أوضاع الحريّات الصحفية فى السودان : رسالة مفتوحة فى وجود الخبير المستقل فيصل الباقر

أوضاع الحريّات الصحفية فى السودان : رسالة مفتوحة فى وجود الخبير المستقل

فيصل الباقر
[email][email protected][/email]

أشهر قليلة معدودات تفصل بين زيارة الخبير المستقل لحقوق الإنسان مسعود بدرين للخرطوم وموعد تقديم إستنتاجاته وتوصياته أمام دورة مجلس حقوق الإنسان بجنيف فى سبتمبر المقبل.وهاهو السيد مسعود يزور البلاد فى يونيو الجارى ويلتقى بالمسئولين الحكوميين وفى ذات الزيارة يلتقى نشطاء وناشطات المجتمع المدنى وقادة الفكر والرأى والأحزاب والنشطاء السياسيين والطلابيين من مناطق السودان المختلفة وبخاصة دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان ومناطق السدود وغيرها.وسيستمع إلى شكاوى وإفادات وشهادات وجرائم وإنتهاكات موثّقة ومن ألسنة أصحابها وصاحباتها تتحدّث عن نفسها بجرأة وبوضوح تام ، تحكى عن تدهور أوضاع حقوق الإنسان فى السودان ، بصورة أكثر ممّا ورد فى تقرير سلفه عثمان شاندى للمجلس تحت البند العاشر ( التعاون الفنّى فى مجال دعم أوضاع حقوق الإنسان ).
سيجد الزائر الكريم أوضاع حرية الصحافة والتعبيرفى أسوأ حالاتها .فهناك إزدياد حالة الرقابة الأمنية ” القبليّة والبعديّة “على الصحافة ومصادرة الصحف ” قبل وبعد الطبع “.وسيجد الظاهرة الجديدة الأكثر خطورة المتمثّلة فى منع الصحفيين وحرمانهم من الكتابة ، إلى جانب مواصلة إستهداف نشطاء وناشطات حرية الصحافة والتعبير بصورة نمطيّة ومتزايدة ومتكرّرة .وسيجد نماذج موثّقة لحالات عنف وإعتداء “منفّذى القانون ” على صحفيين وصحفيات أثناء تأدية عملهم .
سيجد الخبير المستقل الأممى أنّ صحيفة (الميدان ) – على سبيل المثال ، لا الحصر – ظلّت تواجه إستهدافاً أمنيّاً مباشراً بمنعها عن الصدور لأكثر من شهر كامل و بإستمرار، مضافاً إلى تكرار المنع والمصادرة بصورة راتبة ونمطية على مدى أكثر من عام ، بقصد إجبارها على التوقف قسريّاً . وسيجد أنّ صحفاً أخرى كثيرة أجبرت على التراجع عن خطّها التحريرى المعلن ،على إثر مضايقات أمنيّة لفترات طويلة . وكل هذا وذاك قمع وإنتهاك صريح ومفضوح لمبدأ حرية الصحافة والتعبير فى السودان ، بمثلما سيجد جبال الإنتهاكات الأخرى فى كل الجبهات.وسيجد أنّ الدولة تتراجع وتتنصّل عن الإيفاء بإلتزاماتها وتعهداتها بإحترام وتعزيز حقوق الإنسان فى السودان.
سيجد الخبير الأممى أنّ وزارة العدل – ذاتها – تسعى لتنفيذ مخطّط الدولة لتكميم أفواه الصحافة والصحفيين وتضييق الخناق على حرية الصحافة ، بإجراء تعسّفى بفتح نيابة للصحافة بولاية الجزيرة . وهو خطوة أولى وبالونة إختبار لتعميمها فى الأصقاع النائية فى الولايات الطرفيّة . فالقرار يعد تراجعاً واضحاً ومناقضاً لقرار وزير العدل السابق الذى راعى المصلحة العامّة فى هذا الشأن . ويقصد بقرار فتح نيابات الصحافة فى الولايات تعطيل الصحافة عن القيام بواجباتها ، بمحاصرتها بسيل من القضايا والتحقيقات النيابيّة خارج الخرطوم .
أقول كل هذا، وأنا شاهد على العديد من محاولات الإنكار والمحنة و” الجرسة ” التى تبديها وفود الحكومة و” شهادات الزور” التى يدلى بها نفر من” جوقة ” من تحشدهم وتسميهم ” منظمات غير حكوميّة ” فى ( يوم حشر) إجتماعات مجلس حقوق الإنسان بحنيف كل عام . فهل من موقف صادق وجديد يعترف بالتراجع المريع فى أضاع الحريّات والحقوق؟.أم أنّ “حليمة ” ستعود إلى جنيف فى سبتمبرالمقبل بقديمها؟!. دعونا ننتظر حتّى سبتمبر المقبل لننقل لكم الخبر اليقين !.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..