الصحفيون السودانيون.. عنف القوانين.. وتسلط المؤسسات الصحفية..!!

* (رنقو): لابد من إنشاء نقابات داخل الصحف لكي تكون اللبنة الأولى لعودة نقابة الصحفيين..
* أمل هباني: معظم الناشرون لا علاقة لهم بمهنة الصحافة ولا يفهمون غير الاعلان وحرصهم على علاقتهم بالحكومة واجهزتها الامنية..
* يوسف حمد: التمييز بين المحررين والكتاب أمراً زائداً عن معركتنا الحقيقية ، ما يعنينا أن يدفع الناشر بدفع ما يوازي مجهودنا..
* مصعب شريف: معظم الناشرين تجار، لايهمهم سوى الكسب المادي ولا يأبهون لقضايا المهنة وهموها..
* رشان: العلاقة بين الناشرين والصحفيين أشبه بالعلاقة بين الاقطاعي وجموع الشغيلة في عهد الاقطاع..
* بهرام: الاتحاد الحالي أخفق وفشل فشلاً ذريعاً في حلحة قضايا منسوبيه من الصحافيين.. وبين كُتاب الأعمدة والمحررين مرارات لن تنتهي..

استطلاع: ماجد القوني

ظلو ملتزمين بمهنيتهم تجاه الكثير من قضايا الوطن والمواطن، ينقلون المعاناة كما يرويها أصحابها، خارجون في سبيل مهنة كانت إلى وقت قريب تُعتبر مهنة البحث عن المتاعب التي لم تكن تتجاوز (الإختلاف معهم في الرأي) أو الالتزام بنشر رد (الآخر) في ذات الصفحة.. الآن ولضيق صدور البعض بالنقد والشفافية لم تعد مجرد متاعب بل أصبح أعتقالاً.. سجناً.. اغتيالاً.. إعتداء، يجاهدون في مؤسساتهم الصحفية التي تفتقد للبيئة الصالحة.. مع ذلك يحملون رسالتهم.. يشكلون ويحشدون الرأي العام في مواجهة القضايا التي تتعلق بحياة المواطنين، يقفون ضد الفساد والمفسدين.. هم عض من قيل عنهم.. (الشايل هموم الناس.. وهمو العندو غالبو يشيلو).. صحفيون في مواجهة الجميع.. السلطة، المعارضة، السوق، القوانين، الإرهاب، الناشرين.. لكن عندما تكون المواجهة صوب المؤسسة النقابية التي يُفترض أن تحميهم وتقف إلى جانبهم.. يجب أن نتوقف قليلاً.. وطرح عددا من التساؤلات لإنصاف من يكتبون عن (الآخر) من خلف كواليس الصحف السودانية، بالكاد يجتهدون في رسم ابتسامة على صورهم الشخصية على الصفحات، بينما يبدو الأمر قاتماً وهم خلف مكاتبهم (يحرّرون).. لكن تُرى متى (يتحرّرون).. وإلى أي درجة يمكننا القول أن اتحاد الصحفيين يعبر عن هموم المشتغلين في الصحافة السودانية؟ ومع غياب الأجسام المطلبية التي تحمي حقوق الصحفيين، هل هناك ضرورة لأن تكون هناك نقابة تضم الصحفيين العاملين بالصحف؟ ولماذا؟ وكيف تبدو العلاقة بين الناشرين والصحفيين..؟ التمايزات بين المحررين وكتاب الأعمدة.. هل يمكن أن تدفع بالمهنة للأمام؟ وماهي شكل المبادرات التي تمت لوحدة الصحفيين العاملين بالصحف.. مجموعة من التساؤلات نحاول الإجابة عليها من خلال هذا الاستطلاع الذي شمل عدداً من الصحفيين بالصحف السودانية..
