الفساد والقهر عمراً كاملاً في معاركه : في دولة الولادة المتعسرة : شركة سكر كنانة

بقلم: سعيد محمد عدنان ? لندن ? المملكة المتحدة

الجزء الثاني: شركة سكر كنانة

قضيت وقتي في المملكة المتحدة في حسرةٍ شديدة على ما جرى في السودان وعلى القضاء السريع بحسم طموحاتنا التي طالما حلمنا بها أنا وزملائي في كلية الهندسة (والذين في هذه المناسبة غمروني برسائلهم الكريمة فور قراءة الموضوع السابق، فجيلنا هذا هو جيل أكتوبر وكانت دماؤهم تغلي من أجل تخطي الحواجز التي أقعدت هذا الوطن)، حلمنا بأن نرتفع بمستوى العمل الهندسي في السودان إلى مصاف التقنيات العالمية والابتكار بدلاً من الجلوس تحت مروحة نوقع أرانيك العمل الإضافي للعاملين ونحتسي القهوة ونقرأ الجرائد…. كان ذلك هو الكابوس الذي نهابه ونحن طلبة… وإذا بنا نواجه “الغول” الذي لم نكن نعلم به: الفساد والمحسوبية والسلطة المطلقة

وعذّبت نفسي كثيراً بالسؤال: هل تسرعت في اتخاذ قرار المغادرة؟ هل كان هناك بصيص أملٍ لم أُتابع؟ أعلم أن خياري فيما منحني الدكتور عبد السلام كان صائباً، فلا تدري أبداً حتى متى يمكنك أن تنوم على العسل في دولةٍ واضحٌ أن ليس لها منهجية وتحكمها سلطة مطلقة، ويظل كل عباد الله فيها رهن التكتلات والمحاباة ونتائجها ? فإذا أبينا الهجرة لدول البترول التي كانت تعطي عطاءاً سخياً للعقول العلمية، وذلك تعففاً من حرمان دولتنا من عطائنا، وإذا قفلت دولتنا بابها موصداً أمامنا بسبب بعض السفهاء، فعلى الأقل نهاجر لدول العالم الأول، والذين يترفعون عنا نعم، ولكن “نسردب” لننهل منهم مزيداً من المعرفة لعل يوماً ما يقدر الله ونعوض بها بلادنا بهذا وصلت لقناعة أن أعمل وأكد لأتعلم أحدث التقنيات وحلول المشاكل في المجتمعات الصناعية، على أن أعود لبلدي مستقبلاً لأخدمها بعد أن تكون قد تطهّرَت من السفهاء والفساد ? وفعلاً عملت في أرقى الصناعات الثقيلة مع شركة قبونز بروذرز لتصميم وتنفيذ أفران تصفية الفحم الحجري وفي تصميم وتنفيذ مصافي تكرير غاز البيوتين من عوالق القطران والبنزول والأمونيا، وعملت في مجال تصميم مصافي الغاز لمصنع بنزنت في شمال إنجلترا، والتابع لمؤسسة الحديد والصلب البريطانية ، حتي كتابة كتالوجات الصيانة والتشغيل، والقفل، ثم قمت بعملية تسليمه وتدويره.

عندما عدت للسودان عام 1980، أعلنت أنني نويت أن أعمل في الأقاليم وليس العاصمة، لأن الأقاليم هي موقع المؤسسات الهندسية الكبيرة، وأن ندرة المهندسين تجعل مطالبتهم بالعمل في العاصمة ملزمة لكل المصالح الحكومية. كان أهلي غير سعداء بقراري لأنهم كانوا يريدون لي الوضع الأفضل، ولم نتفق حتى سُئلت إن كنت أمانع في العمل في كنانة، ولم أكن أعرف ماهي كنانة، ففرحوا وأخطروني إنها في الأقاليم فوافقت والتحقت بكنانة في سبتمبر 1980، حيث تم تعييني مهندس كبير في وظيفة مهندس مشروع أكون ملحقاً بمكتب المدير الفني في المصنع. تشمل مهامي الإشراف على برامج صيانة المصنع والزيوت وأكون ضمن تيم التصاميم وهو تيم من الأجانب، ويشمل مستر ثياقا راجان مسئول الزيوت، ومهندس مصري كان مديراً لمصنع سكر بمصر وتقاعد، كلنا نعمل تحت رئيس التيم وهو مهندس من باناما في وظيفة كبير المهندسين (راتبه 85 ألف دولار في السنة خالي من الضرائب، وكل مصروفات سكنه وطعامه وأسرته والعربة والوقود وتذاكرسفره لدولته ثلاث مرات في السنة مجاناً) وكان يشرف على تصاميم المصنع، وبما أنه ثاني أكبر مصنع في العالم، كانت تصاميمه فريدة ومن التجارب الجديدة، أهمها “الإنترميديت كاريار” وهي الحزام الذي يحمل القصب من مطحنة لمطحنة، وهي أحزمة ضخمة معقدة لها ضوابط حساسة، ويكلف الواحد منها ما بين 800 ألف دولار إلى مليون دولار في ذلك الوقت، وكلما يعمل فيه تعديل تتم مكافأته ب10% من تكلفة تصنيع الحزام الجديد والذي كان يصنع في ألمانيا، ويسافر هو لجنوب إفريقيا لمقارنته بمصنع جنوب إفريقيا ويسافر لألمانيا لتنويرهم بتصميمه ومتابعة تصميمه وكنت أشرف على مهندس هندي يقوم بتوزيع وتسجيل الزيوت للمصنع مع تيم من المهندسين

في يوم ٍما اجتمع بي المستر راجان وأخطرني بوضع خطير وهو أن مخزون زيوت المصنع المتوقع وصولها من شركة شل لم تصل وأن شل أفادت بأن باخرة الزيوت لن تصل قريباً، وقد تبقت زيوت غير كافية أهمها زيت طواحين القصب “ماكوما آرإكس” وتحتاجه الطواحين بمعدل أربعة براميل في اليوم. طلب مني الذهاب في مأمورية للخرطوم للاتصال بشل والتحقق من سبب التعطيل وتحديد الموقف وضمان حل مشكلتنا، على أن أداوم الاتصال معه بالراديو لإفادته بكل التطورات.

