أخبار السودان

وماذا بعد ان فشلت كل مبرراتهم؟

بسم الله الرحمن الرحيم

د. سعاد إبراهيم عيسى

المقال رقم 32

كل الانقلابات العسكرية لها مبررات لاغتصابها للسلطة, وعلى رأس تلك المبررات وفى مقدمتها, فشل سابقاتها من الحكومات خاصة المدنية منها, فشلها في إدارة دفة الحكم, وما نتج عن ذلك الفشل من مشاكل أحاطت بالوطن والمواطنين, تستوجب الإسراع بانتزاع السلطة من بين أيدي الفاشلين, قبل ان تلحق بالبلد ما يستعصى علاجه ان لم تتداركه أيدي الانقلابين.

انقلاب الإنقاذ لم يشذ عن تلك القاعدة, حيث أمعن في توصيف فشل الحكومة الحزبية التي سطا على سلطتها, من عجز في كل مناحي الحياة, اقتصادية واجتماعية وأمنية ثم سياسية. ورغم ان انقلاب الإنقاذ لم يكن انقلابا عسكريا بالمفهوم المعلوم, بل هو انقلاب لحزب سياسي تدثر بثياب عسكرية, ولم يمنعه ذلك من كيل تهم العجز والفشل الذر يع للأحزاب السياسية, وعدم قدرتها على إدارة الحكم بالمستوى المطلوب, وما في ذلك من خطورة على مستقبل الوطن والمواطنين الأمر الذى دعا حزبهم كي تهب لنجدة الجميع قبل وقوع الكارثة.

حكومة الإنقاذ لم تكتف بسرد كلما رصدت من أخطاء وقصور للحكومة الشرعية, التي فشلت اقتصاديا, حتى أوشك الجنيه السوداني ان يصل عشرين جنيها مقابل الدولار الأمريكي الواحد, ان لم يتم تدارك انحدار قيمته بنجاحهم في اقتلاع السلطة من بين يدي من أوصلوه ذلك الدرك السحيق. وما ان توهطت حكومة الإنقاذ في مقاعد السلطة, حتى أطلقت لذلك الانحدار العنان حتى أصبحت قيمة الدولار اليوم بالجنيه السوداني ما يقارب ستين مرة للمدى الذى خشي سيادتهم من ان يصله لولا مقدمهم الميمون, اى عشرين جنيها.

والفشل الاقتصادي الذى شمل انعدام السلع وغلاء أسعارها مع تركيز على مجاهدات المواطنين للحصول عليها, ومن بينها الصفوف التي تتراص بالمخابز بحثا عن الخبز, وبمحطات الوقود في انتظار البنزين وغيرها, حيث أفلحت حكومة الإنقاذ في تصوير كل ذلك, ولكنها فشلت هي الأخرى في تغيير ذلك الواقع بتوفير كل السلع المطلوبة وتقليل أسعارها, لتصبح في متناول ايدى الجميع, لكنها شرعت في عمليات رفع الدعم عن غالبيتها ومن وقت لآخر, حتى أصبحت بجانب ارتفاع أسعارها فهي عصية على الحصول عليها بسبب ندرتها.

والصفوف التي تعيب الإنقاذ الحكومات السابقة بها, أصبحت لدى المواطن السوداني اليوم واحدة من واجباته اليومية, فما ان تختفي صفوف الجازولين التي تسد الطرقات المؤدية إلى أماكن بيعه, حتى تطل أزمة الغاز التي ضربت الرقم القياسي في حدتها, ولا زالت قائمة ومتفاقمة. ولأول مرة تستعمل أنابيب الغاز في التعبير عن سخط الجماهير عندما تم استخدامها في إغلاق بعض الطرق الرئيسية حتى تلفت نظر المسئولين الذين اكتفوا بتخدير المواطنين بالتصريحات الكاذبة كالإعلان عن البواخر المحملة بالغاز والتي يصفوها بأنها على أعتاب الميناء التي لم تطأها حتى اليوم. أما صفوف الخبز الذى أصبح حشفا وسوء كيل, فهي تتحدث عن الندرة من جانب وارتفاع الأسعار من جانب آخر, وفوق هذا وذاك رداءة المنتج بما لم نشهد من قبل.
أما الكهرباء وانقطاع تيارها المتكرر, والتي جعلت منها الإنقاذ بعضا من عجز الحكومات السابقة, فعلى الأقل لم تقدم اى من تلك الحكومات على إنشاء سد بحاله, ملأوا به الدنيا ضجيجا وبما ينتج من كهرباء بشرونا, بأنها ستكفى وتزيد. ومن بعد, عاد التيار الكهربائي إلى ذات عربدته القديمة وكأن سدا لم يقم. ولم تخطو المياه خطوة واحدة في علاج مشكلتها, إذ لا زالت غائبة عن الكثير من أحياء الولاية, وحاضرة بالكثير من طرقاتها الممتلئة بها وبالصرف الصحي بسبب انفجاراتهم المتكررة.