تجمع إنتهازيين
الأستاذة أمل هباني تذهب قائلة: اتحاد الصحافيين عبارة عن تجمع انتهازيين لا يعبر عن أي صحفي ولا يقدم أي دعم أو ترقية لمهنة الصحافة .. يجب أن تكون هناك نقابة حقيقية للصحافيين تقف الى جانبهم من بطش الناشرين والاجهزة الأمنية ….وتعمل على استقرار وازدهار مهنة الصحافة ،فالصحافة مهنة للعباقرة ورواد التغيير وقادة الرأي ممن يؤمنون بحقوق الانسان والمواطنة الكريمة وليست مهنة لعاطلي المواهب كاسدي المقدرات الذهنية و المهارات المهنية من الطفابيع وماسحي الاحذية من (ورنشنجية ) الحكومة (كما يحدث الآن في هذا العهد ).. علاقة الصحفي بالناشر علاقة فيها كثيرمن الشد والجذب والناشر يتعامل مع الصحفي عالية بمزاجية كأنه شغال في منزله والناشرون معظمهم لا علاقة لهم بمهنة الصحافة ولا يفهمون غير الاعلان وحرصهم على علاقتهم بالحكومة واجهزتها الامنية أجل هذا المصالح ….هناك ناشرون على قلتهم حريصون على خلق بيئة عمل جيدة للصحفي باعطائه راتبه في موعده وتوفير معينات العمل ..وهناك ناشرون غير محترمين وغير جديرين بامتلاك الصحف من رداءة تعاملهم مع الصحافيين

النقابة ضمان للحقوق
الصحفي حمد يوسف في إجابته على تساؤلاتنا ذهب قائلاً: لا أرى مطلقاً أن اتحاد الصحافيين يمكن أن يعبر عني، نظراً إلى تصميمه القانوني واللائحي الغريب، فهو كيان بلا صلاحيات، وليست له القوة التي يستطيع بها أن يدافع عن حقوقي ومصالحي التي تنتهك وما أكثرها، سواء لدى الحكومة أو قطاع الناشرين ..أنا من دعاة عودة نقابة الصحافيين التي تنشأ كجسم حقوقي يخص الأفراد العاملين في صناعة الصحافة فقط: صحافيين ومخرجين صحفيين… الخ، وبالنسبة لي فإن النقابة هي الضامن الوحيد لحفظ حقوقهم.. ولا أرى أن العلاقة بين الناشريين والصحافيين علاقة مثالية، بل هي دون المطلوب، لعدة اعتبارات غير خافية على الجميع، لذلك لا يمكن المجازفة بالقول إنها يمكن أن تدفع بمهنة الصحافة إلى الأمام..
أما في حديثه عن التمييز بين المحررين والكتاب، فيما يخص التمييز المالي، لكون الكتاب أعلى أجراً من المحررين. وبالنسبة لي أن مناقشة هذا التمييز أمراً زائداً عن معركتنا الحقيقية، إذ لا يمكن أن نتدخل في الكيفية التي يوزع بها الناشر أرباحه وعائداته، ما يعنينا حقاً هو مطالبة الناشر بدفع ما يوازي مجهوداتنا نحن كمحررين، وبعدها فليعطي من شاء ما يشاء!!. أما فيما يخص كيانات “وحدة الصحافيين” فأرى أنها خطوة في الاتجاه الصحيح!!.
علاقة إذعان
الصُحفية نبوية سر الختم تتفق مع ما ذهب إليه يوسف حمد، مضيفة: الاتحاد لا يعبر عنا بأي حال من الاحوال، وأتفق مع اتجاه وجود نقابة تشمل الصحفيين العاملين في المهنة ولدى النقابات قوانين تحكمها وللعمل النقابي مشروعيته الدولية.. أما بخصوص العلاقة بين الناشر والمحرر.. لاتوجد علاقة عمل واضحة وان وجدت فعلاقة إذعان ولانتوقع شئ مبشر لوضع الصحفيين بعد انهيار تجربة الناشر الصحفي وأشير هنا لتجربة صححيفة (القرار)..
وتضيف: التمايزات بين كُتاب الأعمدة والمحررين، لايحكمها منطق وهي ترويجية دعائية ذات دوافع شخصية في المقام الاول.. وأعتقد أن شبكة الصحفيين يمكن التعويل عليها بعد اعادة ترميمها وتوسيع نطاقها العامل ليشمل الآخرين..