غادرت إلى الخرطوم واجتمعت بشل، ولكنهم لم يكونوا متعاونين واعتذروا أن الوضع كما هو ولا يملكون حلاً. اتصلت مع المصنع بالراديو فوجهوني بالتحويل فوراً لموبيل أويل، فقمت بالاتصال بالسيد المدير المالي لكنانة، السيد عبدالعظيم، وأخطرته، فاستصدر تصديقاً من العضو المنتدب السيد دفع الله الوقيع، وطلبنا اجتماعاً مع موبيل أويل، وكانوا في منتهى التعاون، اتصلوا بالراديو مباشرةً ببورتسودان ودبروا لنا الزيوت المطلوبة وشحنها على قطارين للسفر لكنانة في ظرف يومين من الإتفاق، بتكلفة كلية 54 ألف جنيه دفعها المدير المالي بشيك من كنانة اليوم التالي.

اتصلت بالراديو بعد عصر ذلك اليوم وأفدتهم بما تم واستأذنت للرجوع للمصنع – قابلني السيد عبدالعظيم وقال أن السيد العضو المنتدب يطلب مني تقريراً بالموضوع، فطلبت أن يعذرني فلا أستطيع تخطي رؤسائي ولكن أعده بأن أقدم التقرير اليوم التالي من المصنع. في المصنع قدمت تقرير المأمورية للمدير الفني للمصنع المستر فيلاسكو، بواسطة راجان، موضحاً فيه رغبة العضو المنتدب في تقرير مني حول ملابسات مشكلة الزيوت. صادق فيلاسكو على تقريري ولكنه ظلل طلب التقرير للعضو المنتدب معلقاً “لا تقرير للعضو المنتدب”، واستلمت التقرير ووضعته في أضبوره.

جاءني المهندس المصري ينصحني قائلاً “يا ابني نصيحة مني لك تعمل فايل خاص بك وتضع به صورة من أي مكاتبة أو وثيقة تكون موقّعها، فالخبث منتشر هنا”، ولم يشرح لي، ولم أفهم، ولكني التزمت بنصيحته ووضعت صورة من التقرير بتعليق فيلاسكو في فايل يخصني. بعدها جاءني فيلاسكو وهنّأني بما قمت به وأخطرني بأنه مضت ثلاثة أشهر وقرر أن يتم تثبيتي في الوظيفة وترقيتي لوظيفة مساعد كبير المهندسين الميكانيكيين (أو التسمية الصحيحة المقابل السوداني لوظيفة كبير المهندسين الأجنبي)، وأصبحت أشرف على كل المكتب بما فيهم ثياقا راجان.

في اليوم التالي جاءني راجان وقال أن مندوبنا بعشر في بورسودان بعث رسالة تلكس تقول أن الزيوت المطلوبة سابقاً من شل وصلت وتم شحنها وستصل غداً. بناءاً على ذلك قامت إدارة المصنع بإلغاء عقد الشراء من موبيل اويل وأوقفت شحنتهم المقرر وصولها بالغد أيضاً.

في نهاية اليوم جاءني فيلاسكو غاضباً بأنه لن يثبَتني ولن أنال الترقية، وقال إنني لم أقم بمأموريتي بالوجه المطلوب إذ أنه تبقى من مخزون زيت ال”ماكوما آر إكس” أربعون برميلاً كافية لعشرة أيام عمل، والمصنع يعمل بأقصى طاقته وينتج سكر بما يعادل 2 مليون دولار في اليوم، وإيقافه معناها يتوجب إخطار رئيس الجمهورية مباشرةً إذ أن شل لم ترسل شحنتها مشيراً إلى أن التلكس كان كاذباً فمندوبنا ببورتسودان، السيد بعشر، قال إنه لم يرسل ذلك التلكس. قمت بجمع تيم مهندسي الزيوت وراجعنا المكاتبات الموجودة ولم يصدر منا أي شئ يقود لسوء فهم، وبحثت عن خطابي الخاص بالمأمورية فوجدته سحب من السجلات، وجاءني المهندس المصري وذكرني بنصيحته ويبدو أن فيلاسكو كان قد كتب عني تقريراً بفشلي في المأمورية بحجة أنني لم أستجب للعضو المنتدب بالتقرير الذي طلبه، فكتبت خطاباً لشئون العاملين عن رضا فيلاسكو عن أدائي المأمورية وأرفقت صورة من خطاب المأمورية إثباتاً لذلك، والذي انتفى به عذره، فكتبوا له يسألون عن سبب رفض تثبيتي، فقال أني لست مؤهلاً، فرفض سببه وطلب منه تقييم الأداء، ولما لم أقم بمهمة معينة غير زيوت المصنع، أمرني فيلاسكو بعمل تصميم جديد لحزام نقل القصب بين الطواحين “الإنترميديت كاريار”!! فطلبت أن أطلع على ماتم من تعديلات في الماضي ونوع المشاكل التي عملت التعديلات لها، حتى أعمل تعديلاً في نفس خط التصميم، وعملت رسومات تبين التعديل الكلي للحزام الأصلي. لكن فيلاسكو لم يستجب

هذه الرسومات تدفع شركة سكر كنانة ال 10% عمولة لكبير المهندسين فوق مرتبه ال85000$، وبذا لا يحق له أخذها معه لبيته ويجب ان تكون مع المدير الفني فيلاسكو وبدا لي أنني في مواجهة فسادٍ آخر غير فساد الزيوت الذي زكم الأنوف، ما تقرر ان أكون كبش الفداء له
توظّف كنانة 29 جنسية، كان بينها بالطبع كثير من الاحتكاكات والمكايدات خاصةً بين الثلاثة الكبار: الأوروبيين، والأمريكان، ومهندسي أمريكا اللاتينية (باناما على الأخص). فالأمريكان لهم وظيفة مدير المصنع مستر شيفر، وكبار مهندسي الميكانيكا والكهرباء والتشغيل الآلي للمصنع، والأوروبيون لهم أغلب الوظائف الكبرى في هندسة التصميم والري والكهرباء، والباناميون وبقية أمريكا اللاتينية الوظائف الفنية الكبرى كلها في التشغيل والإنتاج والتعبئة إلخ، أما بقية الجنسيات من هنود وكوريين وخلافه فكان لهم وظائف الخبرة العملية، وكانت قراراتهم ومصائرهم مملوكة لمن يشرفون عليهم من الجنسيات الأعلى، وكان على وضع ذلك في الحسبان.

