مقالات وآراء

دبابات الفلول السواي ما حداث!!

أطياف – صباح محمد الحسن
لم تستطع عناصر النظام المخلوع وقياداته فهم واستيعاب الدرس الذي يتحدث عن أن الشعب السوداني ما عاد هو الشعب الذي كانت تحكمه حكومة الإنقاذ، التي كانت تستخدم التهديد والوعيد في خطاباتها السياسية، وتمارس أسلوب القمع والترهيب لتكميم الأفواه واخراس الأصوات، ومصادرة الحقوق.
وأكثر ما جعل هذا النظام يظل مشلولاً ومُقعداً بالرغم من تحركات عناصره المستمرة هو انه كان وما زال يستخدم عقليته البائدة التي تؤمن باستخدام العنف اللفظي في الخطاب السياسي لإسكات الآخر، ويسخر من معارضيه ويحاول أن يقلل من تأثيرهم على المشهد السياسي.
لذلك عندما جاءت ثورة ديسمبر المجيدة وازالت عرشه، شكلت صدمة كبيره لقياداته وقواعده، الأمر الذي جعلهم يرفضون حقيقة إبعادهم من الحكم بالرغم من أنها تظهر بينه وواضحة أمام أعينهم.
ودرج القيادي في التيار الإسلامي العريض محمد علي الجزولي، على استخدام أسلوب التهديد وقال في لقاء بثته قناة طيبة الفضائية، إن مسودة الدستور الإنتقالي الذي أعدته اللجنة التسييرية لنقابة المحامين، عبارة عن مشروع علماني عنصري متطرف يمثل وجهة نظر قوى إعلان الحرية والتغيير ولا يعبّر عن توجهات غالبية أهل السودان. وأضاف أن تنفيذ مشروع الدستور لن يتم في أرض السودان طالما نحن أحياء وهدد بمواجهتهم كتيارات إسلامية للمشروع بقوة عبر المظاهرات أو على ظهر دبابات.
وأكثر ما يجعلك تجزم على هوان الفلول وضعفها وتلاشيها وعدم قدرتها على فعل شيء هو اللجوء لأسلوب التهديد والوعيد، في وقت لا يستحق جرعة زائدة من الانفعال والتطرف والتهور فطرح مسودة دستور هي خطوة سياسية نحو الحل رفضها وقبولها يحتاج إلى الحجة والمنطق ولا يحتاج إلى (دبابات)!! والسواي ما حداث.
ومسودة الدستور وبعدها تصريحات حميدتي بضرورة تسليم السلطة للمدنيين، شكلت ازعاجاً كبيراً وسط عناصر النظام المخلوع، وجعلتها تتحسس وجودها وسلاحها ودباباتها، فمن قبل قال القيادي أمين حسن عمر يوجد نحو ٥٠٠ ألف من الدفاع الشعبي جاهزون، وقبله أيضاً قالها علي عثمان عندما هدد بكتائب الظل، ولكن كل هذه التهديدات أكدت أن لا وجود لهذا النظام ولا قوة له، وأن كل ما يستطيع فعله هو التخريب والتهريج، فكل الظروف السياسية التي مرت بها البلاد من ضعف للقيادة وهشاشة أمنية وغياب للسلطة المدنية كانت في صالحهم لكنهم لم يتمكنوا من العودة لأنهم لن يستطيعوا أن يحكموا هذه البلاد إلا من خلف واجهات عسكرية أو يسخروا طاقتهم لمحاربة كل حكومة قادمة، الحرب الاقتصادية الخجولة المعروفة بتخزين الدقيق وسرقة الوقود وتزييف العملة.
ويفوت على الجزولي وغيره أن الشعب الذي خرج في ثورة ديسمبر وما زال يسيطر على شوارع الخرطوم حتى آخر موكب في مدينة بحري، لن تخيفه الدبابات لأنه أصبح لا يخشى ولا يخاف الموت واجه دبابات الدعم السريع ودبابات الجيش وفتح صدره عارياً لطلقات الشرطة والأجهزة الأمنية، كل هذا وأنتم تجلسون على منابركم بذات الطلة القديمة العقيمة تتحدثون عن ظهر الدبابة، هذا الحديث الذي كل ما سمعه الشباب سخروا منه ورفعوا له السبابة والوسطى (أي كوز ندوسو دوس) هذه العبارة وحدها شافية وكافية وقادرة أن تجعلكم غرقى في بحور الغيظ والغضب.
وشقي هذا الشعب الذي ابتلاه ربه بمجموعة من المهددين لأمنه وسِلمه فكلما خطى خطوة نحو حلمه هددته الفلول بدباباتها، وكلما شرقت فيه شمس رغبة نحو التغيير حاصرته السلطات الانقلابية بشرطتها وجهاز أمنها، و كلما انتقد الحاضر لوحت له الحركات المسلحة ولمحت له بتمردها، وكل ما طالب بجيش واحد غضب منه الدعم السريع وقواته، هذا الشعب يجب أن يكرم من كافة الشعوب على صبره وعلى جلده وعلى كفاحه ليس لأنه كان وما زال يصرخ في وجه الظلم أن حيا على النضال، ولكن لأنه يتحمل كل هذا الكم من أعداء الحرية والديمقراطية حوله.

