مقالات سياسية

الثورة الخشنة والناعمة؟!

قال الامام الصادق المهدى فى احدى مجادلاته الصحفية ، انه ينصح الحزب الحاكم باللجوء الى حوار حقيقى ، بدلا من انتظار الثورة ” الخشنة ?. وهو يحذر منذ زمن من انزلاق البلاد الى العنف فيحدث لها ما حدث فى بعض البلدان المجاورة .

وقبل ان ابدأ مناقشة الامر بالجد ، جاءتنى طرفة تحكى على أيام الحكم التركى وثورة الامام الاكبر ، المهدى . تقول الطرفة ان احد الانصار هاجم احد الجنود من الجيش التركى ب “تركاش ” ? وللذى لايعرف ماهو من ابناء الاجيال الحديثة ، هو سلاح مثل الحربة ، ولكنه مشرشر ، بمايجعل خروجه من الجسم بعملية خشنة تحمل معها بعض الاجزاء الداخلية ? فما كان من الجندى ان صاح ” بالملسة يادرويش “!

فذاذا عدنا للمناقشة الجادة فارجو ان يسمح لى سيادة الامام بالسؤال : ماهو الاجراء غير الخشن الذى قام به هذا النظام منذ ان استلب الحكم وحتى اليوم ؟ هل كان املسا فى اعتقال سيادتكم وانتم رئيسا منتخبا من الشعب ؟ وهل عاملكم برفق عند التحقيقات ؟ وهل عاملكم برفق فى الفترة مابين خروجكم من الاعتقال وحتى عملية اللحاق بمقر المعارضة باسمرا ؟ وهل غض الطرف عن مخاطبتكم لجموع قليلة من مواطنى الجزيرة فى شأن تحدث فيه بعض سدنته من غير ان ينالهم سوء بينما اعتقلتم وكان سيادتكم وقتها يشارك بحماس فى حوار الوثبة ؟!

اتوقع ان يكون الرد على هذه التساؤلات ، بان السيد الامام يتغاضى عن كل هذا فى سبيل تحقيق الهدف الاسمى دون اراقة الدماء . وأقول ان هذا يمكن ان يتوقع ، لو انه من الممكن ان يضع انسان يده فى فم الاسد دون قضمها ! ياسيدى الامام : هل تتوقع من من بدأ حياته ساعيا ، ثم اصبح يمتلك الملايين من العملات الصعبة ، واصبح يمتلك الفيلات الفخمة مجاورا كبار الفنانين العالميين والمليارديرات ، وأصبح يشترى النساء ويستبدلهن كما يستبدل الجوارب ، هل تتوقع ان يترك السلطة بالملسة ؟! أم تتوقع من كان طبيبا عاديا ، فأصبح يمتلك المستشفيات ذات النجوم الخمس ، وذلك الذى كان بين الصحارى والغابات فأصبح وزيرا مركزيا ، أو ذاك الذى كان معلما فأصبح الناس يموتون ويعذبون باشارة من يده ، ثم أصبح يمتلك الانعام والسرايات العاليات ، هل تتوقع من اى من هؤلاء ان يتعامل تعاملا املسا مع من يحاول لمس سلطته فقط ناهيك عن الاستيلاء عليها؟

وليت أمر هؤلاء هو فقط الحفاظ على الجاه من خلال عدم التفريط فى السلطة ، ان فقدان السلطة يعنى المسائلة وعن ماذا : ازهاق الارواح ” عشرة الآف فقط فى دارفور وليس نصف مليون كم يدعى الاعداء ” ! وازهاق ارواح اكثر من ثلاثين ضابطا وعدد غير معروف من الجنود لمجرد النية فى الانقلاب ” ولكن بمحاكمات عادلة وليس بدون ذلك كما ادعى الزعيم الترابى الموتور من المفاصلة “و… و… من الجرائم الموثقة تماما هذه المرة .

كذلك المسائلة عن مصدر الملايين المكدسة فى الداخل والخارج . وعن التخريب الممنهج الذى طال كل ماهو منتج من زراعة وصناعة وخدمات انتاجية . وعن المشروعات الوهمية

والتى نفذت بربع تكاليفها الحقيقية فانهارت مع اول هزة اومطرة!

ومالنا نذهب بعيدا ونحن نرى مايحدث الآن من ” لطف ” فى التعامل مع أهل الجريف شرق ومع الاطباء المضربين ومع اهل القطينة ومع اهل جبل اولياء ، بل وقبله مع اهل دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان بالكيماوى ” الاملس “! بل ومع الفتيات والطلاب الذين عبروا عن رفضهم لقرارات الموت من خلال انعدام الدواء والغذاء !

ياسيدى الامام ، لو اتفقنا على اسلوب يأتى بالنتيجة ولا يورد بلادنا موارد الهلاك الذى تخشاه ، فهل ستدعو جماهير الانصار ، التى لاتنتظر غير الاشارة، ان تشارك فى العصيان المدنى “غير الخشن ” ؟!!

تعليق واحد

  1. الاستاذ عثمان لقد ظلت مواقف السيد الصادق طوال حياته ضبابيه وظل ممسكا العصايه من النص . وموقفهم من هبة سبتمر معروف وحتى موقفهم من الاحداث الاخيره ضبابى . فهو يدعو للحوار حتى يتخندق النظام وهل كل الذى حصل طوال27 عام لم يكن ختدقه .ثم يطل عليتا السيد الصادق بعبارات مثل (الانتفاضه المبوصله) وهلمجرا . الثوره لاتأتى بالامانى والعواظف والتنظير .كل واحد حر فى التعبير عن رأيه و ولكن ليس من حق احد ان يدعى ما ليس فيه.قيادة الجماهير لاتأتى من القيور كما يقول جميد ( يوم بإسم النبى تحكمك القبور) انما تأتى بالتفاعل الحقيقى والعملى مع هذه الجماهير وان تشعر هذه الجماهير ان القائد فى الصفوف الاماميه يقدم التضحيات. ولاينظر اليها من برج عاجى حتى تحين ساعة الغنائم ووقتها نرى التنظير الجد .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..