مرض صباحي …. ودفتر عيادة ..!!!

عزالدين فضل ادم
جامعة طوكيو للطب والاسنان، اليابان
محاضر بجامعة الخرطوم، كلية الصحة
بلا شك كل منا يتذكر طابور الصباح في المدارس، كما نتذكر ايضاً دفتر العيادة الذي يخرج بعد الطابور مباشرةً. اما الشباب الذين دخلوا معسكرات التدريب العسكري سواءاً في الدفاع الشعبي، أو الخدمة الوطنية، فذاكرتهم قطعاً لا تنس ما يعرف بــ (طابور المرض الصباحي).
هذان المشهدان قطعا سينعشان الذاكرة باحداث مثيرة للاهتمام، وفيها توثيق لعلاقة انسانية مهمة بين المريض والطبيب، سنستعرض بعض ملامحها في هذا المقال القصير.
جدير بالذكر ان الاسلوب الراقي بين الطبيب والمستفيدين من الخدمات الصحية، ومهارات الاتصال النوعية بين الطرفين اصبحت احد اهم معايير الجودة العالمية في المرافق العلاجية في كثير من البلدان، والتي اصبحت تتنافس فيها المؤسسات العلاجية علي تقديم افضل الخدمات التي تحقق رضا المريض.
لذلك قامت بعض الدول بتضمين منهج كامل في كليات الطب، خصوصاً في كورسات طب المجتمع عن مهارات الاتصال اللازمة بين الطبيب والعميل. والتي يجب ان تكون الاساس في التعرف علي التاريخ المرضي، وتسهيل عملية الكشف الطبي، ومن ثم التشخيص الصحيح للحالة المرضية. وهناك بعض المناهج التي ذهبت بعيداً في هذا المجال وادخلت بعض مقررات الاتصال الملفوظ والملحوظ وغيرها من مهارات البرمجة اللغوية و العصبية.
ويبدأ هذا التواصل الراقي من غرفة انتظار المرضي، والتي غالباً ما تُجهز بكل وسائل الراحة، وذلك لتهيأة المريض نفسياً، حتي يحكي عن شكواه وهو مستقر النفس، وهادئ البال. وتعتير شاشات العرض التلفزيوني لمقاطع ممتعة تعتمد علي الاداء الحركي دون الصوتي، من اهم التجهيزات التي يتم اختيارها بعناية في غرفة الانتظار. هذا بالاضافة لاختيار نوعية محددة من الالوان في طلاء الجدران، والاضاءة، ونوع مقاعد الجلوس ووضعيتها، وما يجاورها من اصايص لاجمل انواع الزهور الطبعية.
وتبلغ عملية التواصل ذروتها عندما يدخل المريض الي غرفة الطبيب، و الذي يبدأ استقباله بابتسامة عريضة ترتسم علي محيا وجهه المشرق. ومن الطبيعي ان يتوهم المريض وهو في غمرة هذا التواصل ان هذا الطبيب يعرفه منذ امد بعيد، حتي تكتمل عملية التواصل الفعال وندخل مرحلة بناء الثقة، التي يبوح فيها المريض عن شكواه وكأنه يقرأ من كتاب مفتوح.
وتعتبر قراءة الطبيب لشخصية المريض، وتغمسه للشخصية الانسب في التواصل مع المريض، وبساطة اللغة، وتواضع المظهر، واستخدام لغة الجسد او مايعرف بالتواصل غير الناطق، من اهم المهارات التي يجب ان تتمتع بها شخصية الطبيب حتي يخلق علاقة لطيفة ومتفاعلة مع المريض.
وتعتبر الادوات التي يتعامل بها الطبيب مع الاطفال تحديداً من اهم الوسائل في تسهيل عملية التواصل المعقدة مع هذة الفئة الخاصة. مثلا ان يختار بعض المجسمات للعب الاطفال علي الاقلام التي يكتب بها، او السماعة التي يكشف بها، او مقعد الطفل، او سرير الكشف، او تعليقها بشكل متدلي من سقف الغرفة، او جدرانها يعتبر مهماً لالهاء الطفل وتهدئة روعه وامتصاص توتره.
هذا التجهيز يجعل الشخص يخرج من العيادة وكانه خارج من مسرح انيق.
اغرب الاشياء والتناقضات في مجتمعاتنا ان الطبيب في احيان كثيرة ينهرك اويرهبك ولو حكيت عن شكواك باستفاضة لعكس التاريخ المرضي ومساعدته في التشخيص يقول ليك (طيب لما انت شخصت مرضك جاييني ليه …..!!!!)
عندما كنت طالباً في المدرسة الابتدائية، كنت اتحاشي دفتر العيادة مهما كان مرضي، لان الطبيب كان يتعامل مع كل التلاميذ باعتبارهم (زايغين) من الحصة الاولي والتي غالباً ما تكون رياضيات وفيها تسميع لجدول الضرب، (وانتو عارفين الما حافظ بيحصل ليه شنو……..) ولاني كنت احفظ ذاك الجدول اللئيم، الذي لم يحفظه الامريكان ولا اليابانيين وتركوا مهمة حفظة للالة الحاسبة ، كنت اختار الا اسجل اسمي في دفتر العيادة وافقد ميزة العلاج دون الانظار في صف المواطنيين، واذهب وحدي للطبيب حتي يهتم لمرضي دون ان يتهمني بالتمارض رغبة في الهروب من واجب المدرسة.
