صانعو الأحذية … المهنة في طريقها للاندثار.. المستورد في المقدمة

الخرطوم ? ساجدة يوسف
في ظل تزايد مصانع الأحذية الجاهزة والمستوردة في السودان تضاعفت معاناة العاملين في مجال صناعتها؛ الأمر الذي جعل ظروفهم المعيشية صعبة للغاية في ظل التدهور المستمر في تلك الصناعة التي بدأت منذ خمسينيات القرن الماضي.
وفي خضم البحث المضني للانسان عن مهنة يسترزق منها ويعول بها نفسه وأسرته، وفي ظل ظروف معيشية وأوضاع اقتصادية طاحنة تمسك بخناق المواطن وتلابيبه، وجد البعض أنه لا مناص من الانخراط في أي مهنة حتى تلك التي تبدو غير مألوفة لدى العامة.
بين الأرصفة
من بين هؤلاء حامد عبد الله الذي أجبرته الظروف على العمل في إعادة تصنيع الأحذية المستعملة، وظل يعمل في هذه المهنة منذ فترة طويلة متنقلاً بين الكثير من أرصفة الطرقات، إلا أنه الآن يفترش أدواته على رصيف شارع القصر، يعمل طوال اليوم دون كلل أو ملل. أشار حامد في حديثه لـ(اليوم التالي) إلى أنه يحصل على (قواعد- أرضيات) الأحذية من سوق أم درمان. وأضاف: هذه الأرضيات يستوردها التجار من مصر وسوريا، وتوجد بينها بعض الأنواع السودانية. وأضاف: مع دخول المستورد بكثافة فإن المهنة باتت في طريقها للاندثار.
تخصص جديد
من جهته يقول علي تميم : الأرزاق بيد الله ونحن نعمل طوال اليوم لكي نوفر احتياجات أبنائنا. وأضاف: ظللت أعمل في تصنيع وصيانة كل أنواع الأحذية من (شباشب وشباطة وجزم رجالية ونسائية، لكنني متخصص أكثر في بيع أرضيات الأحذية الرجالية، التي تختلف أسعارها باختلاف جودتها وماركاتها، وأردف: أجود الأنواع هي المصرية.
أسعار زهيدة
إلى ذلك، أوضح علي أن (الأرضيات) تباع بحسب نوع الحذاء الذي يراد، وأضاف: أحياناً يكون الحذاء تالفاً جزئياً، ولكننا نعيد صيانته بالكامل مقابل مبلغ زهيد يتراوح ما بين (10) إلى (15) جنيهاً، بينما تتراوح قيمة (القواعد- الأرضيات) ما بين (20ـ 35ـ ــ 50) جنيهاً. وختم علي تميم بقوله: نحن لا نصنع أحذية جديدة وإنما نعيد تصنيع القديمة
التيار