قام قسم تعبئة السكر بالاتصال بي عن طريق مستر فيلاسكو لحل مشكلة التعبئة الآلية لجوالات السكر والتي يجب أن تكون 50 كيلو جراماً بالضبط تقريباً، على أن تتم التعبئة وتحريكها للخياطة في 20 ثانية، وأنه ريثما يتم تعيين من يملأ وظيفة رئيس قسم التشغيل الآلي قام مهندس تشغيل آلي وهو هندي الجنسية بعمل نظام وضع فيه حوالي 29 جهاز ترحيل آلي، فزاد المشكلة تعقيداً ولم يعمل فاقترحت استعمال مرحّل كهربائي واحد فقط مع جهاز ميكانيكي أساسه حذاء ابتدعته، يكون بتضاريس حسب الرسم البياني العكسي لعملية نزول السكر في مراحل تخفيض السرعة رأسياً حتى الإغلاق النهائي، وبمراحل أفقية تمثل في جملتها العشرين ثانية المطلوبة. يستقبل الحذاء السكر النازل على الجوال متحكماً فيه بتضاريسه حتى ميعاد محسوب للتشطيب النهائي فيتدخل المرحل الكهربائي فيدافعه للقفل ولكن بتحكم الحذاء في السرعة حتي يلتقيان عند وزن ال 50 كيلوجراماً فينقطع تدفق السكر.

في ذات يوم كنت في مطعم كبار موظفي كنانة السودانيين وكل الخبراء الأجانب فجلس معي في منضدتي خبير أمريكي فعرّف نفسه وعرّفت نفسي، فدهش وقال لي “هل أنت عدنان الذي صمم جهاز ضبط جوالات السكر؟” فأجبته بالإيجاب فتعجب وقال “أنا خبير في التشغيل الآلي وكانت أول ما في أجندتي عند وصولي كنانة حل مشكلة تعبئة جوالات السكر، فوجدت ما فعلته أنت وعلمت أنك مهندس ميكانيكي فأعجبت بحلك فأنا لم أمر قبل ذلك بمثل ذاك الحل”. دهشت أنا أيضاً وقلت له “إذاً أنت المهندس الذي تم اختياره بعد أن اختارت لجان القبول واحد سوداني في المملكة المتحدة” أجابني “هذا صحيح وبصراحة لم أفهم ولم تفهم زوجتي ولا أصدقائي هذا القرار الغريب: منح الوظيفة لأجنبي بعد أن فاز بها سوداني” ثم سألني “ولكن كيف عرفت أنت؟” فقلت “لأنه ابن خالتي دكتور عبدالعظيم محمد صالح” فأجاب “نعم إنه مستر صالح”، ثم بدأ يتفرّس في وجهي حرجاً وكأنه يسأل نفسه ما رأيي في كل ذلك وفيه هو. (كنت مرةً مع المرحوم الدكتور قلندر في زيارة للسيد عبدالقادر المرضي مدير شئون العاملين، وكنا نقف خارج مكتبه، فسألته عن قصة ابن خالتي الدكتور عبدالعظيم محمد صالح، إن كان فعلاً رفض طلبه لأنه سوداني، فأجابني بالإيجاب، فسألته كيف ذلك؟ قال: لوعيناه سيكون راتبه 3000$ بينما راتبك أنت 500 جنيه، هل ترضى؟ قلت وما دخل رضاي برضا بلدي ورضا مهندس قامر وتقدم لهذه الدولة المنكوبة، هل رضاي كشخص قبل بالهوان يضيع حق رضا شخص طالب حتى وصل لحقه؟” وكان نوعاً من المنتدى حول من يجب جبر خاطره إلى حين إصلاح النظام الإداري في السودان، هل الشخص الذي اختار عربة الفرملة أم الذي اختار “راس القطر”؟

مرةً أخرى، كانت الورشة قد دعتني للمشاورة في حل علاج لقطعة غيار ضخمة. وبعد معالجتها أخطرت المهندس المسئول بأنه يستحسن أن يتم التنسيق مع مسبك الخرطوم المركزي (بنفس نمط النظام الذي وضعته لصوامع الغلال) لاستحداث كتالوجات لمثل تلك القطع. ولما حمل المهندس اقتراحي للمسئولين، ناداني كبير مهندسي المصنع الميكانيكي ? الأمريكي الجنسية ? وحاورني في الموضوع وأعجب به، وسأل إن كان من الممكن أن أقيم مسبكاً لكنانة لأن قطع الغيار التي يحتاجونها تبرر قيام مسبك خاص بكنانة، فأجبت بالإيجاب فطلب مني تقديم دراسة لمسبك، فقدمت دراسة لمشروع مسبك صغير كبداية يعمل بفرنين مائلين، فقدمتها له فعرضها على مدير المصنع المستر شيفر، والذي دعاني وسألني إن كان من الممكن الشروع فيه فأجبته بأنه غالباً ما أستطيع بعد الغياب الطويل الاتصال بالفني فيصل والذي بنى لنا أفراننا في مدة عملي بالمسبك المركزي، فأمرني بالسفر فوراً للخرطوم لمقابلته ليقدم لنا عرضاً بمدنا بفرنين، حتى يصادق على باقي المشروع، وأصدر توجيهاً بصورة لفيلاسكو لسفري للخرطوم في تلك المأمورية، ووجدت الفني فيصل وقد أسس نفسه وعرفني بفنيي المسبك الذين غادروا المسبك وأنشأوا مسابكهم الخاصة، ورحبوا بي وجلست معهم في “البنبر” أشاهد مهاراتهم في سبك قطع الغيار، وكان أمراً أثلج صدري وأدمع عينيّ منه، وأخذت منه عروض حول أنواع الأفران التي يمكنه عملها ونطاق أسعارها

