الإدارت الأهلية و{كيري} حميدتي 1-2

اللينقي والكيري _بكسر الكاف والراء _ مفردات دارفورية تطلق علي كل سلعة أو هدية مصدرها السرقة أو النهب أو الإحتيال ، والتي عادةً ما تهدي أو تباع بأسعار بخس .
وبما اننا بصدد تناول موضوع الهمبته ومكافئة بعض المصفقين لها ، كان لا بد من الوقوف بتعمق حول ماهية المنابع المغذية للمليشيات الحكومية ، وكيف يتم استقطاب ومكافئة من يزج فلذات اكبادهم بتلك العصابات .
*غالباً ما يستنكف قلمي تسامياً عن الكتابة حول من صنعتهم أحداث السودان الأخيرة صدفة ، في ظل حكومة نظام لطالما تطاولت فيها أبنية رعاة الشاة ، حتي صاروا ينعتون بألقاب كبيرة كالعميد ، اللواء..الخ دون أدني مؤهلات ، لا لمحمدة قدموها للوطن وشعبه ، بل فقط لإتقانهم طرق وأساليب سلب واغتصاب وقتل الشعب ، فأضحوا بذلك في القمة بدل القمامة ، بعد أن كانوا لا يجيدون سوي {الهمبتة} وسرقة الحمر والاغنام .
* إلا أن ما ارغم اليراع للتقيئ مدراراً ، هي تلكم الحفاوة والتبريكات التي تلقتها هدايا المدعو اللواء حميدتي ، والذي أغدق الادارات الأهلية ب20 بوكس دبل 2016 لكل ولاية من ولايات دارفور ، حيث بوركت الخطوة بالتكبير والتهليل وشيئ من الطرب الكيزاني الذي اهتزت له كتوف ومؤخرات الحضور من الإدارات الاهلية وحكومة الولاية ، في مشهد يوحي للناظرين بأن حميدتي هو نفسه رئيس الجمهورية ، سيما وأن الحفل شرفها رأس حكومة ولاية جنوب دارفور آدم الفكي وقيادة الفرقة 16 مشاة ولفيف من الإدارات الأهلية التي مافتئت تصفق للنظام القاتل الا القليل القليل منهم .
* فقد جعلت حكومة البشير من الإدارات الاهلية مطية مطيعة لاعتلاء ظهر الشعب وقد نجحت في اذعان جل الادارات الاهلية للسير حسبما تراه الحكومة ترغيباً وترهيباً ، وما اغتيال مفجر ثورة دارفور في مطلع التسعينيات من القرن الماضي الباشمهندس / داوود يحي بولاد إلا واحدة من نتاج خبيث فعال بعض من نخرتهم سوس النظام من الادارة الاهلية ، عندما حل بولاد بدار أحدهم ضيفاً مستجيراً ظناً منه أن الادارات الاهلية ما زالت كما عهدها قبل مجيئ حكومة المؤتمر الوطني ، الي أن وقعت الواقعة بأن طعن من حيث المأمن ، حيث هرول المضيف نحو إخبار أجهزة النظام بحضور كنز ثمين {بولاد} بمنزله ليسرع الأخير باغتياله ، دون مراعاة لحرمة الضيافة التي عرفت بها الإدارة قديماً ، فكان أن تقهقرت عجلة ثورة دارفور عشر سنوات إلي الوراء ، مقابل مكافئة النظام للمضيف المخبر بتمكينه من التقاقز بين المناصب الدستورية آخرها والي لإحدي ولايات دارفور رغم أميته المميته ، كثمن لذاك الكنز .
*صنعت حكومة البشير فور قدومها مليشيات موازية للجيش النظامي لتحل محل الفاعل في حالة ما اذا اختارت القوات المسلحة الانهياز للشعب ، وقد نجحت في اقصاء كل من يخالف هواها من ضباط الشرطة والجيش فركلتهم الي سلة مهملات الصالح العام ،
وتعددت مسميات مليشياتها ابتداءً بالدفاع الشعبي ، فالمجاهدين ، فقوات صديقة ، فالجنجويد ، مروراً بحرس الحدود ، وابو طيرة , وانتهاءً بالدعم السريع او بالأحري الدعم {الشنيع} ،
الا أن الشرايين المغذية للحكومة بتلك المليشيات تظل طيلة هذه الفترة وراء الستائر في ثوب المحايد الصالح وبكل أسف هي الادارات الأهلية ، فقد خصصت لكل المواليين منهم هدايا ومكافئات في حال نجاح وأد الثورة شريطة ان يجودوا للنظام بكل ما يطلبه من رجال ، وفي سبيل أن ينال عرض الحكومة رضاهم أطلقت ايديهم علي اموال الأبرياء فأمتلأت كروشهم قبل أن يتوجوا بسيارات بوكس دبل كاب 2016 هي بمثابة ثمن ارواح الضحايا من أبنائهم .
للحديث بقية ، وسنعرض في المالقة القادمة السيناريوهات التي ارادت الحكومة تنفيذها عبر تقديم حميدتي تحديداً لتسليم الادارات الاهلية هداياها ودلالاتها .
الي اللقاء
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. نعم مهم جدا يجب تشريح هذه الكيانات العسكرية. يتوهم البشير محاكاة الجوار العربي في تمزقه منجاة لنفسه وسدنته. ولا نقول هيهات بدون دليل وهو ان تنهض في التو هيئة خاصة تتداول في هذا الاحتمال.

  2. نعم مهم جدا يجب تشريح هذه الكيانات العسكرية. يتوهم البشير محاكاة الجوار العربي في تمزقه منجاة لنفسه وسدنته. ولا نقول هيهات بدون دليل وهو ان تنهض في التو هيئة خاصة تتداول في هذا الاحتمال.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..