غياب الحريات
الصُحفي مصعب شريف يذهب قائلاً: اتحاد الصحفيين السودانيين لايعبر عني ولا عن الصحفيين الممارسين للمهنة، بل هو نبت شيطاني واداة من ادوات الحزب الحاكم للسيطرة على الصحافة في السودان.. وهنالك لبس كبير لدى كثيرين يطلقون على رئيس الاتحاد لقب نقيب الصحفيين، وهذا وصف خاطئ وشائع بدعم من السلطة، فالاتحاد هو اتحاد مهني وليس نقابة.. ولاتوجد في السودان نقابة للصحفيين .. ولابد للصحفيين من العمل على استعادة نقابتهم.. اما بالنسبة للعلاقة بين الناشرين والصحفيين، فلايمكن أن تدفع بالصحافة للامام ،لان معظم الناشرين عبارة عن تجار، لايهمهم سوى الكسب المادي ولا يأبهون لقضايا المهنة وهموها ،هذا بالاضافة لإستغلالهم الممنهج للصحفيين وهضم حقوقهم ..المحررين هم أساس العملية الصحفية لان كتاب الرأي يمكن ان يكونوا من خارج الوسط الصحفي وغير ممارسين للمهنة كما يحدث في غالبية صحفنا ،وغياب الحريات هو الذي اسهم في صعود نجم كتاب الاعمدة ،وبالتالي اصبح الناشر يعتمد عليهم في تسويق صحيفته، فغابت القوالب التحريرية المهنية المختلفة مما أثر سلباً على التطور الطبيعي للمهنة .الصحفيين هم الذين يعملون بالصحف ويمارسون المهنة ويعتمدون عليها في معاشهم، وقد قاموا بتنظيم أنفسهم منذ العام 2007 في شبكة الصحفيين السودانيين التي تناضل من اجل حرية الصحافة وحقوق الصحفيين
علاقات اقطاع
(رشان أوشي) تذهب في اتجاه سابقيها حول سلبية اتحاد الصحفيين قائلة: اتحاد الصحفيين لم يعبر يوما عن قضايا منسوبيه، بل كان يعبر وبوضوح عن رأي ومواقف الحكومة، واتضح في لحظة من اللحظات انه احد مرافقها، فبدأ من قضايا اغلاق ومصادرة الصحف من قبل الأجهزة الأمنية لم يتخذ الاتحاد وقياداته موقفا واحد لصالح المهنه والهجمات الشرسة التي تتعرض لها… وتمضي قائلة: بالضرورة ان تتكون نقابة للصحفيين العاملين في الصحف، لانها ستستطيع مساندة قضاياهم والمطالبة بحقوقهم بشكل افضل من وجود اتحاد يضم الالاف ممن لا علاقة لهم بالمهنة ويحملون السجل الصحفي لاغراض التصويت في الانتخابات. وفي حديثها حول العلاقة بين الناشرين والصحفيين بدت في الآونة الاخيرة تشبه العلاقة بين الاقطاعي وجموع الشغيلة في عهد الاقطاع، وتجلى ذلك في عمليات الفصل التعسفي الكثيرة وتهرب الناشرين من سداد مستحقات العاملين في الصحف، وكثره قضايا المطالبة بالحقوق لدى محاكم العمل. . وتمضي قائلة: استأثر كتاب الاعمدة بالصحف، وباتت الصحافة السودانية اقرب لمنابر الرأي منها لصحافة متخصصة تقدم خدمة صحفية مميزة، اضافة الى فروقات الاجور التي يتقاضاها الكتاب مقابل الصحفيين، فتجد في صحيفة واحد كاتب رأي كل ما يفعله هو كتابة مقاله اليومي يتقاضى 10 اضعاف راتب صحفي يحرر الصحيفة من الاخبار وحتى منوعات الصفحة الاخيرة، وفي ردها على المبادرات التي تسعى لوحدة الصحفيين والتي تنشأ هنا وهناك تقول: المبادرات جيدة، ولكنها تحتاج لمزيد من النضج، واعلاء المصلحة العامة على الصراعات والمكاسب الشخصية.
