بُطولات اتحاد النعامة والجهل المؤسّس!! ..

للمفكّر المغاربي الراحل محمد أركون ، مُساهمات جديرة بالتأمُّل والحوار معها وحولها، وبخاصّة أرائه واستنتاجاته في وحول ظاهرة وتجلّيات الخطاب الإسلامي ” الإخوانى ” ، وامتلاك الفكر الأخوانى لناصية ( الجهل المؤسّس ) على حد تعبير أركون، وللأمانة، لم أجد في هذا المقام والمقال، أبلغ من عبارة ( الجهل المؤسس) من الفكر (الأركونى ) لاقتباسها من حديث له على اليوتيوب، في وصف الحالة التي أنوي وصفها والحديث عنها اليوم، وهى في تقديري و باختصار شديد، حالة يصعُب تتبُّعها ورصدها ومعرفة مكنونات أسرارها، دون التعرُّف على مكنونات ومُجمل مفاهيم أيدلوجيّة (الجهل المؤسس) وأبطال حالتنا هذه، هُم – وبلا مُنازع ? قيادة اتحاد الصحفيين السودانيين، ولجنة المُحاسبة التي تتبع له، والتي أعطت نفسها الحق في ” تأديب ” الصحفي السوداني بهرام عبدالمنعم، صاحب القصّة والواقعة الشهيرة، في مُواجهته المسئولين الحكوميين بالحقيقة الناصعة، حينما وصف وزير الداخلية والإعلام ووالي الخرطوم بالكذب، رداً على تصريحاتهم بأنّ ” الجهة التي قتلت المتظاهرين غير معروفة وأن الشيء الذي حصل هو بغرض النهب والسلب “، ولمن فاته الخبر نُعيد أنّ ذلك حدث إبّان هبّة سبتمبر 2013 المجيدة.
نمضى لنقول: شرعت اللجنة “التأديبيّة “، في مساءلة ومُحاسبة بهرام، حول أدائه المهني في المؤتمر الصحفي المشهود ولكنها، آثرت منذ ” ضربة البداية “، تغيير الموضوع و” المانديت ” ( رُبّما) لأسباب ” تكتيكيّة “، ليتم تحت مُسمّى آخر(ألطف)، من( عُنف وقسوة ) بند ” المُساءلة ” إلى( لين وعطف) ” المُناصحة “، ليسدي الأساتذة الأجلّاء، ” النُصح ” للصحفي الشاب بهرام .. ولعلّهم كادوا أن يعلّمونه ويلقّنونه دروساً في ” آداب وفرائض السؤال الصحفي “، ليصلوا – حتماً – في نهاية المطاف، إلى مُطالبته بالاعتذار، و لربّما ” الاستتابة “، بشروطها المعروفة، لولا أن الشاب بهرام ” جاءهم من الآخر” وألقمهم حجراً بثباته على المبدأ والموقف والفعل، وإصراره القوى على القول الجسور: أنّه لم يخطئ، ولن يعتذر، ولو قُدّر له أن يسأل في المستقبل، لواصل بذات منهجه…فبُهت الذى جيء به ليُعاقب، من تجرّأ بقول الحقيقة في وجه إمامٍ ظالم، ودفع الثمن، فطوبى للشجعان !.
عجبي من اتحاد الصحفيين السودانيين، الذى سبق أن أطلقت عليه من قبل لقب (اتحاد النعامة) ومازالت أُصر على لقبى ” حصريّاً “، هذا الاتحاد العجيب، سبق له أن احتفى وتفاخر، بالصحفي العراقي ( منتظر الزيدي ) الذى قذف – وقتها – بزوجي حذاء في وجه مسئول أمريكي (جورج بوش) في بغداد في 14 ديسمبر 2008، وهو في مؤتمر صحفي، وجعل- اتحاد النعامة – من تلك الواقعة ” مأثرة كُبرى “، وحوّل فاعلها إلى( بطل قومي)، ودافع عن الفعل وفاعله، دفاعاً مُستميتاً، فيما يأتي اليوم، ليُرسل لجنته المُختصّة بمحاسبة الصحفيين ، لمُحاكمة الصحفي السوداني بهرام، لمُجرّد (قذفه بكلمة صدق ) في ( وجوه ) مسئولين حكوميين، تُمارس أجهزتهم الأمنية والشرطيّة أفظع الانتهاكات ضد حريات التعبير والتنظيم وكافة حقوق الإنسان .
تُرى كيف يحكمون ؟ أليس في مثل هذه المواقف المُتناقضة، رابط قويٌّ بمحتوى فكرة الجهل المؤسس التي عبّر عنها المُفكّر أركون، أم أنّ الأمر أكبر وأجل وأدهى من ذلك بكثير؟؟!!.
تُرى ، ألا تُذكّرنا مواقف وأفعال و” بُطولات ” اتحاد النعامة ولجانه، بما في ذلك، مُحاولته الأخيرة في ” الاستئساد” على الصحفي بهرام ، ببيت الشعر الشهير:
” أسدٌ علىّ وفي الحروب نعامة…ربداء تجفل من صفير الصافر” ؟!.
هذا الاتحاد وقيادته العجيبة، يرون بعين السخط، أفعال وأقوال الصحفي بهرام، ولكنّهم لا يرون جرائم الإنقاذ وفي مقدّمتها مُصادرة الرأي والحق في التعبير ومُصادرة الصُحف وإغلاقها أمنيّاً .. ولا يرون قتل أكثر من مئتي إنسان، بعنف الدولة وأجهزتها الأمنيّة ومليشياتها وقنّاصتها الحزبيّة …
إنّه العمى والجهل المؤسّس ..وكفي !.
[email][email protected][/email]
الجهل المقدس وليس المؤسس
هذا من باب تحري الدقه في الاقتباس