أخبار السودان

رفع الدعم عن التِبن ..!

رفع الدعم عن التِبن ..!

[CENTER][/CENTER]

الصورة اعلاه تذكرني بإجابة أثناء حوار مع إحدى الفضائيات إبان هبة سبتمبر 2013وعلى خلفية رفع اسعار المحروقات .. حينما قال القيادي بالحزب الحاكم وقتها الدكتور قطبي المهدي .. إن الغالبية العظمى من الشعب السوداني لن تتأثر بهذه الزيادات لانها عادة تستخدم الدواب ولا تحتاج الى المركبات في شيء!
وانتشار مثل هذه الصورة الطريفة في الظرف الحالي هوواحد من أوجه التعبير الساخرة التي ينشرها السودانيون الظرفاء الذين باتوا يطلقونها في الفضاءات الواسعة وصفحات الصحف لتصبح نِداً فاعلاً لما نكتبه نحن بل أن صورة بعينها أو رسماً كرتونياً أو نكتةً واحدة قد تُغني عن مقال بحاله في عكس الواقع المعيشي و السياسي المرير والتبشيع بسياسي هذا النظام الذين فقدوا رشدهم وأصبحوا يطلقون الكلام غير المسئؤل على عواهنه استحفافا بهذا الشعب ومعاناته من أخطائهم وهوالذي صبر حيال تصرفاتهم غير المنضبطة و تعاليهم الأجوف واستقوائهم الأخرق بسلطتهم المسروقة و شرعيتهم المزيفة وهم يسدرون في غيهم ويتمادون في تحديهم للشعور العام كلما أصبح عليهم يوم في تجربتهم الفاشلة التي أكسبتهم كراهية وسخط الشارع والتي لم يتعلموا منها إلا المزيد من الصفاقة و زفارة اللسان وتحقير الآخرين دون وزاع من ضمير أو إحساس انساني !
الإخوة المصريون سبقونا بزمن طويل في ابتكار هذا النهج الساخر ..الى درجة أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قد إنتبه الى أهمية النكتة باعتبارها تعكس له نبض الشارع تجاه ما تتخذه الحكومة من قرارات سواء قبل إصدارها من خلال إطلاق بالونات الإشاعة بواسطة أجهزة الأمن ومن ثم تجميع ردود أفعال الناس نكتةً أو سخطاً أو رضاء أو بعد اصدار القرارات ومعرفة أثرها على الشارع العام .. ويقال أنه أفرد وحدة متخصصة لتوافيه بأحدث النكات في شتى الموضوعات السياسية والإجتماعية أو حتى التي تتناول أثار الحروب مع اسرائيل أو مشاحنات عبد الناصر مع بعض القادة العرب الذين كان يعتبرهم رمزا للرجعية في المنطقة ..!
ويقال أن بعض المصريين إبان عهد مايو كانوا يجلسون في أحد مقاهي الخرطوم يسترقون السمع لبعض السودانيين وهم يطلقون النكات ويضحكون .. فعلق المصريون بأن جماعتك أولاد الإيه .. قد جاعوا !
الآن الحكومة الحالية قد ربطت ما بين تجويع الناس وإذلالهم والإذعان لفرضية قبول أفعالها وأقوال سدنتها الذين إنتفخوا شبعاً وغروراً جعلهم يتصورون أن هذا الشعب قد أصابه البكم خوفاً من بأسهم ..ولو أنهم قد نزلوا من عليائهم البالوني السابح في هواء الغفلة التي تسبق الإنتباهة بعد فوات الاوان .. لآدركوا أن الناس تملك أدوات التعبير التي ترد لهم صاع التحقير و الكراهية بعشرة من أمثاله ..!
تقول إحدى الطرائف أن الفريق عبد الرحيم همس الى المشير البشير قائلاً ان الناس ياريس
( سفّت التراب )
فرد عليه الرئيس دون تفكير .. إذن أرفعوا الدعم عن التراب ..!
وهي دلالة على أن الحكومة من أعلى رأسها الى أخمص قدميها تتخذ من القرارات الخطيرة وبالأساليب العشوائية دون تمحيص أو دراسة لماهية ردود الفعل ولعل ذلك لايهمها كثيرا ولا تنحو الى الإستعانة بالخبراء المحايدون المختصون ولكنها تكتفي بمن هم يمالونها في كل باطلها ولايهمهم ما يأكله الشعب من حصرم تلك القرارات ..و لو أن الحاكمين عندنا تنازلوا و شاهدواواقع حياة العامة على الطبيعة وليس عبر التقارير الكاذبة لوجدوا أن بعض الناس لن يجدوا ما يقتاتون به من ذلك الحصرم .. ولكنهم من أبراجهم سيظلون يتخذون من القرارات ما يؤذي الناس فوق حريق جراحاتهم .. بل وسيصفق النواب ومنتفعو النظام وأزلام الحزب الحاكم ومهاويس الحركة الإسلامية وسيفتي علماء الطغيان بجواز طاعة السلطان إذا ما قررت الحكومة أن تساوي بين الناس والدواب في إستخدام التبن لعجزها عن توفير الحد الآدنى من نوعية الطعام الآدمي لهم باعتبار أن الصبر على الإبتلاء يحتم ذلك شرعاً..!
وساعتها ستجد من يكبر ويهلل من تلك النوعية الإنقاذية المنافقة .. وسيدعمون هتافهم المؤيد بتوصية للدولة بأن ترفع الدعم عن التبن !

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاستاذ بروقاوى هؤلا الابالسه صاروا يعتمدون على سلاح الاشاعات ومن اقوى الاشاعات التى يطلقونها هذه الايام هى ان ذهابهم يعنى الفوضى وان البديل هو ان نصير مثل سوريا او الصومال . على الجميع العمل على بث الوعى وسط الجماهير وتفنيد اشاعات النظام كل فى ميدانه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..