هيئة شئون الأنصار : خطبة الجمعة من ود نوباوي

حفلت خطبة الجمعة اليوم و التي القاها اليوم الجمعة 27 رمضان مولانا عبد المحمود أبو إبراهيم الأمين العام لهيئة شئون الانصار على عدة مواضيع حيث أبتدرها بالإسلام و عرفه بأنه منهج حياة تطرق لضحاية والعنف في السودان الحيبب أسحق الفكي سليمان الذي اقتيل و هو يدافع عن والده و ظاهرة الإعتداء على الصحافة متمثلة في الكاتب الصحفي عثمان ميرغني و قضية المرتدة أبرار .
ادناه تجدون نص الخطبة

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة التي ألقاها الأمير : عبد المحمود أبو بمسجد الهجرة 27 رمضان 1435 هـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب البريات ، وأشهد أن سيد محمدا عبده ورسوله سيد السادات ، صلِ اللهم وسلم عليه وعلى آله وأصحابه صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات ، وتقضي لنا بها جميع الحاجات ، وتطهرنا بها من جميع السيئات ، وترفعنا بها أعلى الدرجات ، وتبلغنا بها أقصا الغايات من جميع الخيرات في الحياة وبعد الممات. آمين .ثم أما بعد :
قال تعالى : ” لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلاَ أَمَانِيِّ أَهْلِ الكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِياًّ وَلاَ نَصِيراً (123) وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً (124) وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً” صدق الله العظيم
أحبابيِ في الله وأخواني في الوطن العزيز:
الإسلام منهج حياة ؛ يقوم على الاتباع لا الابتداع ، ولكن كثيرا من المسلمين حرفوه بسبب الجهل والهوى ، فشوهوا ديباجته الوضاءة مما أدى إلى حدوث هذا الهرج والمرج الذي ترون مظاهره في عالم اليوم.
لقد تعامل بعض الناس مع الاسلام باعتباره ظاهرة اجتماعية، وبعضهم جعله شعارا بلامضمون! وآخرون قالوا: الإسلام دين ودولة فانغمسوا في الدولة وتركوا الدين ، وأخطر من هؤلاء أولئك الذين نصّبوا أنفسهم أوصياء على الدين، فاستباحوا الدماء وانتهكوا الحرمات، وحرموا ما أحل الله لعباده ، وضيقوا على الناس واسعا ، فكفروا الناس على هواهم ، وحصروا فهم الدين في حقبة تاريخية معينة ، ووزعوا الناس فريقان فريق في الجنة وفريق في السعير على حسب فهمهم العقيم، وجعلوا جنة الله التي عرضها السموات والأرض مخصصة لفرقة صغيرة تمثل فهمهم ومنهجهم سموها الفرقة الناجية! هؤلاء وأولئك ضلوا السبيل وانحرفوا عن الدين الحق، قال تعالى : ” قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً” .
أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز:
إن دين الله الحق معالمه واضحه ، ومنهجه محكم ، وصراطه مستقيم ، إنه دين الفطرة الذي ترتاح له النفوس السليمة ، وتستقيم على جادته العقول الراجحة، قال تعالى: ” فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ”,
إن منهج الإسلام مبثوث في كل سور القرآن الكريم ومنها هذه الآية : “الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ” هذه الآية تضمنت معالم منهج الإسلام وذلك على النحو التالي:
أولا : الاتباع : الإسلام يقوم على اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمره ونهيه، بدليل قوله تعالى : ” قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” وهنالك آيات كثيرة تحث على الاقتداء برسول الله والتأسي به وعدم مخالفته ؛ فنحن لم نعرف الدين إلا عن طريقه؛ فهو المكلف بتبليغ رسالة الله للعالمين ؛ ولذلك وجب اتباعه ؛ بل وجب أن نكيِّف أنفسنا وأمزجتنا للالتزام بتوجيهاته ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ” لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به” وورد في الأثر أن رب العزة قال : ” وعزتي وجلالي لو سلكوا إليّ كل طريق ولو استفتحوا عليّ كل باب ما قبلت ذلك منهم حتى يأتوا من خلفك يا محمد”.
