فقهاء السلطان.. يحللون الربا ويحرمون وقف سفك الدم المسلم

عبد الفتاح عرمان

استغل يوم الجمعة الماضي شيوخ السلفية الحربية أمثال محمد عبد الكريم وعبد الحي يوسف وأحد تنابلة السلطان- عصام أحمد البشير- منابر المساجد للدعاية السياسية ضد موقف الحكومة القاضي بالتفاوض مع الحركة الشعبية-شمال. إذ شن فقهاء السلطان هؤلاء هجوماً لاذعاً على الحكومة وأفتوا بـ”حرمة” التفاوض مع الحركة الشعبية في دولة السودان- بالأحرى ما تبقي منها.
اختطاف السلفية الجهادية لدور العبادة وتسييسها لتحقيق أهداف ومكاسب دنيوية بحتة بغرض تعبئة الناس وتشكيل رأي عام ضد التوصل إلى اتفاق سلام عادل ومرضٍ لجميع الأطراف أمر مخالف للدستور السوداني الذي يمنع إستغلال دور العبادة لضرب النسيج الإجتماعي وبذر الفتنة بين أطياف المجتمع السوداني. علاوة على ذلك، إن المرء يتعجب لـ”سدنة الوحي” هؤلاء الذين يحرضون على إستمرار الحرب بين أبناء الوطن عوضاً عن دعم وحث الحكومة على وقف الحرب وإراقة الدماء المسلمة الطاهرة والبريئة. ألم يسم العوالم هؤلاء- جمع عالمة- بقول الله سبحانه وتعالي: “وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً). الآية 93 من سورة النساء. وعن أبي سعيد الخدري ,ابي هريرة رضي الله عنهما عن رسول الله صلي الله عليه وسلم، قال: “لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركو في دم مؤمن لاكبهم الله في النار”. رواه الترمذي عن (صحيح الترمذي). فكيف يستقيم عقلاً وديناً أن يسعى الساسة إلى وقف الحرب بينما يدعوا علماء السلطان إلى سفك الدماء؟! لكن، إذا عرف السبب بطل العجب. “طيور الظلام” هؤلاء يحركهم الخال الرئاسي مسنوداً ببعض الدوائر الأمنية المتعطشة إلى السلطة، وبعض الإسلاميين في القوات المسلحة.

تعلم الدوائر الأمنية والإسلاموية المتناحرة على السلطة سطوة النص الديني على عامة الناس، لذا آثروا تحريك المدفعية الدينية من على مآذن المساجد مستخدمين أبواقاً دينية لإنطاق النصوص القرآنية وتوجيه بعضاً من ذخيرتها ضد وقف الحرب! حيث لا إجتهاد مع النص! ومن يقف في وجه النص الديني فهو زنديق وكافر، لانه ببساطة شديدة يرفض “شرع الله”! وأستخدام “حبل” النصوص الدينية قاد من قبل إلى شنق الحلاج والأستاذ محمود محمد طه اللذان ذهبا إلى ربهما راضيين مرضياً عليهما من شعبهما وربهما- بإذن الله تعالي. ولم تاتٍ حكمة سيدنا علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه “القراءن حمال أوجه” من فراغ، بل لأنه كان يعلم أن أناساً على أيامه ومن بعده لن يعتصموا بحبل الله، بل سوف يستخدمون “حبله” لخنق الآخرين الذين يختلفون معهم في الدين والدنيا.
تعجبت لجوقة البلاط السلطاني، أصحاب العمائم البيضاء والأعمال السوداء والكروش والأوداج المنتفخة مثل الجثث في العراء. فهؤلاء “عوالم” عهد “الإنقاذ” حيث يٌقبض العلم ويستشري الجهل، ويُحلل الربا ويُحرم الصلح بين أبناء الوطن الواحد. وهؤلاء الذين يسمون أنفسهم فقهاء يشكلون خطراً داهماً على الأسلام أكثر من غيرهم حينما ينصبون أنفسهم وكلاء لله في الأرض عبر الرعي الجائر في القراءن الكريم. وحينما يصنعون “هالة” تقوي ذائفة حول ذواتهم.