‫11 تعليقات

  1. الاستاذة / صباح
    سبحان الله شعبان السودان محارب من عدد من الجهات داخلية وخارجية مؤمرات وفساد وعمالة وارتزاق داخلى ولكنه مصمم على انجاح ثورته . الله ينصره

    1. ارفع لك القبعه السيده صباح م الحسن
      كل مقالاتك في الصميم لذالك يتكالب اهل الحقد والمنفعه وعدم الوطنيه في الهجوم عليك
      سيري وعين الله ترعاك من هؤلاء الحاقدين علي رفعه الوطن وتقدمه

  2. دايماً تتحفينا بكتاباتك الجميع وتشخصين موضع الألم الحقيقي لمعاناة شعبنا وبلادنا استاذة صباح .. نرفع لك القبعات احتراماً لقلمك النزيه والذي لاهم له ولك ولنا سوى أن نرى بلادنا في طليعة الدول المتقدمة التي تحترم إنسانها وتقدس ترابها وتتنفس حرية وسلاماّ وعدلا

  3. كلام جميل ومليان وقوي … وفقك الله .. فكلماتك تشفي الصدور وتزيح الغم .. داومي على مثل هذه الكتابات البليغة القوية ولا تكترثي للمثبطين للهمم وهم كثر ذلك لأنهم لا يدرون …

  4. جنس لفحي

    سم الله الرحمن الرحيم
    بيان صحفي
    *قطر تميم لا تشبه هذا الفعل الذميم*
    *أحمد طه نموذجا*