وحكومة الإنقاذ التي وصفت شعب السودان (بالشحادين) عند مقدمها, كما صرح مصطفى عثمان إسماعيل. الذى يفتخر بأنهم من أنقذوه من التسول, تلك الممارسة التي كانت ولا زالت من اكبر العيوب التي يمكن ان يلجأ إلي ممارستها أحد. إلا ان ممارسة التسول لم يبلغ هذا المدى المريع إلا بعد وصول حكومته للسلطة. إذ (يا دوب) أصبح التسول من صفة يعير بها من يمارسها سابقا, إلى مهنة يمارسها الكثيرون كمصدر رزق عجزت السلطة عن توفيره لهم بالطرق الكريمة. كما ولأول مرة تخرج المرأة السودانية متسولة بالطرقات, ويخرج الأطفال وكبار السن من الرجال متسولين أيضا بعد ان سدت في وجوههم كل أبواب الرزق الكريم.

ولم تغفل الإنقاذ عن التذكير بعجز الحكومة السابقة عن القضاء على الحركة الشعبية لتحرير السودان وإحلال السلام بالبلاد بعد إنهاء تلك الحرب التي قضت على اخضر ويابس الجنوب, وكلفت الشمال فوق طاقته اقتصاديا, حيث أوضحت الإنقاذ بأنه لولا وصولهم إلى سدة الحكم حينها لكانت الحركة الشعبية قد دخلت الشمال. فأعلنت الجهاد على الجنوبيين وحشدت لذلك الشباب من رغب منهم ومن رفض, ولا أظنكم قد نسيتم مطاردة الشباب بالطرقات وحملهم فسرا لمعسكرات التدريب في مشاهد تماثل تماما ما يحدث بفيلم الجذور لمن شاهدوه.

وحرب الجنوب التي حصدت ملايين الأرواح من الجانبين, وأفقرت الشمال بفقده للكثير من خيرة شبابه, وما لعبته من دور في الإقعاد باقتصاده, وبعد ان عجز الجانبان, حكومة الشمال والحركة الشعبية لتحرير السودان, من تحقيق نصر يوقف تلك الحرب اللعينة لصالح أي منهما, قبلا الجلوس للتفاوض حول كيفية الوصول إلى سلام عادل يحقق طموحات الجنوب ويوقف نزيف الدم والمال الذى ظل منهمرا من الشمال. وكانت اتفاقية نيفاشا التي بموجبها اقتسم الجانبان السلطة والثروة مع إهمال تام لحقوق الآخرين العادلة فيهما.

وقد منحت الاتفاقية حكومة الشمال فترة ست سنوات لتجعل من الوحدة للجنوبيين جاذبة, حتى تدفعهم لاختيارها عند وصولهم لمرحلة تقرير مصيرهم عبر الاستفتاء الذى تقرر إجراءه في نهاية تلك الفترة, لكن الذى حصل ان انقضت تلك الفترة في مشاكسات ومعاكسات بين السلطة بالشمال وبالجنوب, كما وجد اصطحاب الرأي الرافض للوحدة من الشماليين, فرصتهم ليعملوا على تغليب كفة الانفصال على الوحدة, وقد نجحوا, فقد صوت الجنوبيون لصالح الانفصال وبنسبة قاربت المائة في المائة. ومن ثم فان حكومة الإنقاذ التي جاءت لتلحق الجنوب قبل ان تحرره الحركة الشعبية ويفقده الشمال, إذا بها تتكفل بفعل ذلك من جانبها, ففصلت الجنوب عن الشمال. الفعل الذى يعتبر من اكبر عيوب هذا النظام التي لا تغتفر.