ومما لا شك فيه، أن الحكومة مسؤولة مسؤولية تامة عن تفريخ فقهاء السلفية الحربية، وهي الحاضنة الشريعة لهم، حيث كانت تستخدمهم ضد أحزاب المعارضة من حين إلى آخر. وشيوخ السلفية الحربية هؤلاء إن لم يجدوا ما يعضونه سيعضون الحكومة نفسها، مثلهم الكلاب المسعورة. وما نراه الآن من تهديدات بـ”إستتابة” الوفد الحكومي المفاوض ما هو إلا “بروفة” للقادم في مقبل الأيام. وعلى الحكومة التي أرضعتهم حتي شبوا على الطوق أن تلجمهم الآن قبل فوات الأوان.

وبغض النظر عن رأينا الشخصي في عملية المفاوضات نفسها، وإدمان الحكومة للتفاوض ثم إتفاق سلام، ثم تشكيل لجنة لإنفاذ إتفاق السلام، إلى تشكيل لجنة أخري لتنفيذ المصفوفة التي تتمخض من لجنة إنفاذ إتفاق السلام.. وقصة “دخلت نملة وشالت حبة” المعروفة؛ وقف الحرب وحقن الدم المسلم وغير المسلم مقدم على كل شىء. وشيوخ الظلام الذي لم يعجزهم إيجاد نصوص لتحليل القروض الربوية للحكومة لن يعجزوا عن إيجاد نصوص ساطعة وناصعة تدعو إلى السلام والإصلاح بين طائفتين من المؤمنين- وفي حالتنا عدة طوائف.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. Those who call themselves ULMA are representing great danger to nation more than any thing else, the nation shall destroy them all together with the so called INGAZ

  2. صحبح كيف تتفاوض الحركة ونحن فى حاله ثورة والثوار داخل بيوت الاشباح والمعتقلات , ام عودة مشاركة المؤتمر الواطى كحالة نيفاشا ثم استفتاء ثم انفصال الى دولة ثالثة وسط السودان وشماله ,الثورة على كل من تغول فى حق السودان لن نرضى بانصاف الحلول بعد اليوم وطريق باركوها .

  3. تعرفوا يا جماعة والله كنت بحترمو لمن استقال من الاوقاف ومشي الكويت وقلت بس ياهو دا الشريف فيهم وبقيت اتابع اخبارو وسطية وما ادراك ما الوسطية وبعدين عجبت كل العجب لمن رجع وهو كاره كل انسان وماسك في الحكومة وبتملق ليها والله ما عارف هو اتمسخ كدة لية هل كانت هزة في المبادئ والسلوك ولا انصدم في شعب كان بعلمو في الوسطية غايتو الله اعلم

  4. والله كيف يحللون هؤلاء الربا ويحرمون الصلح بين السودانيين علما بان الرسول صلى الله عليه وسلم عمل صلح الحديبية وبارك حلف الفضول الذى قال فيه هذا الحلف لو دعيت به فى الاسلام لاجبت

  5. هؤلاء كعلماء بني إسرائيل يواطئون عدة ما حرم الله ويفتون حسب مصالحهم وإن كانت مصالحهم حربا علي الله ورسوله ألم يجيزوا القروض الربويه؟؟؟ فبقدر ما تدفع تأخذ فتوي ولو أن فحواها تخرج الانسان من المله ففقه الضرورة صار أصلا أصيلا في الفتوي عند هؤلاء العلماء السراق وسرقة الحجاج صارت شرعة ومنهاجا لبقية الملتحون من علماء الانقاذ في وزارة الاوقاف الشئون الدينيه وتجدد لجنة الحج سنويا حتي يتمكن أكبر عدد منهم من سرقة الحجاج من وزارة الشئون الطينيه نعم طينيه فهؤلاء المنافقون آكلوا السحت ولا يتورعون من سرقة كلما يقع في أيديهم واصبحوا متخمين وذوي كروش وأشداق تميزهم دون غيرهم يلون ألسنتهم بالكذب ليقولوا هذا من عندالله وهؤلاء العلماء شغلتهم الدنيا واكل السحت عن إصلاح ذات البين ويرون في تأجيج نيران الفتنة سوقا يروجون فيه تجارتهم الكاسدة (( قوم أحلوا الربا ولسان حالهم إن البيع كالربا ويقول الله عزوجل أحل الله البيع وحرم الربا)) دعهم يخوضوا ويلعبوا حتي يلاقوا يومهم الذي يوعدون .