جمعية ثقافية
الصحفي أحمد الشيخ ذهب قائلاً: اتحاد الصحفيين لا يمثلني في أي درجة ولا تهمني انتخاباته واتعامل معه كجمعية ثقافية.. وأضاف نعم يجب ان تكون هناك نقابة يمثل فيها الصحفيين العاملين بالصحف فقط ولا تضم الذين يعملون في القنوات لاختلاف طبيعة العمل والمخدم، العلاقة الحالية بين الناشرين والصحفيين اقرب الى العبودية ودرجة من درجات الاستغلال وهي التي تأخر الصحافة عن أداء عملها، الناشرون لا يعيرون اهتمام لذهاب الصحفي ويمكن ان تصدر صحيفة بدون كتاب لكن لا يمكن ان تصدر صحيفة بدون صحفيين. الصحافة عندنا معكوسة فالكاتب الواحد يأخذ مرتب عشرة صحفيين دون ان يكتب شيئ ذو قيمة وهذه مفارقة لا توجد في العالم الا في السودان هذا وضع شاذ كرسته الانقاذ.. مبادرات توحيد الصحف مهمة لكن المشكلة في الصحفيين يرون أي مبادرة من منظور ايدولوجيتهم لكن انشاء الله في النهاية سنصل الى وحدة تعيد للصحافة مجدها وتقتلع حقوق الصحفيين.. وأرى ضرورة دعم الصحفيين للمجلس في مواجهة الناشرين.
فعل حقيقي
الصحفي عمر كمال (رنقو) قال: في البداية دعنا نتفق طالما أننا نتبع للاتحاد القائم بدعوى أننا نحمل بطاقته ونتلقى خدماته بغض النظر عن نوعية تلك الخدمات وكيفيتها!! المهم أننا نعترف ضمنياً بوجوده ككيان وهذا القول خالي من أي رأي ضد أو مع الاتحاد الحالي ويجب أن يفهم، بعيد عن أي أراء شخصية، ولكن هذا لا يمنع أبداً أن نتخذ أراء واضحة وجادة تجاه الاتحاد الحالي، وأنا أضع ألف خط تحت كلمة جادة أي أنه لابد منا كصحفيين مهمومين بالمهنة وقضاياها أن نتخذ مواقف فعلية تجاه الاتحاد فالرفض يكون إما بالمقاطعة التامة وعدم الاعتراف وهذا مستحيل في الظروف التعسفية للعمل داخل الصحف بالقيد الصحفي أو أن نتبنى فكرة تغييره ولا يوجد طريق متاح الآن غير المعارك الانتخابية لنيل الاتحاد أو النقابة. يمكن أن نخوضها بقائمة أو شخوص نعتقد فيها تمثيل الحد الأدني من قضايانا لا أن نجلس تحت الاشجار ونجتر مرارتنا ومشاكلنا المعقدة ما بين الناشر ورئيس التحرير وتأخر المرتبات والفصل التعسفي و…و… الخ. لابد من فعل حقيقي وهو في نظري خوض المعركة الانتخابية أياً كانت نتائجها وأنا هنا لا أتفق مع بعض الزملاء في الرأي القائل ( أن خوض أي انتخابات تعطي الشرعية للقائمة الفائزة أصلا بحكم الواقع الآني) يقيني أن هذا القول غير صحيح لأن مادام كل الظروف الواقعية حتمت فوزها فهم لا ينتظروني حتى أعطيهم شرعية أو عدمها ولكنني على الأقل أكون قد ثبت موقف رافض ومجابه. أما فيما يخص النقابة فهو الفعل المطلوب والملح جداً ويجب أن نبدأ فيه من داخل صحفنا فنقابات الصحف هي الاساس الحقيقي لعودة نقابة الصحفيين