    قال الله تعالى ( لَّا يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلْجَهْرَ بِٱلسُّوٓءِ مِنَ ٱلْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ) النساء 148 .
    أولا : لقد ظللت امسك قلمي ولساني عن الخط التحريري لقناة الجزيرة مباشر وذلك لثلاثة أمور :
    1/ عبارة الإعلام المحايد هذه عبارة تباع في غير سوق الساسة وللدولة القطرية موقف من قيادة المكون العسكري إذ تعده حليفا لغريمها الإماراتي وهي تستذكر حادثة رفض زيارة وزير الخارجية عندما كان المكون العسكري منفردا بالسلطة هذا الموقف تعبر عنه قناة الجزيرة أحد عناصر قوة الدولة القطرية الخمسة وهو موقف متفهم عندي بحاجة إلى تفكيك ومخاطبة صادقة لشواغله .
    2/ الشعب القطري من أحب شعوب الخليج إلي فهو شعب محافظ معروف بتواضعه وكرمه ونجدته للملهوف ونصرته للمستضعفين وتبنيه لقضايا العرب والمسلمين والإنسانية العادلة .
    3/ الحكومة القطرية تحت قيادة سمو الأمير تميم بن حمد ومن قبله والده الكريم حمد بن خليفة حفظهم الله تعالى لم يعرف عنهم استهدافا لقيم أهل السودان وسعيا لتمزيق وحدته أو انتقاصا لسيادته بل عرف عنهم مساندة السودان ومناصرته في أحلك الظروف وأعقد الأزمات .
    ثانيا : هذه الأسباب الثلاثة جعلتني أكف قلمي ولساني عن انتقاد خط قناة الجزيرة المائل عن الحق المتماهي مع أعداء قطر الحقيقيين فكرا وتوجها المتحامل على محبي قطر من التيار الوطني العريض المدرك للآثار المدمرة للتدخلات السافرة للإمارات في كل أرض غشيتها وكل بقعة استباحتها وقطر في السودان تقف الموقف الخطأ إذ هي تناصر في تحامل مفضوح المشروع الثقافي الإماراتي المستهدف لقيم أهل السودان دينهم ووحدتهم وسيادتهم !!. وقد ظللت أناصح قناة الجزيرة مباشر بتواصل خاص مع مديرها الأخ الأستاذ أيمن جاب الله ، أناصحهم بطريقة أخوية خاصة وصادقة غير معلن عن تفاصيل المناصحة واجتهادي في تصحيح تصوراتهم الخاطئة لأطراف الصراع .
    ثالثا : من بديهيات العمل الإعلامي والتي جاءت في موقع معهد الجزيرة للإعلام نصا ( أهم مؤشرات الإلتزام المهني للصحفي هو اللجوء للمصادر الحقيقية ) نشر عن لقاء بالاستاذ اسامة غيث نائب رئيس تحرير جريدة الاهرام تم بثه بتاريخ 30 مايو 2012 الساعة 6:30 مساء .
    رابعا : قناة الجزيرة مباشر عبر مذيعها أحمد طه تقع في جريمة كبرى تنتهك شرف عرضها المهني وهي تزور عني كلاما ما قلته ولم يرد على لساني فعبارة (سنواجه مشروع قحت وإن جاء على ظهور الدبابات ) أصبحت ( سنواجهه بالدبابات والإنقلابات ) !!،، في سقطة لا تغتفر وجلطة مهنية تستوجب الإستقالة أو الإقالة .
    خامسا : جهل أحمد طه أن نقله عن مصدر أحاله إلى الأصل لا يعفيه لا سيما وأن موقع الذي نقل عنه قد أحاله إلى قناة طيبة الفضائية فلم يكلف نفسه الأخذ من المصدر الحقيقي حسب ما تعلم في معهد الجزيرة للإعلام !! .
    سادسا : والأدهى من ذلك أنه يملك رقم جوالي الخاص وعلى تواصل معي بالواتساب ، والإعلامي النحرير والصحفي المحترف يطلب الخبر بإسناده العالي بسؤالي المباشر عن ما نسب إلي فلم يكن لأحمد طه من تلك المهنية حظ ولا نصيب فلا هو رجع لقناة طيبة الفضائية المصدر الحقيقي ولا هو رجع إلى المنسوب إليه الخبر وفي جواله رقمي في كسل صحفي لا يشبه المحترفين أو تآمر خفي لا يصدر عن من له خلق .
    سابعا : أما ثالثة الأثافي بعد أن تواصلت معه على الخاص ونصحته في ما اقترف من خطيئة ووعدني بالإستضافة على المسائية اخذته العزة بالإثم فلم يعتذر ولم يتحمل مني التقريع فإن لمن ظلم مقالا وإن جهر فيه بالسوء فقد أباحه الحكم العدل تبارك وتعالى أما وقد ضاق صدرك بالتقريع فقطعت الإتصال ولم تسمح لي بالتظلم فإن صدري لا يتسع لكذبك المفضوح وتحاملك المتبرج ومهنيتك التي بدت عورتها المغلظة فبيني وبينك سوح القضاء .
    والسلام .
    19 سبتمبر 2022