  6. اتقوا الله يا نــــــــــاس كمان بقيتوا تتكلموا في شيوخنا الكرام. وانت يا الكاتب الكلام ده الشيوخ ( عصام البشير وعبد الحي يوسف وامثالهم ) انك ما عندك ولا عشر من العندهم (العلم)
    ياخ اتقوا الله ……..

  7. أنظر إلى هذا المنافق الذي يدعو الناس للصبر و التقشف و يحلل الربا. انظروا إليه كيف هو كل يوم في عباءة مذهبة أو مركشة أو مزخرفة في الوقت الذي يموت فيه الناس في السودان من الجوع و المرض و الحروبات. خسئت يا عصام أحمد البشير و لكن لا غرو فإنك تشترك مع سبب البلاء في الاسم الذي لا يدل على مسماه

  8. إقتباس :
    استغل يوم الجمعة الماضي شيوخ السلفية الحربية أمثال محمد عبد الكريم وعبد الحي يوسف وأحد تنابلة السلطان- عصام أحمد البشير- منابر المساجد للدعاية السياسية ضد موقف الحكومة القاضي بالتفاوض مع الحركة الشعبية-شمال. إذ شن فقهاء السلطان هؤلاء هجوماً لاذعاً على الحكومة وأفتوا بـ”حرمة” التفاوض مع الحركة الشعبية في دولة السودان- بالأحرى ما تبقي منها”

    هل نحن بصدد خروج على مقتضيات واجبات و مسئوليات الوظيفة العامةاذ ان ما قام به شيوخنا الكرام يعتبر خروج على مخدمهم الذى يتقاضون رواتبهم و مخصصاتهم منه .
    ام نحن بصدد اتفاق جنائى لمعارضة النظام اذ كيف لهؤلاء الدعاة ان يتفقوا على طرح موضوع واحد و من منابر عامة و متفرقة و فى ذات الوقت ؟؟
    ام نحن بصدد عمل تحريضى مدفوع الاجر من قبل النظام ؟؟
    ام المقصود فقع مرارة الشعب ؟؟؟
    ارجو ان يفتينا اولى الامر جزاهم الله عنا خير الجزاء !!!!

  9. سبحان الله … اتذكرون هذا العصام احمد البشير في بداية عهد الانقاذ ومصادمته الشرسة لهم من خلال خطبه النارية في مسجد العمارات وكانت النسان تأتيه من كل فج عميق ولكن سبحا الذي يبدل ولا يتبدل … يقال والله اعلم أن الجماعة مسكو عليه زلة كسرو بيها عينو رغم إنهاكانت مؤامرة جيدة الحبك

  10. السلام عليكم ورحمة الله
    إذا كنت مريضا لا قدر الله, وذهبت إلى الاخصائى وكشف عليك واعطاك الدواء هل تسأله لماذا كتبت لى هذا الدواء وما هو مفعوله؟ إذا سألت هذا السؤال سيقول لك الطبيب إذهب وادرس فى الجامعه ست سنوات ثم تعال وناقشنى فى هذا الامر. هؤلاء العلماء درسوا اصول الفقه وهم ادرى منا جميعا بهذه الامور. من اراد ان يناقشهم فى ما ذهبوا اليه من فتاوى لا بد له ان يدرس ويتعلم كعلمهم ثم يأتى ليناقش. اما من يسب ويشتم من غير علم ولا هدى فهذا جهل منه. نحن نرجو من العلماء والدارسين كعلمهم ان يكتبوا فى هذا الامر بموضوعيه وياقشوا الحجه بالحجه

  11. الله يلعن اكلى السحت وهناك حرب بينه وبينهم ومن ذاق مال السحت لن يتركه بسهوله لانه مال ياتى بدون عمل او جهد فيكون متمسك به فى دنياه حتى لو امره عاطيه بالكفر بالله لا يمانع