قال الإمام المهدي عليه السلام : ” واجعلنا وأصحابنا على أثر نبيك صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ولا تزغ بنا عن سكتهم إلى أن نلقاك سالمين من الآثام”
ثانيا : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : قال صلى الله عليه وسلم : ” الدين النصيحة ” قلنا لمن ؟ قال : ” لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم” الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يمثل آلية الرقابة المجتمعية في الإسلام، وفلسفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تهدف لتكوين رأي عام يحتفي بالفضائل ويستنكر الرذائل ، وبذلك توجد بيئة صالحة تستقبل تعاليم الإسلام وأحكامه بالرضا والحب والراحة النفسية. إن تعطيل وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يُجَرِّئُ المستهترين على نشر الفساد في المجتمع، والأمم السابقة استحقت الهلاك بسبب إهمالها لواجب النهي عن المنكر قال تعالى : ” لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ” بل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مكملات الإيمان قال صلى الله عليه وسلم : “.. لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطُرُنَّه على الحق أطرا ولتقصُرُنَّه على الحق قصرا ، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم يلعنكم كما لعنهم ” رواه أبو داود.
ثالثا: اباحة الطيبات وتحريم الخبائث: إن مفهوم الطيبات مفهوم واسع وكذلك الخبائث ، والطيبات من الرزق عرفت بأنها : المواد النافعة الخيرة الممنوحة من الله للعباد؛ التي يؤدي استعمالها إلى تحسين مادي وأخلاقي وروحي للمستهلك. والطيبات في الإسلام تحقق المصلحة الدنيوية وغايتها فلاح الآخرة . يقول الشاطبي رحمه الله: ” المصالح المجتلبة شرعا والمفاسد المستدفعة إنما تعتبر من حيث تقام الدنيا للحياة الأخرى لامن حيث أهواء النفوس في جلب مصالحها العادية أو درء مفاسدها العادية” فالطيبات بهذا المفهوم تشمل كافة المجالات ، الأفعال والأقوال والسلوك والأطعمة والكسب والملبس والمسكن وغيرها، وفي مجال السلع فإن السلعة الطيبة لديها شروط منها أن تكون حلالا، وأن تكون جيدة ، وأن تكون مرغوبة فطرة، وأن يكون لها مفهوم عقائدي وأخلاقي في اكتسابها وإنفاقها، بلا إسراف ولاتقتير، وأن تكون مثمرة، ونقيض ذلك يدخل في باب الخبائث، فالكسب الذي يأتي بوسائل الغش والخداع والغرر والرشوة والربا والاكراه وإساءة إستعمال السلطة واستغلال المنصب، وأخذ حق الغير؛ كله يعتبر من الخبائث الماحقة قال صلى الله عليه وسلم : ” إن الله تعالى طيب لايقبل إلا طيبا وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى : ” ياأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا” وقال تعالى : ” يا أيها الذين ءامنوا كلوا من طيبات مارزقناكم ” ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب: يارب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأني يستجاب له” رواه مسلم
روي أن ابراهيم بن أدهم مر بسوق البصرة فاجتمع الناس إليه وقالوا له: يا أبا إسحاق مابالنا ندعو فلا يستجاب لنا؟ قال: لأن قلوبكم ماتت بعشرة أشياء: عرفتم الله فلم تؤدوا حقه، وزعمتم أنكم تحبون رسول الله وتركتم سنته، وقرأتم القرآن فلم تعملوا به، وأكلتم نعم الله فلم تؤدوا شكرها، وقلتم إن الشيطان عدو لكم ولم تخالفوه، وقلتم إن الجنة حق ولم تعملوا لها، وقلتم إن النار حق ولم تهربوا منها، وقلتم إن الموت حق ولم تستعدوا له، وانتبهتم من نومكم فاشتغلتم بعيوب الناس ونسيتم عيوبكم، ودفنتم موتاكم فلم تعتبروا بهم.