قدمت نتائجي لمستر شيفر بواسطة مستر فيلاسكو، والذي اشتط غضباً (ليس لمخالفة إدارية مني ولكن حنقاً على كسبي ثقة المدير طبعاً)، وعساه تحدث مع المدير، فقد اخطرني المهندس الأمريكي أن الوضع حساس ويتطلب التوقف عن مشروع المسبك حالياً (بعد مغادرتي كنانة علمت أنه تم تنفيذ المشروع وتم تسميته مشروع مسبك الصُّفَيّة ? والذي توسع ليشمل أعمال التصنيع الهندسي بأنواعه والمسمى الآن بكنانة الهندسية)
تلك التجربة نبهتني للتحوط بألا أقوم بأي خطوة مالم أستشر فيها وأشهد عليها كل المدراء السودانيين: مدير شئون العاملين السيد عبدالقادر المرضي، السيد المدير الإداري، المدير الطبي المرحوم الدكتور عبدالله أحمد قلندر، مدير الأشغال الهندسية المهندس “مسكين” والمدير الزراعي، وذلك لحماية نفسي من المطبات القانونية صادف في ذلك الوقت حفل افتتاح كنانة، فقدمت الدعوات لكل الدول المشتركة ومنها بريطانيا، وكان من المنظور حضور الأمير شارلس ولي عهد التاج البريطاني، وتم اختيار عشرة مهندسين كنت أنا منهم للتواجد حيث كبار الضيوف في صالة الاحتفال للمساعدة في استضافة كبار الضيوف، ولكن في آخر اللحظات سمعنا بإلغاء رحلة الأمير شارلز، وسادت إشاعة بأن الأمن الإنجليزي لم يكن مرتاحاً (خاصة وأن حزب الأمة كان محتدماً بالغضب وأهل الجزيرة أبا كانوا قد تجمهروا)، وكان لي صديق ? الأستاذ مكي يوسف، وهو كبير موظفي الإسكان ومن قادة معارضة الأنصار.

في يوم التدشين قابلني أستاذي دكتور بشير عبادي ومعه الرئيس جعفر نميري، وعرّفه بي، وحييته وتحدث دكتور عبادي عني في بعض المواضيع الطريفة…كانت هنالك أعين كثيرة ترقبني وكنت يوماً أجلس في نادي كبار الموظفين مع صديقيّ فيصل: مدير الراديو، ومحمد تاج الدين: مهندس كيمائي، فدخل علينا مدير العلاقات العامة السيد الصاوي، والذي حيانا وجلس ثم قال لي أنه قد بلغهم أني كنت أدبر اغتيال نميري!! فضحكنا ثلاثتنا ضحكة “نكتة كبيرة”، وبادر مهندس الراديو فيصل وقال له “دي لازم تكون من إفرازات مشكلة سعيد مع فيلاسكو”، فرد الصاوي: ” أيضاً سمعنا بهذه المشكلة ? وأنا جئت لأقول لك أن السيد العضو المنتدب (دفع الله الوقيع) طلب مني أخطارك لتقدم له شكوى حول ذلك الموضوع وغادرنا وتركنا في حيرة ننظر لبعضنا بعضاً، ثم نصحني زملائي بالتشاور مع اتحاد المهندسين وأيدت حديثهم، فوعد محمد تاج الدين بإخطار الاتحاد لأنني ليست لدي حرية حركة مع رقابة فيلاسكو، على أن أقوم أنا بإدخال المدراء السودانيين في الصورة، وهذا ما فعلت في اليوم التالي.

وفي اليوم الذي تلاه، وبينما كنت ماراً بمكتب مدير المصنع جاءني رجل أجنبي وأخطرني بأن مستر كرسنجر يريد مقابلتي مستر كرسنجر يشغل منصب مدير “مكتب رئيس مجلس الإدارة الفني”? من جنوب إفريقيا ? كان في نظام الشركة ومهمته مراقبة أداء مدير المصنع بدون التدخل في عمله (ما يعادل وظيفة مهندس المشروع والذي يعمل مع صاحب العمل لمراقبة أداء المقاول الأجنبي في إنشاء المشروع). علم كرسنجر من مهندسي المصنع بمشكلتي، فدعاني وعرض مساعدتي في تقديم شكواي للعضو المنتدب، ونصحني بتوخي الحذر في خطواتي وأن أكون على بعد ذراع من أي تهمة بالتحرش أو تعدي الحواجز الإدارية.

كتبت شكواي وأرفقت معها صور المكاتبات وقام هو بطباعتها في مجلّد كبير وعمل منه 15 نسخة لتوزع على الإدارات في التسلسل الهرمي حتى العضو المنتدب وصورة إضافية للسيد المدير المالي عبدالعظيم بصفته شاهد على مشكلة الزيوت بعد حوالي شهرين تقريباً، قامت الإدارة بإرسال السيد عبدالقادر المرضي لمأمورية لبورتسودان، وسلمت مهامه مؤقتاً لمدير بريطاني، والذي أرسل لطلبي في مكتبه ومعه مساعد مدير شئون العاملين “أظن اسمه حسبو”، وكان المدير البريطاني يضع على منضدته كل نسخ شكواي، وبجانبها أوراق نقدية جديدة برقم متسلسل بمبلغ 5000 جنيه سوداني قال لي “للأسف ضاعت شكواك في البريد(؟) وإذا بها تحل عندنا (؟)، وبما أن عامل الزمن وقف دون صلاحيتها فإنني أقترح عليك الآتي: نرجع لك شكواك ومعها هذا المبلغ “هدية من عندنا”، على أن تقدم استقالتك وتغادر كنانة في ظرف 48 ساعة من اليوم” سألت: “ولماذا أفعل ذلك؟” قال “لأن اسمك مكتوب بالرصاص” ? وأمسك بممحاة وقال “وما علينا إلا أن نمحوه بدون أي هدية، لأنك تعلم إنك غير مثبت” فطلبت مهلة للتفكير، فقال “حتى غداً في نفس هذا الوقت الساعة 12، ولازال قرار مغادرتك يجب أن يتم اليوم التالي” قلت طائرة كنانة صغيرة ويمنع الكابتن من حمل شنط ثقيلة لأنها تقلل الفرص للمسافرين” قال “سنصدر أمراً للكابتن يحملك أنت وأمتعتك أولاً حتى لو أدى ذلك لعدم سفر شخص آخر معك” قابلت محمد تاج الدين وطلبت منه يخطر النقابة بالأمر ، فجاءني بقرار النقابة بالاجتماع بي تحت شجرة في باحة المصنع بعد العمل مباشرةً الساعة الخامسة مساءاً بعد مقابلتي اجتمعت اللجنة واطلعتني على قرارها بقبولي المبلغ واسترداد الشكوى ومغادرة كنانة على أن أسلم الشكوى للنقابة وقمت بذلك وغادرت كنانة بعدها سمعت أن المهندسين أثاروا الموضوع وتم فصل 52 مهندس (كلهم كانوا قد أوفدتهم كنانة في منح لدراسة مختلف مجالات صناعة السكر) جاءني في منزلي الباشمهندس منير الحكيم والمحامي المرحوم الأستاذ حافظ الشيخ الزاكي وأخطراني بأن مجلس الشعب لديه علم بقضيتي في كنانة وهم يطلبون مني منحهم نسخة من الشكوى، فأجبت غاضباً ” حتى يرد لي نميري حقي؟ نميري الصديق الشخصي لدفع الله الوقيع؟” قالوا لي “ليس لنميري ولكن لنا نحن” فقلت “ومن أنتم؟ هل أنتم إلا رجال نميري في حلة مختلفة؟ لوكان لي أمل فيكم لما دخلت هذه المعارك مفرداً”، وغادرا بدون تجاوب مني وقلت أجرب العمل في القطاع الخاص بعد أن قرفت من الخدمة الحكومية

