مجمع اللغة العربية يعني شنو ..؟؟

إليكم

الطاهر ساتي
[email][email protected][/email]

مجمع اللغة العربية يعني شنو ..؟؟

** ومن غرائب التحقيق الذي أجراه الأخ قذافي عبد المنطلب بعدد البارحة حول التجاوزات المالية بمجمع اللغة العربية، تحكي التفاصيل بأن االقيادي الجنوبي الدكتور عبد الله دينق نيال لايزال عضواً بهذا المجمع، ولايزال يصرف الراتب والمزايا الأخرى رغم أنف إنفصال الجنوب الذي صار دولة مستقلة منذ (9 يوليو 2011)..وليس في الأمر عجب، إذ عبد الله دينق من البدريين، وربما إستثنت قرارات وإجراءات ما بعد الإنفصال هنا هؤلاء البدريين من الفصل والترحيل، بحيث يكون لهم حق الجمع بين وظائف بلدين ..ولو لم يكن الأمر كذلك، لغضب سادة المسمى بمنبر السلام العادل وطالبوا بفصل وترحيل دينق نيال أيضاً، أو كما يحرضون الناس وأئمة المساجد ضد الحريات الأربع، بما فيها حرية أن تكون قيادياً بمجمع اللغة العربية.. المهم، أي ندع سادة المنبر في غفلتهم وتهريجهم و(خيارهم وفقوسهم)، ونقف عند تجاوز مجمع اللغة العربية لدستور البلد ..علماً بأنه دستور كما (شملة كنيزي) ..!!

** ومع ذلك .. السؤال المريب، والذي قد يبرئ عبد الله دينق من إستلام تلك الأموال، هو : هل التوقيع الذي يستلم راتب ومزايا عبد الله دينق شهرياً من خزينة مجمع اللغة العربية، هل هو توقيع عبد الله دينق شخصياً ؟.. الله أعلم، ثم لنا حق الشك، وخاصة أن الأخ قذافي كشف – بالوثائق – أن هناك عاملين قدامى بالمجمع يصرفون الراتب والمزايا ، أي هناك من يزور توقيعاتهم ويستلم راتب ومزايا عاملين تركوا العمل بالمجمع قبل سنوات وأشهر، وهذا ما يسمى – في قاموس الفساد – بالتزوير والإختلاس.. والمؤسف للغاية، لم يقف التجاوز عند حد تزوير توقيعات كشف المرتبات والمخصصات، بل تجاوز التجاوز هناك ذاك الحد إلى حيث يتهم المراجع العام رئيس مجمع اللغة العربية – شخصياً – بصرف أموال بغير وجه حق أيضاً، وهذا ما يسمى – في بلاد الآخرين طبعاً – بالفساد المالي الذي يستوجب المحاسبة .. ولكن، وكالعادة، وصى المراجع العام في خاتمة تقريره بإعادة تلك الأموال المنهوبة إلى الخزينة العامة، و(خلاص).. أي بلامحاسبة بلايحزنون ..!!

** المهم، أي ما سبق لم يعد مهماً ولا مدهشاً ولامحزناً، فالحدث طبيعي جداً في بلاد صار فيها حلم مواطنها شراء خروف العيد بالأقساط المريحة، بيد أن حال أمواله كما هذا الحال المائل بهذه الزاوية، وما هذا إلا محض نموذج، وناهيكم عما خفي، بل ما لم يعد مخفياً أعظم ..على كل حال، أي بعد غض النظر عن تجاوزات إدارة المجمع اللغة العربية كما يفعل القانون في بلادنا، نسأل بمنتهى الحيرة : مجمع اللغة العربية – ذاتو – يعني شنو؟.. بمعنى، بعد أن ينهض أحمد وأدروب واسحق ونقد والعوض من نومهم فجراً، ويذهبوا إلى أعمالهم وجامعاتهم ومدارسهم، ثم يعودوا إلى بيوتهم ليلاً، ماذا يكونوا قد جنوا – خلال ساعات العمل والدراسة والنوم – من هذا الكائن الهلامي المسمى بمجمع اللغة العربية ؟..طيب، السؤال بالبلدي الفصيح والإنجليزي الأفصح يا ربيع عبد العاطي : يعني الأوت بوت بتاع مجمع اللغة العربية ده شنو؟..هل هناك إنتاج ؟، وهل من مستفيد غير الرئيس الذي يصرف بغير وجه حق وآخرين بالتزوير والإختلاس..؟؟

** وهل الوضع الأفضل لهذا المجمع – وأمثاله – بأن يتم فصله من جسد الحكومة ومالها العام بحيث يصبح منظمة من منظمات المجتمع المدني، أم بأن يظل هكذا كياناً هلامياً لاصقا بجسد الخدمة العامة وأموالها العامة؟..نعم، تخلصوا من هذا البند الذي يبدد المال العام – بالحق والباطل – بلا جدوى ..ومن كان منهم راغباً في تقديم فكرة تخدم اللغة العربية فليذهب بفكرته إلى المجتمع المدني..وبالتأكيد، إذ وجد المجتمع منفعة في فكرته ونشاطه سوف يدعمه، وإذا لم يجد فليذهب – أي شئ غير مفيد – هباء منثوراً.. ذاك إقتراحي لوزير المالية، مقترح بإزالة هذا المجمع من جسد الحكومة وكنسه من سوح العمل العام.. هذا، أو ( السيد وزير المالية، بعد التحية والاحترام.. بالإشارة إلى مواد الدستور التي تقر بالتعدد العرقي والثقافي وكدة، أرجوا من سيادتكم التصديق لي بميزانية تأسيس مجمعات اللغات النوبية والبجاوية وغيرها ، وجزاكم الله خيراً..ود ساتي، رئيس مجمعات اللغات غير العربية بالسودان)..عفواً، ملحوظة مهمة : ( الميزانية يجب أن تكون ضخمة، بحيث تكفي العاملين وغير العاملين)، أي كما حال ميزانية مجمع اللغة العربية .. !!