في توظيف البكاء..اا

هناك فرق
في توظيف البكاء ..!

منى ابو زيد

بكى آخر ملوك الأندلس وهو يلقي نظرة وداع على ملكه الزائل في غرناطة، فقالت أمه قولتها التي ذهبت مثلاً (ابك كالنساء على ملك لم تحفظه كالرجال) .. لكن سوابق كثيرة في التاريخ الحديث أخرجت البكاء من دائرة الفعل اللا إرادي المصحوب بالعجز والخجل إلى ساحات الممارسة السياسية، ودللت على أن البكاء السياسي ? سواء أكان صادقاً أم مصطنعاً ? أصبح ? اليوم – وسيلة فعالة يستخدمها الحكام والقادة لتوجيه دفة شعوبهم نحو ما يبتغون ..!
استيقظ الأمريكيون ذات صباح على شاشات التلفاز وهي تعرض صورة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، منكس الرأس، دامع العينين، بالغ الحزن، وهو يعزي شعبه في إصابة لاعب كرة سلة شهير بمرض الإيدز .. مستثمراً بذلك فجيعة رياضية شعبية لصالح جماهيريته السياسية .. لكن دموعه تلك آتت أكلها، فبقي في قومه رئيساً لفترة أخرى ..!
حتى الرئيس نيكسون صاحب فضيحة ووترجيت الذي لعنه اللاعنون، تعاطف الشعب الأمريكي معه حينما بكى بعد مرور سنوات وهو يعتذر عن ذلك الخطأ أمام عدسات الصحافة وشاشات التلفاز ..!
وقد بكى صدام حسين نفسه ? مرة – أمام كاميرات التليفزيون يوماً وهو يذكر أسرى وشهداء العراق في حربه مع إيران، لكنه واجه المشنقة بعدها، في آخر لحظات حياته، دون أن يطرف له جفن! .. وقبله جمال عبد الناصر الذي واجه لوم اللائمين على ضياع الوحدة مع سوريا بقطرات لا بأس بها من الدموع ..!
وما يزال العالم يذكر مشهد الفتاة الكويتية الباكية التي كانت تحدث العالم عن معاملة الجنود العراقيين للأطفال المرضى في الكويت، يقال ? والله أعلم – أن تلك اللقطة الدامعة كانت سبباً رئيساً في صدور أقوى قرارات مجلس الأمن ضد العراق ..!
والطريف ما ثبت بعد ذلك من أن تلك الفتاة الباكية ليست سوى ابنة دبلوماسي كويتي تلقت تدريبا حاذقاً على إجادة البكاء المؤثر، والهدف أن تحصد تعاطف العالم مع محنة الكويت، وقد نجحت دموعها جداً فيما فشلت بتحقيقه أقوى الخطب السياسية ..!
حتى الرئيس التركي عبد الله جول لم يسلم من لعنة البكاء السياسي، فقد تناقلت الصحف نبأ بكائه عندما زار اليمن ووقف أمام مقابر الشهداء الأتراك هناك، فانهمرت دموعه على تاريخ وحدة العرب والأتراك العظيمة ضد احتلال الغرب ..!
السياسيون في السودان تعلموا ? أيضاً – استثمار الدموع مع شعبهم الذي أدركوا كم يبدو طيباً وأكثر تسامحاً مع الأخطاء التي تصاحبها الدموع .. ومنشأ الاستهبال في دموع ساستنا ليس فعل البكاء نفسه – كجزء من سلوك البشر الخطائين – بل إقحامه في مواقف لم يواجهوا فيها صنيعة أيديهم فحسب، بل جاهروا فيها بإصرارهم على إكمال مسيرة الخراب ..!

الاحداث

تعليق واحد

  1. بكى البشير بمسجده فى كافورى عندما علم بهول الفساد ولم يفعل شئ
    بكى غندور حين انفصال الجنوب وكانت دموعه كاذبه والكل يعلم
    بكى نافع قبل يومين فى ودبنده حينما علم بوقف ضخ البترول وكانت صدمه مبكيه
    وهؤلاء يبكون كما تبكى النساء لحكم ضاع واضاع السودان … والتحية ليك والليله مقالك ابكى

  2. يا نافع عليك الله اسكت

    كلامك دراب وانت دكتور طرطور

    الوضع لا يتحمل تخريفاتك

    ودموعك ما بتفيدك

    وبيوت الاشباح سويتها بايدك

    نحن نعلم الانتخابات مزورة

    نحن نعلم الفساد ازكم الانوف

    نحن نعلم الوضع الاقتصادي متأزم

    نحن نعلم المذكرات تطاير

    نحن نعلم البلد في مهب الريح

    رجعوا الشعب مكان انقذتموه منه

    افيقوا من نومكم يا اغبياء

    الزمن ليس في صالحكم

    نافع كف عن الكلام وابكي

    لكن سيطول بكاؤك

    وعلى نفسها جنت براقش

  3. الاستاذه/منى لماذا تجاوزتى فى مقالتك الرائعه دموع التمساح الذى ذرفه نافع ام تركتيه عمدا لفراستنا ؟ والشىء الذى ربما لم تحضريه وبالتالى لم تذكريه دموع الراحل جعفر نميرى عندما حضر خصيصا الى التلفزيون لتبرئة ساحة الدكتوره/فاطمه عبد المحمود فى قضية تتعلق بمبلغ 180الف جنيه ادعة المعارضه انها تصرفت فيه فى غير وجه حق عندما كانت وزيره للشئون الاجتماعيه !!قارنى مع قرائك الفرق بين دموع سالة لاحقاق الحق ودموع سالة لتهيل التراب على دماء سكبة بغير حقها وكأن الله لا يعلم ما تخفيه الصدور والعياذ بالله ،ولا أدرى أذا كان الحرص على الجلوس فى كراسى الحكم يستحق ان يذرف الرجال الدموع مدرارا وعلى الهواء مباشره فهى تجربه لم اخوضها ولا أتمناها ان كانت تؤدى الى ذلك 00وقديما قال علماء النفس للاجابه على سؤال لماذا تنوح النساء ويبكين اكثر من الرجال ؟ وكانت الاجابه بعد بحث مستفيض (أن النساء أكثر المخلوقات رهبه من الموت فهن إنما يبكين على أنفسهن خوفا من مصير يجهلنه !!) وأسأل بعد هذه الاجابه لماذا يبكى نافع وهو يعلم انه سوف يواجه مصير معلوم بالنسبة له؟وفى مقدوره تلافيه 0

