علماء السلطان علموهم الأدب وإحترام القانون

أوردت صحيفة التيار قبل يومين خبرا بصفحتها الاولى تحت عنوان:
“قيادي بجبهة الدستور: الإحتفال بمحمود محمد طه إهانة للشعب”.
تفاصيل الخبر:
طالب القيادي بجبهة الدستور الإسلامي وعضو هيئة علماء السودان “عبدالوهاب محمد علي” الحكومة بحظر نشاط الجمهوريين ومنع إقامة احتفال يزمع عقده خلال الأيام القادمة بفندق كورال بالخرطوم لإحياء ذكرى زعيم الجمهوريين “محمود محمد طه ” وأبدى عبدالوهاب محمد علي استغرابه من السماح للجمهوريين بممارسة نشاطهم وقال إنه يقف ضد الاحتفاء بالفكر الجمهوري مبيناً أن محمود محمد طه قد حكم عليه بالردة وقتل حدا بعد استتابته، فلا يمكن تمجيد وإعادة أعماله مرة أخرى مشيراً إلى أن ذلك فيه إهانة للقضاء السوداني ولعلماء البلاد وأهلها.
إنتهى الخبر.
……….
ومن ثم اقول .. صحيح هنالك “علماء” أجلاء يستحقون الإحترام والتقدير على قلتهم وندرتهم حتى اصبحوا مثل الزئبق الأحمر، وهؤلاء لا يعتمدون فى جلب رزقهم وتربيتهم لأبنائهم بشرائهم لآيات الله بثمن قليلا.
فاقامة الصلاة ورفع الآذان لا ثمن أو مقابل لهما إذا كان الشخص يرجو الأجر من الله، ومدارسة الآخرين عن القرآن وعلوم الدين لا يجب أن تكون بالمقابل المادى الذى يحصل عليه الإنسان لكى يعيش بعلمه “الأكاديمى” ومن عرق جبينه، فالدين يجب أن يعرفه كل مسلم لا أن تخصص له “طبقة” تسمى طبقة “العلماء” وأن يكون لهم زيا مميزا وكادرا وظيفيا.
رسالتى هذه موجهة لشرفاء المحامين وما أكثرهم فى بلادى رغم الفساد الذى ضرب العديد من الجهات.
والذين يحتاجون لتعلم الأدب وإحترام القانون هم هؤلاء فئة “علماء السلاطين” الذين “يتكسبون” بآيات الله وينافقون الحكام ويمارونهم على مر العصور ويهبطون همم الثوار والشرفاء من شعوبهم ويسيئون عن جهل للأخيار الصادقين، كما سوف ابين لاحقا.
هنا اقول بأنى لا ادافع عن الشهيد/ “محمود محمد طه” أو عن “الفكرة الجمهورية” التى لديها من هم أجدر منى وأكثر قدرة على الدفاع عنها.
لكنى كمثقف علمنى هذا الشعب “بالمجان” وبما يدفعه من ضرائب، على واجب لهذا الوطن ولهذا الشعب، وأدلو بدلوى فى كل قضية تمس هذا الوطن وشعبه أو تسئ اليه بالقدر المتاح لى من معرفة.
بالرجوع للخبر الذى أوردته أعلاه ، كأن “علماء السلاطين” هؤلاء ، لم يكتفوا بالتآمر على الشهيد محمود محمد طه فى 18 يناير من عام 1985 بل من قبل ذلك بكثير ولم يشف بعد غلهم وحقدهم عليه، بسبب صدقه وطهارته وسدادة فكره الذى اصبحت البشرية كلها فى حاجة اليه اليوم، حيث لا يوجد حل فى غيره، لذلك يريدون يطفئوا نوره وأن يعدموا صاحبه من جديد وبعد 32 سنة من إستشهاده، فكلمة الحق لا زالت ترن فى آذانهم وتقلق منامهم وهو الرجل الذى لم يعرف النوم الا قليلا عبادة وتقربا لله.
والذى جاء به محمود صحيح كما قال عنه “من الجدة حتى جعله بين أهله كالغريب” وهو فى فهمى القاصر عمل – (صوفى) وزيادة ? لكنهم بعد أن ضللوا الشعب السودانى لأكثر من نصف قرن من الزمان وفى زمن احتكار المعرفة ووسائل الإعلام وشوهوا سمعته بهوسهم وروجوا لأكاذيبهم دون حياء، تلك الأكاذيب التى كانت سببا جعلني أتعرف من قرب على فكره وصدقه منذ بداية السبعينات.
تلك الأكاذيب مثل قولهم انه قال “الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وهو لا يفعل الفحشاء والمنكر لذلك لا يصلى”، أى أنه أسقط فريضة الصلاة”.
أى والله رددوها هكذا دون حياء أو خجل ولا زال يرددها البعض من خلال “قالوا”!!
وهو القائل “الفحشاء والمنكر لا ينتفيان من الوجود حتى قيام الساعه ويدق معناهما حتى يصبح مثل الشرك الخفى، والشرك الخفى لا ينتفى كذلك فهو كدبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء فى الليلة الظلماء”.