قلنا ان الإنقاذ قد التزمت بإتباع كل مبررات الانقلابات التي سبقتها, من تصوير لفشل الحكومات التي سبقتهم, والوعد بمقدرتهم على تصحيح كل الأخطاء التي ارتكبت, والنجاح في كل ما عجز الآخرون عن إدراكه, لكن الإنقاذ قد أضافت لكل ذلك, مبرراتها الخاصة التي تمثلت في إعلانها عن الحكم يشرع الله الذى يعنى رشد الحكم وقوامه العدل بين الناس, ثم إعلانها النافي لمقدمها من اجل السلطة والجاه, عندما رفعت شعار, هي لله لا للسلطة ولا للجاه. وبذلك أحاطت الإنقاذ كل مبررات انقلابها بأفضل وأقوى مبرر, الحكم بشرع الله مع الزهد في السلطة, فماذا فعلت الإنقاذ في إطار ما بشرت به؟

بدأت الإنقاذ أولى خطواتها في إدارة حكمها بتسجيل اكبر فشل في الحكم بشرع الله الذى أسلفنا ان قوامه العدل بين الناس, حيث ارتكبت اكبر جريمة ظلم لحقت بالمواطنين, ومع سبق الإصرار والترصد, تمثلت في سياسة التمكين الذى حرم آلاف المواطنين من حقهم في عملهم ليمكن لكوادرها من كل مواقعهم, وفى أبشع صورة للظلم المقصود.خاصة بعد ان عملت على إغلاق كل الأبواب التي تمكن أولئك المظلومين من الحصول على أي عمل أو وسيلة يعوضهم عما افتقدوا. يعنى لا ترحم ولا تترك رحمة الله تصل عباده. والمدهش ان جريمة التمكين لم تكن إلا للسلطة وللجاه عندما مكنت لحكومتها من الانفراد بكليهما دون منازع.

والآن تعترف الإنقاذ بأنها هي الأخرى قد فشلت في الاستمرار في حكم البلاد رغم انفرادها بالسلطة والثروة, ورغم محاولاتها التبرؤ من شموليتها بإشراك بعض الأحزاب المعارضة قولا ومتصالحة معها فعلا, إشراكها صوريا في السلطة. فلم ينفع كل ذلك في استقرار البلاد المشتعلة إطرافها بحروب وقتال لا يتوقف, الأمر الذى اقعد باقتصاد البلاد وأفقر أهلها. فأعلنت الإنقاذ عن عزمها إصلاح الحكم من كل جوانبه, كما وجاءت بفكرة ما أسموه الحوار الوطني كصيغة أخرى لعلاج ذلك الفشل. ولكن ومن كل ما تم الكشف عنه من داخل قاعات ذلك الحوار وتناقضاته, فانه لن يقود إلى ما يرجوه الجمهور, وربما يحقق ما طمحت إليه السلطة الحاكمة, التي كثيرا ما ترفع شعارا لخدمة المواطن أو الوطن, فيصبح لخدمتها في اكتساب الوقت الذى تجيد استغلاله.

فإذا كانت الأحزاب التي تدير هذا الحوار هي تلك التي صورتها صحيفة التيار مشكورة, عندما كشفت عوراتها تماما. فماذا يرجى من أحزاب بلا دور وبلا جمهور, ولا تتعدى عضويتها المجموعة التي كونتها, أم تلك الأحزاب (الموبايل) التي تظل متنقلة من مكان لآخر ودون علم مجلس الأحزاب الذى يكتفي بالبيانات التي تسجلها بداية ولا أدرى ان قد استوثق منها ام قبلها على مسئولية من قدمها له؟ حقيقة ان كان هذا الشعب المكلوم في كليهما, الحكومة والمعارضة ان كان يأمل في فرج يأتي من جانب الأحزاب التي نرى, فعليه إعادة النظر في ذلك. وما حك جلدك مثل ظفرك.
وأخيرا, ما الذى تنتظره حكومة الإنقاذ بعد ان انتفت كل مبررات اغتصابها للسلطة؟

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. شكرا اسامة عبدالرحيم فى نقاطك الستة التي تضمنها تعليقك . من حيث لاتدري ياهمبول لخصت كل معائب ومخازي الانقاذ البائرة بوار فكرك وتملقك .. الانجازات التي ذكرتها اذا حكم السودان حمار يمشي على اربع لربع قرن من الزمان كان يكون انجز افضل منها . في حين حكام السودان الان يمشون على اثنين ولكن المضمون مضمون اربع رجلين ولعلك تفهم ياجملا من متملقي الانقاذ لم يفهم !!!!!!
    ثورة التعليم خرجت سواقين رقشات وبائعي بصل وحفارين باحثين عن الذهب فى البراري وباعتراف مجلسكم الوطني بان الخريج لايستعيع كتابة سطرين بالعربي دون اخضاء ( ابكي معي ان كنت سودانيا) اما الطرق فطريق الغرب ليس من حسنات الانقاذ فهو سابق لها حتى وان افتتح فى عهدها المشئوم .. اما طريق شندي الخرطوم يكفي فشلا انه اصبح مقابر للمواطنين بالجملة بدل ان يكون طريق ناقل وكذلك طريق دنقلا الخرطوم 0 اما تطوير الامن الذي تتحدث عنه فهو أمن خاص يقوم بدور كلب الخواجه يحرس حتى يصرف له الطعام المناسب . اما الجيش فهو اذا كان موجودا فان لنا شك كبير فى وجوده فهو من اشكال ناس حميدتي ومرتزقة غرب افريقيا .. كل السودانيون باستثناء غنم الوطني يعلمون ان الامن الموجود والجيش لاينتميان الى تراب الوطن . واذا اذا كان العكس صحيح لما عاشت حكومة البوار والفساد عامين . افهمت يامتملق .. اما الستة الاف الذين ذهبوا اليمن ، نرجو ان لايعودوا فى النعوش . وهل تعلم ان كل العرب مقتنعين بانهم مصدرين لهناك لجلب عملة صعبة تصلح حال البلد المائل ….

