
لا أحد يستطيع ان يكابر او يجادل في حقيقة ان ثمة وزراء في حكومة حمدوك لم يقوموا بأدائهم على الوجه المطلوب ولم يكونوا بثقل الثورة وحجم العشم والطموح ولو قمنا بعملية قياس لأداء عمل بعض الوزراء منذ بداية تعيينهم وحتى اليوم سنجد ان هناك من هو دون المستوى ولم يحرز تقديراً جيداً ولا ممتازاً ومنهم من هو دون القبول.
وصبرنا طوال هذه الشهور حتى لا ننجرف مع موجة النقد غير البناء الذي تدفعه الانتماءات السياسية وتهش عليه عصا (الغبائن) والتشفي وتلونه الانتماءات العمياء كان لابد ان نتعقل قليلاً لنعطي الوزراء فرصة أكبر لإثبات وجودهم فنحن لا ننقاد الى المطالب السالبة التي تريد ان تهزم الثورة في وزرائها ولكن مع ذلك لابد من التصحيح والتقويم لطالما ان الدور السلبي لبعض الوزراء انعكس سلباً على واقع الحياة اليومية.
وأقر رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك في حوار مع العربية بوجود تفاوت في اداء الوزراء لافتاً الى انهم حال وصلوا الى قناعة بإحداث تغيير فلن يتوانوا عن ذلك.
وتخيلت ان يكون حمدوك وصل فعلا لقناعة ان بعض الوزراء أخفقوا في مهامهم الوظيفية وفشلوا في إثبات ذاتهم وان تغييرهم أصبح واجباً وضرورياً تتطلبه المرحلة التي تمر بكثير من المنعطفات حتى لاتتسرب الأيام من بين أيدينا دون ان نصل الى المبتغى والمطلوب الذي دفع الشهداء دمهم ثمنا غالياً لشرائه.
والتغيير والتعديل ليس عيباً ولا ضعفاً بل ادراك واستشعار بالمسؤولية والقوة ليس في تعيين وزير القوة في إعفائه خاصة ان كان ضعيفاً وهذا هو القرار الذي ننتظره من حمدوك حيال بعض وزراء حكومته الذين نعلمهم ويعلمهم وان وجودهم أصبح حملاً على عاتقه ويثقل كاهله باللوم والعتاب فعيوب بعض الوزراء الذين لم يكن اختيارهم صحيحاً اصبح واضحاً لعيان الناس وذكرته قيادات الحرية والتغيير وحتى المواطن البسيط اصبح في حيرة من أمره ان كيف لمن يكون الحل يصبح المشكلة وكيف يكون الداء في من هم الدواء.
لذلك يجب على رئيس مجلس الوزراء ان يعمل بنصيحة الحرية والتغيير التي أوصت سابقاً رئيس الوزراء بإقالة عدد من الوزراء وأن حمدوك طلب إمهاله بعض الوقت ليستطيع تقييم أداء كل الوزراء.
وكان المجلس المركزي لقوى “الحرية والتغيير” قال إن التحالف الحاكم تخلى عن رغبته التي أعلنها في وقت سابق بشأن تقييم أداء الوزراء بعد 100 يوم من تسلمهم مناصبهم، بعد أن أبلغهم رئيس الوزراء عزمه تقييم أداء حكومته.
واعتقد ان ما مر من شهور تجاوزت الـ (١٠٠ يوم) كان كافياً لتقييم اداء الوزراء وان الاحتفاظ ببعضهم يكون نوعاً من المكابرة والمعاندة التي لن تفيدنا بشئ سوى انها (تجر) لحمدوك فشلاً لا (ناقة ولا بعير) له فيه، فالتاريخ لا يرحم والوقت للعمل والفترة الانتقالية فترة محدودة ومعدودة أيامها لذلك لا أجد مبرراً للاحتفاظ ببعض الوزراء في مواقعهم فثورة التغيير المتجددة التي أزاحت وأزالت كثيراً من الأخطاء والقوانين وساهمت في تفعيل قانون تفكيك النظام وحل الموتمر الوطني الكثير من ثوارها لم يرضيهم ان يكون اداء الوزراء في حكومتهم صفراً فهم غير راضين ولكنهم لا يريدون ان يحرجوا حمدوك بالمواكب والهتاف فيااااا سيدي رئيس مجلس الوزراء الموقر …الرجاء النظر في هذا الأمر.
طيف أخير :
الحياة لا تصبح أسهل، بل أنت من يصبح أقوى
صباح محمد الحسن
الجريدة