الضعف عند توهم القوة .. والعلو إحتماءاً بالسقوط ..

عندما يتظاهر ذلك الحيوان البرمائي المسمى عندنا بالورل بأنه قوي و يستخدم كل طاقة الهرشة والتكشيرة أمام خصمه .. فحينئذ يكون في قمة خوفه ..أو حينما يهرب اللص المُطارد الى أعلى سطح البناية ..فأعلم أنه احتمى بالسقوط الحتمي الذي لابديل عنه لآن مطاردوه سيغلقون عليه منافذ النزول !
وهكذا يفعل الطغاة في غمرة خوفهم و يقومون بتقوية الإستحكامات التي يظننونها ستحميهم من غضبة المظلومين !
هل كان ديكتاتور رومانيا نيكولاي شاوسيسكو يتوقع ولو للحظة واحدة أن محاكمة الثوار له لن تتعدى النصف ساعة وتعقبها نهايته بمجرد طلقة والآخرى لزوجته لاتكلفان ربما دولارا واحداً وهو الذي أنفق المليارات في بناء ترسانته الأمنية أسفل بوخارست وعلى إمتداد المساحة الموازية لسطحها العلوي !
فلكل ديكتاتور في قمة هلعه ورجفته هفوة تأتي بخبره على حين غرة .. ولكل نظام مغتر هنة في إحدى زوايا مبناه .. يمكن لاضعف مخلوقات الله أن يهدم منها البناء على راس ساكنيه !
ولكل بداية نهاية وإلا لما أصبحت بريطانيا العظمى بعد أن غابت شمسها خلف ظلال حال الدنيا المتبدلة ..تستجدي الآن لبانة الحنان من صدر المستعمرات التي كانت خادمة عند أبواب بلاطها القديم !
ولما قبض على من رفع نفسه فوق هامة كل الملوك .. وضيعاً كالجرذ عند مجارير فضلات مظاليمه !
مضى الأباطرة والأكاسرة وانتهى الامر بهتلر ليختم سلسة عقده النفسية منتحرا حتى لا يستسلم ليرى صورة الحرائق التي رسمها في خارطة العالم وهي تستنطقه خلف قضبان الذل ولحقت به خليلته بعد دقائق .. و قضى حليفه موسليني هو وعشيقته وهما معلقان على خيوط شمس الصباح الجديد لروما التي طوت صفحتهما في أضابير النسيان .. بعد أن القى عليهما السابلة نظرات الإحتقار وبصقوا على الآرض ومضوا لإعادة بناء مادمرته الحروب العبثية لذلك النازي المجنون وصاحبه الفاشستي المتغطرس!
كلٌ سيأخذ زمانه ويمضي ولكن هيهات أن يعيش بأعمار غيرة .. فليمرح ويسرح كل حالم بالخلود .. الى أن تباغته الفكرة ويفهم شعبه متأخراً حينما تزول السكرة .. ويا لها من خادعة النشوة.. لو كان يعلم وهو الذي ظلم نفسه كثيرا بظلمه للاخرين .. واللهُ هو الغالب بدءا ً وختما .
[email][email protected][/email]