وهي الجسم الوحيد الذي يستطيع أن يوصفنا وصفاً صحيحاً كصحفيين عاملين داخل الصحف لا أن نكون صحافة تلفزيون وإذاعة والكترونية وعلاقات عامة كما هو موجود الآن في الاتحاد العام للصحفيين السودانيين وهذه النقابة هي التي يمكن لها أن تعيد الصحفي هيبته وتوصيفه بعد أن أخذوها كتاب الرأي الذين في نهاية الأمر لا يكتبون إلا إراءهم الشخصية وهم بالأساس لا يمكن توصيفهم بالصحفيين.( الغريب في الأمر أنهم يأخذون أجور خيالية جداً بالمقارنة مع أجر الصحفي). كنت أنا مسنوداً من بعض الزملاء قد أطلقنا مبادرة لخوض الانتخابات القادمة نتمنى أن تجد السند من الجميع وسنطرح برنامجاً إنتخابياً في الأيام القادمة .. نعم وجدنا بعض التأييد والكثير من السخرية والتهكم لكننا ماضون في الأمر لقناعاتنا الراسخة بما نفعل على الأقل أننا نتحرك وحقاً تحرسوا ولا بيجيك حقك تلاوي وتقلعوا . ختاما الشكر أجزله للزملاء في صحيفة الجريدة المبادرون دوماً تجاه قضايا المهنة وأجد نفسي لا أملك غير أن أقول: لابد من إنشاء نقابات داخل الصحف لكي تكون اللبنة الأولي لعودة نقابة الصحفيين، لابد من خوض الانتخابات بغض النظر عن نتائجها، ويجب العمل على أن نتفق بنسبة عالية حول جميع قضايانا، والأهم أن نخلع الجلباب السياسي عن الصحافة (مؤيد – معارض) فالصحفيون هم حجر الزاوية في تغيير واقعهم.
علاقة سطحية
بهرام عبدالمنعم إبتدر حديثه قائلاً: اتحاد الصحافيين كيان هلامي لا يعبر عن الصحافيين، وبعيد كل البعد عن قضاياهم وهمومهم. ويعتقد أن تشكيل نقابة تضم الصحافيين أمر هام وضروري، نسبة لأن الاتحاد الحالي أخفق وفشل فشلاً ذريعاً في حلحة قضايا منسوبيه من الصحافيين، ويرى أن العلاقة بين الناشرين والصحفيين.. (سطحية) بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ولا يمكنها أن تدفع بالمهنة إلى الأمام، خاصة وأن الناشر مهموم بتوزيع صحيفته، وكمية الإعلان الوارد يومياً، دون الالتفات إلى تدريب الصحافيين أو صقل مواهبهم، لأجل تجويد المادة التحريرية، مهنياً، وتحريرياً. أم فيما يخص التمايزات بين المحررين وكتاب الأعمدة، قد راكم مرارات لن تندثر قريباً في نفوس المحررين، خاصة وأن المحرر يغادر منزله باكراً، ويصل مقر صحيفته للتوقيع على دفتر الحضور، والتوجه إلى مكان الحدث، ويعود نهاية اليوم مثقلاً بالإرهاق الجسدي والنفسي، إذ يعود غافلاً إلى المكتب بالمواصلات العامة وأحياناً راجلاً، نسبة لعدم وجود الترحيل. وكاتب العمود يعتمد في كتاباته على المادة التحريرية للمحرر الذي يصطلي بالشمس الحارقة لساعات متواصلة، مضيفاً أن مبادرات وحدة الصحافيين، ظلت تموت سريرياً، لتباين الأجندات والتقاطعات.