اما اذا حدثتكم عن طبيب المعسكر في الخدمة الوطنية او الدفاع الشعبي…… وكيف كان يتعامل مع (طابور المرض صباحي)……. فذاك امره عجيب…… ومازلت اتسائل: ياربي ديلك كانوا دكاترة….؟
في احيان كثرة افكر في عدد الذين ماتوا من نوبة قلبية حادة او زائدة علي وشك الانفجار والطبيب امامهم يشك في شكواهم….
[email][email protected][/email]
مقترح جدير بالاهتمام والمتابعة لنهضة الطب
ذكرني مقالك هذا بقصة طريفة تناقلها الجنود فيما بينهم
حضر احد الجنود ووقف امام الجاويش المسؤول وقال له يا افندم انا مريض وعايز المتستشفي فرد عليه الجاويش كان المفروض تبلغ عن مرضك في تمام الساعة السابعة صباحاً وقت (طابور المرض صباحي) هسع الساعة واحدة ظهراً كيف تخالف التعليمات ودفتر المرضي راح الساعة السلبعة صباحاً انت عسكري ما عندك ضبط وربط…….
فرد عليه الجندي معليش يافندم المرة دي خليني اقابل الطبيب
والمرة الجاية بقول للمرض اوع تجيني الساعة واحد ظهراً وانت يا مرض ما عندك ضبط وربط ولا شنو؟؟
الان كل مؤسسات الدولة بوطني الجريح تخلو من الضبط والربط اللهم اصلح حال البلاد والعباد
وبما انك درست في اليلبان يادكتور عزالدين فضل ادم ستظل تجتر الأسي والندم كل ما نظرت للنظم المؤسسية والقانون الذي يدير بلادان العالم مقابل العشوائية التي تدار بها دوايننا الحكومية البلد بلدنا ونحن اسيادة
هي لله هي لله الله اكبر ونحن من طينة تختلف عن طينة اليابانين
موضوع جميل يا ولد يا حنتوبى
شكرا يا دكتور على المقال الرائع والمفيد
كل التخصصات يتم تدريس مادة السلوك المهنى
فلكل مهنة سلوكياتها الخاصة التى تحتمهاطبيعة المهنة
وهذا السلوك هو الذى يحدد طبيعة العلاقة بين الزملاء افقيا ورأسيا
وبين المهنى والعملاء
ماذكرته فى اليابان يفوق مفهوم السلوك المهنى ويندرج تحت طائلة
الجودة الشاملة والتى سبق فيها اليابانيون كل العالم
وهذا تخصص قائم بذاته
جميــــل
للاسف انتو احسن حاجه عملته الانقاذ الهجره والتعليم في الخارج
مقترح جدير بالاهتمام والمتابعة لنهضة الطب
ذكرني مقالك هذا بقصة طريفة تناقلها الجنود فيما بينهم
حضر احد الجنود ووقف امام الجاويش المسؤول وقال له يا افندم انا مريض وعايز المتستشفي فرد عليه الجاويش كان المفروض تبلغ عن مرضك في تمام الساعة السابعة صباحاً وقت (طابور المرض صباحي) هسع الساعة واحدة ظهراً كيف تخالف التعليمات ودفتر المرضي راح الساعة السلبعة صباحاً انت عسكري ما عندك ضبط وربط…….
فرد عليه الجندي معليش يافندم المرة دي خليني اقابل الطبيب
والمرة الجاية بقول للمرض اوع تجيني الساعة واحد ظهراً وانت يا مرض ما عندك ضبط وربط ولا شنو؟؟
الان كل مؤسسات الدولة بوطني الجريح تخلو من الضبط والربط اللهم اصلح حال البلاد والعباد
وبما انك درست في اليلبان يادكتور عزالدين فضل ادم ستظل تجتر الأسي والندم كل ما نظرت للنظم المؤسسية والقانون الذي يدير بلادان العالم مقابل العشوائية التي تدار بها دوايننا الحكومية البلد بلدنا ونحن اسيادة
هي لله هي لله الله اكبر ونحن من طينة تختلف عن طينة اليابانين
موضوع جميل يا ولد يا حنتوبى
شكرا يا دكتور على المقال الرائع والمفيد
كل التخصصات يتم تدريس مادة السلوك المهنى
فلكل مهنة سلوكياتها الخاصة التى تحتمهاطبيعة المهنة
وهذا السلوك هو الذى يحدد طبيعة العلاقة بين الزملاء افقيا ورأسيا
وبين المهنى والعملاء
ماذكرته فى اليابان يفوق مفهوم السلوك المهنى ويندرج تحت طائلة
الجودة الشاملة والتى سبق فيها اليابانيون كل العالم
وهذا تخصص قائم بذاته
جميــــل
للاسف انتو احسن حاجه عملته الانقاذ الهجره والتعليم في الخارج