  12. علماء..علماء ..علماء
    مش كفاية العملوه الجماعة ديل فى الصومال وأفغانستان والعراق ؟
    ديل لو قام ليهم ريش ، أى واحد إقول بغم حيطلع من الملة وحيركبوه التونسية.
    ديل أخطر من البشير ونافع ومحمد عطا..لأن أسلحتهم خطيرة جدا( مثل التكفير وفقه الضرورة والدين من أجل الجماعة)..
    وستندم الإنقاذ على المساحة الإعلامية والمنبرية التى أتاحتها لهم لخدمة أهداف الإنقاذ الآنية

  13. الروائي الشهير دي أتش لورانس قال يوماً إن أفضل طريقة لإصلاح العالم تدميره وإعادة بنائه.يبدو أن النظام السوداني يسير على خطى لورنس في السودان

  14. كلامك صحيح يارضا واضيف ليهو انوا ما بس عصام احمد البشير وعبد الحي يوسف كمان هذا الرجل كنت احب خطبه جدا في مسجدو الواقع بين الحماداب وجبره (سوري المنطقه ما عارف اسمها ) انا مشيت كم جمعه اصلي هناك والله ما كانت في حتة تخت فيها رجلك ولو خليت بالك في الفترة ديك ظهروا زي 4 او 5 كمية من الائمة الشباب القادمين من دول الخليج ونحديدا من السعوديه والكانوا سالخين الحكومة دي سلخ شديد في خطبهم البدات تستقطب مجموعات كبيره من الناس للمساجد وتاني انا بعرف واحد من هؤلاء الائمة (لا اريد ذكر اسمه)والله يارضا الراجل ده يوم بعد خطبة من خطبوا الزلزلة ساقوهوا بعديها بتاعين الامن والله الراجل ده طلع يبكي بدموعوا من عندهم وقال بالحرف اعوزبالله ديل ابدا ما مسلمين .عبد الحي وعصام احمد البشير ديل انامتاكد انوا انقلابهم ده لانوا اتعمل فيهم زي ما اتعمل في شيخنا الزكرتوا ليك ده او اتخوفوا بانوا سوف يكون حالهم كذا وكذا والناس ديل واعني الائمة كانوا نضاف والله لكن الخوف… خافوا من بتاعين الامن وماخافوا من الخلق بتاعين الامن والقادر علي ان يخسف بيهم الارض في ثوان اذا دعوا عليهم وهم مظلومون

  15. روى ابن ماجه عن عبد الله بن عمر قال :

    ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول : ما اطيبك واطيب ريحك ما اعظمك واعظم حرمتك والذي نفس محمد بيدة لحرمة المؤمن اعظم عند الله حرمة منك , ماله ودمه وان نظن به الا خيرا ).

    اين هم من قوله صلى الله عليه وسلم هذا
    سيقول لك خارجون عن القانون
    وهم كذلك خارجون على الحاكم الشرعي بإنقلاب
    مالهم كيف يحكمون

    يؤمنونو ببعض الكتاب ويكفرون ببعضه

  16. من يتحسر على زمن الطواغيت الساقطين والمتساقطين بإمكانه التوجه للعيش في أقرب زريبة فهي نسخة طبق الاصل عن الحياة في ظل انظمة علماء السلطان الساقطين

  17. عصام وعبد الحي وعلاء الدين

    فقهاء سلطان قابضين الثمن يحللوا الربا ويحرموا الوحدة الوطنية والصلح بين أبناء الوطن

  18. تعقيب من الشيخ القرضاوى يفتى فيه بجواز الخروج على الحاكم الظالم (الثورة اليمنية مثال)

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، ومن اتبع هداه، وبعد

    فقد اتصل بي عدد من الإخوة والأخوات من الثورة اليمنية الفتية باليمن يطلبون مني التعليق على ما أصدرته جمعية علماء اليمن الموالية للرئيس اليمني في تحريم الخروج عليه بالقول أو الفعل، ودعواهم الإجماع على عدم جواز الخروج على الحكام بإطلاق، واستدلالهم بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } [النساء:59]. وقد اتطلعت على ما أصدرته هذه الجمعية، وعجبت أن يكون في العالم الإسلامي جمعية تحمل مثل هذه العقول في القرن الخامس عشر الهجري!!.