  2. رد للابن عصمتوف
    اولا الإجابة على سؤالك تجدها فى اخر المقال. اما المناحات التى حفظتها عن ظهر قلب فلولاها لن تتم توعية الشعب التى تنادى بها وباركت الساحة لأغاني السيد اسامه عبد الرحيم وغيره كألتى ستجدها أسفل تعليقك وبكل تناقضاتها للواقع

  3. We too, not only the ?THUGS?, your article has reinvigorate all those sad events. Undoubtedly, the ?thugs? will try to refute all these events, and seek excuses. See and hope we will not witness and hear more of that false lousy rhetoric anymore? At least the good part is this ?CULT? now a history, not only in Sudan, but in whole world, and hopefully, this name ?The Devil brothers? will always be remembered as the path of death and destruction. Further, now it is wide clear, and legible that they got nothing to do with Islam & Allah?
    ? Every clouds has a silver lining?

  4. مقال من اروع المقالات التى قرأتها …تدل على تمكن دكتور سعاد من ناصية الكلم ولديها تحليل دقيق وبتركيز عالى فيما تكتبه وفيما تريد توصيله للناس … وكل من يقراء مقالاتها تدل على حبها لهذا الوطن الموجوع ..فلها التحية والتقدير على مايخطه يراعها ..

  5. شكراً للمقال فقط أضيف سعر الدولار عند مجئ الانقاذ المشؤوم كان 12,30 جنيه والآن 11000 جنيه أي ما يعادل الف ضعف وليس ستون ضعفاً كما ذكرت وشكراً هذه اسوأ حكومة واسوأ حكام في تاريخ البشرية .هي لله هي لله،،

  6. الشىء المحير فى السيناريو السودانى..هو كيف و لماذا يجد حزب يدعى أنه حاز على ثقة (وتصويت) الغالبية الساحقة من الناخبين مجبرا على إشراك الأحزاب الأخرى معه فى الحكم؟ المعروف و المألوف أن أى حزب يخوض الأنتخابات ببرامج و مرشحين..حسنا”.. إذا كان المؤتمر الوطنى قد فاز ب 90% من المقاعد البرلمانية-حسب المعلن- فما حوجته لإشراك الأخرين؟ و إذا كان الناخبون قد صوتوا لرؤى و برامج الحزب بهذه الكثافة فما الدافع للحوار..؟؟ الأجابة أحد أمرين لا ثالث لهما: إما أن الحزب الحاكم يعلم أن نتائج الأنتخابات غير حقيقية و سيترتب على البناء عليها عزلة قومية للحكومة.. أو أن سداة الحزب الحاكم لا يعرفون و لا يمارسون أبجديات سياسة..

  7. والله يا دكتوره قد لخصت المشكله وشخصتيها بكل إقتدار وفهم موضوعى ,, ولكن كيف المخرج ,, فهذه العصابه تفننت في إزالال الشعب ,, وملاءت الدنياء ضجيجا ,, تارة شعارات إسلاميه ,, وتارة وعيد وتهديد ,, وصارت هى الوحده فى المسرح ,,والشعب جالس أو مندهش في كراس المتفرجين

  8. بارك الله فيك يا دكتورة على هذا المقال الضافي والتحليل الشافي لمعضلة الكيزان سرطان هذا العصر الذي فتك بالوطن الحبيب فتم بتر أطرافه و لا زال ينهش في ما تبقى من جسد مهتري.