رابعا : رفع الاصر والأغلال عن هذه الأمة: من خصائص الإسلام أنه جاء بالتيسير والتخفيف والتدرج في الأحكام، قال تعالى : ” يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا” وكل الأدلة الواردة في القرآن والسنة وسيرة رسول الله تبين رحمة الله بهذه الأمة والتخفيف عنها، ومظاهر التيسير في الإسلام تتمثل في بساطة العقيدة ، وتنوع العبادة ، وقلة التكالف ، وسعة مساحة المباحات ، ومضاعفة أجر الحسنات ، وتقليل عقوبة السيئات، وفتح باب التوبة ، ومراعاة ظروف المكلفين ، وتشريع الرخص وغيرها من الأحكام التي تبين يسر التشريع في الإسلام ؛ وعليه فإن مظاهر الغلو والتطرف والتشدد والتكفير التي شاعت في زماننا هذا لاصلة لها بالإسلام وإنما هي إفرازات لأمراض نفسية لأصحابها أعطوها صبغة دينية والإسلام بريء منها، قال صلى الله عليه وسلم : ” من قال هلكت أمتي فهو الهالك”.
خامسا : الإيمان برسول الله وتوقيره ونصره وإتباع النور الذي أنزل معه : الرسول صلى الله عليه وسلم جعله الله خاتم النبيين، وأمر بتوقيره والصلاة عليه ونهى عن ذكر اسمه مجردا قال تعالى : ” لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا” ونهى عن رفع الصوت في حضرته، وبين مكانته عندما قدمه جبريل للصلاة بالأنبياء في بيت المقدس، فالذين عرفوا قدره وتعاملوا معه بما يستحق هم الفائزون قال الإمام المهدي عليه السلام: ” وحببنا في نبيك محمد صلى الله عليه وسلم إذ أنه دلنا إليك وتلقى الوحي منك فبلغه فوصل إلينا بفضلك فصل اللهم وسلم عليه وعلى آله عدد المتصلين به لك الواصلين بنوره صلى الله عليه وسلم”
سادسا: من التزموا بمعالم المنهج المذكورة هم المفلحون: الإسلام التزام بالمنهج الذي بينه رسول الله، لااتباع للهوى ؛ فبعض الناس يظنون أنهم لانجاة لهم إلا بالتشدد على أنفسهم وهو غلو صححه رسول الله عندما هم ثلاثة أشخاص من أصحابه حرمان أنفسهم من المباحات ، فقال لهم : ” أنا أتقاكم لله وأخوفكم منه ولكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني” وعندما نذرت إحدي النساء أن تحج لله ماشية قال لابنها : ” مرها فلتركب فإن الله غني عن مشيها” إن التزام المنهج الصحيح هو المنجي، أما التألي على الله والابتداع في الدين فمآله الهلاك.
الحديث قال صلى الله عليه وسلم : ” إن المنبت لاأرضا قطع ولاظهرا أبقى”أوكماقال.
يغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين.

الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على سيدنا محمد وآله مع التسليم
وبعد:
أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز:
قال تعالى: ” وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ العِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ المِهَادُ” صدق الله العظيم
أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز:
هنالك حدثان يجب الوقوف عندهما والتأمل فيهما:
الحدث الأول : ظاهرة العنف التي استشرت في بلادنا؛ ففي مدينة كاس اغتيل الحبيب اسحق الفكي سليمان وهو من خريجي خلوة الإمام عبد الرحمن وشقيقه محمد تم اغتيالهما عقب صلاة التراويح وهما يدافعان عن والدهما الذي هدده أناس يحملون السلاح اعترضوا طريقه وهو عائد إلي بيته عقب أدائه لصلاة التراويح. وفي مدينة الخرطوم تعرض مقر صحيفة التيار لهجوم مسلح والاعتداء على الأستاذ : عثمان ميرغني وزملائه ، هذه الظاهرة جديدة على السودانيين وهي من إفرازات مناخ الاستبداد وسياسات التمكين التي ابتليت بها بلادنا في ظل هذا النظام .
إن هذا العنف إذا لم يتم تداركه بمعالجة أسبابه ؛ سوف يؤدي إلى انهيار الدولة السودانية وذهاب ريحها ، فالظلم الاجتماعي ، والاستبداد السياسي ، والإقصاء ، والتهميش ، وغياب الحريات ؛ هي العوامل المغذّية للعنف والتطرف ولا علاج لذلك إلا بإيقاف الحرب وإقامة نظام عادل يرتضيه الجميع ؛ يحقق العدل ويكفل الحريات. نسأل الله الرحمة لإسحق ومحمد والشفاء لشقيقتهما وللأستاذ عثمان ميرغني وزملائه .