    أما استدلالهم بهذه الآية الكريمة {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} فهو في غير محله، فطاعة ولي الأمر تجب إذا ما تحقق بطاعة الله ورسوله، وقام بتنفيذ شرعه، وما تم الاتفاق عليه بينه وبين شعبه، والشعب الآن بمئات الآلاف والملايين يطالبه بالرحيل، وهو لا يستجيب لهم!!.

    ثم إنهم لم يتموا الآية، وهي قوله سبحانه: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء59].

    والشعب اليمني اليوم في نزاع مع حاكمه الجاثم على صدره منذ ثلاثة وثلاثين سنة، ومنذ سبعة أشهر انطلقت مئات الآلاف والملايين في شوارع سبع عشرة محافظة معترضة عليه، معارضة لوجوده، فلا بد من الرجوع إلى الله ورسوله، وذلك بالتحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في أمره، فكيف يريد حاكم أن يبقى والناس لا تريده؟! وحسبه مئات الألوف في الشوارع ليلا ونهارا ينادون برحيله.

    ونسي هؤلاء العلماء أن الطاعة لأولي الأمر لا تكون إلا إذا كان من المؤمنين الملتزمين بعقد الإيمان وموجباته: (وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)، وأن الطاعة لأُولِي الأمر المذكورة في الآية قد قيدتها النصوص الأخرى بالطاعة في المعروف، بل قال الله تعالى في بيعة النساء لرسوله صلى الله عليه وسلم: {ولا يعصينك في معروف} [الممتحنة:12].

    إن الحاكم المطلوب طاعته هو الذي يحبه الناس ويطلبونه، كما في حديث مسلم: ” خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم” رواه مسلم في كتاب الإمارة عن عوف بن مالك الأشجعي.

    وهذا الحاكم هو الذي يستجيب لهم فيما يطلبون منه، ويقيم لهم شرائع الله وييسر عليهم أمرهم.

    والخروج الذي يُنكر هو الخروج بالسلاح لقتاله، وهذا لم يحدث، بل هو الذي يقاتل ويسيل الدماء.

    والحاكم الذي ينشر الظلم وينهب المال، ويهمل الشعب، ويزور الانتخابات ويقرب أسرته وأصهاره وأتباعه، فليست طاعته من المعروف في شيء.

    ولقد سبق لي أن أصدرت عدة فتاوى في شأن مصر، رددْتُ فيها على من زعم أن التظاهرات خروج على ولي الأمر، وبينت فيها: أن هذا الأمر أجازه الدستور والقوانين، كما بينت فيها حدود الطاعة لولي الأمر، ورددت فيها المتشابهات إلى المحكمات، والجزئيات إلى الكليات.

    لقد أغفل علماء السلطة في اليمن في مؤتمرهم العلمي الذي عقدوه لمدة ثلاثة أيام تحت شعار: (نحو رؤية شرعية واضحة) الكثير من الحقائق والمسلّمات، ونسوا أن الحاكم الحالي الذي يدافعون عنه ويدعون إلى طاعته، هو حاكم جمهوري استبد بالسلطة منذ ثلاث وثلاثين سنة، وجاء إلى الحكم بانقلاب عسكري، ومنذ زمن يجب أن ينتهي حكمه، بعد خمس سنوات، أو عشر سنوات، ويتم تداول السلطة بالوسائل السلمية المتعارف عليها في الأنظمة الجمهورية.

    نسي هؤلاء العلماء أن الدستور الذي وضعوه، والقوانين التي صدرت عنه تبيح لهم الخروج في مظاهرات سلمية، لا يجوز للحاكم ولا لغيره أن يعتدي عليها، ولكن الحاكم عارض الدستور والقانون، وعارض الشرع، واستحل الدماء.

    ونسي هؤلاء العلماء أو تناسوا أن الشعب اليمني منذ أكثر من سبعة أشهر ينادي ليلا ونهارا، سرا وجهارا، بإسقاط النظام الحاكم، وتحقيق مطالبهم المشروعة. وكان على هؤلاء العلماء أن ينصحوا الحاكم بالاستجابة إلى مطالب شعبه في اختيار حاكمهم بإرادتهم ليقوم بمسؤوليته، ويحقق العدالة بينهم، ويرد لهم حقوقهم، لا أن يفرض نفسه عليهم، وأن يماطل في الاستجابة لمطالبهم، ويراوغ للاستمرار في حكمهم، وإذلالهم، وقتلهم بالحديد والنار.

