زيارة شكري .. هل تأتي بالشكر والحمد؟

من الطرائف المروية عن الرئيس المصري السابق الدكتور محمد مرسي أنه كان في زيارة إلى وزارة الداخلية عقب فوزه بالمنصب في اطار الزيارات التعريفية التي نظمت له، وعند وصوله إلى مدخل الوزارة وجد في انتظاره صفاً طويلاً من كبار الضباط لتحيته قبل الولوج إلى داخل الوزارة، وبمجرد ترجله بدأ وزير الداخلية في تعريفه بكبار الضباط المصطفين، هذا اللواء فلان الفلاني ثم اللواء علان بن فرتكان، وهكذا استمر التعريف إلى أن جاء الدور على أحد اللواءات وهنا سارع الدكتور مرسي بالقول للوزير لا داعي لتعريفي بهذا اللواء فأنا أعرفه إنه فلان وكذلك اللواء «اللي جنبه»، وقال باللهجة المصرية «دا أنا عارفه كويس أصلو دا إعتقلني قبل كدا في البيت الساعة إتنين الفجر وكان معاه اللواء اللي جنبه». والدرس المستفاد من الطرفة أن مرسي وهو في منصب الرئيس الآمر الناهي قد تجاوز مراراته السابقة تجاه هذين الضابطين العظيمين، فلم يأمر بإحالتهما إلى «الصالح العام» والدليل أنهما ما يزالان في الخدمة?
وكذلك هذا ما يؤمل في الزيارة المرتقبة للسيد سامح شكري وزير الخارجية المصري ،فمن المنتظر بحسب ما رشح من أنباء أنه سيحل يوم غد الخميس ضيفا عزيزا على البلاد مترئسا جانب بلاده في لجنة التشاور المشتركة ، فمن أبرز تجليات هذه الزيارة أنها تؤشر في مظهرها العام لتجاوز الطرفين لما كان بينهما من توترات خاصة بعد الهجوم الاعلامي الكثيف والشاطح والذي لم يكن له ما يبرره من بعض وسائل الاعلام والاعلاميين المصريين، وما تلى ذلك من إنفعالات وتفاعلات وتوترات متبادلة على النحو الذي ما يزال سائدا ، ثم إنها أيضاً ـ أي الزيارة ـ يفترض أن تمنح هامشاً من التفاؤل بإمكانية سيادة العقلية العقلانية عند الطرفين على ما عداها من «عقليات» وجماعات أخرى وأخطرها جماعة «المديدة حرقتني» التي إن لم تجد أزمة صنعتها من العدم، إذ أنها تستمد وجودها من مثل هذه الأجواء المأزومة مثلها مثل الهاموش والناموس التي لا تعيش ولا تتكاثر إلا في البرك الآسنة..
إنها ولا شك زيارة غاية في الأهمية، ولكن فلنحترس، فللتاريخ وجهان مشرق ومظلم، سلبي وإيجابي، والزيارة ما زالت تحت المحك لا يدري أحد على وجه الدقة ما ستنتهي إليه خلاصاتها ومآلاتها النهائية، فهي إما أن تجب كل ما كان قبلها فيخلدها التاريخ، وإما العكس فتعود بعكس ما كان يؤمل فيها، وما يأمله الشعبان هنا وهناك ليس فقط تنقية الأجواء وازالة أسباب التوتر وحلحلة المشاكل العالقة والعودة بالعلاقات الى وضعها الطبيعي، وإنما كذلك للسمو بالعلاقة التي تجمع بين بلدين وشعبين لاغنى لأي منهما عن الآخر ويشكل أي منهما للاخر أهمية بالغة حتمتها حقائق عديدة.

الصحافة

تعليق واحد

  1. هكذا نظرة الكثيرين من كتابنا في وجدانهم العميق لدرجة التجين (جينات) لايعنيهم او لايضيرهم الاستعلاء المصري. كثيرين منا مهزوم مرتين مرة بالعروبية واخري بالمصرنة وليس هناك مثال صارخ اكثر من الهندي عزالدين الذي يبدو اكثر مصريا من المصريين انفسهم وامثاله في ثقافة المصري هو الاحقر للاسف…

  2. اقتباس:
    (… وما يأمله الشعبان هنا وهناك ليس فقط تنقية الأجواء وازالة أسباب التوتر وحلحلة المشاكل العالقة {والعودة بالعلاقات الى وضعها الطبيعي}، وإنما كذلك للسمو بالعلاقة …)
    س: أستاذ المكاشفي, هل كان وضع العلاقات بين السودان و مصر علي مر التاريخ، هو طبيعي،و كل همك هو العودة إلي ذلك “الوضع الطبييييييعي”!

  3. السودان يحتاج لمعجزة سيدنا موسى لينجو من كيد الفرعون المصرى ….
    مصر لن ولم تهداء الإ بعد زرع خابور حرب فى السودان أو فتنه
    لايمكن ولن اقتنع ومثى كثيرين بأن ننجو من الكيد المصرى الاسرائيلى
    رخاء وامن شعب السودان فى نظر الساسه المصرين خطر وخط احمر لأنه ببساطه يعنى سوق بديل عن مصر فى كل شئ ( السياحه الزراعه الموراد البشريه الخ )
    مستحيل تتركنا مصر وترضى ان نتعامل كاشقاء او انداد لالا لا تحلمو
    لدينا ومن ابناء شعبنا ومثقفيها من يرتمى بحضن الاستخبارات المصريه فمصر تحتضن كل من يعمل ضد حكومه السودان لا أقصد هذه الحكومه ولكن كل الحكومات منذ الاستقلال….
    مصر تتعامل مع السودان بسياسة الشوال والفئران وهى نظريه بسيطه ( ضع مجموعه من الفئران بشوال ولكن يجب ان تحرص ان تهز وتخج الشوال كل عشره دقائق لانك ان لم تهز الشوال توقفت الفئران عن التشاكس وبداءت فى قرض الشوال للخروج فهذه هى نظرية مصر يجب ان تهز دولة السودان بالمشاكل من وقت لاخر حتى لا يهداء لأنهم لو تم لهم الهدوء والسلام سوف يخرجون للعالم دوله ناهضه )
    وطنى وطنى قبل كل حزب .
    اللهم نجئ السودان من كيد مصر كما نجيت موسى من فرعون وما يحبطنى زمن المعجزات ولى …
    الله المستعان

  4. لا هو مكرم عندنا ولا عزيز علينا هو محتل لأرضنا ومحتقر لشعبنا سيكون على الصفة التى أردت عندما ينسحب عن ارضنا ويعاملنا باحترام وندية.

  5. كضاب كضب ياحيدر المكاشفي
    ماهو سبب فشل مرسي وسبب عزله او الانقلاب عليه
    اولا مرسي عزل 71 لواء بسبب المرارت الحصل ليه
    وحل المحكمة الدستورية وعزل القضاء هذا هو السسب الذي دفع القضاء والجيش لعزله
    ماتخدما ساكت ياكوز يا امنجي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..