أخبار السودان

حسبو محمد عبد الرحمن.. سيّاف الحكومة..!

بروفايل: أيمن إبراهيم

لا يكمن الجدل الذي يثيره في توليه منصبه الحالي نائباً لرئيس الجمهورية فحسب، بل في أيضاً للملفات التي تولاها وكيفية إدارتها وإصداره الكثير من التوجيهات والتهديدات أكثر من بقية المسئولين الآخرين، وذلك منذ العام 2013م حين أصدر رئيس الجمهورية عمر البشير مرسوماً جمهورياً رقم 49 لسنة 2013 بتعيين حسبو نائباً لرئيس الجمهورية، عملاً بأحكام المواد 58 (1) (ج) و62 (3) من دستور جمهورية السودان الانتقالي لسنة 2005، ثم أصدر الرئيس قرارًا آخر في مايو 2017 عقب تشكيل حكومة الوفاق التي تمخضت عن الحوار الوطني بين المؤتمر الوطني وعدد من الأحزاب والحركات، وجاء حسبو في ذات المنصب نائباً للرئيس من جديد.
(1)
ولد حسبو محمد عبد الرحمن في مدينة الضعين بولاية شرق دارفور “حالياً” في 27/2/1957م وهو متزوج وأب لعدد من الأولاد والبنات، تخرج من جامعة عين شمس بجمهورية مصر، العربية 1988 كلية التربية قسم الجغرافيا، وحسب موقع القصر الجمهوري فإن له دراسات في مجال العمل الإداري والتنمية الريفية، دراسات في مجال الأمن الغذائي، ودراسات في مجال المنظمات الدولية، ودراسات في مجال منظمات العمل الطوعي، دراسات في مجال حقوق الإنسان، دراسات في مجال السلام والتنمية، ودراسات في مجال التفاوض وفض النزاعات، وقد تقلد الرجل عدداً من الوظائف التنفيذية حيث عمل ممثلاً للسودان في مجلس حقوق الإنسان بجنيف ليعود بعدها ويعمل نائباً لمفوض العمل الانساني في وزارة الشؤون الانسانية، ثم في 2005 تم تعيينه مفوض عام العون الإنساني، ثم وزير دولة للشؤون الإنسانية من 2005 وحتى 2009 وشهدت فترته قضية طرد المنظمات الأجنبية التي كانت تعمل بدارفور، ثم عمل وزيراً للسياحة والحياة البرية، ووزيراً الحكم اللامركزي، ثم نائباً لرئيس الجمهورية، وكانت الوظائف السياسية التي تقلدها هي عضو المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني، رئيس الهيئة البرلمانية لنواب دارفور بالهيئة التشريعية القومية، نائب رئيس الهيئة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني بالمجلس الوطني، الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني، ورئيس القطاع الإقتصادي بالمؤتمر الوطني، وهو عضو بالمجلس الوطني لعدة دورات وحتى تاريخه، وكذلك عضو برلمان عموم إفريقيا، وقبل كل هذه المناصب كان عبد الرحمن في بداية حياته المهنية ضابطاً إدارياً كما عمل في ما يعرف بالأمن الشعبي الذي أنشأته حكومة الإنقاذ وذلك بولاية جنوب دارفور في التسعينيات ولعدة سنوات.