الحدث الثاني : وصول البنت التي حوكمت بتهمة الردة إلى روما واستقبالها من قبل رئيس الوزراء الإيطالي وبابا الفاتيكان ؛ هذا الحدث يجب أن نتأمله على النحو التالي:
أولا : المحاكمة ألّبت الرأي العالمي ضد الإسلام والمسلمين ، وأظهرت السودان بمظهر المنتهك للحريات الدينية في ظل مناخ عالمي يحتفي بحقوق الإنسان ويعمل على تعزيز وصيانة الحريات الدينية ، وخلقت استقطابا في مجتمعات المسلمين في أذهان كثير من المسلمين الذين لم يفقهوا مقاصد الإسلام في عدم الإكراه في الدين ، فتركوا النص المحكم وتشبثوا بروايات أقل ما يقال فيها أنها ظنية.
ثانيا : بعد التشدد في الاستمرار في المحاكمة ، والتشدد في المضي في تنفيذها دون أي تنازل لأنها حد من حدود الله حسب قولهم نجدهم يتراجعون نتيجة للضغوط العالمية ويطلقون سراح المتهمة ويسمحون لها بالسفر، مما أحدث اضطرابا تشريعيا وزعزعة للثقة في المؤسسات العدلية والتشريعية في بلادنا.
ثالثا: جعلوا من أبرار بطلة عالمية وظاهرة كونية تهتم كل المؤسسات العالمية بشأنها لأنها تدافع عن معتقدها وقناعاتها ، وهي سيدة مغمورة لم تعرف إلا من خلال المحاكمة! وبذلك فتح الباب لكل من يريد أن يرتد عن الإسلام لأنه سيجد دعما عالميا، وفات على ولاة الأمور أن الحدود المتفق عليها لايجوز تطبيقها إذا كان التطبيق يؤدي إلى ضرر أكبر، ومعلوم أن الحدود لاتطبق في ظل الحروب خشية أن يلحق المعاقب بالكفار، وعمر ابن الخطاب أوقف حد السرقة في عام الرمادة، وأوقف سهم المؤلفة قلوبهم لزوال العلة مع النص عليه في آية محكمة في القرآن الكريم.
رابعا : هذه المحاكمة أضرت بالإسلام والمسلمين، وهدمت كل المعاني التي ظل العلماء والمفكرون يؤصلون لها مثل الحريات الدينية ، وكرامة الإنسان والتسامح ، والعدل وغيرها، ومن جانب آخر أظهرت الغرب بأنه المدافع عن الحريات الدينية وحقوق الإنسان ، وبهذه المحاكمة قدمنا خدمة مجانية لأعداء الإسلام وشوهنا صورة ديننا، وغابت عنا الحكمة التي أمرنا باتباعها، ومراعاة الواقع منهج إسلامي أصيل فالرسول صلى الله عليه وسلم قال للسيدة عائشة ” لولا أن قومك حديثوا عهد لهدمت الكعبة وبنيتها على قواعد إبراهيم ” وعندما طلب منه أن يقتل المنافقين قال ” أتريدون أن يقول الناس إن محمدا يقتل أصحابه” .
خامسا: إن هذه المحاكمة فتحت الباب للنقاش الجاد بين العلماء والمفكرين المسلمين حول قضية الإحياء الإسلامي في العصر الحديث في ظل المستجدات المتمثلة في (الحريات العامة وحقوق غير المسلمين وحرية العقيدة والعلاقات الدولية والتشريع الإسلامي في ظل المواثيق الدولية والاقتصاد الحديث والتعددية والديمقراطية ..) وغيرها من القضايا الواقعية والمؤثرة للاتفاق على خارطة طريق توفق بين الالتزام الديني والواقع المعاصر، ولايجدي الركون للتاريخ واستدعاء العواطف والدروشة السياسية في مثل هذه الأمور.
