السودان.. عودة الإسلاميين وضياع الوطن؟

ليس مستغرباً، إلا في التوقيت، ما شهدته العاصمة السودانية، الخرطوم، من مواكب احتجاج قبل أسبوع واحد من الاحتفال بثورة 19 ديسمبر، تحمل نَفساً إسلامياً، وشيئاً من العداء للواقع الثوري، فهذا هو منطق السياسة الذي لا يرحم، فلكل ثورةٍ ثورةٌ مضادّة، ولكل حكومة معارضة. والعاقل من أهل السياسة هو من يُحسن السباحة في بحرها، وينجو ولا يكون من المغرقين.وقد كانت مشكلة ثوار الربيع العربي، في معظمها، عدم إجادة السباحة في بحار السياسة، فكان غرق معظمهم سريعاً، إلا من رحم ربك. وأول مظاهر جهل السياسة هو التطرّف، والإصرار على السباحة في أعمق مكانٍ في البحر، بدون توقف، وفي وجه ريح عاصفة، وبدون أي معينات سباحة أو وسائل إنقاذ. ومن هؤلاء جماعة “كلّن يعني كلّن” في لبنان، و”يتنحاو قاع” في الجزائر، و”تسقط بس” في السودان. وقع الشيء نفسه في مصر وسورية وليبيا واليمن، حيث تبارى الناس في التطرّف، فكان أشدّهم تطرّفاً فيما بعد أكثرهم سقوطاً في أحضان الثورة المضادّة.
على سبيل المثال، نجد أن الأطراف التي اتخذت مواقف متطرّفة في الصدام مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر في أحداث ماسبيرو (أكتوبر/ تشرين الأول 2011)، وشارع محمد محمود (نوفمبر/ تشرين الثاني 2011)، واتهموا من دعوا إلى التهدئة بالخيانة والجبن، من أشرس من دعم انقلاب يوليو 2013، وسقط في أحضان العسكر. وللأسف (أو جزاءً وفاقاً) معظمهم أيضاً في سجن العسكر اليوم، على الرغم من تأييدهم الانقلاب وما تبعه من مجازر! كذلك فإن أكثر الجماعات تطرّفاً في الثورة السورية، خصوصا الجماعات الإسلامية المتطرّفة، أكثر من دمر الثورة وشوّه صورتها، وقدّم للنظام السوري وحلفائه العذر والغطاء الدولي لتدمير الثورة باعتبارها حدثاً إرهابياً. وحتى اليوم، نجد من كانوا يسمّون نفسهم جبهة النصرة لا يخرجون لمحاربة نظام الأسد وحلفائه الروس، بل يختبئون وسط المدنيين، فيجلبون علهيم الدمار، ثم يهربون إلى مكان آخر، فيدمرونه كذلك.
وفي ليبيا، نجح المتطرّفون الذين أصروا على تمرير ما سمي قانون العزل في تقسيم الثوار الذين كانت قيادتهم من وزراء من القذاقي (وزير العدل رئيساً ووزير الدفاع وزيراً لدفاع الثورة). وهذا فتح الباب للتدخلات الأجنبية وقيام حركة خليفة حفتر. وفي الوقت نفسه، فإن رفض المليشيات الانضواء تحت جيش وطني موحد أضعف السلطة الشرعية، ومنح أنصار
“هناك ما هو أسوأ من عودة الدكتاتورية حين تنهار الثورات، وهو انهيار الدولة كما حدث في الصومال وليبيريا وسيراليون وسورية والعراق”الثورة المضادة العذر للمطالبة بعودة حكم عسكري يحفظ الأمن والقانون. وقس على ذلك.
