مقالات سياسية

من هى المعارضة ؟!

اسمع وأقرأ لكثير من الناس وهم يتكلمون عن المعارضة وكأنها كائن خرافى ، أو انها فاروق أبوعيسى والصادق المهدى وعمر الدقير .. الخ، بينما حقيقة الامر ان المعارضة هى انا وأنت وهو وهى من الناس الذين يمشون فى الاسواق ، ان كانت هناك طريقة للمشى فيها هذه الايام !
يقول أحدهم المعارضة والحكومة وجهان لعملة واحدة ، فبينما الحكومة هى التى أوصلتنا لهذا الحال ، فان المعارضة لا تقدم لنا حلول ولكنها فقط تتحدث عن سوء الحال . وهو نفس ماقاله السيد غندور فى يوم من الايام ويقول به العديد من السدنة . ولا أدرى ماهى الحلول التى يتوقعها هؤلاء من المعارضة قبل سقوط النظام الذى بيده مقاليد الامور .
ولكن اذا فهمنا بان المعارضة هى مجموعنا ، عندئذ فقط ينفتح الطريق لسقوط النظام . اعرف اناسا يتحدثون ليل نهار عن ان الشعب لن يفعل شيئا مهما حدث . وهؤلاء الناس انفسهم اذا طلبت منهم عشرة جنيهات لانشاء قناة أو جريدة او طباعة منشور ضد النظام ، لايفعلون . وهؤلاء لايرون الذين سجنوا وعذبوا بل وقتلوا خلال السبع وعشرين عاما الماضية ، ولا الذين شردوا من اعمالهم وبلدهم لانهم عارضوا ، ولا الذين يموتون كل يوم بالعشرات واحيانا بالمئات فى دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الازرق ، بل ربما يتفقون مع الحكومة بتسمية هؤلاء بالمتمردين والخوارج . هؤلاء بالطبع لن يوافقوا على ان يخرج ابنهم أو بنتهم أو ابوهم فى مظاهرة قد يتعرض فيها للضرب بالرصاص ، ولكنهم يثرثرون بان الناس قلوبهم ماتت ومافى زول حيطلع ، بينما هناك من خرج وقتل ، ومن خرج وسجن ، ومن خرج وهو الآن يقدم للمحاكمة . وهناك الاطباء البواسل الذين كان من الممكن ان يسافروا للخارج ويتلقوا المرتبات الكبيرة ويعيشوا واسرهم فى امان ، ولكنهم بدلا عن ذلك وقفوا موقفا بطوليا امام الجبروت ولا يزالون .
الذى أراه ان المعارضة بالصورة التى يتصورها هؤلاء تقوم بواجبها بقدر المستطاع بنشر الوعى بين الناس ، وباتخاذ المواقف الصحيحة حيال الاعيب الحكومة من مثل حوار الوثبة والتفاوض مع الحركات المسلحة بهدف اغرئها بالمناصب والعطايا ، والباقى علينا جميعا دون فرز .
من تجاربى الخاصة ووسط معارفى اعرف اشخاصا كانوا حتى وقت قريب يصدقون حكاوى الحكومة ويرون ان ما قامت به من طرق مضروبة وسدود لاتنتج الكهرباء ومبانى لاناقة لهم فيها ولا جمل ، هى من الانجازات التى يستحقون بها حكمنا الى الابد ، هؤلاء اصبح بعضهم اليوم ينشر اخبار المظاهرات وبيانات المعارضة ، بل واصبح بعضهم يشارك فى بعض الانشطة المعارضة . هذه التحولات تدل على امرين :
الاول ان الاعيب الحكومة قد وصلت الميس ولم يعد هناك مايخيل على الناس .
الثانى ان الوعى قد بلغ مداه .
فى هذه اللحظة فان خروج الالاف الى الشوارع أو حتى اعتصامهم فى منازلهم سيكون كافيا لذهاب الذين يستمتعون بالمطر !
فى نقده لموقف الحكومة قال أحد الكاتبين ان الرياضى فلان والفنان فلان اعلنا رفضهما للاجراءات الاخيرة ، فنعم الموقف ، وان لم يكن غريبا . فهناك من الفنانين من لم يبدى تعاونا مع هذه الطغمة منذ ان استولت على السلطة وحتى اليوم ، فهؤلاء هم ابناء هذا الشعب ويعرفون مدى التجاوب مع الناس وقضاياهم .
جاءتنى رسالة من احدى الاخوات التى لم تكن تحفل بالسياسة ، وفيها خطاب مقدم من بعض الضباط الاحرار الى قيادة جهاز الامن ، وهم يحذرونهم بانه قد بلغ السيل الزبى وانهم لن يقفوا مكتوفى الايدى اذا حاول هؤلاء ان يقفوا ضد ارادة الشعب .وأيضا مارأى هؤلاء فى موقف ابناء القطينة البواسل ، الذى جعل أحد الضباط المحسوبين على النظام يتصدى لعصابة الجنجويد ويلقنها درسا لم يعجب كبار السدنة ! وهكذا اذا نظر المعارضون للمعارضة حولهم سيجدون ان حراك الشعب قد بدأ بالفعل فى الاول من يوليو 1989 وهو وهو لن يتوقف حتى سقوط الطغمة . وغدا لناظره قريب

تعليق واحد

  1. كلامك صحيح يااستاذ عبدالمنعم التغيير تقوم به الاغلبيه الصامته عندما تقول كلمتها ,فقد كانت الجماهير فى اكتوبر وابريل متقدمه مسافات ومسافات عن الاحزاب التى صارت تركض خلف الجماهير عندما حانت ساعة الغنائم ,المعارضه هى انت وانا وكل واحد فينا يستطيع ان يقدم ويساهم فى حدود استطاعته المهم ان تصدق النوايا.

  2. نعم المعارضة انت وانا وهو…يتحدثون عن المعارضة كأنه كائن خرافي يقبع في مكان ما ويدعونه للتحرك ويغلظون القول عليه لانه لا يستجيب….المعارضة هي كل من يرفض نظام العصابة الإسلامية…شكرآ

  3. يا أخي عبد المنعم عثمان والله كلامك كلام زول بفكر بعقلانيه و صحيح و مقنع .. الناس البتتكلم ضد أي معارضه في الوقت ده بالذات إما أن يكونوا جهله و إما عايزين يحبطو الآخرين .. تسلم

  4. شكرا عبدالمنعم نقول ان الشعب هو أنا وأنت وهو صاحب الكلمة في اسقاط النظام كما كان في اكتوبر حين كان الشعار التطهير واجب وطني غير أن الطائفية أدركت نفسها وسرقنا وتكرر السيناريو في وأد الثورة في مهدها واليوم الجماهير تعي دورها انها ثورة حتى النصر حتى سقوط الطغمة ثم التطهير واجب وطني تحباتي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..