وحدة الصحفيين
الصُحفي عبود عبد الرحيم الصورة مقلوبة للاسف في صحافتنا ، فهي تقدم وترفع من شأن كاتب العمود على حساب الصحفي المحرر رغم أن كاتب العمود يعتمد على جهد المحرر الذي يتابع الاخبار والقصص الخبرية وتقديمها للقارئ وكاتب العمود على حد سواء ، لكن دعني أقول ان السبب الرئيسي لتقديم كاتب العمود وتمييزه (المخل) عن المحرر الصحفي يتحمل مسؤليته السياسيين وقيادات الدولة التي تضع الاعتبار لكاتب العمود خشية من قلمه وليس احتراماً لرأيه ، وفي تقديري ان حال الصحافة السودانية لن ينصلح مالم يعود الاهتمام بالمحرر جالب الخبر ، أما فيما يخص المبادرات التي تمت لوحدة الصحفيين العاملين بالصحف.. ان كنت تقصد بوحدة العاملين في الصحف أن يتجاوزوا خلافات فذلك ما لا اعتقد أنه شيئ كبير فالخلافات بين الصحفيين محدودة ولا اعتقد انها تشكل ظاهرة مزعجة بالنظر الى عدد الصحفيين العاملين ، أما اذا كنت تقصد وحدة الصحفيين بدمج الصحف العاملة أو المتوقفة فذلك لا أعتقد انه يمكن أن يكون مجدياً فمعظم الصحف مملوكة لأفراد يسعون لتحقق نجاح خاص وطموح كبير فلن يكون من السهولة أن يقبل بعضهم تجربة الدمج التي حدثت من قبل ولم تثبت نجاحاً .
الاتحاد والشبكة
الصحفي محمد الياس اتحاد الصحفيين لايعبر عن الصحفيين ولاعن قضاياهم بل اتحاد يسيطر عليه افراد ونحن كصحفيين طالبنا من قبل بنقابة المنشاء والاتحاد الحالي تم اختياره من قبل ضباط الاعلام والعلاقات العامة وسونا والاذاعة والتلفزيون.. اما فيما يختص باجور الصحفيين وضعفها هذا طبيعي لان الكتاب الحاليين يتم التعاقد معهم بالملايين فيما ينال الصحفي الفتافيت هناك صحفيين ينالون مبلغ مئة جنيه فقط والبعض راتبه لايتجاوز الاربعمائة جنيه.. مجلس الصحافة والناشرين واتحاد الصحفيين يتحملون ذلك بجانب الدولة التي ساهمت في ذلك والمؤسف ان هناك كتاب يكتبون هردبيس ينالون الملايين وكتاباتهم فطيرة ولاترقي الي مستوي الكتابة الصحفية بجانب خلو الصحف من الصحافة الاستقصائية.. البون شاسع بين شبكة الصحفيين والاتحاد كبير وندعو الي اعادة صياغة الاتحاد ليشمل الصحفيين العاملين والممارسين للمهنة.
مد وجزر
اتفق الصحفي وكاتب العمود (نورالدين عثمان) حول علاقة الصحفيين بالاتحاد، وأضاف قائلاً: بكل بوضوح وللاسف اتحاد الصحافيين ﻻ يمثلني وﻻ يمثل اي صحفي ﻻ من حيث المواقف السياسية وﻻ من حيث الدفاع عن حقوقي كصحفي وﻻ من حيث توفير معينات العمل وتهيئة البيئة المناسبة لممارسة المهنة الاتحاد اليوم ﻻ يعبر سوى عن صوت السلطة وياتمر بامرها.. هناك ضرورة ملحة لتكون هناك نقابة تضم الصحافيين خاصة في الظروف الحالية وعدم الامان الذي يعيشه الصحفي .. فاليوم هو يعمل وغدا عاطل عن العمل بسبب اجواء الحريات الاعﻻمية المعدومة وبسبب توجهات السلطة القائمة التي ﻻ تتوانى من إغلاق الصحف وتشريد الصحافيين ومن هنا يبدا دور النقابة .. العلاقة بين الناشريين والصحافيين محكومة بالمد والجزر الحكومي كلما ضيقت الحكومة على الناشر انعكس ذلك سلبا على الصحفي والعكس صحيح ، ومن مصلحة الناشر ان تكون هناك علاقة جيدة بينه وبين الصحفي ، وهذه العلاقة