    كنا نريد من هؤلاء العلماء أن يعلموا أن الحاكم الذي يحرم الخروج عليه هو الذي يحكم بما أنزل الله، والموافق شعبه فيما اتفق عليه معهم، وأن الخروج المحظور هو الخروج بالسلاح لقتاله، وهؤلاء خرجوا بلا سيف ولا عصا ولا حجر، وهم أبدا يُقتَلون بغير حق من الحاكم وزمرته.

    كما يجب على هؤلاء العلماء أن يوجهوا نصائحهم بصون الدماء وحفظ الممتلكات وعدم ترويع الآمنين لذلك الحاكم المستبد بسلطته وزمرته المنتفعين باستمرار حكمه، لا أن يجرئوا قوات الأمن على قتل المتظاهرين السلميين لهذا الحاكم المستبد، بدعوى أن ما يقومون به من تأييد لهذا الحاكم ضد شعبه هو جهاد في سبيل الله، ويعطون بذلك الشرعية في قتل المتظاهرين الأبرياء.

    وإننا نأسف أن تتكرر أمثال هذه البيانات والفتاوى ممن ينتسبون إلى العلم الشرعي من أجل مصلحة حاكم وعائلته، ومعارضة الشعب اليمني المجاهد الذي رفض الظلم، وقاوم الطغيان والفساد بكل وسيلة ممكنة.

    إن هذه الفتوى وأمثالها تطالب الشعب بالاستسلام لإرادة الحاكم الظالم، ووجوب الطاعة المطلقة له، وتصور الإسلام دينا عاجزا عن مقاومة الظلم والطغيان، ناسين النصوص الكثيرة التي تربي الأمة على غير هذا النهج، مثل قوله تعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} [هود :113].

    وقال سبحانه: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة 124]، فبين أن من استرعى الذئب فقد ظلم.

    ومثل قوله صلى الله عليه وسلم: “إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم: يا ظالم، فقد تودع منهم” رواه أحمد في المسند عن عبد الله بن عمرو بن العاص.

    وقوله: صلى الله عليه وسلم: “أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر” رواه أحمد وابن ماجة والطبراني عن أبي أمامة، والنسائي عن طارق بن شهاب.

    وقوله صلى الله عليه وسلم: “ما من نبي بعثه الله في أمة ٍ قبلي، إلا كان له من أمته حواريون وأصحابٌ يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمنٌ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمنٌ ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمنٌ ليس من وراء ذلك من الإيمان حبة خردل” رواه مسلم في كتاب الإيمان عن ابن مسعود.

    وكما قال صلى الله عليه وسلم: “سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب و رجل قال إلى إمام جائر فأمره و نهاه فقتله” رواه الحاكم في المستدرك.

    وقوله : “من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان” رواه مسلم عن أبي سعيد.

    وقد أثبت القرآن أن الجنود المطيعين أمرَ الحاكم الظالم هم شركاؤه ومعه في النار قال تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} [القصص:8].

    وقال تعالى: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ* وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ } [القصص:40،41].

    إن (الفقه الرجعي) الذي يسير في ركاب الحكام، وإن ظلموا وجاروا، ينبغي أن يختفي أمام (الفقه الثوري) الذي يعمل لتقوية الشعوب، ويُنقِّي الحُكم من مطامعه ومساوئه.

    نسأل الله تعالى أن يحقن دماء الشعب اليمني ويحقق له مطالبه في العدالة والكرامة والحرية، وأن ينصر الشعوب المستضعفة على حكامها الظالمين المستبدين.

    {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [يوسف:21].