إذن، للثورة المضادّة منطقها، لأسبابٍ لا تحتاج إلى عميق حكمة لإدراكها، فكل ثورةٍ تسبب خسارة، بعضها للجميع، وأكثرها للمستفيدين من النظام السابق، فالثورات تورّث اضطرابات في السوق والاقتصاد، وتضعف مؤسسات الدولة القائمة، وتحد من قدرتها على أداء مهامها، وتصيب قطاع الخدمات بشلل. وهذا بالطبع ثمنٌ مقبول للتغيير. ولكن لا بد من الإسراع بعد حدوث التغيير إلى توحيد الأيدي والوجهة للبناء، ومضاعفة الجهود لتعويض ما فقد، ثم المضي نحو الأعلى.
ولكن غالباً يحدث العكس: تتزايد المطالب من كل الفئات، والصراع على المكاسب، ويتدهور أداء المؤسسات بسبب الاضطراب، وتولي الأمر من عديمي الخبرة.. وبالتالي، يجد الجميع أنفسهم في وضع أسوأ بكثير مما ثاروا عليه. حدث هذا في روسيا أيام يلتسين في روسيا، وفي كثير من دول شرق أوروبا الأخرى، فجاء بوتين ودكتاتوريته، وحدث في مصر فجاء عبدالفتاح السيسي، وحدث في ليبيا فجاء حفتر، وحدث في اليمن فجاء الحوثي. في المقابل، من خسروا من ذهاب النظام السابق يجدون الفرصة للم صفوفهم، ويركبون موجة التدهور والانهيار، فيستغلون ذلك لمآرب أخرى. وما أكثر من يدعمهم من أنصار الدكتاتورية والهيمنة.
في الحالة السودانية، فإنها لم “تسقط بس”، ويمكن أن يقال إنها لم تسقط حتى الآن. ما حدث هو أن تحالف العسكر والمليشيات الحاكم تحالف مع قوى الحرية والتغيير (قحت) ضد قطاع آخر في الجيش، واتفقا على تقاسم السلطة، فكان للمدنيين فيها نصيبٌ قليل، ولأولئك نصيب الأسد. وحالياً، على الحكومة المدنية أن تتخذ القرارات الصعبة، مثل رفع الدعم عن السلع، وحل المشكلات العاجلة، ومواجهة التطلعات العالية للشعب. ولن يمضي وقت طويل حتى تتفجر ثورة ثانية ضد حكومة عبدالله حمدوك، فتعود السلطة إلى حضن العسكر، خصوصاً أن الدعم الأجنبي الذي تحيا عليه البلاد حالياً يأتي من داعمي العسكر، وليس من داعمي “قحت”. ويزيد من التعقيد أن جماعة “قحت” فتحوا أبواب صراع مع كل جهةٍ ممكنة، فأصبحوا مشغولين عن البناء ومعالجة المشكلات بحروب في كل اتجاه، وبصراعاتٍ لا تنتهي بينهم. وهناك الفيل الضخم المسترخي في الميادين العامة، وهو التحقيقات القائمة في مسألة فض الاعتصام، والمطالبة بمعاقبة قتلة المتظاهرين. وليست هناك في الواقع حاجة لتحقيق لمعرفة من القاتل، لأن الكل يعلم، وهناك توثيق من كل نوع/ فمن الذي سيعتقل المتهمين حين تحين ساعة الجد؟ تجمع المهنيين؟
بالنسبة لمن يسمّون أنفسهم الإسلاميين، وكثير من أنصار النظام السابق من غيرهم، فإنهم يواجهون معضلة وفرصة في الوقت نفسه. المعضلة أن الوضع يسير في غير صالحهم على المدى القصير، حيث إن الحركة الثورية الماثلة مجتهدة في إضعاف مواقعهم. وفي المقابل، تواجه الحكومة الجديدة مصاعب كبيرة، خصوصا في ظل خلافات أنصارها المتفاقمة، وعدم وجود أفق قريب لحل اقتصادي معقول. ولعل هذا ما حفّزهم لبدء الحشد، ومحاولة استعادة جزء من الشارع.
