الفشل..!!

المشهد الذي بات ثابتاً ومحفوظاً للجميع، دعوات لمفاوضات، أطراف توافق وأخرى تتردد، ثم هجرة جماعية إلى أديس أبابا، تبدأ المفاوضات وتبدأ معها الاتهامات، الحكومة تتهم الوساطة بتبني أجندة الحركات، الحركات تتهم الوساطة بتبني أجندة الحكومة، ثم تتعثر ثم تبدأ، الأخبار تحمل بشارات سارة، الطرفان على وشك توقيع اتفاق إطاري ثم تبدأ الأخبار تتحول إلى المسار الآخر، المفاوضات تتعثر، المفاوضات على وشك الانهيار، طرف يتهم آخر بتبديد الوقت والآخر يتهم بعدم الجدية، الطرفان يغادران ثم تبدأ الردود العسكرية..القوات تتقدم، الجيش يقترب من ساعة الحسم،الحركات على مقربة من دخول منطقة مركزية، الجيش يسترد والحركات كذلك تسيطر، صمت طويل حتى يحين تاريخ استئناف التفاوض، وبين هذا وذاك الآلاف يشردون يموتون ويقتلون، وتدريجيا، الوطن يشتعل حروبا واحتقانات، ولا يهم.

لم تعد المفاوضات مثيرة للاهتمام ولا متابعة أخبارها لأن نهاياتها أصبحت معلومة للجميع بل تفاصيلها ذاتها باتت محفوظة، والمهم في نهاية الأمر أن الوقت يضيع وتتضاعف معه كلفة الحل، ولا أحد ممن نصّبوا أنفسهم مقررين لمصير الأوطان والشعوب مهتماً إلا بالموعد القادم للمفاوضات…السؤال الأكثر إلحاحاً، هل من يفاوضون *ويتفاوضون يعون حجم الأزمات التي تحيط بالبلاد، الفشل المتراكم والذي بات ملازماً للحالة السودانية يستوجب وقوف كل الأطراف، وقوفها قليلاً بقدر من الشجاعة في مواجهة هذا الواقع، أم أن الناس ترى ما لا يرون.

التاريخ القريب والبعيد يحدثنا عن كلفة تبديد الوقت، على مدى السنوات الماضية القريبة، كلما وقعت الحكومة اتفاقا مع أي فصيل ثم نكصت عن الاتفاق كلما تضاعف الثمن، واتفاق نافع-عقار يمثل الأنموذج الأبرز والذي لو كان سار باتجاه التنفيذ لكفى السودان متلازمة “مفاوضات المنطقتين”، ولو عددنا الاتفاقيات التي تم توقيعها لاكتشفنا أنها أكثر من عدد الأزمات التي لأجلها وُقعت هذه الاتفاقيات، وهذا ليس لشيء سوى أننا خبراء في تبديد الوقت والرجوع كل مرة إلى نقطة البداية وما قبل البداية.

متى يفيق من نصّبوا أنفسهم مقررين لمصير البلاد من غيبوبتهم، متى يضعون في الاعتبار حجم الموت والتشريد والتضحيات الثقيلة التي يتكفل بدفعها من لم يختار الحرب، ولم يستفتوه، للأسف، رغم كل ذلك، لا تزال هناك فرصة لإنقاذ البلاد من أي سيناريو أسود محتمل، لكن يبدو أن تضييعها يجري الآن، فلا تزال الأطراف المعنية تقف عند محطاتها التي اختارت أن لا تتحرك منها إلا باتجاه الخلف…وفوق ذلك يحسبون أنهم حريصين على الوصول إلى الحل، حينما يعددون المرات الكثيرة التي جلسوا فيها للتفاوض، بينما هم يحتفون بالفشل، ولو كانوا فعلا بهذا الحرص لما تعددت هذه المرات التي تستغرق سنوات طويلة، من يُنبه هؤلاء.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. النخبه السياسيه السودانيه فاشله من الازهرى الى عمر البشير ، ما عندهم انصاف الحلول ولا يعرفون الابتكار ، يتمترسون خلف قناعاتهم الصدئة الى ان يفوت قطار الزمن مخلفا وراؤه دمارا هائلا

  2. في النهاية يا جماعة لن يصح إلا الصحيح طال الزمن ولا قصر هم إلى زوال وزبالة التاريخ تنتظرهم على أحر من الجمر
    لكن نحنا يجب ان لا نلوم أي جهة على الحال الذي وصلنا له لأننا من فرطنا في الوطن نحن فعلا فشلنا بعد فشلهم في ان نستعيد منهم الوطن ليس جبنا ولا ضعفا ولكن حرصا عىل الارواح وجاء الوقت الذي يجب فيه التضحية بالارواح ليس في السنابك والأنفاق ولكن في مواجهتم علانية بدون خوف او وجل فقد بلغ السيل الزبى تماما ولن نستعيدها إذا لم نفعل لن نستعيدها من هؤلاء الأنجاس إذا لم نفعل نحن نرى النساء يفجرن انفسهن ليل نهار في فلسطين ولا نستطيع أن نرفع صوتنا في وجوههم أي نعم هذا الكلام اليوم مناقض لأي تعليق سابق لكن وصل الأمر إلى الحد الذي لا سكوت بعده ولا صبر فهؤلاء ذئاب جائعة لن تسكتها صرخات الجوعى والمرضى ولن يضيرهم تضور الشعب ولن تثنيهم الدموع والآهات والزفرات فتعالوا وتنادوا واصطفوا وأنتظموا لنكسر الأغلال ونرمي الأصفاد في وجوهم والله على الظالم يمهل ولا يهمل وثورة حتى النصر والتغيير بايدينا إذا توحدنا إن مع العسر يسر وتذكروا أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا

  3. لا ارى في الافق من حل قريب ربما يكون ولكنه بعيد ولكني اخشى على السودان من الحرب الاهلية الطاحنة والتي تدمر الاخضر واليابس الله يكضب الشينة….

  4. لا ارى في الافق من حل قريب ربما يكون ولكنه بعيد ولكني اخشى على السودان من الحرب الاهلية الطاحنة والتي تدمر الاخضر واليابس الله يكضب الشينة….

  5. المفاوضات والحوار الوطني والقنفذ والصاج القديم واعتقالات المصريين للسودانيين كلها لهايات للشعب من النظام بسبب فشل النظام وفساده وعدم قدرته على الخروج من أي مأزق سياسي أو اقتصادي أو غيره بسبب فساد سدنة هذا النظام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..