وموضوعنا القادم سيكون عن مشروع خاص: “شركة خدمات البترول”

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. استمتعت و استفدت جدا بمعلومات لم اكن اعلم بها عن شركة سكر كنانة والتصادم بين مختلف الجنسيات العاملة فيها ، ويبدو ان فصلك من الشركة كان لخير يعلم به الله
    تحياتي

  2. سبحان الله هو الوضع الاداري المريع الحالي بتاع زمن التمكين ده كان بادي من سنة 1980!!! ربنا يصلح حال البلد دي والله وضعها بالجد محير!!! معناها المشكلة بالكلام ده اكبر من الكيزان الفاسدين المشكلة مشكلة شعب في المقام الاول قبل الكيزان!!!

  3. ولم نتفق حتى سُئلت إن كنت أمانع في العمل في كنانة، ولم أكن أعرف ماهي كنانة، ففرحوا وأخطروني إنها في الأقاليم فوافقت والتحقت بكنانة في سبتمبر 1980، حيث تم تعييني مهندس كبير في وظيفة مهندس مشروع أكون ملحقاً بمكتب المدير الفني في المصنع).

    لم تخبرنا هنا كيف تم تعيينك فى كنانة علما بأنها كانت غاية كل خريج فى ذاك الزمان وكنت انا احدهم. ماذا كان دور اهلك؟ وبما انك لم تكن قد سمعت بكنانة فهل سمعت بلجنة الاختيار للخدمة ياترى؟

    نرجع لك شكواك ومعها هذا المبلغ “هدية من عندنا”، على أن تقدم استقالتك وتغادر كنانة في ظرف 48 ساعة من اليوم” سألت: “ولماذا أفعل ذلك؟” قال “لأن اسمك مكتوب بالرصاص” ? وأمسك بممحاة وقال “وما علينا إلا أن نمحوه بدون أي هدية، لأنك تعلم إنك غير مثبت” فطلبت مهلة للتفكير، فقال “حتى غداً في نفس هذا الوقت الساعة 12، ولازال قرار مغادرتك يجب أن يتم اليوم التالي” قلت طائرة كنانة صغيرة ويمنع الكابتن من حمل شنط ثقيلة لأنها تقلل الفرص للمسافرين” قال “سنصدر أمراً للكابتن يحملك أنت وأمتعتك أولاً حتى لو أدى ذلك لعدم سفر شخص آخر معك” قابلت محمد تاج الدين وطلبت منه يخطر النقابة بالأمر ، فجاءني بقرار النقابة بالاجتماع بي تحت شجرة في باحة المصنع بعد العمل مباشرةً الساعة الخامسة مساءاً بعد مقابلتي اجتمعت اللجنة واطلعتني على قرارها بقبولي المبلغ واسترداد الشكوى ومغادرة كنانة على أن أسلم الشكوى للنقابة وقمت بذلك وغادرت كنانة )

    إذن قد قبلت الهدية ! كم كانت ياترى! من أى بند تم خصمها! أليست من مال هذا الشعب الصابر على البلاء ؟ ألم يخطر على بالك انت ونقابتك ان هذا المال هو مجرد رشوة وثمن سكوت؟

    ياسيدى الفاضل، قبل ان تلج بنا الى بحر بطولاتك فى القطاع الخاص أرجو ان تجد فى نفسك مساحة من شجاعة اعتذار عن قبولك أموالا غير مستحقة من مال الشعب السودانى، واعتذارا اخر عن انك كنت اضعف من ان تقف فى وجه الفساد وأذكرك فقط ان السجون وقتها كانت مملوءة بشرفاء كثر أبت كرامتهم ووطنيتهم مثل الذى قبلت به انت.

  4. وهكذا تدور طاحونة الفساد الادارى بتروس الحقد الدافن وزيوت المحسوبية الهالك فى بلادنا منذ امد ولذالك يتدحرج السودان الى الخلف بسرعة البرق حتى اتوا الكيزان وزادوا سرعة التخلف الى الانهيار الذى غاصت فيه البلاد ولازالت تدور حتى تقضى على وطن كامل دون هوادة

  5. سبحان الله يا أولاد عمنا عدنان رحمه الله عليه- التوأم سعد وسعيدر- من أبناء سنار المدينة البررة وتشهد مدينة سنار (الستينات والسبيعينات) على نبوغكما وكافة عائلتكم الكريمة، ورغم مغادرتكم لمدينة سنار فالذين يعرفونكم من سكان المدينة الأصليين يذكرونكم بالخير لأنكم كنتم مع الناس ووسط الناس، ونبوغكما تشهد عليه جامعة الخرطوم .. سبحان الله أي نابغة وعالم واي حادب على أمر وطنه تحاك له الفتن والدّسائس ليتركه مكرهاً..

