لنقول أن الأولوية في الوقت الراهن يجب أن تكون ( لإنقاذ ) الناس من الجوع و المرض و الموت بسبب العجز و العوز و الحاجة ، يجب أن يقول كل ذو ضمير ما زالت به فُجاجة خير ( لا ) لمحاولات و تلميحات وزير المالية المتتالية الرامية لرفع المزيد من الدعم عن الوقود و السلع الضرورية كالدقيق ، لا تصدقوا يا ( مؤمنين ) الهتافات المهرجانية الرنانة التي تُنهي حديث المرارات بجملة ( توجيهها لصالح دعم الشرائح الفقيرة ) .. و ليعلم الجالسون على سُرر السلطة و البسطة و النفوذ و الجاه أن كل طبقات أهل السودان أصبحت شرائح ضعيفة و لم يبقى خارجها سواهم ، بفضل إستشراء الفساد و الطعن في خاصرة الكفاءة و التأهيل بخنجر ( التمكين السياسي ) ، ثم فتح الأبواب مُشرعة أمام ( أسراب الجراد ) الطفيلي و المنفعي ليقتات من قوت الوطن و المواطن جوراً و بُهتاناً فقط لأنه يُقدم بين أيديكم فروض الولاء و الطاعة المصطنعة .. بلغ السيل الزُبى.
هيثم الفضل
[email][email protected][/email] صحيفة الجريدة
سعادة كبرى ان نلتقي قلمك الرشيق في هذه القلعة من قلاع المنافحة عن القيم والخلق القويم واطربني جدا عنوانك الموفق”بصريح العِبارة و مُنتهى المراره ..” فانه وحده بمثابة مقال كامل في البكاء على اطلال الحرية الذاهبة=ابك يا عزيزي وليبك معك الوطن العزيز فمن مجمزع تلك المدامع النبيلة ستنشأ موجة عاتيةتقتلع ذات يوم صروح الظلم ومعاقل الاستبداد