هي صمام الامان الذي يدفع بالصحيفة الى الامام .. التمايز بين المحريين وكتاب الاعمدة في تقديري فرضه الواقع ، او يمكن ان نسميه طلب السوق ، فعادة المحرر غير معروف لدى القارئ بقدر كاتب العمود وقد تكون العلاقة بين القارئ والصحيفة من خلال كاتب العمود الصحفي ويتنقل القارئ بحثا عن كاتب معين ، ومن هنا ياتي التمايز ويظهر الفرق ﻻ فرق بين ان تاتي بمحرر بمرتب عالي او منخفض فكلاهما سيؤدي المهمة ولكن كاتب العمود اسم معين مالم توفره الصحيفة قد تفقد عدد مقدر من القراء ، اعتقد ان الفكرة وصلت .. المبادرات التي تظهر في الساحة احيانا ثم تختفي في تقدري هي مبادرات موسمية ومعظمها لها عﻻقة باشخاص معينين او صحف معينة بسبب موقف معين وتتلاشى المبادرة بانتهاء الحدث وتعود الاوضاع كما كانت ، وفي ظل دخل السلطة في عمل الصحف ، والتمييز الواضح بين صحف واخرى او في الواقع بين الصحف الموالية والصحف المعارضة لسياسات الحكومة او قل الصحف التي تمارس المهنة بمهنية عالية وﻻ تخضع للضغوط ، وهذا التمييز يشتت مصالح الصحفيين ووحدتهم ويجعل قلوبهم شتى ، وتحركهم المصالح السياسية اكثر وفي هذا الواقع من المستحيل نجاح اي مبادرة ، اما في وضع مغاير قد تنجح هذه المبادرات ..
المحرر
اتحاد الصحفيون في مرمى نيران المشتغلين بالصحافة، عنوان جديد لإستطلاعنا كشفنا من خلاله كيف ينظر البعض لإتحاد الصحفيين السودانيين، البعض منهم استعصم بجبال صمته ورفض الافصاح عن ما بداخله، بعض آخر إلتمس اللاجدوى في مقارعة اتحاد يمتلك قانون عقوبات له القدرة لقمع (تفلتات) الصحفيين، ولا ينشدون تغييراً في فضاء مجتمع صحفي يتحكم في رأسمال الناشرين، وبيروقراطية ادارات الصحف ومؤسسات رقابية تتبع ? على حد رأيهم- للدولة..
أحجار في بركة واقع الصحف السودانية، ومحاولة لتحريك المسكوت عنه في كواليس الصحف، وحسم الصراعات المُستبطنة بين كُتاب يمثلون (التابو) للناشرين، ومحررين في رحلة السعي بين موقع الحدث وماتبهم المُكتظة.. تُرى هل حان الوقت لأن يعلن الاتحاد إنتماءه لمن يحمل اسمهم؟ أم سيمضي قطاره متجاوزاً حقوقهم وقضاياهم؟ وهل سيشرع الصحفيون في تكوين نقاباتهم.. أم سيبقى الحال على ماهو عليه؟ تساؤلات تبقى إلى حين فعل يوازي المرحلة..

تعليق واحد

  1. “رنقو” كان حكيما , هاجم المشكلة لا اعراضها ! لا حل لاي مشكلة بالنباح حولها وهذا ما بفعله اغلب الصحفيين ! ورجاء لاهل الراكوبة لتعيين مدقق لغوي . فمن غير المعقول ان تتطاير في الفضاء الاسفيري اخطاء مثل ( اتحاد الصحغيون) ! الدرب طويل والنضال ليس نزهة . اعانكم الله ذو الحول والقوة

  2. لقد ثنيت اقتراح المعلق هجو لأن أول المقال يبدأ بخطأ نحوي (معظم الناشرون) ولا أراكم تنشرونه حتى الآن.

  3. عشرات الأخطاء اللغوية منها على سبيل المثال أن العنوان بدأ بخطألغوي ” معظم الناشرون والصحيح معظم الناشرين كما أشار الزملاء من قبل ثم أن صلب الموضوع بدأ أيضا بخطأ ” ظلو والصحيح ظلوا ” .. فهل تريدنا بعد هذا أن نحترم صحافة أنتم صحفيوها .. أعوذ بالله منكم ومن الإنقاذ التي فرختكم ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..