قال صلى الله عليه وسلم: ” يحمل هذا العلم في كل عصر عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين”
أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز
هذه هي الجمعة اليتيمة آخر جمعة في رمضان نسأل الله أن يتقبل صيامنا ويوفقنا على إكمال الصيام ويجعلنا من عتقاء الشهر الكريم . فاحرصوا على اخراج زكاة الفطر وتقديمها للمسئولين عن الخلاوي لانفاقها على الطلاب وتقبل الله منكم. وبهذه المناسبة أصدر الإمام الصادق البيان الآتي نصه: ” تراحم الأرحام والتواصل الاجتماعي أمران مطلوبان بين الناس حتى إذا اختلفوا فكريّاً ، أوسياسيّاً ، أو مذهبيًّا، أو حتى مليّاً.أثناء الفترات الماضية حدثت في بعض أوساط كياننا جفوة أسرية وأخرى اجتماعية. آن الأوان أن نزيل هذه الجفوة ، ومناسبة العيد أولى بذلك ؛ وكخطوة في هذا الطريق أدعو الأهل من أسرة الإمام المهدي وخلفائه ومن أسر كافة الكيان الأنصاري والسياسي لتناول إفطار رمضان ضمن (إفطار المساكين) الذي سنه الإمام عبدالرحمن اليوم الجمعة اليتيمة في مسجد الهجرة، كما أدعوهم لتناول فطور يوم العيد في بيت الإمام المهدي. تلبية هاتين الدعوتين في الإطار الأسري والاجتماعي، أما المسائل الأخرى فهي مرهونة بوقتها، وبالضوابط المؤسسية اللازمة ، والله ولي التوفيق”.
أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز
ستكون صلاة العيد عندالساعة الثامنة والنصف وسيتحرك الموكب من صينية أزهري عند الثامنة صباحا بإذن الله .
اللهم اجعل الشهر الراحل شاهدا لنا لاعلينا، اللهم تقبل صيامنا وقيامنا واجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم ، اللهم اجعلنا من عتقاء هذا الشهر المبارك ، اللهم ارحمنا وارحم آباءنا وأمهاتنا واهدنا واهد أبناءنا وبناتنا، واغفر ذنوبنا واستر عيوبنا واشف مرضانا وارحم موتانا واقض حوائجنا وتب علينا يارب العالمين.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. خطبتك الثانية جيدة بصفة عامة يا ابو لأنها تتحدث في الامور العامة التي تخص الشعب ولكن بصراحة اصبح الانصار قوة هامشية لا احد يسمع قولها وانما مجرد الاستماع الى ترف فكري لانكم اصبحتم جزء من عجلة تجرها خيول جبهة الترابي وان امامكم حائرا مترددا يتقبل الاوسمة من الريئيس البشير ويطير الى الفلبين ليتلقى وساما من هناك وهو يبحث عن اوسمة واعتقد ان الكيزان عرفوا علته واصبحوا لا يبخلون عليه بالاوسمة والفرصة للحديث وهو مبلغ الصادق من العلم وكل ما يريده والمشكلة ان الصادق اورث هذه الجعجعة لابنته مريم فصارت تجعجع اكثر مما تطحن ويساعدها ابوها في الجعجعة الجوفاء.

    اصبح ما يقوله مسجد الانصار في ود نوباوي لا يتعدى مايصل اليه ميكرفون الجامعة لأن الانصار فقدوا قيادتهم وريادتهم للمجتمع السوداني منذ فترة واصبحت كلمة انصاري لا تعنى شيئا سوى انها تعنى خيبة امل الجماهير الانصارية وغير الانصارية المتعاطفة معكم والذين فوزا الصادق وحزب الامة في انتخابات عام 1986م

    اعتقد ان حزب الامة الان في حالة الى اعادة تنظيم نفسه والانفتاح على الشباب وبث روح انصارية جديدة شباب متمسك بالقيم وبالسياسة ومحاربة الفكر الترابي الضال والفكر الكيزاني المتشدد القائم على الإمساك بتلابيب الحكم والسلطة ولكن لا اعتقد ان الانصار قادرين على فعل شئ في ظل القيادة الحالية للصادق المهدي لحزب الامة وامامة الانصار لأن الصادق يبحث عن التلميع لنفسه فقط وأن الذي يهمه تلميع نفسه لن يستطيع ان يقدم شيئا للآخرين..

    يقول المثل اسمع كلام من يبكيك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..