مقالات سياسية

العناد…والخوف… ثم … السقوط..!ا

العناد…والخوف… ثم … السقوط..!

محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]

التعاطي المتباطيْ جراء الآستخفاف بحركة الجماهير أو ململتها ..واعتداد الانظمة الحاكمة بقوتها والمبالغة في قمعها أو التعميم عليها..ثم الالتفات الي الدور المؤثر لحركة الشارع بعد أن تصبح منظرا يوميا منداحا علي مساحات النظر وأصداء يرددها الفضاء.. فتبدأ المعالجات المتأخرة واليائسة .. في الهزيع الأخير من عمر النظام وحزبه الأوحد وزعيمه الملهم..قد قلبت مقولة أن تاتي متأخرا أفضل من الا تأتي ..الي واقع يقول جئت متأخرا وكان من الآفضل الا تأتي..!

كل تلك الأنظمة..سواء التي سقطت أو تلك التي تترنح أو التي تزعم انها محصنة وتسوق الدعاوي المختلفة لطمأنة نفسها .. كان أمامها المتسع من الوقت لاحداث التغيير التدريجي في منظومتها الحزبية وتركيبتها الحكومية..والمعالجات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لقضايا ومطالب الشارع وفق جرعات ..تحفظ لها توازنها في علاقتها مع الشعوب التي كانت صامتة اما خوفا و أما حيرة في البدائل وأما صبرا علي مصيبتها في انظمتها الحاكمة بالجوع والترهيب والبطالة والفساد والترغيب والخداع بالشعارات الي اخر تلك الاسطوانات التي انشرخت وانكسرت ابرة حاكيها..

وفجاة يتحول عناد النظام وزعيمه الذي كان منفوخ الصدر في تحديه.. الي رجاءات مغلفة بوعود هلامية..فيما تنفرط عنه سبحة أمنه.. ومقربيه المخلصين وتتساقط من بين يديه الراجفتين الواهنتين حباتها وتتناثر كل في اتجاه ليحمي نفسه من قوة الشارع وغضبة التاريخ التي طالما استبعدوا امكانية ان تضعهم الظروف في مواجهة معها..

العناد هو ذاته ..والمكابرة لاتختلف ..ثم الأنحناء بذات حدة الزاوية والانبطاح هو نفسه علي تراب الوطن وعند أحذية الزحف استجداء لبرهة من البقاء عند حلاوة الروح.. فيجد الزعيم..وقد تملكه الضعف وهو الذي كثيرا ما أخاف الناس كل أحلامه مختزلة في حفنة ضمانات له ولاسرته..ولا يهمه ان كان التسويف في الرحيل نظير الحصول علي ذلك سيكون ضحاياه بالالاف..من ابناء شعبه…بعد أن اضاع الفرص التي كان من الممكن ان توفر له الرحيل المبكر والعيش في وطنه معززا مكرما …طالما ان يديه لم تتلطخا بدماء المحتجين.. فيفقد نعمة الاستفادة من مبادرة الشجاعة المبكرة ..ليقع في مطب رحيل الخوف المتأخر..أما مشردا كحالة بن علي..وأما ذليلا أمام مضابط التحقيقات كحسني مبارك ..أو مزنوقا تحت ضربات ( حماية المدنيين) كملك ملوك افريقيا الذي لا يحكم ولا يتنحي أو علي عبد الله صالح الذي يقدم رجلا نحو الخروج ويسند الثانية علي حائط كسب الوقت والأمان…أو حالة بشار الذي استطاع تعديل الدستور في خمس دقائق لاقرار توريثه..فيما عجز احدى عشر سنة عن احداث ولو تعديلات طفيفة تطفيء ظمأ شارعه للحرية ولو في شكل نقاط علي الشفاه ..ولكن حينما يئس شعبه من أمكانية حصوله عليها بالحسنى خرج مضطرا لهدم سدودها المنيعة لتتفجر في يديه شلالات..
وما حالة لوران باغبو العاجي الذي سيق في نهاية الأمر موثوق اليدين الا تجسيدا لمأساة اتحاد الخوف والعناد..

ويبقي الكلام موصولا لجارة …نعنيها ان كانت تسمع حقا.. لتنزل من علو العناد .. قبل أن تجاهر بعرض الخوف الذي يدب في اوصالها..فتجد نفسها..آيلة للسقوط المحتوم متدلية علي مشنقة الغضبة.. الي حفرتها الأبدية مدفوعة بأقدام شعب خبير في تعليق الانظمة العنيدة .. والخائفة.. أو حتي المغرورة .. بقوة خرقاء … ولنا في ابريل وأكتوبر أسوة حسنة .. قبل اختراع الفيس بوك .. فنحن الخبراء في تصدير الرياح …ولسنا في حاجة لاستيرادها البتة… والله المستعان .. وهو من وراء القصد..

تعليق واحد

  1. واالله يا ود البرقو حيرتنا كل يوم اقرأ ليك موضوع يعجبنى ويخاطب حاجاتى ويحصل لى ارتياح نفسى واقول فى نفسى حواء والدة وادعو للبرقاوى بالصحة وطول العمر واذا بى اتفاجأ بموضوع اخطر بأسلوب غاية فى الحبكة والموضوعية ياخى الله يخليك ويحفظك الى ان نرى البشير وزمرته وراء القطبان وقد طال شعر لحيته وهلك عنه سلطانة هو ونافع تاجر البقر الابله وكل دهاقنة الانقاذ ولك الود

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..