  9. حكومة ثورة الإنقاذ الوطني هي أفضل حكومة حكمت السودان في تاريخه الحديث والقديم بلا أي منازع.. وهي أكثر حكومة أنجزت وعملت وقدمت الكثير للسودان.. في كل المجالات.. وهي الحكومة التي حملت علي عاتقها تحرير الإنسان السوداني من سلاسل الجهويات والقبليات وأنظمة الأحزاب العشائرية والأسرية.. وهي الحكومة التي حملت فوق ظهرها مآلات ونتائج فشل السابقين صمتاً وصبراً جميلاً فلم تحاكم أي رئيس سابق لفشله في إدارة شؤون البلاد.. بل عفت عنهم أجمعين وأفسحت لهم المجال للحياة الكريمة.. ومن أول ما قامت به الإنقاذ منذ مجئيها أنها طلبت من الرئيس السابق جعفر نميري العودة للسودان ليعيش حياته معززاً مكرماً في بلده بعد أن كان لاجئاً ومطارداً.

    إنجازات الإنقاذ لا تُعد ولا تُحصي:

    (1) التعليم:
    أطلقت الإنقاذ منذ مجئيها ثورة التعليم العام والعالي وتوسعت توسعاً هائلاً في هذا البند من أجل تطوير وتحرير العقل السوداني من سلاسل الجهل وظلام الأمية. يكفي أن عدد الجامعات كان 4-5 جامعات وتحول الآن لأكثر من 50 جامعة، ويكفي أن عدد الطلاب الجامعيين قبل الإنقاذ كان 5 ألف طالب ووصل الآن لأكثر من 180 ألف طالب وطالبة، ويكفي أن دارفور كلها لم يكن بها جامعة واحدة وصار بها 4-5 جامعات الآن، ويكفي أن عدد المدارس الإبتدائية والثانوية تضاعف في كل مدن السودان مئات الأضعاف. هذه تعتبر طفرة تعليمية لم يشهد لها السودان مثيلاً في تاريخه كله، وستظل كل هذه المؤسسات التعلمية شاهداً علي إنجازات الإنقاذ التعليمية لمئات السنوات القادمة.

    (2) الطرق والجسور:
    كان أطول طريق موجود في السودان هو طريق الخرطوم-بورتسودان بطول ألف كيلومتر، فتم سفلتة عشرات الآلاف من الطرق الداخلية والولائية والأقليمية، وأصبحت لأول مرة الخرطوم مربوطة بأقاصي الشمال والغرب والشرق والجنوب بطرق برية ممتازة تسير عليها البصات السياحية الفاخرة بدلاً من باصات السفنجة التي كنا نمتطيها في الثمانينات لنسافر بها في الرمال أياماً وأسابيع.. بل أن الإنقاذ أنجزت طرقاً برية دولية لأول مرة في تاريخ السودان لربط السودان بمصر شمالاً وأثيوبياً شرقاً وتشاد غرباً (وهو طريق الإنقاذ الغربي).

    (3) الأمن الداخلي والخارجي:
    حملت الإنقاذ علي عاتقها منذ مجئيها مهمة تطوير الأمن وتقوية القوات الأمنية المختلفة من أجل حماية البلاد من المخاطر الداخلية والخارجية. الجيش السوداني في 1989 كان منهزماً ومنهاراً ومتقهقراً إلي حدود كوستي وهو من أهم أسباب إنقلاب الإنقاذ، أما الآن فقد أصبح الجيش السوداني قوة عسكرية ضاربة ويمتلك من الأسلحة الخفيفة والثقيلة ما يكفل بحماية السودان والجيران أيضاً، وهو الآن يشارك بقوات عسكرية تقدر بـ 6000 جندي في عاصفة الحزم في اليمن (وهي أكبر قوات مشاة عسكرية بعد السعودية). ولأول مرة طورت الإنقاذ من مقدرات التصنيع العسكري المحلي عبر هئية التصنيع الحربي التي أصبحت تصنع كل أنواع الأسلحة من المسدس وحتي الدبابة والمدفع والطائرة وتصدرها للعالم (وآخرها معرض أديكس في الإمارات).. أما في مجال الأمن الداخلي فقد تضاعفت مقدرات الشرطة والأمن بشكل أصبح يُبهر العالم أجمع، وأي جريمة تحدث فإنه يتم كشفها في فترة زمنية مدهشة. أما بخصوص جهاز المخابرات السوداني فقد صار من أعتي أجهزة الأمن في الدول العربية والأفريقية ويعرف “دبة النمل في الجحور” وأصبح من أهم الأجهزة الأمنية التي تساعد أمريكا في مكافحة الإرهاب.

    (4) الإتصالات والإنترنت:
    أصبح السودان في عهد الإنقاذ وحسب دراسات دولية عديدة من أكثر الدول علي مستوي العالم تطوراً في مجال الإتصالات وخدمات الإنترنت، ولأول مرة في تاريخ السودان أصبح كل سوداني تقريباً يحمل هاتفه في جيبه. وكانت آخر دراسة حول حريات الإنترنت قد وضعت السودان علي رأس قائمة أفضل الدول التي توفر الحريات الأسفيرية حيث لم تقم الحكومة بحظر موقع إلكتروني واحد بينما مازالت هناك دول في محيطنا تحظر حتي الفيسبوك واليوتيوب.