    *د.محمد علي الجزولي*
    *رئيس حزب دولة القانون والتنمية*

  5. الوضع الاليم الذي وصل له السودان والهوة التي ينحدر في اعماقها يوما بعد يوم سببه الرئيسي هو هذا النباح الذي يصدر من هذه السيدة وأمثالها من كتاب هذا الزمن السيئ وذبابهم الالكتروني.
    السودان اليوم احوج ما يكون للغة المعتدلة التي تجمع ولا تفرق لانه لا يوجد بلد في العالم بنوه بالمنابيذ والشتايم وانتقاص الاخر والتقريع بهم لأن لاذي ترميه بحجر يرمي بحجر أو طلقة فماذا كسبت ان تاو كسب هو؟
    يا من تقومين بدور حمالة الحطب انتو بعد الحال اللي وصلنا ليه دا عايزين تودوا البلد دي لي وين وهل في رأيك أن هذا الرديح والاساءات التي تولغوا فيها صباحا ومساء ستحل على سبيل المثال مشكلة 12 الف تلميذ توقفوا عن الذهاب للمدرسة بسبب هذا الحال المائل للبلد الذي تزيدونه ميلانا.
    هؤلاء الجهلاء والجاهلات يجب على الواحد منهم أن يقول خيرا أو وليصمت فإذا تكلم أحدهم فيجب ان يتجه لجمع الصف وتوحيد الكلمة وتوجيه كل الجهود لتغيير هذا الوضع القاتل الذي نعيشه اليوم.. الف مليون مقالات من المهاترات لن تقدم البلد خطوة واحدة ولكن يمكن أن تأخذها من سيئ الى اسوأ وهو ما نراه اليوم فحول أمثال هؤلاء اوضاع البلاد الى حال أسوأ 100 الف مرة من الحال الذي ثار عليه الناس، فهل ساعدتونا ايها الجهاليل والجهلولات بالصمت المطبق.

  6. اصمت يا نميري انت اولا
    ردك فيه رائحة المكر والخباثة ولا تعني ما تقول الا لمنفعة اهل نعمتك
    المقال لخص كل هم السودانيين وهو مقال فصيح وفيه ما قل ودل واللبيب بالإشارة يفهم كما فهمنا ردك المدسوس فيه السم في الدسم

  7. لست من هواة الردود ولكن حديث الاخ نميري استوقفني
    بالفعل هذه الوسائط مليئة بالشتائم والاساءات المقذعة والتنكير والتنفير والرسول الكريم يقول ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولابذيئ. يجب ان يتذكر من يسيئون للاخرين انهم يوما سيموتون ليحملوا مع جثامينهم الى القبر كل هذا الطعن واللعن في الاخرين والعياذ بالله. يجب ان نعمل على ما يجمع ولا يفرق ويبني ولا يهدم واحترام الاخر حتى ولو اختلفنا معه.
    هذه المواقع للاسف مليئة بالطاقات السلبية فأنت تريد ان تقرأ شيئا يدعم اصلاح الحال ويبث الروح المعنوية في النفوس وليس شئ يملأك فقرا واحباطا ويملأ البلاد جوعا وفقرا.
    نسأل الله ان يهدي الجميع

  8. لابد ان تعتذري عن اتهامك الاستاذ الجزولي زورا وبهتانا … اذا كنت صادقة و جادة كما تكتبي منتقدة الاخرين يجب ان تعتذري

    اعتذري .. اعتذري لا نحب من يثيرون الغبار ويهربون

    1. تعتذر عن ماذا.!!!!!!!!!!؟ فاديها وتربيتها الحسنة وثقافتها الثرة جعلتها تخاطب هذا الكوز المندس الدعي المدعو محمد علي الجزولي بكثير من الاحترام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..