أخبار السودان

مَن أنتُم..؟

فيصل محمد صالح

طرحت الحكومة مسودة لقانون جديد للصحافة عام 2004، التقينا مجموعات من الصحفيين وتدارسنا المسودة، وكان هناك اتفاق عام بأنها أسوأ بكثير من القانون الجديد، بما يتطلب العمل على مناهضتها وبيان ما بها من تعدٍ على حرية الصحافة. التقت أجيالٌ من الصحفيين وصاغت رداً مُفصّلاً على المسودة وتوضيحاً للمواد المخالفة للمواثيق الدولية ومبادئ حرية التعبير والإعلام. وتم تكليف لجنة من الأساتذة محجوب محمد صالح ومحجوب عروة ومحمد لطيف بتسليمها للبرلمان ولوزير الإعلام وكل الجهات ذات الصلة. لكن في الليلة السابقة لموعد تسليم المذكرة تلقى الأساتذة الثلاثة استدعاءً من الأجهزة الأمنية للحُضُور في الثامنة من صباح اليوم التالي.
نفذ الأساتذة الأمر، لكن كانت هناك احتياطات ونسخ أخرى من المذكرة، فقامت لجنة أخرى بقيادة الأستاذة آمال عباس بحملها للبرلمان ولوزارة الإعلام. دخلنا مكتب وزير الإعلام بغرض تسليم المذكرة لمدير المكتب، إذ لم تكن لدينا مواعيد مع الوزير وقتها المرحوم الزهاوي إبراهيم مالك، لكنه عُلم بالأمر وطلب دخولنا إليه. روينا له القصة وسلّمناه المذكرة، لكنه سألنا بانزعاج: وأين الأستاذ محجوب محمد صالح الآن؟ أخبرناه أنه نفّذ أمر الاستدعاء ولم يعد حتى الآن، فصفق بيديه متعجباً، ثم قال: “والله مفروض الحكومة تفتش معارضين في عقل وحكمة ونزاهة الأستاذ محجوب وتدفع من أجل إيجادهم”.
كلّما يشتد النزاع بين الحكومة والمعارضة ترتفع تحذيرات هنا وهناك تُحذِّر من أن تؤول الأوضاع في بلادنا إلى مصير سوريا وليبيا واليمن، حيث انفرط عقد الدولة وتقسّمت تلك البلاد لممالك وشيع وطوائف وحكومات، وغطى الدم شوارع مدنها. هذا مصيرٌ مُخيفٌ، تستخدمه الحكومة وإعلامها دوماً لتخويف الشعب من التجاوب مع النداءات المُعارضة، ولعله هو السبب الذي جعل فئات مُعارضة كثيرة تتريّث وتقبل بمبادرات الحل السلمي.
لكن هاهي العبقرية الشعبية تُبادر بطرح وسيلة هادئة وسلمية وديمقراطية، لا تسبب خراباً، ولا توجد اضطرابات، ولا تفتح الباب للعُنف، تُعبِّر عن رأيها وتوصل رسالتها كأهدأ وأبلغ ما يكون، أن يبقى الناس في بيوتهم، وكفى. لكن الغريب أنّ الحكومة التي ظلّت تُحذِّرنا من مصير تلك الدول يتلبسها فجأةً شيطان السلطة، فتبادر بشجب الوسائل السلمية وتدعو الناس للخروج إلى الشارع، وتتحداهم بدعوتهم للمنازلات العنيفة. أو ليس هذا هو الجُنون بعينه؟ لماذا نُكرِّر تجارب من أنتم، وفاتكم القطار، ومصر ليست تونس ….إلخ..؟
مَن الذي يدعو للعنف الآن.. ومن يحاول أن يخلق بلبلة واضطرابات في البلاد قد تقودنا لمصير سوريا واليمن وليبيا، هل هي الحكومة أم المُعارضة؟ أو ليس من المُفترض أن تحمد الحكومة ربها أن أهداها مُعارضة عاقلة وسلمية تخاف على مصير البلاد وعلى أمنها واستقرارها، وتُحاول توصيل صوتها بدون عُنف؟. وعلى قول المرحوم الزهاوي، ألا تحسد حكومات كثيرة في المنطقة حكومتنا على هذه المُعارضة الواعية والعاقلة، وربما تعاير مُعارضتها بالقول “شايفين السودان؟”، وربما تبذل جهداً وتدفع لإقناع مُعارضتها باللجوء لمثل هذا الخيار.
حمى الله بلادنا من كُلِّ شر، ورفع صوت الحكمة والعقل على كُلِّ صوت سواه، وجعل حل مشاكلها وأزماتها في الوسائل السلمية والديمقراطية لتُقدِّم نُموذجاً لدول المنطقة والعالم