(2)
تاريخ نائب رئيس الجمهورية حسبو عبد الرحمن حافل بالعديد من القضايا المثيرة للجدل، حيث كان عضواً بالأمن الشعبي وهو جهاز فرعي يتبع لجهاز الأمن والمخابرات، وكان الرجل وزيراً لوزارة الشؤون الإنسانية التي طالتها العديد من الإتهامات في ذلك الوقت خصوصاً أن تلك الفترة شهدت وجود العديد من المنظمات الدولية والإقليمية في دارفور إبان اشتداد المعارط بين الحكومة وحركات التمرد، وفي مارس عام 2010م أصدر مجلس الوزراء قراراً بالتحقيق في أداء وزارة الشؤون الإنسانية، والعلاقة بين الوزير ووزير الدولة، وإعفاء حسبو الذي كان يشغل منصب المفوض العام للشؤون الإنسانية، ونقلت صحف الخرطوم حينها أن القرار نتاج لما أسمته بالفوضى في إتخاذ القرار داخل الوزارة، وأشارت المصادر حسب إحدى الصحف إلى اختفاء ثمانية مليارات جنيه مخصصة لبرنامج الطوارئ، بجانب اختفاء «2» مليار جنيه مخصصة للعمل الإنساني، بعد تلك القضايا أفل نجم الرجل قليلاً ليعود إلى السطوع في العام 2013م عندما صدر مرسوم جمهوري رقم (49) قضى بتعيينه نائباً لرئيس الجمهورية، ثم عُيِّن من جديد في ذات المنصب في التشكيلة الحكومية التي سميت بحكومة الوفاق الوطني عقب الحوار الذي أطلقه رئيس الجمهورية مع بعض الأحزاب السياسية والحركات، وعرف عبد الرحمن بإصدار الكثير من التوجيهات والقرارات والأوامر أكثر من غيره من المسئولين الحكوميين حتى أطلق عليه بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي لقب حسبو توجيهات.

(3)
لا يختلف الحاضر عند عبد الرحمن عن الماضي من حيث المهمات المثيرة للجدل، فقد شكل توليه مهمة رئاسة اللجنة العليا لجمع السلاح في البلاد تحدياً كبيراً في مسيرته المهنية والسياسية، وهو التحدي الذي أظهر له العديد من الأعداء الجدد والمناصرين كذلك، حيث تركت له رئاسة الجمهورية مسئولية إدارة هذا الملف الشائك، ومنذ ذلك الحين لا ينقضي أسبوع لا تخرج فيه وسائل الإعلام بتصريح له يحمل تهديداً أو وعيداً لجهة ما، وبموجب ذلك دخل في صراعات كان أبرزها صراعه مع زعيم قبيلة المحاميد موسى هلال الذي يرأس مجلس الصحوة الثوري المناكف للحكومة وتوجهات المؤتمر الوطني حالياً بعد توافق سابق، ونحى الخلاف بين حسبو وهلال مناحي كبيرة وخطيرة وخرجت من كلاهما تصريحات نارية، خصوصاً بعد رفض مجلس الصحوة الثوري بقيادة هلال الإمتثال لأوامر الحكومة بتسليم أسلحتهم والالتحاق بقوات الدعم السريع، فقد توعد عبد الرحمن بحسم هلال حال رفضه تسليم أسلحته الى الحكومة، واعتبر جمع السلاح في دارفور “مسألة حياة أو موت” بالنسبة للحكومة، وهاجم هلال قائلاً إنه “رجل لا يعرف ما يريد”، مشيراً إلى أنه جلس معه عدداً من المرات وطلب منه أن يبلغه عن مطالبه ولكنه التزم الصمت، وكشف أن الرئيس أيضاً قبل انشاء قوات الدعم السريع أجرى اتصالاً هاتفياً بهلال لتنويره عن القوات الجديدة حينها ولكنه رفض مقابلة الرئيس. ويتهم حسبو مجلس الصحوة الذي يقوده هلال بإقامة علاقات مع قائد الجيش الليبي اللواء حفتر، قم بعدها تصاعدت الخلافات بين الرجلين بصورة غير مسبوقة، وصوّب هلال انتقادات حادة لحسبو، واتهمه بسرقة مليارات الجنيهات من مفوضية الشؤون الإنسانية حينما كان مفوضاً لها، وقال هلال في تسجيل صوتي “بلغني أن حسبو قال إنه سيواجهني إذا اضطر إلى ذلك، وأنا أقول له لماذا تفعل ذلك وأنت مضطر، وعليك أن تفعله اليوم قبل الغد، لتفهم انني املك قوات أم لا”.