إلا أن مشكلة أنصار النظام القديم أنهم لم يتعلّموا شيئاً من تجربتهم. ويذكّرني هذا بحوار دار بيني وبين بعض قادة الإخوان المسلمين في مصر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، في أثناء مؤتمر عقدناه في لندن لمناقشة الثورات العربية ومآلاتها، فعندما انتقدت قرار الرئيس محمد مرسي سن مرسومه الدستوري سيئ الذكر، ونبهت إلى الحاجة إلى حكمة سياسية لمعالجة الأمور والتوافق مع الآخرين، ذكّرني أحدهم بأن الدفاع عن الثورة أهم شيء، وإنه لن يحدث انقلاب، ولو حدث فإن الشعب المصري سيدحره. لم أجد إلا أن أقول لصاحبنا: إذا كان مرسي لا يستطيع اليوم الدفاع عن المركز العام للإخوان المسلمين وهو رئيس في القصر الجمهوري، فكيف ستدافعون عن أنفسكم وأنتم عزّل في الشوارع؟ الشيء نفسه يقال اليوم لمن خرجوا، بقصد أو مصادفة، للدفاع عن البشير وهو يُحاكم بنهب المال العام: إذا كنتم عجزتم عن الدفاع عن نظامكم ومعكم الجيوش والبنادق، والمال يتدفق بين يدي رئيسكم حتى فاضت به حجرات قصره، فكيف ستقارعون غالبية الشعب وأنتم عزّل؟
كرّرنا مراراً أن سقوط النظام في السودان اكتمل قبل أكثر من عقدين، لأن وجود نظام مفلس أخلاقياً في الحكم لا يعني شيئاً، حيث إن حكّاماً، مثل موبوتو وبوكاسا، مكثوا على عروشهم عقوداً وهم عملياً من الساقطين. وما يحتاج إلى علاج عند من بقي من طوائف الإسلاميين ليس فقدان السلطة، وإنما فقدان السلطة الأخلاقية. ومحاولة استعادة المكانة السياسية بدون استعادة العدة الأخلاقية عمل لا معنى له، فلا بد أن يبتعدوا من الحكم نهائيا، ويمنحوا فرصة للحكومة الجديدة لأداء مهامها، ويعكفوا على مراجعاتٍ عميقة لأخطاء الماضي. وبدل انتظار محاكمة الدولة، ينبغي أن يعقدوا محاكماتٍ تكشف أين وقع الخطأ، ومن المسؤول، وكيف يُعاقب. وكما قلت، في تعليق على قضية حل حزب المؤتمر الوطني الشهر الماضي، فإن الواجب كان على الحزب أن يحلّ نفسه، لا أن ينتظر الحل.
التحدّي اليوم في السودان ليس هو بقاء هذا الحزب أو انتصار هذا التيار أو ذاك، بل هو بقاء الوطن. وكل أطراف هذا الصراع (فنحن في عالم توماس هوبز، حيث الجميع في حرب ضد الجميع) تسير في اتجاهٍ سيمزّق الوطن ويدمره. تتصرف حكومة حمدوك كأنها مؤسسة غير حكومية من الناشطين، تكثر من الصياح والتصريحات، بينما يقل إنجازها على الأرض. وهناك إجماعٌ على أن معظم مسؤوليها ما زالوا يتصرفون كناشطين يهتفون في الميادين، وليس باعتبارهم مسؤولين يؤدون مهام جادّة. هناك أيضاً تكالبٌ بين المكونات على عاجل المكاسب، وأكثر من طباخ لكل طبق. كذلك فإن سيادة التطرّف على الساحة، والاستعاضة عن الإنجاز بالشعارات، وبإذكاء روح الكراهية على إيجاد بيئة التعاون، ستقود البلاد إلى صدامات وشيكة، لن تكون لها نهاية.
