برنامج انتخابي..!

طوال الأسبوعين الماضيين نشط عدد من مرشحي الرئاسة في طرح برامجهم الانتخابية، تقريباً توحد برنامجهم الانتخابي حول العقوبات الأميركية على السودان، منهم من تلقى وعودا أميركية برفع العقوبات حال فوزه، ومنهم من يمتلك القدرة النوعية على إدارة هذا الملف.
هل الأولوية السعي وراء رفع العقوبات الأميركية أم رفع العقوبات السودانية، حتى البرامج الانتخابية باتت تحتاج إلى توطين، لماذا الهرولة إلى العقوبات الأميركية والتركيز عليها وكأنها الفتح بينما الأولى التركيز على العقوبات الوطنية التي نفرضها بأيدينا، إن أنجزنا ما هو في الداخل فلن نحتاج إلى رفع العقوبات الأميركية، وإن أنجزنا ما يترتب علينا- داخليا- فعمليا سترفع العقوبات الأميركية- نفسها- هذا إن سلَّّمنا أن العقوبات الأميركية تستحق أن تشغل هذا الحيز في برنامج مرشح لرئاسة الجمهورية، تخيلوا أن مرشح يطرح نفسه رئيسا للجمهورية لم يبلغ أسرته بقراره إلا بعد أن بدأ يظهر عبر الإعلام.
لم أطلع على برنامج انتخابي يستحق أن يُطلق عليه برنامج وكأنما المسألة- برمتها- لا تتعدى أن تكون أشبه بإكمال نصاب، ولو أن أحدكم اطلع على الرموز الانتخابية للأحزاب التي تقترب من المئة لأدرك أين تكمن العلة، اختيار الرمز ليس هو رسمة تجيدها أو تعلقت بها في حصة الفنون أيام المراحل الابتدائية، الرمز ينبغي أن يحمل بشكل كلي مجموعة رؤى وأفكار وبرامج تعبِّر عن التوجه السياسي- للأسف- هذا ليس فقط قصرا على رموز الأحزاب، حتى المرشحين الغالبية منهم يحملون رموزا سطحية لدرجة يخال لك أنك أمام إعلان تجاري طريف، لذلك تأتي البرامج سطحية لدرجة الاستفزاز ولا تخاطب ما هو مطلوب، لماذا لا يملك المرشح الرئاسي عندنا برنامجا واضحا يقوم على محاور محدودة حتى يلتمس المواطن مصداقية ينتظرها، لماذا- مثلا- لا يكون برنامج أحد المرشحين يرتكز على محور التعليم وينذر فترة ولايته كلها للتعليم.
المشهد يعكس بؤس العملية السياسية بكل زواياها، ويشير إلى أن الحكاية كلها مجرد عمل مسرحي متواضع، هناك أسماء مرشحة للرئاسة لا يعرف المواطن عنها البيانات الأساسية بل حتى لم يتعرف على وجوههم، هل ينتظرون المواطنين أن يذهبوا إليهم ويطرقوا أبوابهم ليتعرفوا عليهم، أم أنهم يعلمون أن دورهم لا يتطلب أن يتعرف عليهم كل المواطنين، المواطن الذي يمنح صوته ينتظر أشياء محددة فقد فيها المصداقية طوال سنواته الماضية التي ظل يمنح فيها وجوه معروفة بالنسبة له وبلا مقابل فكيف يمنح صوته لمن لم ير وجهه حتى قبل شهر؟.

التيار

تعليق واحد

  1. هذه المهزلة الانتخابية صارت تتكرر كل خمس سنوات ولا احد يسمع باي من المرشحين الا في زمن تمثيلية الانتخابات وغالبيتهم كلمات ولحن وغناء المؤتمر الوطني لزفة عمر البشير
    وبخصوص العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية فهذه لن نعول عليها كثيرا وفي فترة السبعينييات واوئل الثمانينات كان السودان الدولة الرابعة في تلقي المعونات الامريكية بعد اسرائيل ومصر وتركيا ومع ذلك كانت هذه الفترة الاشد بؤسا في تاريخ السودان من تردي في الخدمات وانقطاع الكهرباء والماء وشح في النفط ومستقاته وانتهت بمجاعة 1984 .
    اذا لم يتوقف الاحتراب ونتحول الى شعب منتج فسنظل في معاناة الى ان ينفخ في الصور ولن تنفعنا امريكا او غيرها

  2. هذه المهزلة الانتخابية صارت تتكرر كل خمس سنوات ولا احد يسمع باي من المرشحين الا في زمن تمثيلية الانتخابات وغالبيتهم كلمات ولحن وغناء المؤتمر الوطني لزفة عمر البشير
    وبخصوص العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية فهذه لن نعول عليها كثيرا وفي فترة السبعينييات واوئل الثمانينات كان السودان الدولة الرابعة في تلقي المعونات الامريكية بعد اسرائيل ومصر وتركيا ومع ذلك كانت هذه الفترة الاشد بؤسا في تاريخ السودان من تردي في الخدمات وانقطاع الكهرباء والماء وشح في النفط ومستقاته وانتهت بمجاعة 1984 .
    اذا لم يتوقف الاحتراب ونتحول الى شعب منتج فسنظل في معاناة الى ان ينفخ في الصور ولن تنفعنا امريكا او غيرها