    (5) الإعلام المحلي:
    بإختصار لم يكن بالسودان سوي تلفزيون واحد هو التلفزيون القومي الذي لم يكن يشاهده سوي مواطني الخرطوم فقط، والآن هناك أكثر من 20 قناة فضائية وإذاعية لكل ولاية سودانية ويمكن مشاهدتها حتي في أمريكا وأستراليا، وتضاعفت الصحف المحلية من صحيفتين أو ثلاثة صحف حزبية لأكثر من 50 صحيفة يومية تملكها الأحزاب والأفراد وليس للحكومة صحيفة واحدة ناطقة بإسمها.

    (6) توفير الغذاء:
    وبرغم أن شعار الإنقاذ الأول “نأكل مما نزرع” لم يتحقق بالكامل إلأ أن الإنقاذ نجحت في توفير القمح والخبز وكل مستلزمات الحياة للمواطن السوداني في الخرطوم وفي أقصي أقاصي البلاد وأنهت تماماً ظاهرة صفوف الخبز والسكر التي كانت سائدة قبل الإنقاذ، وكان أول قرار إتخذته الإنقاذ في أول أيامها هو طرد منظمة الدعم الأمريكية USAid من السودان نهائياً لأن الشعب الذي يتغذي علي الدعم والمساعدات لن ينهض من عثرته أبداً، وهذه من أهم فلسفات ثورة الإنقاذ التي جاءت لتطبيقها وهي تفجير طاقات الشعب السوداني من أجل التنمية والعمل والإنتاج، وحثه علي أن الموت جوعاً هو أكرم لنا من أكل القمح الأمريكي بصفوف الزل والمهانة.

    الذي يحاول تهميش وتبخيس إنجازات ثورة الإنقاذ الوطني فهو كالذي يحاول تغطية عين الشمس بغربال، فهي إنجازات لا تخطئها العين ويعيشها كل السودانيين اليوم وكل يوم. المشكلة هي أننا في بعض الأحيان نعاني من أزمات طارئة ومؤقتة (مثل أزمة الغاز) فيحاول البعض إستثمارها لرمي تاريخ الإنقاذ كله بالفشل.

  10. والله العظيم لن ينصلح حال السودان شعبا وأرضا إلا بزوال المتاسلمين ومعنى عصابة الترابي بفرعيها و (اضينة ) ال المهدى و (خونة ) ال الميرغني ولا يغضب على أحد من القراء قبل أن يتمكن فى تاريخ بلاده منذ خروج الإنجليز للأسف وسطو مايسمى مجازا بحزبي الأمة والاتحادى وأشكال والوان المتاسلمين تجار الدنيا والدين وهؤلاء يتبادلون الأدوار فى تدمير وخراب البلاد والعباد …لا حولة ولاقوة إلا بالله

  11. ا—-===ين حلولك ونصحك للمعارضة

    من الملاحظات ب ان غالبية الكتاب يعزفون لنا الحان جنائزية حفظناها عن ظهر قلب نريد الحان تهز من الداخل وهي الحلول وليس المقارنات نعم هم لصوص فاسدون قتلة اكرر م هي الحلول لا اجد ف اي مقال حلا واقتراحات لمواجهة وانقاذ م يمكن انقاذه وضبط الشارع وتوعيتة حتي لا ينفرط الامن خاصة من الحركات المسلحة والمليشيات الحكومية وطبط السلاح المنتشر عند الافراد والاسواق والمخدرات وتامين وتوفير الادوية الصالحة كذلك بعد ذهاب هذه الطغمة توجد اعمال كثيره البلد ام فكوا ي استاذه