العربي الجديد
موضوع جيد وفيه الكثير من “النصائح” المهمة …
ولكن في نهاية المقال جاء التركيز على مقولة الدكتور الشفيع خضر بالمساومة التاريخية التي تجعل الإسلاميين يكفون عن معارضة الحكومة ويسلمونها السلطة ويدعمونها . فالبرغم من الجميع يعلم بأن هذا طبعا من المستحيلات حاليا لطبيعة اهل النظام السابق وتمسكهم بما نهبوه ولا يعقل ان يتخلوا عن هذه البقرة او ما حلبوه منها . وانا اعتبرها ليست هذه هي المهمة العاجلة للحكومة . فالرد على الإسلاميين قد حصل عمليا في إحتفالات الثورة بأكبر المواكب في تاريخ السودان . ولكن المهمة العاجلة الآن ليست في اي مصالحة مع الكيزان بل انخفاض بسيط في سعر الدولار سوف يسقط حجرهم . انتعاش في السوق ايضا سوف يعمل عمل السحر . محاكمة المفسدين بصورة نشطة سوف لا تبقي لهم حدا ولا تذر . …الخ لا اطننا نحتاج لمساومات معهم . نحتاج فقط ان ” نسقطهم وبس” وكما اشرت انت انهم لم يسقطوا ولكن نجاح الثورة في ان يسقطوا وبس من دون اي سفك للدماء او ظلم كما كانوا يفعلون ….
نغمه اسلامي اسلامي دي مفروض تكون اجرامي…انتو لعبتو بالاسلام في الحكم طوال التلاتين عام وارتكبتوا بيهو كل الموابقات والكباير…وها انتم تريدون ان تعارضوا باسم الاسلام …نفاقا وزورا…
بعد كلامك الاهوج ده كوووولو على رآى استاذنا جبرا ما قلت لجماعتك (رجعوا الفلوس النهبتوها عيانا بيانا !!) الشعب السودانى يا الافندى عن بكرة ابيه بيعرف ما ترمى اليه وعارف هو عايز بالضبط شنو من الكيزان ؟ وهل تقبل يا الافندى لحفته قتله ولصوص يؤجعوا يحكموا البلد ولو بعد مئات السنين وده ضابط شرطه بدبوره واحده مجرد الاشتباه فقط كفيل بتجريده من الدبوره والقائه فى قارعة الطريق وسيادتك عايز الكيزان القتله اللصوص المجرمين يختفوا لفتره من الزمن ثم يعودوا للسلطه ؟ والله حِكمْ !!.. على فكره وصيتى لانجالى ولاحفادى ثم احفاد الاحفاد الى يوم القيامه هو ان لا يآمنوا لكوز حتى لوتعلق بأستار الكعبه!!وكذلك تجنب امثالك وزريتك اذا كانوا على شاكلتك لانك منافق !! وتحولك من الكتابه فى الصحف المحترمه للكتابه فى العربى الجديد دليل على نفاق لا تخطؤه العين فإما ان اصحاب الصحف المحترمه إكتشفوا نفاقك وطردت شر طرده او الصحيفه التى تكتب فيها الان زغللت لك عيونك بالاخضر البراق فهرولت نحوها مستصحباً طبيعة الكيزان فيك لتنشر غثائاتك ومتى عبدتم الله؟ إنكم عبيد المال وتميلون حيث مالت !!.
والعاقل من أهل السياسة هو من يُحسن السباحة في بحرها، وينجو ولا يكون من المغرقين.وانت هل احسنت السباحه ام اصبحت من المغرقين المتابع لكل كتاباتك عندما كنت تسرح و تمرح مع الكيزان و بعد ان ابعدوك عن الوظيفه و حتي الان يجد انك لم تنفك عن منهج جماعتك بل اصبحت لا تفرز بين السباحه و او الغرق بل ادخلت عبارات اكاديميه تدعي فيها المعرفه بالواقع السياسي الماضي و الراهن ولانك بعدت عن مصدقيه الطرح و قوميه المعني ظهر لنا الخلل في كل ما تكتب و يسطر قلمك اذا لم تتحرر من فكره الكيزان و ترسم حروفك بواقعيه و مصدقيه اصبحت كل كتاباتك حبر علي ورق
ثورة مضادة شنو يأ أبو الزواحف، أنتم الإسلامويين حفنة صغيرة في بحر أمواج الثوار وقد لفظكم هذا الجيل والأجيال التي ستأتي … والله لن تقوم لكم قائمة بحول الله لأن الله يعلم سرائركم الدنئية.