  6. الخبز علي صحيفة الاندبندنت: السودان يشتري ٨١ بص خردة بما يفوق ال ٦٠٠ الف يورو من لندن بعد انتها الصلاحية عن طريق شركة مالطية…وكانت شركة المواصلات البريطانية اشترطت الا يستخدم الشاري البصات في لندن لدواعي السلامة.. ولم تقـدم ضمان او تآمين للشاري…،،يتوقع وصول البصات الخردة خلال ٤ اسابيع للسودان لتنضم للقطر الصيني ليصبح السودان سلة خردوات العالم

  7. مقال السيد عدنان يعج بكثير من التناقضات، هل يعقل ان تبتعث الحكومة موظفا ليتعلم في انجلترا وفي اكثر المناطق الصناعية تقدما فيها و في العالم ثم يعود مرة اخري ويتم تعيينه في سكر كنانة ويكتب اسمه بقلم الرصاص ويبدأ في فترة اختبار جديدة؟ أقول ذلك حيث اني لم اقتنع بفكرة انه قد ذهب لإنجلترا وتعلم كل هذه الأشياء بحر ماله وهذا شئ من سابع المستحيلات.
    يدعي السيد عدنان العفة والكبرياء والحنق علي الفساد، ثم يناقض نفسه بنفسه، حيث ذكر أنه قبل بمبلغ ال 5000 جنيه بعد ان تشاور مع النقابة! لو كنت مكانك وكما تدعي لما قبلت بهذه المذلة سأستلم المبلغ واسجل هذه الحادثة ضدهم بهذا المبلغ ذي الأرقام المتسلسلة بالرجوع الي الشيك المحرر والمودع بالبنك!!؟
    يقول الكاتب في احدي الفقرات: جاءني في منزلي الباشمهندس منير الحكيم والمحامي المرحوم الأستاذ حافظ الشيخ الزاكي وأخطراني بأن مجلس الشعب لديه علم بقضيتي في كنانة وهم يطلبون مني منحهم نسخة من الشكوى، فأجبت غاضباً ” حتى يرد لي نميري حقي؟ نميري الصديق الشخصي لدفع الله الوقيع؟” دفع الله الوقيع؟ من هو دفع الله الوقيع، مندوب كنانة في ذلك الوقت اسمه (محمد البشير الوقيع) ثم أنني اشك في نواياك من هذا المقال خصوصا عندما جاء اسم كبير الكيزان “حافظ الشيخ الذاكي”
    هذا المقال قصد منه إذلال الشخصية السودانية واظن ذلك قد تم كرد فعلل للاهتمام والاستحسان الكبير الذي لاقاه راعي الغنم السوداني كنموذج سوداني اصيل تتجسد فيه قيم الشرف ولاصدق والامانة والاعتداد بالذات، وبذلك اراد الكاتب طمس ذلك في وجداننا بذر الرماد في العيون حتي لا نري فساد هذه الطغمة الحاكمة ونتقبله كامر طبيعي، و أن صفة التآمر والرشوة والفساد هي متجذرة في الشخصية السودانية منذ امد بعيد، ولكن في غمرة الفوضي التي اثارها، لم ينتبه انه يجرم نفسه بعد ان اثبت انه احد اعضاء تنظيم الاخوان الشيطاني … هؤلاء الناس يحتاجون لعلاج سيكولوجي واجتماعي حتي يكفوا – ليس عن غشنا – ولكن عن غش انفسهم… لقد صبرنا وتعلمنا الكثير ولا تفوتنا مثل هذه الأحابيل المسمومة

  8. الاخ سعيد محمد عدنان انا قرات موضوعك مرتين ولم افهم شىء . انت خريج جديد ويتم الحاقك بمكتب المدير وفى فترة بسيطة تمسك بملفات كبيرة وتطعن فى الرئيس نميرى والاستاذ محمد الوقيع .اين انت الان . وماذا عملت بعد خروجك من كنانة ارجو الرد حتى نتمكن من الحكم عليك وعلى موضوعك .

  9. المرضي اكبر فاسد وراش يمر على كانه بشهود جميع العاملين ، وما المرضي الا اداه من ادوات المتعافن لعلاقته بالدويم وهو ابن مساعد طبي سكير تشهد على ذلك الابيض والدويم احال كنانة لمشروع فساد للمتعافن والحسانية (آل مسلم وهباني) يا سجم وياوهم

  10. ذكرتنى بقصة الشايقى القفلوهو فى غرفة مع الخواجة عشان يتعلم اللغة الانجليزية فاذا بالاستاذ يخرج متعلما اللهجه الشايقية . نحن عاوزين تربية وطنية من جديد وتربية دينية غير مؤتمرية شعبية او وطنىة.

  11. الأخ سعيد عدنان , تحياتي و أشواقي لك و للأسرة الكريمة
    نعم لقد كنت مبعوثا لأنجلترا و مكثت فيها بعد أن عملت بها ثم عدت بعد ذلك الى السودان , و المضايقات التي ذكرتها كلها حدثت .
    أود أن أتطرق هنا لأمر هام أرجو أن يتطرق اليه الآخرون . ما ذكرته عن شقيقي د.عبد العظيم محمد صالح هو عين الحقيقة فقد رفض طلبه لوظيفة خبير في مشروع سكر كنانة لأنه سوداني , و قد تكرر معه نفس الرفض عند تقديمه لطلبه كخبير في مؤسسة الاتصالات السودانية عند قيامها . لقد حدث لي نفس الأمر عندما تقدمت شركة بارسونز برينكيرهوف ( بي بي )البريطانية للاستشارات الهندسية بقائمة مستشاريها للاشراف على تشييد محطة توليد كهرباء في حقل من حقول النفط في السودان في عام 2003 , و بعدها اتصل بي مدير العاملين بالشركة و أخطرني مستغربا أن السلطات السودانية قد وافقت على كل المستشارين في القائمة و لكنهم لم يوافقوا علي أنا !! هل هذا الرفض للكفاءات السودانية في وظائف الخبراء الأجانب مقنن في السودان , أم هو من افرازات سياسة التمكين ؟

