فوضي السلاح والموت سمبلا

خلال اقل من اسبوع حصد الصراع بين بطون المسيرية الزيود واولاد عمران 133 قتيلا جلهم من الشباب وخلّف مئات الجرحى فى خلاف حول قطعة ارض استخدمت فيه الاسلحة البيضاء والنارية الخفيفة والثقيلة.
وفى دارفور هاجم اربعة مسلحين عربة تقل حفظة للقرآن وائمة مساجد وحصدوا منها 15 قتيلا و11 جريحا مستخدمين الكلاشنكوف ومن بعده القرنوف ليتأكدوا من موت ضحاياهم ولم يقوموا باى امر آخر غير القتل واكتفوا فقط بازهاق الارواح ومضوا على ظهور جمالهم تاركين الدماء تروى الصحراء دون ان يطرف لهم جفن.
قبل فترة كنت فى رحلة عمل الى حقل البرصايا النفطي بجنوب كردفان ورأيت بام عينى شابا يتبع عدد محدود من الابقار وعصاه التى يتوكأ عليها مدفع رشاش من طراز الكلاشنكوف.
وفى دارفور يمكن لاي شاب الحصول على قطعة السلاح التى يريد فقط عليه ان يدفع ثمنها… وليت الامر وقف عند دارفور اذ ظل السلاح يتسرب نحو الخرطوم وتعلن لنا الشرطة مرة واحدة فى كل اسبوع على الاقل ضبطها لكميات من الاسلحة والزخائر بل وصلت حتى ولاية نهر النيل بعد ان تخطت الخرطوم شمالا.
فوضى الاسلحة وانتشارها دون ضوابط بين المواطنين ستؤدى الى كوارث اكبر من التى حصلت حتى الان ورغم ان الصراع الذي تسببت فيه فوضي الاسلحة وانتشارها غير القانونى حصد خلال السنوات الاخيرة عشرات الآف من الانفس البريئة فى دارفور وحدها.
لم يكن الصراع بين الزيود واولاد عمران الاول من نوعه في المنطقة ولا حتى العاشر فقد شهدت منطقة جنوب ولاية جنوب كردفان صراعات مختلفة راح ضحيتها الالاف.
الحكومة فشلت فى جمع السلاح من المواطنين وذهبت كل البرامج التى اطلقتها ادراج الرياح دون ان تحقق نتائج ملموسة.. فالمواطن لا يسعي لامتلاك السلاح الا بعد ان يصل الى قناعة بضرورة امتلاك ما يحمى به نفسه عند الضرورة.
اصبحنا الان فى مرحلة خطيرة فمن السهل الان ان يطلق الانسان النار على اخيه الانسان حتى ولو كان السبب عقال بعير وكأننا نعيد حروب داحس والغبراء فى جاهلية العرب الاولى.
صور انتشرت امس على وسائل التواصل الاجتماعى لقتلى الصراع فى منطقة المسيرية تكفى جدا لتدارك خطورة الموقف اذ لم يكتف القتلة وهم من فئات الشباب بالقتل بل عمدوا الى التمثيل بجثث قتلاهم وتقطيع اعضاء منها والتباهى بذلك بنشر الصور وكأنهم احرزوا نصرا غاليا على اليهود وطردوهم من القدس.
نقص الوازع الدينى والحس الوطنى وإضمحلال مفهوم المساواة وتفشي الجهل هو الذى يمكن ان يدفع مواطنا لقتل مواطن آخر بدم بارد والتمثيل بجثته هذا بالطبع بينى على اساس عدم الاحساس بالمسائلة والافلات من العقاب.
الان اعطي هؤلاء الشباب وزارة العدل دليلا دامغا على ارتكابهم جرائم قتل عمدا وعلى الوزارة ان تتحرك وتلقى عليهم القبض وتقدمهم لمحاكمة عادلة وتقيم فيهم العدل ان توافرت بينات الجريمة وتعاقبهم على الملاء حتى لا تتكرر مثل هذه المزابح التى تؤدى بحياه الشباب عصب الانتاج.
لابد ان تقطع الحكومة بجمع السلاج من المواطنين والا لتكررت حوادث “الموت سمبلا” في الطرقات والوهاد وعلى الحكومة ان لا تطمئن الى ان ذلك يحدث بعيدا فى القرى ولن يكون له تاثير على الوطن فتفاجأ بانتقال الصراع الى قلب الخرطوم.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ليس هنالك حكومة، توجد عصابة الانقاذ فقط.
    والعصابة تشجع العصابات و تعيش في الماء العكر.علي الشباب التحرك لاشعال حرب عصابات المدن ، كتجربة شعب الاورغواي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..