  12. هذه هى الحقيقة للاسف فشل سياسيين هو من قاد قادة الانقلاب الى قلب نظام سلطة ديمقراطية هى ليست مبررات انما حقيقة ماثلة وهؤلاء العسكر لم ياتوا من فراغ انما بمساعدة ومساندة ومعاونة وتخطيط وتدبير رؤساء احزابنا كل يغنى على ليلاه وكل يريد ان يبعد الاخر فدخلوا فى جدل بيزنطى استخدموا فى ذلك كل ما لديهم من معاول هدامة ظننا منهم بان العسكر سيسلمون لهم السلطة فيما بعد على طبق من ذهب ولكن هيهات فيلبدون ويخرج الشعب الى الشوارع مضحين بارواحهم وعندما تستوى المساةل على الجودى هاك يا بطولات وبانهم هم من قادوا ونظموا وجهزوا لذلك وهم يعلمون بان الشعب خرج بعد ان خرجت روحهم وطغى عليهم غلاء طاحن بالرغم مما يرونه بان التنمية وبقدر قلتها كلها حصلت فى العهود العسكرية ولكن شعب ابى لا يرضى بالدكتاتورية واغرب ما فى ذلك يساعدون العسكر ويهيئون له الدرب ويفرشونها بالورود والرياحين يمشى عليها دباباتهم البعض لا يصدق ذلك لان هؤلاء كدبأ العسكر وكريزة فى سياسى السودان يريد ايضا بان ينفرد بالسلطة ولا يقبل لا فلى بربمان ولا فى وزارة من يشاركه الحكم لينفرد به وه يغنى حلالى بلالى وعندها ليطرد الحزب المنافس له يقوم باللجوء الى العسكر عبود اتى به حزب الامة النميرى الشيوعيون والقوميون العرب والبشير حزب الترابى وهكذا نعيش فى دوامة وقادة احزابنا بعد ان يستولى العسكر ويطردهم شر طردة يتباكون على ديمقراطية اغتصبت منهم ويذرفون دموع التماسيح ونحن نصدقهم ونهتف باسمائهم واخر هذه الابداعات مذكرة الجيش التى سلمت للصادق المهدى ولكنه عمل اضان الحامل طرشاء والان مرة يوالى ومرة يعادى ورجل جوة بابنه عبدالرحمن واخرى برة بابنته مريم وشخصه وهكذا دواليك وعندما يقبض كما قيل يسكت دهرا ثم ينطق كفرا من يريد منكم ان يرى ما وصلنا اليه من رثاء وانحطاط وتدهور فلينظر الى حالنا وحال ماليزيا لذا على السودانيين الدعاء توسلا لله يا رب اخرج لنا مهاتير السودان ومع ذلك ولا تبسخوا الناس اشياءهم شكرا للعسكر بما قاموا به من تنمية فى البلاد وهذه هى الحقيقة اما صداقنا المهدى قارنوا عهده وفى الديمقراطية الاخيرة اكثر من اربعة سنوات اتحدى من يشير الى بانه قام بانشاء مدرسة ابتدائية وقارنوا ما فعله عبود خلال اربعة سنوات امتد فيها حكمه الى ستة سنوات وايضا النميرى يكفيه مصنع كنانة والبشير سد مروى ومصنع جياد لان الله يامرنا ولا تبخسوا الناس اشياءهم وفى الختام ربنا ما يورينا وش عسكر تانى لينقلب علينا … والله انا فشفاشى منهرى من رجال احزابنا ومن الادهى والامر اعمارهم فاقت الثمانون عاما وهم يتطلعون الى الحكم انها مصيبة ما بعدها مصيبة

  13. التحيه لم مجددا د.سعاد كعادتك في منتهى الموضوعيه
    كان الشعب السوداني يتوقع من حكومة المؤتمر الوطني التنحي وحل حزب المؤتمر الوطني بعد انفصال الجنوب مباشرة وهذا اقل شئ كان يجب ان يقوموا به ولان دستور 2005م لم يعد ساريا ابدا بعد ذلك بعد اعلان انفصال الجنوب الكارثي والمخزي ولكن لم يحصل ذلك
    الشاهد ان كل الدواعي التي ذكرها الانقاذيون لاستيلائهم على السلطه بانقلاب عسكري على الحكومة الشرعيه فان الشعب السوداني يعانيها مضاعفه مرات عديده ومثال ذلك بدلا من حرب اهليه واحده الان هنالك ثلاثه حروب اهليه وسعر صرف الدولار من 12 جنيه هبط هبوطا مريعا حتى تجاوز 000ر11 جنيه ومازال يترنح بقوه بفعل الفساد وسيطرة نافذي الانقاذ على التجارة والاقتصاد على نحو فاضح بلا حسيب ولا رقيب
    الان لم يعد هنالك خافيا على الشعب السوداني البته ولم تعد حكومة المؤتمر الوطني تستطيع اخفاء شئ واصبح اللعب على المكشوف بل تطلق حكومة المؤتمر الوطني تحديها للشعب السوداني بكل فظاه وسؤ وجلافه بان يلحس كوعه وان من يريد السلطه عليه بحمل السلاح وكان ان استوعبت الكثير ممن تمرد عليها ومنحته السلطه وفتحت له خزينة المال العام مال الشعب ليفترف منها ماشاء ويكمل باقي طموحاته بممارسه الفساد كما شاء ولن يعترضه احد على ان يبقى في الولاء والطاعه
    ويظل الشعب السوداني ينظر الى ذلكبمنتهى القرف وهو صابر ومحتسب على ان يكمل ماقام به سبتمبر 2013م ذات صباح ليطوي صفحات الظلام