التيار

تعليق واحد

  1. عصيان مدني 19 ديسمبر 2016م

    خليكم في بيوتكم .. مافي زول يطلع .. شوفوا أي برنامج .. جخوا ليكم عتود .. عشرة كشتينة .. بلاي استيشن .. خشوا موقع الراكوبة .. واتساب .. فيسبوك .. ونسات حنينة ..سيجة .. كمبلت .. أعملوا أي شي وما في زول يمرق .. باقي شوية

    عصياااااااان ما تنسوا 19 ديسمبر

    عليكم الله ما تمرقوا من بيوتكم يوم 19 ..

  2. جماعة الحكومة و ” مسئوليها” اللامسئولين و على راسهم العميد الراقص يثبتون للعالم انهم مجرد شرذمة من الصعاليك و المجرمين ليس الا

  3. اجمل مافي الموضوع الريس شخصيا من يدعو للمنازله والعنف
    الحمد لله الذي سلط علي الجبهه القوميه الاسلاميه عمر البشير
    وشتت شملها واضعفها
    لو بذل الشعب السوداني كل موارده لما استطاع هزيمة وتفكيك الجبهه
    كما فعل البشير
    الحمد لله حفر ايدك وغريك ليك ي الترابي
    اللهم لا شماته
    ولكن لك الحمد والشكر
    سوف نحتسب ذلك الصبر على اذاكم عند الله

  4. حتماً هذا هو الحل الامثل ولكن بكل اسف انا وانت نعلم بأن اكثر من 90% من الموظفين الحكومين مؤتمر وطني ونجاح هذا الاعتصام يرتبط في المقام الاول بفئة الطلاب وخصوصاً طلبة الجامعات والمرحلة الثانوية ثم بعد ذلك القطاع الخاص ثم بعد ذلك الاطباء وبهذه الطريقة كفا الله المؤمنين شر القتال ويكفي ارواح سبتمبر التي قيدت ضد مجهول رغم ان الفاعل معروف

  5. الابن فيصل شكرا لك وانت تقبض علي جمر القضية لكن عقل حكومتنا في سلاحها والقروش بره زي الكروش ولذلك تظن ان عقل المعارضه ورشدها ضعفا هذا صوغ لها افعال منكرة كثيرة بل تخوف الناس من استلام المعارضة للسلطه لانها اعقل منها وتراها اضعف منها ولكن اين الضعف ما هو باين في العيون المزغللهوالقلوب المزهلله وصاحب بالين كضاب القروش بره والكرشي يهتز جوه والخوف لا يحلقوا برا لا جوا!!!انها اسوا حكومة علي مر التاريخ

  6. حمى الله بلادنا من كُلِّ شر
    أستاذنا فيصل في شر واحد كان الله كفانا اياهو باقي الشرور مقدور عليها.. ألا و هو شر بني كوز.

    لكن لا نملك إلا أن نأمن علي دعائك… اللهم آآآآآآآآآآآآآمين

  7. حتماً هذا هو الحل الامثل ولكن بكل اسف انا وانت نعلم بأن اكثر من 90% من الموظفين الحكومين مؤتمر وطني ونجاح هذا الاعتصام يرتبط في المقام الاول بفئة الطلاب وخصوصاً طلبة الجامعات والمرحلة الثانوية ثم بعد ذلك القطاع الخاص ثم بعد ذلك الاطباء وبهذه الطريقة كفا الله المؤمنين شر القتال ويكفي ارواح سبتمبر التي قيدت ضد مجهول رغم ان الفاعل معروف

  8. الابن فيصل شكرا لك وانت تقبض علي جمر القضية لكن عقل حكومتنا في سلاحها والقروش بره زي الكروش ولذلك تظن ان عقل المعارضه ورشدها ضعفا هذا صوغ لها افعال منكرة كثيرة بل تخوف الناس من استلام المعارضة للسلطه لانها اعقل منها وتراها اضعف منها ولكن اين الضعف ما هو باين في العيون المزغللهوالقلوب المزهلله وصاحب بالين كضاب القروش بره والكرشي يهتز جوه والخوف لا يحلقوا برا لا جوا!!!انها اسوا حكومة علي مر التاريخ

  9. حمى الله بلادنا من كُلِّ شر
    أستاذنا فيصل في شر واحد كان الله كفانا اياهو باقي الشرور مقدور عليها.. ألا و هو شر بني كوز.

    لكن لا نملك إلا أن نأمن علي دعائك… اللهم آآآآآآآآآآآآآمين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..