أخبار السودان

ياسر العطا يحاول لفت الانتباه بالتطاول والصوت العالي

يثير الظهور الإعلامي المتكرر لمساعد قائد الجيش السوداني الفريق أول ياسر العطا الاستفهامات بشأن أهدافه، خاصة أن ذلك تزامن مع تواري قائد الجيش عبدالفتاح البرهان عن الأنظار، ما يوحي بأن العطا يحاول سد الفراغ في قيادة الجيش، في حين يرجح محللون أن يكون هذا الظهور مرتبطا بطموحاته الشخصية.

واتخذ العطا من الصوت العالي وسيلة لرفع المعنويات في صفوف المؤسسة العسكرية، فلم يكتف بالتطاول على كينيا ورئيسها، بل وجه انتقادات حادة لقوى الحرية والتغيير، ما يذكّر بخطاب أتباع النظام السابق.

ويقول مراقبون إن ياسر العطا يعلم أن التطاول قد يلفت إليه الأنظار داخليا وخارجيا، لكنه لا يعلم أن خطاب المزايدات منهج اتبعه أنصار النظام السابق ولم يفلح في تغيير الحقائق على الأرض، ما أوقعه في فخ حاول هو وغيره من قادة الجيش إنكاره أكثر من مرة ألا وهو تزايد التعاون والتنسيق بينهم وبين أجنحة مختلفة تمثل نظام الرئيس السابق عمر البشير.

واستنكرت قوى الحرية والتغيير اتهامها من قِبَل الجنرال ياسر العطا بموالاة قوات الدعم السريع، وقالت في بيان لها الأربعاء “نعلم أن استخدام العطا لخطابات المزايدة الخطيرة يتعلق بطموحه الشخصي في قيادة الجيش واستغلال المؤسسة العسكرية لتحقيق غايات سلطوية خاصة”.

ويرمي خطاب العطا إلى وضع الكرة في ملعب المجلس المركزي للحرية والتغيير وقوات الدعم السريع، والإيحاء بأن ثمة “مؤامرة” حيكت ضد الجيش لتبرير فشله في حسم الحرب.

وكان العطا قد نصح قوى الحرية والتغيير بإقناع قوات الدعم السريع الحليفة لها بتسليم أسلحتها الثقيلة، متعهدًا بخروج آمن لأسرة قائدها الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وأشار بيان قوى الحرية والتغيير إلى أن مزايدات العطا ظهرت في تماهيه مع خطابات النظام السابق و”تبني أكاذيبه”، ما يزيد الانقسام ويضر الجيش والدولة السودانية.

وذكر عضو المجلس التنفيذي لقوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) محمد الهادي محمود أن الجيش الذي ساهم في الانقلاب على السلطة المدنية في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 لا يتوقف عن اتهام القوى المدنية جزافًا بعد أن دخلت معه في صراع طويل لتصحيح مسار الثورة.

وأوضح في تصريح لـ”العرب” أن “توجيه اتهامات بإثارة الحرب لقوى لا تحمل سوى الفكر والرأي يعبر عن خلل في التفكير؛ فقوى الحرية والتغيير ظلت تنادي بضرورة إيقاف الحرب منذ انطلاق شرارتها الأولى وليست لديها مصلحة في استمرارها، وعلى النقيض من ذلك فإن من يخشون المحاسبة والقصاص هم من يعملون على إشعال نيران الحرب كلما كانت هناك فرصة جادة لإخمادها”.

محمد الهادي محمود: توجيه اتهامات بإثارة الحرب لقوى لا تحمل سوى الفكر والرأي يعبر عن خلل في التفكير
محمد الهادي محمود: توجيه اتهامات بإثارة الحرب لقوى لا تحمل سوى الفكر والرأي يعبر عن خلل في التفكير
ولفت إلى أن رد قوى الحرية والتغيير يدعم رغبتها في وقف الاتهامات الباطلة وتوضيح موقفها بشأن إنهاء الحرب والوصول إلى عملية سياسية واستعادة التحول الديمقراطي للبلاد، وهي مقتنعة بأن الذين أشعلوا الحرب هم أتباع النظام السابق وفلوله.

وتمثل مسألة العودة إلى العملية السياسية وضرورة تسليم الجيش السلطة إلى حكومة مدنية منغصا لقيادات عسكرية، خاصة الجناح الذي يدين بالولاء لحزب المؤتمر الوطني المنحل والمتعاطف مع الحركة الإسلامية ويتعامل مع أذرعها المسلحة كطوق للنجاة، ويصب جام غضبه على قوى ترغب في تحول ديمقراطي حقيقي في البلاد.