  14. استعيدوا بيت السودان
    ظل بيت السودان بلندن منذ فجر الاستقلال محطة هامة ومحورية للسودانيين. فهو المأوى والملاذ لهم بكافة فئاتهم. فهم يهرعون اليه للسكن او للالتقاء باخوتهم. وهو يحفل بهم ويضمهم في كافة المناسبات القومية والدينية. خاصة صلاة الجمعة. وظل الجميع يفخر بهذا الصرح الذي يتوسط احد الاحياء الراقية بلندن فهو قريب جدا من محلات هارودس الشهيرة.
    غير ان العقلية الفاسدة للنظام أبت الا ان تبيع هذا الصرح القومي للحصول على حفنة من الدولارات. متجاهلة تماما ما يمثله هذا البيت من رمزية هامة ومكانة في نفوس غالبية السودانيين. فقد انبرت احدى عصابات المال لبيع بيت السودان في تكتم وسرية ودون أي عطاء أو اعلان مثلما فعل النظام بكثير من المرافق والمؤسسات. وقامت العصابة بتسجيل الجهة المشترية كشركة اوفشور مملوكة لهم وحدهم ولا يعرف أحد لها عمل سوى امتلاك البيت. وتقوم خطتهم على أساس الاحتفاظ بالبيت لعدد من السنين حتى يتم نسيان المسألة ثم يعاد البيع بمبلغ ضخم يتقاسمه اصحاب الشركة.
    وكفي مثالا لتوضيح ضآلة المبلغ المدفوع في اطار المؤامرة (وهو 16 مليون جنية استرليني .. بحسب بيانات مكتب تسجيل العقارات في لندن) ان منزل المرحوم رفيق الحريري والذي آلت ملكيته من بعده للراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود وهو مشابه لبيت السودان تم بيعه في نفس الوقت بمبلغ 315 مليون جنية استرليني . بحسب ما جاء في الصحف) ويعنى ذلك ان بيت السودان بيع بمبلغ لا يتجاوز 5% من ثمنه الحقيقي ,علما بأن هذا المنزل في نفس الشارع, بل لا يبعد عنه سوى امتار قليلة ويشابهه في الخارطة الاساسية و الواجهة وعدد الغرف (40 غرفة لكل).والمنزل مغاق تماما.
    اننا نهيب بكافة السودانيين الذين آلمهم بيع بيت السودان أن يتخلوا عن صمتهم وأن يجاهروا برفض هذا الاحتيال على الشعب وسرقة مقدراته وأن يطالبوا باعادة البيت لمكانته الطبيعية.
    ونهيب في المقام الأول بأعضاء المجلس الوطني والمشاركين في مؤتمر الحوار الوطني برفع عقيرتهم والمناداة بكل شجاعة بوقف هذه المهزلة واعادة الامور لنصابها وذلك بالغاء عملية البيع المشؤومة.
    كما نناشد الحكومة البريطانية المؤقرة بالتدخل لوقف عملية البيع كونها تنطوي على فساد ونصب واحتيال خاصة وان بريطانيا رائدة في مجال مكافحة الفساد.
    وقد تم تكوين لجنة وطنية بلندن مهمتها الاشراف على استعادة البيت مهما كلف ذلك لانه ملك للسودان والسودانيين .وتناشد اللجنة الجميع التوقيع أسفل هذه العريضة للتأكيد لنظام البشير انهم يرفضون البيع وانهم لن يصمتوا ازاء ما تفعله هذه العصابة والله الموفق.. والسلام.
    لجنة استعادة بيت السودان
    لندن.. اكتوبر 2015

  15. كل مقالات د. سعاد صادقة وتعبر عن رأى غالبية الشعب السودانى واذا تم جمع هذه المقالات فستكون توثيق حقيقى لحقبة حكم الانقاذ.
    عندى اقتراح لأهل الفن والادب والمؤرخين والمخرجين والممثلين والمنتجين والسينمائيين لصياغة وانتاج مقالات د.سعاد فى فليم يصور حقبة حكم الانقاذ منذ يوم 30/06/1989 وحتى نهايتها… سيكون هذا الفلم (اذا تم انتاجه) توثيق حقيقى وسيستفيد منه الاجيال القادمة ليأسسوا وطن لكل السودانيين دون تفرقة. ويعيدوا السودان لما كان عليه قبل الانقاذ ويبدؤا خطط وتنفيذ تنمية حقيقية والعودة لشعار الاجداد (الله. الوطن. الشعب)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..