وهو القائل فى محاضرة بعنوان “الصلاة والأحوال الشخصية” كما هو موجود فى تسجيل على اليوتيوب لمن أراد أن يرجع اليها، إن “آصل الأصول اللفظية هى – لا اله الا الله ? وأن آصل الأصول العملية هى – الصلاة”.
واضاف “إن الصلاة هى اشرف عمل العبادة “.
والفكرة الجمهورية أخرجت عدد من الكتب الهامة عن الصلاة تعود الى قرابة النصف قرن من الزمان مثل “رسالة الصلاة” و”تعلموا كيف تصلون” و “الصوم ضياء والصلاة نور”.
لكن اؤلئك الكذبة المفترين وبعد أن انتشرت وسائل المعرفة وأصبح الإعلام حرا وخوفا من أن ينكشف كذبهم وباطلهم، بدأوا يتحدثون عن حقيقة الذى قاله وعن صلاة إسمها “صلاة الأصالة” لكنهم لم يذكروا أن الإنسان لا يصل اليها الا بعد تقليد مجود وصادق “للنبى”، صلى الله عليه وسلم وهو الذى يأخذ بيدك حتى يوصلك لربك حتى تاخذ “صلاة” أصالتك وهم يظنون المسألة هينة وسهلة وكأنها مثل صعودك الى طائرة تحملك من الخرطوم وتصل بك بعد 10 ساعات الى “نيويورك” .. يظنونه أمر سهل لا توجد فيها إبتلاءات وإمتحانات لا يستطيعونها، أدناها وقفته “المهيبة” التى جعلت “جلاده” يرتجف وهو يشاهده يواجه الموت ثابتا، مبتسما على “المقصلة”.
إعترف الكاذبون “علماء السلاطين” أخيرا بأنه لم يقل بأنه “لا يصلى” أو أنه اسقط “الصلاة” وإنما كان يتحدث “صلاة الأصالة” من خلال معرفة دقيقة بحقائق الدين.
ولا أظن البعض منا سمع من قبل بالذى قاله شيخ الطرق الصوفية “الجيلانى” وهو يقول:
زعموا بانى تركت صلاتى
وماعلموا انى اصلى بمكتى.
فهل تلك “الصلاة” هى ذاتها صلاة “التقليد” التى نعرفها؟؟
وإذا أدعوا بأن الشهيد قد “إرتد” فماذا يقولون عن قرابة “المليار” مسلم” من “المتصوفة” الذين جميعهم أخذوا من عبد القادر الجيلانى؟
وهل كفروه أو كفروا أتباعه ومريديه ؟ ولولا الصوفية هل عرف أهل السودان الإسلام وهل كانوا على ذلك القدر من التسامح الذى قضى عليه الوهابية والإخوان المسلمين؟
أم يظنون ان الإسلام دخل للسودان مع أؤلئك “الإخوان المسلمين” بعد عام 1928 أو من خلال “الوهابية” بعد إرتفاع سعر برميل البترول عقب حرب أكتوبر 1973 من 3 دولارات الى 33 دولارا؟
إنهم بلا حياء يكذبون مثلما يتنفسون لكنك سوف تستمع إليهم وهم يزرفون دموع التماسيح يحدثونك عن عدل “عمر” الذى أقام العدل فإمن على نفسه وافترش الأرض ونام دون حرس، بينما هم يسكنون العمارات ويركبون البرادو ويشترون بآيات الله ثمنا قليلا.
وسوف يحدثونك عن “محمد” صلى الله عليه وسلم الذى إنتقل للرفيق الأعلى ودرعه مرهونة عند يهودى مقابل دين، وهم اموالهم مرهونة لدى البنوك المحلية والأجنبية بالعملة السودانية والصعبة.
المهم هنا أن “عالم السلطان” هذا قد طعن فى حكم قضائي أصدرته أعلى محكمة سودانية وهى المحكمة الدستورية العليا فى زمن الحرية والديمقراطية، ألغت به حكما جائرا وصفته بالمعيب وبالنقطة السوداء فى تاريخ القضاء السودانى لانه افتقد لأدنى معايير العداله وجرى على طريقة محاكم التفتيش وقضى بإزهاق روح انسان طاهرة، يختلفون معه فكريا بسبب جهلهم وهوسهم، ولا أظنهم إستمعوا اليه، لذلك لم يعرفوا قدره.
الشاهد فى الأمر الغت المحكمة الدستورية العليا التى لم يرفع لها حكم الإعدام، حيث أعادت للشهيد كافة حقوقه وممتلكاته البسيطة، المتمثلة فى منزل متواضع فى حى مصنف “درجة ثالثة” وبعض الكتب وحقيبته التى كانت معه خلال فترة “السجن”.
بالطبع لم تعد حياته التى يظنون “جهلا” بأنهم من أخذوها وقضوا بنهايتها ونهاية “الفكرة الجمهورية” الى الأبد.
فأفزعهم الآن إقبال عدد من الشباب “المستنير” الذين لم يولدوا فى وجود الشهيد، يلتزمون “الفكرة” أو يصبحون من أخلص أصدقائها.