ثورة مضادة شنو يأ أبو الزواحف، أنتم الإسلامويين حفنة صغيرة في بحر أمواج الثوار وقد لفظكم هذا الجيل والأجيال التي ستأتي … والله لن تقوم لكم قائمة بحول الله لأن الله يعلم سرائركم الدنئية.
الدين الاسلامى تخلق وليس شعارات وتملق. الكيزان لم يقوموا بادخال الدين الاسلامى عبر القرون وانما شوهوا صورته ودعوته السمحمه . هو اصحاب الفتن واثارت الحروب فى كل السودان ولم يحافظوا على البلاد التى حررها اجدادنا من الاستعمار بل قاموا بفصل ثلث مساحتة بدواعى العنصريه البقيضة بعد ان عجزوا بدعواهم الكاذبة للجهاد التى ازهقوا فيها ارواح الشباب من اجل تمكين انفسهم فى السطة وبعدها نعتهم شيخهم الهالك بالفطائس بعد ان عقد لهم عقود الزواج بالحور العين واقامة اعراس الشهداء. كل دم اريق فى سبيل السلطه فى هذا البلد معلق فى رقبة منسوبى الحركة المسماه زورا وبهتانا اسلامية وانها حقا ارهابية. لقد ابتدعت الحركة الارهابية جهاد النكاح وقامت بارسال فتيات السودان للدواعش للا ستماتاع واشباع غرائزهم الجنسية . وابتدعتم التحلل من الاموال المنهوبة. اين اقامة حدود الاسلام طيلة الثلاثين عاما خدعتم الامة الاسلامية داخليا وخارجيا باسم شريعتكم المدغمسة كما سماها اميركم المجرم. تبا لكم ايها المنافقون اعداء الدين والانسانية
مشكلة الإسلاميين وكثير من أعداء الثورة يتعاملون مع الثورة بأعتبارها أنها تتمثل في ( قحت) ويتناسون أن الثورة يحرسها شعبها الصابر من الشباب والشابات والملايين الذين لا ينتمون إلى أي من الأحزاب ، وأن قيادة الثورة الحقيقية ممثلة في لجان المقاومة التي لم ولن يستطيع أحد اختراقها ، وكلنا عازمين على غاية إعادة بناء السودان من أول وجديد بعد محاسبة المفسدين كلهم دون استثناء كل من شارك مع الإسلاميين أو حتى أيد في أي مرحلة فهد عدو لنا بالقانون ، وحكاية الهبوض الناعم النغمة التي انتقلت من الصادق المهدي للميرغني وتبناها الكيزان اليوم ( ما بتقسم معانا) ونحن قادرين على إسقاط الجميع في سبيل تحقيق ثورتنا . فا أفندي ما عندك طريقة لا في السباحة ولا النجاة مهما كانت معارضتك لنظامك فأنت منهم وستظل منهم إلى يوم الدين .
يا دكتور الافندي , هنالك الآن سودان جديد يتشكل على الأرض قوامه شباب ناضر قدم اروع اشكال النضال وصنع ثورة حازت على إعجاب العالم كله. اشتم من كلامك رائحة تهديد مبطن وهي اما على الشعب السودان ان يقبل بالكيزان على اساس “مساومة تاريخية” ينسحبوا بموجبها اليوم ليعودوا غدا لممارسة اساليبهم القذرة. والسؤال ما هو الضمان لعدم استغلال الكيزان لفترة “الهدنة المؤقتة” ليرتبوا صفوفهم وهم خارج الساحة ويعملون في الظلام كالعادة؟ ما هو الضمان؟ ومن سيمثل الكيزان في ذلك شخص واحد؟ ام مؤسسة؟ وما هي؟
اما اشارتك لمن سميتهم السفهاء الذين يهاجمون الدين فنرجوا ان تحدد لنا من هم؟ ومتى قالوا كلاما يمس الدين والعقيدة؟ ان كنت تقصد الكلام الذي ذكره احد اعضاء قحت في يوما ما قبل نجاح الثورة وعلى قناة فضائية من انهم ضد توظيف الدين في السياسة فهذه وجهة نظر , اما ان كنت تقصد غير ذلك فقل لنا من هم.
