نفرة البرلمان ?انتهى زمن الخداع

جاء في الأخبار أن البرلمان يستعد لتسيير وفود مشتركة بينه والجهاز التنفيذي للطواف على الولايات ضمن حملة الاستنفار والتعبئة التي يقودها البرلمان لمساندة القوات المسلحة بالرجال والمال? لا أملك إلا أن أقول أن(قوة العين) وفقدان الشعور بالمسؤولية هو الذي يقود البرلمان للسير في ركاب تلك الوفود التنفيذية ..البرلمان الذي فشل حتى في القيام بدوره المرسوم في إطار النظام القائم يريد أن يقوم بالتعبئة? ترى هل يتوقع البرلمان تجاوبا من الجماهير التي تحصرها المشاكل اليومية ويغل الفقر والحرمان يدها عن التمتع بأبسط احتياجات الحياة ؟ أم يتوقع التجاوب من الذين اضطرتهم الحروب والنزاعات لترك الديار والممتلكات والفرارحفاظا على حق الحياة؟
الأسئلة الأساسية التي سوف تحاصر وفود التعبئة? النفرة لمن؟ والقتال ضد من؟ ولصالح من؟ أسئلة لايملك البرلمان الإجابة عليها، لأنه والغ في الوهم، لكن كل صاحب بصيرة يعرف أن المواطنين ما عادوا أسرى لخطاب الانقاذ الذي استغل الدين وباع الكذب حول الحرب الأهلية في السودان، خاصة وأن الظروف الاقتصادية والتدهور في الخدمات الأساسية دفعت بهم لتجاوز مرحلة السخط لمرحلة الفعل المنظم؟
سلطة الانقاذ وبرلمانها الغافل تظن أن الحركات الاحتجاجية المبعثرة والمحدودة لن يكتب لها أن تقوى وأن تتحول لفعل حاشد يصعب محاصرته، لكن خارطة السودان كل يوم تشهد إضافة مواقع جديدة وأعمال مغايرة وصنوف من المبادرات تكسر طوق الخوف والطاعة تنشد التغيير، وتطالب بحق الحياة الآمنة الكريمة.
أتوقع أن يواجه البرلمان بسخط منظم وأسئلة قوية حول الضائقة الاقتصادية وتزايد أعداد النازحين والمهاجرين وانعدام المياه ورداءة المتوفر منها وأن يواجه الإلمام الواسع بأسباب الأزمة والمخرج منها. وأتوقع أن يبحث البرلمان لمخرج لنفسه من غضب الجماهير وفي أفضل الأحوال اللا مبالاة بنفرته.
الميدان