الشاهد فى ألأمر أن الحكم الذى اصدرته “المحكمة الدستورية” ناقضا حكم “المتآمرين” كان يقتضى محاكمة أولئك القضاء الذين ضعفوا أخلاقيا ومهنيا وأفتقدوا النخوة والصدق فى أدنى مستوى.
رغم ذلك “فعالم السلطان” هذا، ولأننا نعيش فى أخريات عصر حكم الهوس الدينى بعد ظهور سيدهم “ترامب”، الذى جعل علماء “الوهابية” يعترفون بأن “الديمقراطية لا يرفضها الإسلام بعد أن كانوا يقولون أنها “رجس من عمل الشيطان”، أبت عليه نفسه إلا أن يتجاهل ذلك الحكم قاصدا متعمدا وهؤلاء الإسلاميين المتهوسين دائما هكذا فهم فوق البشر وفوق القانون لكنهم وهم يبكون بدموع التماسيح يقولون لك ان “على بن ابى طالب” وهو “الخليفة” وقف امام قاض يختصمه يهودى أدعى ملكيته لدرع فحكم القاضى لصالح اليهودى لأن على عجز عن إثبات ملكيته، فرضى “على” بحكم القاضى.
يرددون مثل ذلك “الكلام” بالسنتهم لكن سخائم أنفسهم وحبهم “للدنيا” لا “للدين” تجعلهم لا يهتمون بالقانون أو بأحكام القضاء.
هذا المتهوس يجب أن يتصدى له شرفاء المحامين وان يلقنونه درسا لن ينساه.
وأن يعروا من خلال ذلك “النظام” وأن يفضحوه ويبينوا هل يلتزم بالقانون أم لا؟
للمنفعة العامة استعرض هنا بعض مخازى “علماء السلاطين” فى مختلف الأماكن هؤلاء الذين كانوا يسمون بعلماء الحيض والنفاس.
عندنا فى السودان كان لدينا شيخ اسمه “طنون” قال عن “الأميرلاى” طلعت فريد وهو أحد اقوى ضباط نظام عبود “ان ذلك الرجل، يذكرنى بعمر بن الخطاب”.
و علماء الأزهر الذين يدرسون لمثل هذا الشيخ الرافض لحكم القضاء، لم يقصروا فى النفاق وفى موالاة الحكام، مثلا كانوا فى زمن الإستعمار الإنجليزى لمصر يقرأون على الشعب المصرى الآيات التى تثبط هممهم وتمنعهم من الخروج فى المظاهرات مثل الآية “وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة “.
وفى مرة وصف أحدهم الملك فاروق “بالفاروق” تشبيها له “بعمر بن الخطاب” .. وحينما نجحت ثورة 1952 بقيادة جمال عبد الناصر انقلبوا على “فاروق” وقالوا أنه كان يفعل كلما هو “حرام” بل يأتى للصلاة وهو “نجس”. وقالوا عن الحاكم الجديد “عبد الناصر” بأن “إشتراكيته أرفع من اشتراكية محمد بن عبد الله”.
وبعد نجاح ثورة 25 يناير 2011 انقلبوا على عبد الناصر وقالوا فيه ما لم يقله مالك فى الخمر.
تلك هى النوعية التى كفرت الشهيد محمود والتى تطالب اليوم بمنع تلاميذه ومحبيه من الاحتفال بذكراه لأنها تقلق منامهم وتذكرهم بغدرهم وخصومتهم الفاجرة وبجهلهم وبمنهجهم “التكفيرى” الذى سوف يصححه “ترامب” والذى لم يقدم للكون غير الإرهاب والتطرف وتخريج الدواعش.
تاج السر حسين ? [email][email protected][/email]
الكذب والقذارة والوساخة والفساد والعهر والدعارة السياسية كل تلك الصفات يمكن جمعها فى اسم واحد هو الحركة الاسلاموية السودانية!!!
الا لعن الله مؤسسيها فى مصر والسودان لعنا كثيرا اولاد الكلب!!!!
“الشاهد فى ألأمر أن الحكم الذى اصدرته “المحكمة الدستورية” ناقضا حكم “المتآمرين” كان يقتضى محاكمة أولئك القضاء الذين ضعفوا أخلاقيا ومهنيا وأفتقدوا النخوة والصدق فى أدنى مستوى”……هل نأمل في ذلك؟!
الكذب والقذارة والوساخة والفساد والعهر والدعارة السياسية كل تلك الصفات يمكن جمعها فى اسم واحد هو الحركة الاسلاموية السودانية!!!
الا لعن الله مؤسسيها فى مصر والسودان لعنا كثيرا اولاد الكلب!!!!
“الشاهد فى ألأمر أن الحكم الذى اصدرته “المحكمة الدستورية” ناقضا حكم “المتآمرين” كان يقتضى محاكمة أولئك القضاء الذين ضعفوا أخلاقيا ومهنيا وأفتقدوا النخوة والصدق فى أدنى مستوى”……هل نأمل في ذلك؟!