انت تتحدث يا دكتور الافندي وكأنك اطلعت على الغيب وان ما تقوله قرآن حكيم لا يأتيه الباطل من يمينه او شماله. اتمنى ان تتاح لك الفرصة لزيارة السودان والسفر الى دارفور لتفق بنفسك على حجم مأساة اهلنا في معسكرات اللجوء؟ اتمنى ان تجلس مع اسر الشهداء وان تزور جبال النوبة وحتى جنوب السودان والانقسنا وشرق السودان وشمال السودان ووسطه لتسأل كل من انكوى بنار ادعياء الطهر من تجار الدين القتلة واللصوص هل سيقبلوا ب “المساومة التاريخية”؟
ان السودان لن والشعب السوداني لن يعيش في كبد الى ابد الآبدين. لنا رب رحيم بنا والآن غالبية الشعب السوداني حسمت امرها وأملها في الله قوي في ان تنجح حكومة حمدوك والمجلس العسكري في إخراج السودان من الوهدة التي اوقعها فيه من يتشدقون ليل نهار بالإسلام.
اعرف ان اشواق البعض تجاه الدولة الاسلامية ما تزال قائمة ولكن التجربة التي مر بها الشعب السوداني كافية.
لقد نجحت الثورة وسوف ينجح السودان في النهوض بإذن الله ولن يحكمنا بعد الآن اى افاق او دجال مهما كان.
وسؤال أخير يا دكتور: اذا كنت تعتقد ان المخرج الوحيد يتمثل في “المساومة التاريخية” فهل نفهم من ذلك انه بدونها سوف يفجر الكيزان الأوضاع؟ او يتم اسقطاع الحكومة بإنقلاب عسكري كما لوحت؟ ولكن بالمقابل لماذا لم تشير مجرد اشارة لسعي الحكومة الجاد لتحقيق السلام في السودان وايقاف الحرب ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب؟
شخصيا اعتقد ان مقالك هو تعبير عن اشواق اكثر من كونه قراءة صحيحة لواقع فرضه تضحيات ودماء شعب سطر اعظم ثورة في التاريخ الحديث , وستثبت لك الأيام صحة كلامي. آل مساومة تاريخية آل
ريحتني في حناني .. ينصر دينك
الخطوة الأولى قبل ان نتفق على عاوزين شنو يجب ان نتوافق على ما عاوزين شنو… والشعب السوداني لديه إجماع غير مسبوق على انه ماعاوز الكيزان ولا كل من به لوثه كوزنه…بعداك نقبل وين ونمشي على شنو ده موضوع تاني…وبلاش حشو فارغ بتاع انو السيسي انقلب على مرسي لأنو لم يكن إنقلابا حتى لو قلتو انو انقلاب في قناة الجزيرة لمائة عام قادمة…راجعوا مشهد 30 يونيو2013 في شوارع مصر عشان تعرفوا انو ليس انقلابا..بلاش اللوثة الكيزانية تعميك عن الحقائق المجردة يا عزيزي…
وأوافق على كثير مما ذكرت في مقالك سوى ما علقت عليه أعلاه…قحت أضعف وأقل شئنا ولم تقدم رجلا يستحق أي منصب ولا أي شئ بحجم مشكلات البلاد فقط استتثني منهم حمدوك…الباقي ماتقوليش..هوا ساكت
الافندي باختصار شديد لم يكن افندي في هذا المقال !!!
المتطرفون هم الاسلامويون فقط ولا احد سواهم فبطل حركات المتأسلمين واللولوة ..انت ذكرت بنفسك ان محمد مرسي انقلب على الديمقراطية بأعلانه الدستوري فأنقلب عليه السيسي اذن محمد مرسي اظلم ..
Wake up