(4)
اشتهر نائب الرئيس باستخدامه لعبارات مثيرة للجدل وعامية في التعبير عن أقواله، وكذلك التهديدات العنيفة، وكانت آخر توجيهات وتهديدات نائب الرئيس توجيهه بولاية جنوب دارفور بإنزال أقسى العقوبات على أعضاء المؤتمر الوطني الذين يدخلون في شلليات أو تكتلات، أو عمل ?تحت تحت?، فقد وجه والي الولاية رئيس الحزب قائلاً: “حاسب أي زول في الحزب يلتفت ويعمل ليه اسم جديد أو تكتل والتشكيك ونقل المعلومات بضلالة”، ونوه إلى أن أكثر ما يزعج الحزب التصريحات السالبة والكلام الساي، وزاد? عندما نفتش مصدرها تلقاها صادرة من العضوية وأنا لا أخشى عليكم من الجبهة الثورية لكني أخشى عليكم من الفتنة إن لم تعملوا وتتوحدوا والكثرة لا تنفع?، وقال في لقاء تنويري لعضوية حزبه في نيالا: “لن نبيع ولن نتبدل ولن نطبع وقيادتكم بخير ومحل الرهيفة تنقد”، وكذلك هدد بتقديم أصحاب الكتابات المناهضة لحملة حكومية لجمع السلاح في دارفور، إلى محاكمات عاجلة، وطالب في زيارة له لمدينة زالنجي بوسط دارفور، بجمع ورصد الكتابات المشككة في قدرة ورغبة الحكومة بجمع السلاح من أجل تقديم أصحابها إلى محاكمات، قائلاً إن عمليات الرصد لن تستثني حتى الواتساب، وعندما زار مؤخراً محلية عديلة بشرق دارفور حيث هدد هناك بقطع دابر المجرمين، وأضاف: “كان إتملى سجن بورتسودان حنوديهم الواق واق، ودعا مواطني الولاية لتسليم السلاح المدفون والموجود في البحر، وقال إنهم كُلفوا خداماً للشعب وليسوا حكاماً عليه: وتابع: “لو في زول فاكر إنو الحكومة بتنسى ولا بتضعف، بنقول ليهو لا”. ونتيجة الأوضاع الاقتصادية الأخيرة أصدر حسبو عدداً من التهديدات رغم إقراره بصعوبة ومعاناة الناس من الأوضاع المعيشية، وأكد في ذات الوقت ضرورة وضع السياسات الاقتصادية المحكمة، وقال: “سنسعى لتجاوز الواقع الراهن الذي نشارك فيه شعبنا المعاناة وضيق المعيشة الذي نعلمه ونتألم له”، وكانت آخر تصريحاته التي أثارت جدلاً كبيراً قوله إن القيادة السودانية واعية ورشيدة وتعمل على تقوية البنيات العسكرية، ومضيفاً: “مافي زول رافع راسو على الحكومة هنا.. ومافي زول ود مرا بقول ما بجمع السلاح.. ومافي زول أقوى من الحكومة وأي زول مد راسو بنقطعو ليهو”.

(5)
يقول عبد الرحمن في حوار أجرته معه قناة النيل الأزرق في وقت سابق، إن مشروع جمع السلاح مهم جداً وأسهم في تحقيق السلام، وإنه لا توجد حرب في دارفور إلا بعض مناطق أخرى ينطبق فيها وقف إطلاق النار، وهناك دراسات وتقارير تم وضعها عن انتشار السلاح بصورة غير طبيعية عن طريق المواطنين والقبائل، حيث دخل السلاح في جرائم الاتجار بالبشر والتهريب والمخدرات، وأصبحت -حسبما يضيف- معدلات القتل البيني بين القبائل عالية جداً، وأوضح أنه في البداية وضعت خيارات بأن يكون جمع السلاح بتعويض لكن تم رفض هذا الخيار لأنه سيفتح أبواباً جديدة لدخول السلاح وتشجيع تجارته عبر الحدود، وبالتالي جاء القرار بجمع السلاح من دون مقابل، وأكد أن القرار وجد تجاوباً ولم يجدوا من يعارضه لأن البديل لعدم جمع السلاح هو الموت والقتل، مشيراً الى أن المشروع حقق الآن نتائج كبيرة ومنع مظاهر حمل السلاح، وتم تثبيت هيبة الدولة وتعزيز سيادة حكم القانون وفرض هيبة الدولة وقوينا النيابة والشرطة والقضاء ومنع استخدام السلاح حتى في المناسبات. ويعتبر مناصروا عبد الرحمن أنه رجل دولة ويعرف مع يفعل رغم الملفات الشائكة التي يمسك بها، كما أنه يحظى بدعم ومساندة رئيس الجمهورية لذلك يمضي فيما يقوم به دون تردد، كما أنه حسب مؤيديه مهتم بالثقافة والفن ولديه علاقات مع كثير من السياسيين حتى في المعارضة ومع الإعلاميين ويعمل من أجل الدولة، لكن معارضيه يرون أن إدارته لكل المناصب التي تولاها كانت فاشلة ولم تحقق شيئاً بالإشارة إلى فترته في وزارة الشؤون الانسانية والاتهامات التي طالت بعض المسئولين حينها بتجنيب الأموال وبيع المساعدات الانسانية، كما يتهمونه بمحاولة النيل من خصومه السابقين في دارفور باعتبار أن تعيينه جاء لإشراك أبناء دارفور في السلطة لأنه من هناك، وبين هذا وذلك يُجدف حسبو بين ضفتين فوق بحر السياسة متقلب الأمواج غير عَابئٍ أو آبه.