  3. الكلام الصاح هو لابد من مهر الإنعتاق بالدم فلا حلاوة بدون نار وأى كلام غير كلامك ده يعد ضرب من الرومانسية والتوهان فى عالم الرومانسية .. الناس ديل مابمشوا إلا بالبندقية وحاتشوف أول ماتولع الشرارة الأولى ستندلع نيران ضروس فيما بينهم الأمن والجيش والشرطة والإحتياطى المركزى سيتقاتلون فيما بينهم وستدخل قوات الحركة الثورية وسيكون هناك إنتقام رهيب ودماء غزيرة نسأل الله السلامة .. ولو تعلم أخى الكل كاتم فى صدره وهناك ضغائن فيما بينهم ناهيك عن كره وغبن وضغائن الشعب نحوهم .. وسينحاز الكثير من النظاميين الكاتمين والين فى صدورهم غلى المرجل لأهلهم فهم يعلمون الحاصل لأهلم البسطاء وستذكرون كلامى هذا .. وعليه فإننا نجد البعض مازال يتعامل بعقلية قديمة مع (الاسلادمويين ) , وإن كان البعض يعتقد أنهم سيتخلون عن السلطة يكون واهم , وليس أبلغ من دليل علي ذلك تصرفاتهم وحديثهم , خاصة وحبل مشنقة محكمة الجنايات ماثل أمامهم صبح مساء , وبذلك هم لا سبيل لهم وليس لهم مهرب أو مأوي , هؤلاء ليسوا أغبياء ويعلمون تمام العلم جرائمهم وما ستؤول عليه أوضاعهم , فأصبحوا مثل ( عصابة المافيا ) – هل ستتخلى المافيا ؟ ولذلك فقد سعوا منذ البداية لتكوين ميلشياتهم ومرتزقتهم وقالوها صراحة وبكل وضوح ( الزارعنا يجي يقلعنا ) . فلا عصيان مدني ولا مظاهرات ولا أي تحرك سلمي سوف يجدي نفعا , وسيقابلون ذلك بكل عنف وعنجهية وسيمضون لآخر الطريق , لذلك فلا طريق للخلاص ( إن أراد الناس الخلاص ) ســـــوي البندقية ولن يقف شلال الدماء إلا بالدماء وعلي الجميع أن يعلم أن الثمن سيكون باهظا جدا , وفاتورة الحرية والخلاص ستكون مكلفة , ومن يعتقد غير ذلك يكون غير واقعي ولا يقرأ الأحداث جيدا , هم قد حسبوا حساب للمظاهرات وللعصيان المدني وكل الوسائل المجربة سابقا وأكثر من ذلك !!! , لذا يا أيها الأحرار والشرفاء هل أنتم مستعدون لدفع الثمن ومستعدون للتضحيات وللدماء والالآم والدموع ؟؟؟ – لا سبيل للخلاص سوى الرصاص – أنظروا حولكم قليلا لتروا الدول الأخرى وما يفعل بها الاسلامويين والداعشيين !!! فلا تغركم الأماني والأحلام الكاذبة الواهمة – ولكي لا أكون ( مستخوفا ) أقول أن هؤلاء وبالرغم من صلفهم وعنجهيتهم وغرورهم وسفكهم للدماء إلا أنهم أجبن الناس وأخوف الناس لأنهم يحبون العاجلة ويحبون الدنيا وماهي إلا الساعة الأولي فقط , الساعة الأعنف , الساعة التي يلعلع فيها السلاح بكثافة وتهرق فيها دماء كثيرة وفي قلب الخرطوم وفي منازلهم وبيوتهم وحصونهم , ساعة فقط ولكنها عنيفة جدا ومكلفة وتحتاج للكثير من الثبات والبسالة والمضي قدما للأمام كالأسود الجائعة فاغرة أفواهها وسترون ما تكاد تنقضي هذه الساعة إلا والكلاب تهرب من أمامكم في ملابس النساء يستجدون الرحمة وحينها لا تمنحوهم الرحمة التي حرموها للشعب بل تكـــــــــــون بأيديكم (( الخوازيق )) وأعواد المشانق منصوبة في شوارع الخرطوم , دعوا جثثهم المتعفنة تدلي لأيام من المشانق رغم رائحتهم الكريهة ((( لكي لا يأتي جبّار ظالم آخر ))) . ألا هل بلغت اللهم فأشهد .

  4. الإنتخابات كلام فارغ والبتابع أخبارها زاتو فارغ زيها، والبترشح فيها في مواجهة عمر البشير زول إما خروف أو فاكة منو!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..