  12. * الإسم الصحيح لأول “عضو منتدب” لشركة سكر كنانه هو محمد البشير الوقيع و ليس دفع الله، يا عدنان يا خوى.
    * محمد البشير الوقيع انزه و اشرف و اعف، بل و اشجع مسئول سودانى رفيع عرفته مشاريعنا القوميه حتى تاريخه. و هو الرجل الذى اشرف على انشاء كنانه خلال سبعينيات القرن الماضى، و عمل كمدير عام لها حتى موسم “التجربه”، ثم التشغيل. و هو كذلك، حتى تم تعيينه وزيرا للصناعه فى عام 1982، لكفاءته و قدراته و نزاهته و عفة يده و حسن قيادته ، و ليس لأنه صديق النميرى كما تقول يا اخى.
    * و للعلم فقط، فإن تكلفة انشاء كنانه و تشغيلها كان حوالى600 مليون دولار فقط، بما فى ذلك “تعويضات اصحاب الأراضى” التى قام عليها المشروع، وانشاء اكبر مصنع متكامل فى افريقيا و الشرق الأوسط، و انشاء المزرعه بمساحة 80 الف فدان، و المدينه السكنيه، و الورش الرئيسيه الضخمه، و 5 قري زراعيه كاملة الخدمات و الرعايه ، مع خدمات الصحه و التعليم و المياه و خدمات تطوير المنطقه بكاملهاو تنميتها، و بما فى ذلك “دولارات الخواجات” التى تحدثت عنها..إلخ. ذلك حينما كانت تكلفة تكنولوجيا لمشروع بحجم كنانه، حديثه نوعا و مكلفه نسبيا. و عندما آلت كنانه للصوص عهد ا”لتمكين” و الفساد و الإستبداد، تدهورت انتاجية كنانه و بدا فساد “التعبئه” و “استيراد السكر، فارتفع سعر السكر للمستهلك بحجة ” سياسةالتحرير” الكاذبه، و عم فساد اجهزة امن النظام فيها، و تم تشريد الكوادر المؤهله. و مديرها العام المدعو محمد المرضى يقبع الآن فى نيابة الأموال تحت المساءله!!
    * و للعلم ايضا، فإن محمد البشير الوقيع يقطن الآن فى منزل متواضع جدا يقع فى حى “امتداد الجريف “(و يطلق عليه المنشيه جزافا)، و هو الرجل الذى كان بين يديه اكبر مشروع تنموى فى السودان على الإطلاق، بل و، لاحقا، تحت امرته وزاره للصناعه كاملة الدسم!! نسال الله ان يمتعه بالصحه بقدر ما قدم لهذا الوطن.

    * اما فى عهد الفساد و الإستبداد الذى لا تعرفه يا اخى عدنان ، قام اللصوص بإنشاء “شركة سكر النيل الأبيض “بنفس حجم كنانه و لكن بتكلفه بلغت اكثر من مليار و 250 مليون دولار!! و انت كمهندس تعلم تماما، انه كلما انتشرت التكنولوجيا قلت التكلفه، و ليس ادل على ذلك من مقارنة اسعار الموبايلات اليوم و قبل 15 سنه.
    * و للعلم ايضا، اشرف محمد البشير الوقيع على دراسة جدوى مشروع سكر النيل الأبيض، و كانت التكلفة الكليه المقدره لإنشاء المشروع 340 مليون دولار فقط حسب الدراسه، و بمصنع للسكر و بمعدات و آليات من اوربا و اليابان و ليس الهند و الصين كما حجدث للمشروع لاحقا. ثم باشر الإشراف على المشروع كمدير له، بداية بالمزرعة التجريبيه عام 2000 بعسلايه. و الذى حدث: فصلوه من المشروع و اوكلوا ادارته للصوص جدد فى “شركة كنانه الهندسيه” الفاشله بقيادة اللص حسن ساتى. فعل ذلك اللص المدعو المتعافى قبيل مغادرته وزارة الصناعه، و اوعز لخلفه التمبول “الجديد لنج” المدعو الدقير الذى خلفه على كرسي وزارة الصناعه لتنفيذ ذلك . فتم فصل جميع العاملين بالشركه، بما فيهم المدير العام محمد البشير الوقيع فى عام 2001. فحدث ما حدث فى سكر النيل الأبيض مما تعلمون. و ما لا تعلمون، فقام مصنع سكر النيل الأبيض على اراض مليئه بالدموم حيث تم اطلاق الرصاص الحى على المواطتين المطالبين بحقوقهم فى تعويضات الأراضى التى قام عليها المشروع. ثم تحدثنا عن اجور خواجات كنانه عام 1980؟ و لعلمك، ان ما يتقاضاه لص واحد من “وطنيى” عهد التمكين اليوم فى سكر النيل الأبيض يعادل اضعاف ما يتقاضاه الخبراء الأجانب فى كنانه وقتها!!.

    +++ لك الله يا وقيع و جزاك كل خير و صحه و عافيه، و انا اشهد على حسن قيادتك، و نزاهتك و امانتك و عفة يدك و شجاعتك و صرامتك فى العمل العام. اقول ذلك، و اشهد الله الذى لا اله غيره،انك ليس قريبى ،و لا صديقى و لا دفعتى و لا حتى جارى فى السكن. و لم نلتقى الآ على الصدق و الأمانه و حب الوطن و التفانى فى خدمته.

  13. الاخ الباشمهندس سعيد لك التحيه اتفق معك في كل ماذهبت اليه و حالتي بها شئ من التلاقي فأنت لم تستسلم و مضيت في مجالك حتي نلت ما تصبوا اليه اما انا ومنذ الوهله الاولي وضعت شهاداتي في مجال حفر واستكشاف النفط من العراق وكان ذلك بداية التسعنيات وضعتها جانبا اذ لم يكن هناك شركه اعمل بها وفي عام 2000م اتصل بي صديق وقال لي ارسل اوراقك واعطاني رقم فاكس وبالفعل ارسلت المستندات وبعد اسبوع اتصلت بي شركه صينيه وطلبوا مني الحضور لمبني الشركه لغرض التعيين وبالفعل ذهبت وطلبت اطلاعي علي المرتب فوجدته شئ لايستحق مجرد النظر اليه ثم خرجت وكنت اصلا اعمل في مهنه هامشيه وواصلت في عمل الهامش حتي كتابة هذه السطور لكن ينبغي ان يعلم الجميع بان السودان لا يحتاج الي تغيير الحكومات بقدر ما يحتاج ان يغير الناس كل الناس واقعهم علي كافة الاصعده من حركاتهم وسكناتهم ان تغيير الحكومات لن يجدي وليس حل نحن السودانيين انتفضنا في اكتوبر 1964م ثم انتفضنا في ابريل 1985م ماذا جنينا بل ازدادت معاناتنا اخي ليس لي علاقه بالحكومه لا من قريب ولامن بعيد اكابد عيشي متوكل علي الله ، اذا عندما نتحدث عن مؤسسه مثل كنانه في عهد الانقاذ لابد ان نستصحب عن ماذا كانت كنانه قبل الانقاذ والان ليتك اتيت من مهجرك لتلقي نظره علي كنانه اخي كنانه ليست كنانه التي عملت بها في زمان مضي كنانه الان تاج علي روؤس السودانيين ووسام علي صدر شباب السودان ، اخي مهما كانت معاناتنا فشعب السودان فوقه شعوب احسن منه حالا وايضا تحته شعوب لاتحصي واكثر منا فقرا ان الذين هاجروا وبالذات الذين امضوا سنوات طويله وقعوا فريسه للحاقدين علي وطنهم بسبب خصومه سياسيه وغيرها من الاسباب الشخصيه والكسب الضيق اذ ان نفر من ابناء السودان عملوا علي تشويه سمعة بلدهم بكل الوسائل ومعهم اعداء الدين . واثبت لك بان السودان بخير السودان علي اتساعه تم ربطه بالطرق المعبده والسكه حديد السودان كان به ثلاث جامعات الان في كل مدينه وريف جامعه السودان كانت مدنه كافه يغطها ظلام دامس الان السودان يشع نورا مدنا واريافا السودان كان يستورد جميع ماموجود علي البقالات الان السودان ينتج جميع ما يحتاجه ومكتوب عليه بكل فخر صنع في السودان اخي والله لااستطيع ان احصر لك عن كل ما يشرف بلدك سوي ان تاتي وتلقي نظره علي لوحة السودان في عهد البشير . اخي بالمناسبه والله الاجانب كرهونا جاءوونا من كل فج عميق .