اخبار الوطن

تعليق واحد

  1. طيب ي صحفي الغفله والعنصريه بتجير ف سيره الرجل كده عشان شنو ورينا م تقول جلاد ومغضوب عليه وخلاص

  2. كان مفترضاً بالحكومة السودانية أن تدفع 2 مليون دولار لاستمرار تشغيل القمر الصناعي بعد ثلاثة أشهر من دفعهم المليون الأولى وبدء التشغيل وحل أجل دفع مبلغ 2 مليون دولار ولم تُدفَع وتوقف تشغيل القمر الصناعي فسألت الحكومة البنك عن السبب في عدم تسييل مبلغ الاثنين مليون دولار لشركة القمر الصناعي فرد البنك بأن شقيق الرئيس عبد الله البشير قد أخذ مبلغ الاثنين مليون دولار فاتصلوا عليه ليعرفوا منه مصير 2 مليون دولار فرد عليهم بالتليفون قائلاً بكل بساطة الحرامية الرئاسيين: “ما قلنا ليكم الموضوع ده خلونا منو!” صدق راشد عبد القادر عندما خاطب الرئيس البشير قائلاً له: “الفساد في بيتك يا حبة!”

  3. دا فاقد تربوى من 57 تخرج 88 لاحولا ولا قوة الا بالله وكمان بتاع جغرافية ونائب رئيس يا اخى السودان دا هامل بشكل هو الرئيس ذاتو شن عندو

  4. طيب ي صحفي الغفله والعنصريه بتجير ف سيره الرجل كده عشان شنو ورينا م تقول جلاد ومغضوب عليه وخلاص

  5. كان مفترضاً بالحكومة السودانية أن تدفع 2 مليون دولار لاستمرار تشغيل القمر الصناعي بعد ثلاثة أشهر من دفعهم المليون الأولى وبدء التشغيل وحل أجل دفع مبلغ 2 مليون دولار ولم تُدفَع وتوقف تشغيل القمر الصناعي فسألت الحكومة البنك عن السبب في عدم تسييل مبلغ الاثنين مليون دولار لشركة القمر الصناعي فرد البنك بأن شقيق الرئيس عبد الله البشير قد أخذ مبلغ الاثنين مليون دولار فاتصلوا عليه ليعرفوا منه مصير 2 مليون دولار فرد عليهم بالتليفون قائلاً بكل بساطة الحرامية الرئاسيين: “ما قلنا ليكم الموضوع ده خلونا منو!” صدق راشد عبد القادر عندما خاطب الرئيس البشير قائلاً له: “الفساد في بيتك يا حبة!”

  6. دا فاقد تربوى من 57 تخرج 88 لاحولا ولا قوة الا بالله وكمان بتاع جغرافية ونائب رئيس يا اخى السودان دا هامل بشكل هو الرئيس ذاتو شن عندو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..