    يوسف القرضاوي

    رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

  19. منابر الجمعة تم اختطافها منذ ان خيم على السلطة شياطين الانس – وأصبحت موظفة لاغراض سياسية تخدم مصالح التنظيم السياسي – الذي صممه الشيخ البنا للحكم – ومن المؤسف ان بعض ائمة المساجد خطبته تمثل استعراض لما يكتب في الصحف والمجلات ومواقع الانترنت – الامر يا امةالاسلام – كله عبث بالدين وتحريف متعمد لرسالة المسجد في الوعظ والإرشاد – فهؤلاء بعضهم يعتقد أن بلاوي السودان من أغاني ندى القلعة وامثالها – فيما تفتح قنواتهم الفضائية لهذا النظام – الابواب مشرعة للغناء والرقص وتكريم الفنانين الأحياء منهم والأموات – وبدلا من تقديم النصح لله ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم – حولوا منبر الجمعة الى منصة لتطبيل لنظامهم الفاسد وبدلا من يحذر هؤلاء الائمة من اكل الربا نجدهم يسارعون تكرما لتحليل الربا لحكومة البشير الراقص الذي رقص على جثث رفاقه من الضباط في شهر رمضان تقربا للسلطة والشيطان ولا زال يرقص – ولكن الله يمهل ولا يهمل –
    وللذين لا يزالون يعتقدون تصلاح او تقوى لتجار الدين فلينظر او يطلع على الفساد الموجود في ديوان الزكاة وفي وزارة الارشاد والاوقاف – والذين يتباهون به ولا شك ان الديوان والوزارة يضم أكثر هؤلاء تقوى كما نعتقد – فاذا هؤلاء فاسدون فما بالك بغيرهم – نسال الله ان يجعل كيدهم في نحرهم

  20. انهم من علماء السلطان الدجاليين وحارقي البخور ترزية الفتاوي لكل مناسبة فتوة وكل موقف فتوة ليس لهم اخلاق ولا قيم ولا علم لان اقلب شهاداتهم عن غسل الجنابة والحيض والطهارة والكفارة ليس لهم صفة واحدة تجمعهم مع مفكري اوعلماء ولا حتي دعاة انهم فقط تحت طلب سلطانهم يفتون بما يؤامرون ومن ثم يسبحون ويضبحون ومن ثم يتنعمون ويتجملون كما خدور الدمن وانظروا الي وجوهم كيف هي منكسرة

  21. هوي ياناس كلام الله واضح ما تقعدوا تلكو وتعجنو لمن تقع الطامة الكبري……
    سورة الملك (يعني يجي حاكم ويروح حاكم) وطرق إزالة الملك واضحة وألياتها واضحة
    أسباب أزالة الملك كثيرة ومتشعبة لكن ما يهمنا في الإسلام (الخروج علي الحاكم الظالم بإجماع الناس)
    فمن كان فقيرا جائعا وخرج الشارع شاهر سيفه علي الناس لا جرم عليه، ومن رائ منكرا فليغيره أقلاها بي قلبو من ضعف الطالب وشدة المطلوب، وكلمة حق في وجه حاكم ظالم جهاد في سبيل الله وإذا صمت العلماء أصحاب العباءات البيضاء والقلوب السوداء بما تشيطنو عن قول الحق فأصحبوا صم بكم فهم لا يعقلون، يجعلون أصابعهم في أذانهم من قول الحق حذر أن يقطع الحاكم لقمة عيشهم التي يعطيهم لها عن يد وهم صاغرون أو خوفا من قطع رقابهم فيهيمو في وادي السراب حتي يجدوا الله الحق أمامهم فيوفيهم حسابهم والله سريع الحساب، فأين الفتاوي من سب الشعب بأبشع الألفاظ وبئس الإسم الفسوق من بعد الإيمان وأين الفتاوي من رباطة النظام الذين يغتصبون البنات في الداخليات وفي بيوت الأشباح التي أعدت لمحاربة الله ورسوله والمؤمنيين، وأين العلماء من معني كلام رسول الله عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم فيما معناه إقتباسا وليس لفظا للحديث اللهم من ولي من أمر المؤمنيين شئيا وشق عليهم فأشقق عليه.
    ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل (ثورة ثورة حتي النصر) ونحنا أساسا ما بايعناهو لانو جاء غصبا عننا من علي ظهر الدبابة فهل سمعتم بأمير مؤمنين أخذ البيعة والسيوف مسلطة علي الرقاب ؟؟؟؟؟ أفيدوني يا علماء الشيطان أفادكم الله بتوبة نصوحة وفك إثركم وأغلالكم التي في أعناقكم.
    اللهم فأشهد بأننا أنكرنا المنكر في سبيل رضاك لا للسلطة ولا للجاه هي لله من حق وحقيقة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..