وأكد قادة المجلس المركزي في قوى الحرية والتغيير أنهم يسعون لوقف الحرب، ولا يميلون إلى طرف على حساب طرف آخر، وأدانوا في اجتماع موسع عقد في القاهرة يوميْ الاثنين والثلاثاء الانتهاكات الواسعة التي ارتكبت في الخرطوم وولايات عديدة.

وقال المحلل السياسي السوداني الشفيع أديب إن “المكون العسكري في السودان اعتاد اتهام قوى الحرية والتغيير بأنها جزء من المخططات التي تحاك ضد البلاد، وهجوم ياسر العطا جاء في وقت يدرك فيه الجيش أن المدنيين لم يعد لديهم حضور على الأرض وتأخروا في إعلان مواقفهم منها والتحرك لإيقافها وليست لديهم مظلة شعبية كما كان في السابق”.

وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن “تصريحات العطا تعود إلى كونه مسؤولا عن الخطابات السياسية في الجيش، بجانب الفريق شمس الدين الكباشي”، وذكر أن “عسكريّي السودان لديهم تكتيك يعتمد على الهجوم لإرباك الخصوم، لكنه لا يحمل ضغطًا حقيقيّا هذه المرة”.

الشفيع أديب: عسكريّو السودان لديهم تكتيك يعتمد على الهجوم لإرباك الخصوم
الشفيع أديب: عسكريّو السودان لديهم تكتيك يعتمد على الهجوم لإرباك الخصوم
وشدد أديب على أن الاتهامات المباشرة التي وجهها الجيش تعبر عن ضعف في هياكل قوى الحرية والتغيير التي لم يعد لها سند سياسي إثر اندلاع الحرب واستمرارها. وعدم خروج اجتماعها في القاهرة بنتائج قوية سيضاعف استهدافها من قِبل العسكريين؛ إذ أدركوا أنها لم تعد قادرة على الانخراط في العمل السياسي الميداني.

ويعني ما قام به العطا من تطاول على كينيا أن الجيش لا يريد وقفا سريعا للحرب مع قوات الدعم السريع، لأن نيروبي تجتهد لوقفها.

وسخر ياسر العطا من مبادرة تقودها كينيا لإرسال قوات حفظ سلام من شرق أفريقيا للمساعدة على إنهاء الصراع الدائر في السودان منذ منتصف أبريل الماضي.

وفي مقطع فيديو نشر الاثنين وجه ياسر العطا حديثا إلى جنود سودانيين وهو يتهكم على دولة كينيا ورئيسها وليام روتو، وقال فيه “قوات شرق أفريقيا خليها في محلها، تريد تأتي بالجيش الكيني تعال (دع قوات شرق ليبيا في مكانها، وإن كنت -رئيس كينيا- تريد الإتيان بالجيش الكيني فَأْتِ به”، وأقسم على عدم عودة أي من هذه القوات إنْ أتت، ملمحا إلى وجود “دولة ثالثة اشترت كينيا”، دون أن يذكر اسم هذه الدولة.

واعتبر وزير الشؤون الخارجية كورير سينغ أوي حديث العطا “لا يستحق تعليقا.. والاتهامات لا أساس لها من الصحة، وبلاده محايدة في الصراع”.

وشدد الوزير الكيني على أن السلام الدائم في السودان لن يتحقق إلا من خلال “إشراك الأطراف المدنية في أي عملية وساطة والدعوة إلى المساءلة عن الأعمال الوحشية، فقد يجد البعض في السودان صعوبة في قبول المبادئ”.

العرب

‫5 تعليقات

  1. الخبيث الخسيس ياسر العطا ما أن تجلس مع هذا المدلس الفاسد تحسبه صديقك وما أن تخرج تنزل عليك المؤامرات والبلاوي وهذا ما حدث مع الكثيرين من من يعرفون الرجل الغدر والخيانة تجريان مجرى الدم في جسده قذر وفاسد وكاذب برتبة جنرال

  2. بعد ١٥ أبريل تمايزت الصفوف
    القائد بيدافع عن الوطن وشعبه وسيادة الدولة..
    ما زي الجماعة اياهم ال اركبوا اول طائرة اجلاء خارج البلد .

  3. الرداحة الجديدة للمجلس العسكري الكيزاني….

    هاشم العطاء و ياسر العطاء فرق السماء و الأرض…

    الكوزنة سلوك و اسلوب حياة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..