  4. أنواع البكاء والتباكي لابن القيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين :
    أما بعد
    البكاء رقة تعتري القلب نتيجة خشية أو خوف أو رحمة أو شوق أو حزن ، تفتعل على أثره النفس فتنهمر الدموع تبعاً .
    ذكر الإما م ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد عشرة أنواع للبكاء نوردها كما ذكرها .

    1- بكاء الخوف والخشية .
    2- بكاء الرحمة والرقة .
    3- بكاء المحبة والشوق .
    4- بكاء الفرح والسرور .
    5- بكاء الجزع من ورود الألم وعدم احتماله .
    6- بكاء الحزن …. وفرقه عن بكاء الخوف ، أن الأول (( الحزن )) : يكون على ما مضى من حصول مكروه أو فوات محبوب وبكاء الخوف : يكون لما يتوقع في المستقبل من ذلك ، والفرق بين بكاء السرور والفرح وبكاء الحزن أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان ودمعة الحزن : حارة والقلب حزين ، ولهذا يقال لما يُفرح به هو ، قرة عين وأقرّ به عينه ، ولما يُحزن : هو سخينة العين ، وأسخن الله به عينه .
    7- بكاء الخور والضعف .
    8- بكاء النفاق وهو : أن تدمع العين والقلب قاس
    9- البكاء المستعار والمستأجر عليه ، كبكاء النائحة بالأجرة فإنها كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب :تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها .
    10 – بكاء الموافقة : فهو أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر عليهم فيبكي معهم ولا يدري لأي شيء يبكون يراهم يبكون فيبكي .
    وأما عن التباكي قال : وما كان مستدعىً متكلفاً ، وهو التباكي وهو نوعان : محمود ومذموم
    فالمحمود : أن يُستحلب لرقة القلب ولخشية الله ، لا للرياء والسمعة ،
    والمذموم : يُجتلب لأجل الخلق .

    وقد قال عمر بن الخطاب للنبي وقد رآه يبكي هو وأبو بكر في شأن أسارى بدر : أخبرني ما
    يبكيك يا رسول الله ؟ فإن وجدت بكاء بكيت ، وإن لم أجد تباكيت لبكائكما ( أخرجه مسلم في صحيحه ضمن حديث مطول في الجهاد )
    ولم ينكر عليه ، وقد قال بعض السلف ابكوا من خشية الله فإن لم تبكوا فتباكوا . (منقول)

    الجماعة ديل لو بكوا في رأيكم يكون أي نوع.
    وإن شاء اله مانشوف يوم بكاهم .

  5. و ليت اصرارهم على اكمال مسيرة الخراب يتوقف عند هذا الحد ونقى البلاد شر التمزق والضياع ..

  6. لم يكن بكاءً يا ساده ولكنها حبات الرمل التي ملأت عينيه في تلك البقعه القاحله العطشى الجرداء كأغلبية أراضي الولايه ذات الصوت الخافت والحلقة الأضعف:lool:

  7. (النظام) يلفظ انفاسه الاخيرة ..
    فقد دارت عليه الدوائر التي صنعها بيده ، فألتّف الحبل حول عنقه .. وباتت كل الطرق مسدودة في وجهه .
    سقوط النظام بات مسألة وقت ليس الاّ .. (الكتّــــاحة) في الافق القريب .
    .. و ليطمئن اركان النظام بأن محاكمتهم ستكون في الخرطوم وليست في لاهاي .

  8. يا بت ابو زيد والله انتي خوافه خلاص!!…جبتي سيرة ملوك الاندلس ونكسون وبيل كلينتون وصدام وووو…وغالبك تقولي نافع بكي؟ ههههههه
    مع كل التقدير والاحترام…

  9. أشكرك يا أستاذة منى على شجاعتك وأنا عكس الذين يقولون أنك لم تشيري لبكاء ضار علي ضار بل أصل الموضوع ابوالعفين الذي حرك الماء الراكض عن بكاء السياسيين.
    لذا أنا أحترمك جدا على تطرقك للقضية المحورية في بكاء ابو العفين.
    ونأمل من كل الكتاب أن يتصدوا لمثل هذه المواضيع الهامة فلك منى كل التقدير وربنا يوفقك والكل يعلم أنك تتكلمين عن موضوع بكاء ضار علي ضار.

  10. كانت سيد البيت ورجله لا لضعف شخصية زوجها وانما حدبا وحنانا عليه خاصة وقد اصبح معاشيا !توفي ذات صباح فوقفت تدير الامر دون ان يطرف لها جفن حتي تم تجهيز الجنازة ! ولما حملوه الي الخارج ولولت شأن النساء وانهمر دمعها مثل المطر : مودنوا وين ؟ ! مودنوا وين ؟ ! اين تضع مثل هذه الدموع هجين المسؤولية والحنان يامولانا ابن القيم ؟ رحمكما الله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..