  14. الفساد فى كل العالم يرضع بي بزازة صغيرة لكن فى السودان يشرب بى جك الموية .!!!
    مسلسل الفساد السودانى يحتاج الى حاويات 40 قدم ولست ملفات .!!!
    التقيت بى مدير لأحد الشركات الأمريكية التى عملت فى تركيب مصنع سكر غرب سنار فسألنى هل تعرف بروف الوقيع .؟ فأجبت بالنفى لا اعرفه .قال لى الراجل دة بدل يركب مصنع سكر جديد فى سنار جاب ليكم مصنع مستعمل وركب المصنع الجديد فى دولة افريقية بأسمه .!!!!
    هذه عينة بسيطة جدا للفساد الذى بداء فى السودان فى عهد حكم النميرى ثم استشرى مثل النار فى الهشيم فى عهد ألأنقاذ و كان الله فى عون الشعب السودانى ,؟؟؟؟؟؟؟؟

  15. ﺇﺳﺘﻴﺮﺍﺩ 80 ﺑﺺ ﻣﺴﺘﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻄﺎ ﺑـ 6 ﻣﻠﻴﺎﺭ جنيه سوداني
    ﺃﻭﺭﺩﺕ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺎﻳﻤﺰ ﺍﻟﻤﺎﻟﻄﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻟﻬﺎ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻄﻴﺔ ﻭﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ
    ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺼﻞ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻨﻪ، ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺰﺍﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺎﺿﺘﻪ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻟﺸﺮﺍﺀ 80 ﺑﺺ ﻣﺮﺳﻴﺪﺱ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﻓﻲ ﻟﻨﺪﻥ ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻮﻗﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﻠﻮﺭﻳﺎﻧﺎ ﺑﻤﺎﻟﻄﺎ ﻣﻨﺬ ﺃﻏﺴﻄﺲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻢ ﺳﺤﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﻣﻨﻊ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻄﺎ ﺑﻌﺪ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﺋﻖ . ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻣﻮﺍﺻﻼﺕ ﻣﺎﻟﻄﺎ ﺑﺄﻥ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻠﻎ ? 601,200 ﺍﻱ ﻣﺎ ﻳﻌﺎﺩﻝ 6 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺟﻨﻴﻪ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ﺳﻴﺘﻢ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻄﺎ .
    ﻭﺧﻠﺺ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﺤﺮﺍﺋﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺼﺎﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻌﺪﺓ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺼﻴﺎﻧﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺭﺟﺢ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺀ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻓﻼﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺫﺭﻭﺓ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻄﺎ ، ﻭﺍﻥ ﻣﺒﺮﺩ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺎﻓﻴﺎً ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮﺍﺋﻖ.
    ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻣﻮﺍﺻﻼﺕ ﻣﺎﻟﻄﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﺛﻼﺙ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺗﻘﺪﻣﻮﺍ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺼﺎﺕ ﻭ ﺩﻓﻌﺖ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺃﻋﻠﻰ ﺳﻌﺮ ﻭﺗﻤﺖ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻭﺳﻮﻑ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺑﺪﻓﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻮﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ، ﻭﺳﻴﺘﻢ ﺷﺤﻦ ﺍﻟﺒﺼﺎﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﻏﻀﻮﻥ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ .
    ﺍﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺍﻥ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻮﺭﺩﺕ ﺣﻮﺍﻟﻲ 600 ﺑﺺ ﻣﻦ ﻋﺪﺓ ﺩﻭﻝ ﻭ ﺍﻏﻠﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺼﺎﺕ ﺧﺎﺭﺝ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻷﻋﻄﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ ، ﻭﻋﺪﻡ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻟﺼﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﻬﺎ . ﺣﻴﺚ ﻛﺸﻔﺖ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺷﺮﻛﺔ ﻣﻮﺍﺻﻼﺕ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻓﻲ ﺃﻏﺴﻄﺲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻋﻦ ﺧﺮﻭﺝ 300 ﺑﺺ ﻣﻦ ﺃﺳﻄﻮﻟﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﻋﻄﺎﻝ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ.
    النيلين

  16. سألت المرحوم اللواء طبيب / عـبدالله قلندر ( الله يرحمه ) الذى كان محافظا للخرطوم قبل تعيينه المديرالطبى لمصنع كنانة بعد عـودته وتركه الخـدمة فى المصنع عـن السبب فى ذلك ؟ فقال لى : لم يرضوا أو يعجبهم علاجنا لسكان القرى المجاورة للمشروع والذين لا يعملون فى المصنع لأن العلاج مسموح به فقط للعاملين فى المصنع واسرهم ونحن وظيفتنا انسانية فى المقام الأول ولا يمكن لطبيب ان يرفض علاج مريض وقف ببابه مهما كانت الأسباب ولذلك اختلفنا. قارنوا بين اطباء اليوم ؟؟؟ واطباء الماضى لتعرفوا كيف وصل الحال بنا الآن .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..