ونعجبُ مِمّا تقولُ وصال المهدي

زمان مثل هذا

ونعجبُ مِمّا تقولُ وصال المهدي

الصادق الشريف

? في خبرٍ نشرته صحيفة الرأي العام الغراء أمس (اتهمت السيدة وصال المهدي زوجة د. حسن الترابي الحكومة بالتسبب في مرض الضغط لزوجها، وأشارت إلى أنه لم يكن يعاني من شيء عندما تمّ اعتقاله في 17 يناير الماضى، ولكن ضغطه أصبح يرتفع باستمرار في السجن. وأكدت وصال سقوط الترابي على ظهره عندما كان يحاول غسل رجله للوضوء في حوضٍ عالٍ بالسجن) أ هـ. ? والدكتور الترابي رجلٌ كبيرٌ في العمر، وبهذا يحمل منّا كلّ الإحترام الذي نحمله لمن هم أكبر عمراً… ولكن… ? الترابي هو عرّاب (الأب الروحي) ثورة الإنقاذ الوطني، وهو بهذا يتحمل كلّ الأمراض التي أصابت بعض المواطنين السودانيين جراء تلك الثورة. ? كم عدد الذين تمّت إحالتهم للصالح العام في بدايات عهد الإنقاذ…؟؟؟. ? كم عدد الذين تمَّ تشريدهم من وظائفهم منذ مقدم الثوّار؟؟؟ كم عدد المرضى منهم… وكم عدد من مرض بعد ذلك؟؟؟. ? كم من المواطنين الآمنين الذين فقدوا نعمة الأمن جراء الإعتقالات السياسية والكيدية أو حتى التحفظية التي قام بها جهاز الأمن في تلك الفترة التي وصفها الفريق صلاح عبد الله قوش المدير السابق لجهاز الأمن بأنّها فترة مظلمة من تأريخ السودان، وأكدّ في لقاءٍ كنتُ حاضراً له، أنّه (لا عودة لتلك الفترة المظلمة)؟؟؟. ? كم عدد الذين تعذبوا في معتقلات الجهاز فيما يعرف ببيوت الأشباح؟؟؟. ? كم عدد السودانيين العاملين بالخارج الذين فقدوا وظائفهم أو تمّ اعتقالهم في دول الخليج نتيجة موقف الحكومة (الثوري) غير المفهوم وغير المبرر من حرب الخليج؟؟؟ ومن اجتياح صدّام للكويت؟؟؟. ? كم عدد الفقراء الذين كانوا والى مجيء الإنقاذ (مستورين) ثمّ انكشف عنهم غطاء الستر بعد سياسة التحرير الإقتصادي؟؟؟. ? الدكتور حسن الترابي كان هو واضع السياسات بل ومنفذها في خلال السنوات العشر الأولى من عمر الثورة… وهو بهذا يتحمّل الوزر الأكبر منها (ومن استنَّ سُنةً سيئةً فله وزرها و وزر من يعمل بها إلى يوم القيامة. ? والدكتور الترابي تولى أمر البلاد وشقَّ على المواطنين بالصورة التي نرى تأثيرها اليوم من تفكك إجتماعي وتحلل أخلاقي وفساد مالي و… و…. و… ? والدعاء النبوي مشهورٌ في الحديث الشريف (اللهم من تولى من أمر أمتي شيئاً فشقَّ عليهم… اللهم فأشقق عليه). ? ومع هذا ندعو الله الشافي أن يشفي الترابي من مرضه… وندعو هُنا بصدق… لا كما فعل ذلك الإعرابي. ? فالإعرابي أنقذ الحجاج بن يوسف من الغرق، فتعجب كلٌّ من كان حاضراً.. كيف يُنقذ الحجّاجَ وهو السَّفاكُ السَّفاحُ؟؟؟. ? ولكن إجابة العربي كانت حاضرة (خِفت أن يغرق فيموت شهيداً فيغفر له الله ذنوبه). ? ولكنّنا نتعجبُ ممّا قالت السيدة وصال المهدي وهي لا تستدعي بذاكرتها شيئاً من ذلك… ولا نتعجب من قولها بـ(أنَّ الحكومة تريد التخلص من شيخ حسن بالضغط أو الموت أو أي شيء آخر).

التيار